Connect with us

لبنان

الدكتورة براكس: لِطَرق أبواب الجمعيات والسفارات بحثاً عن تسهيلات المركز الوطني للجيوفيزياء: رصد الزلازل على مقياس شحّ الدعم!

Avatar

Published

on

كارين عبد النور

ليس سرّاً أن لبنان تواجد في حقب مختلفة فوق فوالق زلزالية سياسية، إقتصادية وإجتماعية – منفصلة حيناً ومجتمعة أحياناً أخرى كما هي الحال الآن. لكن لندع التعابير المجازية جانباً ونتطرّق إلى الموضوع من المنظار الجيولوجي البحت. كيف لا وللبنان تاريخ حافل مع الزلازل والهزّات الأرضية. فهو يقع على مفترق ثلاث صفائح تكتونية (الصفيحة العربية، الصفيحة التركية والصفيحة الأفريقية)، وفوق ثلاثة فوالق كبيرة (اليمونة، الروم وسرغايا).

معظمنا يذكر العام 2008 حين شهد لبنان أزمة زلزالية تمّ خلالها تسجيل أكثر من ألفي هزّة أرضية خلال أربعة أشهر، شعر المواطنون حينها بحوالى 200 منها. لكن هناك قبلها وبعدها الكثير، فالنشاط الزلزالي في لبنان ضارب في القِدم: نعرف أن زلزال العام 551 دمّر بيروت وأودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص، في حين أن زلزال العام 1202 تسبّب بدمار هائل وأدى إلى انهيار 31 عموداً من أصل 40 في معبد جوبيتر في قلعة بعلبك. والسنوات «الزلزالية» الأخرى عديدة، منها: 349، 494، 502، 555، 529، 1157، 1170، 1918، 1956 و1983. أما الهزّات، فلا تُعد ولا تُحصى.

تعريفاً، نتكلّم هنا عن حركة الصفائح التكتونية في القشرة الأرضية التي تنجم عن تعرّضها المستمر لضغوطات تَقارب وتَباعد في ما بينها. كثرة الضغوطات تؤدي الى حدوث كسر في القشرة الأرضية: إنه الزلزال أو الهزّة الأرضية! قد لا تتخطى مدة الهزّة دقائق عدّة، لكنها تطبع أحياناً بنتائجها مجتمعاً لعقود طويلة، وبيروت شاهدة على ذلك حيث أن هزّة 551 جعلتها تختفي مئات السنين بعد أن كانت قد شهدت فترة من النمو والرفاهية بلغت ذروتها في القرن السادس. فمن يقوم بدراسة النشاط الزلزالي في لبنان ومن يراقب خطر الفوالق ويتتبّع حركتها؟ هل يمكن توقّع حصول الهزّات الأرضية وماذا عن إمكانية حدوث تسونامي لتمتّع لبنان بواجهة بحرية طويلة؟ ثم من يصدر النشرات الزلزالية وكيف يتمّ رصدها؟ أسئلة كثيرة تجيب عنها مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء، الدكتورة مارلين براكس، التي التقتها «نداء الوطن» في حديث خاص.

د. مارلين براكس

البدايات والأهداف

تعود بدايات المركز الوطني للجيوفيزياء إلى السبعينيات، حيث أُنشئ ليحلّ مكان مرصد كسارة للآباء اليسوعيين الذي كان يقوم بكافة الأعمال والدراسات الزلزالية والمغناطيسية الأرضية منذ أوائل العام 1900. ومع بداية الحرب الأهلية، قرّر الآباء اليسوعيون إقفال المرصد ومغادرة المنطقة، فطلب مجلس الوزراء من المجلس الوطني للبحوث العلمية تأسيس مركز يتولّى كافة المهام المختصّة بالزلازل والمغناطيسية الأرضية كما التركيز على فهم طبيعة الأرض ومراقبة الخطر الزلزالي. وهكذا تأسّس المركز الوطني للجيوفيزياء في العام 1975 وهو أحد المراكز التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية، التابع بدوره لرئاسة مجلس الوزراء.

من أهداف المركز: متابعة النشاط الزلزالي من خلال الشبكة الوطنية التي تضم 12 محطة موزّعة على كافة الأراضي اللبنانية (بينو، البلمند، حوقا، بحنّس، بئر حسن، قريطم، دير القمر، الفاكهة، زحلة، القرعون، راشيا وشبعا) ومرتبطة جميعها بالمركز الرئيسي في بحنّس؛ إصدار النشرات الزلزالية شهرياً؛ القيام بدراسات برّية وبحرية للفوالق الناشطة؛ دراسة تشوّهات القشرة الأرضية بواسطة شبكة الجودزة الفلكية؛ قياس مستوى المدّ والجزر بواسطة أجهزة يرتبط بعضها بشبكة إنذار التسونامي في البحر المتوسط؛ والأبحاث التي يقوم بها المركز ضمن الإمكانيات البشرية المتوفرة والتي تساعد على فهم وضع الخطر الزلزالي في لبنان.

الشبكة الزلزالية

الحاجة لأخصائيين

«نحن موظّفو دولة ونخضع للقوانين كسائر الموظّفين، مع فارق وحيد وهو اعتبارنا متعاقدين تتجدّد عقود عملنا سنوياً بحسب الحاجة بعد أن يتمّ تقييم عمل كل موظّف ليُرسل على أساسه طلب تجديد عقده إلى رئاسة مجلس الوزراء»، تقول براكس مضيفة: «ليس لدينا راتب تقاعدي كغيرنا من الموظّفين وهذا ما لا يشعرنا بالأمان».

عن الهيكلية الإدارية تخبرنا براكس: «يجب أن يضمّ المركز عِلميّين حائزين على شهادات دكتوراه من مختلف الاختصاصات (هندسة معلوماتية، جيولوجيا، مغناطيسية، جودزة…) مهّمتهم القيام بأبحاث ودراسات دائمة ضمن اختصاصاتهم». وبما أن هدف المركز هو متابعة الخطر الزلزالي، يتوجّب وجود مهندسين ذوي خلفية في الرياضيات والفيزياء لمراقبة قاعدة البيانات وإعطاء النشرات الزلزالية والتحاليل. هذا إضافة إلى السكريتارية والتقنيّين الإلكترونيين الذين يقومون بأعمال صيانة المحطات.

المهام متشعّبة وتستدعي توفّر فريق إداري كبير. لكن «حالياً، للأسف، ليس هناك سوى مدير المركز المتمثّل بشخصي ليقوم بإرسال كافة التقارير إلى أمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية، إضافة إلى مهندس جيوفيزياء ومهندس معلوماتية وتقنيَّين اثنين. مع الإشارة إلى وجود شخصين يعملان بدوام جزئي على بعض المشاريع. فعملنا باختصار هو كالرهبان، كل منّا يقوم بكل شيء»، بحسب براكس.

فريق العمل، على محدودية الإمكانيات، يبذل ما بوسعه لمعالجة جميع المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة بهدف استمرارية المركز بمعايير عالمية، لا سيّما وأن المحطات الموجودة تُعتبر من الأحدث. لكن هذا لا ينفي عدم القدرة على إعداد أي دراسات تتعلّق بالمغناطيسية الأرضية والجودزة الفلكية، نظراً لقلّة عدد الأخصائيين في المركز.

زلزال 1956 في جريدة النهار

توقّع الهزّات… مستحيل

يُعتبر المركز المرجعية الرسمية، الحصرية والوحيدة، في لبنان المختصّة بالخطر الزلزالي والزلازل. من هنا تؤكّد براكس أن «فريق العمل يبقى على استعداد تام على مدار الـ24 ساعة حتى لو لم يكن أفراده متواجدين في المركز. فهم يجيبون على كافة الاتصالات وفي أي وقت». أما أجهزة الكومبيوتر، فهي مربوطة بشبكة الإنترنت لتمكين فريق العمل من القيام بمهامه في حال حصول هزّة أينما تواجدوا. العملية لا تستغرق أكثر من ربع ساعة كي يتمّ سحب الداتا من مختلف المناطق وإعطاء النشرة والمعلومات اللازمة.

وعن سؤال حول إمكانية توقّع حصول هزّة ما، تشير براكس أن ذلك ليس ممكناً حتى في الدول الأكثر تطوّراً: «لا أحد يمكنه توقّع الهزّة حتى لو قبل ثوانٍ من حدوثها. فحين تبدأ الموجات بالتحرّك ويلتقطها الجهاز، ندرك أن هزّة ما سوف تحصل لكن توقّعها مستحيل». وفي السياق، تلفت براكس إلى وجود نظام إنذار مبكر للهزّات الأرضية في الدول المتطوّرة، وهو عبارة عن عدد كبير جداً من المحطات كفيل بتغطية كافة الفوالق، فتقوم القريبة جداً منها من الفالق الذي تحرّك برصد الموجات قبل أن تصل إلى المناطق الأبعد، ما يتيح تحذير الأخيرة بحصول هزّة. وهو نظام يتطلّب، دون أدنى ريب، إمكانيات مادية عالية ودراسات تقنية لتأكيد مدى ونسبة نجاحه في لبنان. ماذا عن التسونامي؟ «هناك نظام إنذار مبكر لمنطقة البحر المتوسط ينذر بوصول موجات تسونامي الناتجة عن هزّة أرضية تكون قد سبقته»، والكلام لبراكس. وبالإضافة إلى نظام الإنذار المبكر هذا، لا بدّ من الإشارة إلى نقطة ارتكاز أخرى تتمثّل بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي يشارك من خلالها لبنان في دورات التدريب وورش العمل في مختلف الدول الموقّعة على المعاهدة.

تعاون داخلي وخارجي

يتواصل المركز مع الإدارات التي تُعنى بقوانين ذات صلة بالزلازل، وهو عضو دائم في مؤسسة المقاييس (ليبنور)، كما يتمّ التنسيق المتواصل والمباشر مع المديرية العامة للدفاع المدني لناحية القوانين والاستجابة السريعة وتنظيم دورات تدريبية لعناصره، زد عليها محاضرات التوعية التي تُعطى في المدارس والجامعات.

نسأل براكس عن الجهات التي يجب تبليغها في حال حصول هزّة أرضية، فتختصرها بأربع: الإدارة، أي أمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية ؛ الدفاع المدني؛ الوكالة الوطنية للإعلام التي تصدر بياناً يوزَّع على الوكالات والمؤسسات الإعلامية الأخرى؛ ووحدة إدارة الكوارث في السراي الحكومي.

خارجياً، يشارك المركز في المؤتمرات الإقليمية والعالمية وفي دورات تدريبية كثيرة. وتقول براكس: «اختصاصنا جديد وفتيّ لا يتجاوز عمره الـ70 سنة. فنحن نترقّب حصول الهزّات على مستوى العالم كي نتعلّم منها، لذا ضرورة الالتقاء مع الدول الأخرى. لكن نظراً لإمكانياتنا المحدودة، تبقى مشاركاتنا مقتصرة على تلك المموّلة من الخارج».

زلزال 1956 في شحيم

التجهيزات حديثة والصيانة غائبة

بحسب براكس، جرى نقل كافة تجهيزات مرصد كسارة لدى إغلاقه إلى المركز الوطني للجيوفيزياء لكنها لم تُستخدم لقِدمها. وكان لدى المركز محطة أو محطتان لغاية العام 1999 حيث راح يزيد عدد محطاته كلّما حصل على تمويل أو مساعدة، إلى أن وصل عددها اليوم إلى 12 تتراوح تكلفة تجهيزات الواحدة منها بين 20 و25 ألف دولار، وهو مبلغ يتخطى الموازنة السنوية للمركز ككلّ. وتضيف أن «محطات المركز توازي المحطات العالمية من حيث التجهيزات لكن عددها قليل. هدفنا إدامة المحطات بالمتوفّر لأننا عاجزون حتى عن تأمين حاجتها من الألواح الشمسية».

بالحديث عن المحطات، تخبرنا براكس أن المعيار الأساس في اختيارها هو تحديد الموقع الأنسب لمراقبة النشاط، أي فوق السطوح الصخرية. أما إذا كانت الغاية من المحطة درس استجابة المنطقة للهزّات الأرضية، فيُستحسن أن تكون فوق أنواع تربة مختلفة. كما تُفضَّل المناطق الهادئة كون الأجهزة حسّاسة يمكن لأي ضجيج أن يعيق رصدها للهزّات والحركات الزلزالية الصغيرة. وبذات الأهمية، تتوجّه الأنظار إلى مناطق محمية وآمنة تفادياً لعمليات السرقة والتعدّي. وللكهرباء أيضاً دورها، إذ يجب أن تكون المحطة قريبة من مصدر كهربائي – لكن في ظل انقطاع التيار مؤخّراً، يتم اللجوء إلى البطاريات والطاقة الشمسية.

جهود للاستمرار

«المركز بحاجة لأمور بديهية ليس أقلّها شراء البطاريات لتأمين الاستمرار. علينا طرق أبواب الجمعيات والسفارات التي قد تساعدنا من خلال تقديم تسهيلات خاصة للبنان». كلمات تلخّص الوضع الحالي للمركز الذي بدأت معاناته بالتفاقم مع تناقص الموارد البشرية نتيجة جائحة كورونا لتتضاعف مع الأزمة الاقتصادية المتمادية.

وفي حين أن المشاريع الدولية تساهم إلى حدّ ما في دعم موازنة تطوير المحطات، لكن ذلك يأتي ضمن جملة شروط تقتصر على شراء بعض المواد والآلات البسيطة لا الأجهزة المتطوّرة. وهناك معضلة تأمين التعبئة المتواصلة للخطوط الخلوية من الشركتين المشغّلتين لقطاع الخلوي: «علينا أن ندقّ أبواب الشركتين بعد رفع التسعيرة مؤخّراً على أمل أن نحظى بدعم لنقل الداتا مجاناً».

ختاماً، ترى براكس أن الأزمة الاقتصادية حرمت المركز من الكثير من الإمكانيات البشرية الهائلة والأخصائيين. فأصحاب الكفاءة غادروا لبنان بعد قبول طلبات توظيفهم في الدول الأجنبية نظراً لمستواهم ومهاراتهم. على أي حال، جرى في الأول من تموز الماضي تعيين أمين عام جديد للمجلس الوطني للبحوث العلمية. لذا يُؤمل أن تساهم توجيهات الأمانة العامة الجديدة بالتعاون مع مدراء المراكز التابعة للمجلس في انتشال الأخيرة من أزماتها.

كفانا الله شرّ الزلازل… على أنواعها.

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار مباشرة

تحذير من لودريان؟

Avatar

Published

on

علمت قناة الـ”mtv” أنّ الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قال لِمَن التقاهم “على وقع حرب غزة لا يمكن بقاء لبنان من دون رئيس خصوصاً إذا ذهب ملف غزة إلى المفاوضات، فلا يمكن للبنان أن يبقى خارج المعادلة وخارج طاولة التفاوض وهو معني بالملف”.

Follow us on Twitter
كما كشفت المعلومات أن لودريان لا يحمل طرحاً رئاسياً إنما هو يحضّ المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الإسراع في التوافق على رئيس للجمهورية وخصوصاً مع حرب غزة وقال لهم: “لم يعد لديكم الوقت وإذا بقي لبنان بلا رئيس فإن البلد سيذهب إلى وضع صعب جداً يجب ألا يبقى ملف الرئاسة موضع خلاف في ما بينكم”.

المصدر: mtv

Continue Reading

أخبار مباشرة

الحكومة ستدفع لـ”الجنوبيين”.. من أين التمويل؟

Avatar

Published

on

 “بعيداً من السياسة، نطرح مجموعة من الاستفسارات حول قدرة الحكومة على تأمين التمويل اللازم لالتزامها بدفع التعويضات الكاملة للمتضرّرين في منازلهم وممتلكاتهم وسياراتهم ومحاصيلهم الزراعية، من جراء الأعمال العسكرية في القرى والمناطق الجنوبية، وللتعويض على المؤسّسات ودور العبادة التي تضرّرت بسبب القصف الذي طالها أيضاً، وذلك بفعل تحويل جنوب لبنان الى “جبهة استنزاف” مُواكِبَة للحرب في قطاع غزة لمدّة شهر ونصف تقريباً”.

Follow us on Twitter
وسأل الكاتب من أين؟.. وتابع الفتى,

فالحكومة التزمت، وهذا واجبها، ولكن من أين سيتوفّر التمويل، طالما أن الأموال “محجوبة” عن كثير من الحاجات الداخلية الأساسية، والتي لا تقلّ أهميّة عن التعويض على متضرّري الجنوب؟

خارج التنفيذ
رأى الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن “هذا ليس الأمر الأول الذي نستمع الى أن الحكومة أو الدولة عموماً اتّخذت قراراً في شأنه، من دون أن تتمكّن من تنفيذه. فعلى سبيل المثال، يُحكى عن التزام رسمي بإعادة كل المخفيين منذ الحرب اللبنانية الى البلد، بينما لم يحصل أي شيء من ذلك بَعْد”.

وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أنه “لا يمكن للحكومة أن تدير ظهرها طبعاً، ولكن الحسابات تتغيّر بين الالتزام من جهة، والقدرة على التمويل، من جهة أخرى. ولا يمكن للدولة أن تعوّض على من خسر منزله في الجنوب، جنباً الى جنب تقصيرها تجاه من هم من دون تعويضات ومنازل من جراء انفجار مرفأ بيروت، حتى الساعة. وبالتالي، لنفترض أن القرار بالتعويض على الجنوبيين جدّي وسيُطبَّق، فإنه يجب أن يكون جدياً على كل الناس. ولكن هذا يحتاج الى تمويل، فيما لا أحد في الخارج يبدو جاهزاً لتقديم أي شيء، خصوصاً بعد الدمار الذي لحق بغزة، التي باتت بحاجة الى مساعدات كبيرة ومُكلِفَة جدّاً”.

ضرائب؟
واعتبر حبيقة أن “التزام الحكومة مع الجنوبيين من ناحية التمويل والتعويض يبقى معنوياً. ولا مجال لزيادة الضرائب أيضاً على اللبنانيين من أجل تأمين التعويضات”.

وشرح: “حتى ولو قررت الدولة التعويض على الجنوبيين بسبب القصف، وعلى المتضررين من جراء انفجار مرفأ بيروت، وعلى كل الناس الذين يحتاجون الى تعويضات في أي ملف كان، اليوم، ورفعت نِسَب الضرائب أكثر لتوفير التمويل لذلك، فسيتوقّف كل نشاط في البلد ولدى القطاعات الاقتصادية في تلك الحالة، وهو ما سيؤثّر بدوره على الدولة سلبياً، لأنه سيحرمها القدرة على جباية الضرائب اللازمة، لأن النشاط الاقتصادي سيكون ضُرِب بزيادة الضرائب كثيراً. فرفع الضرائب لتحصيل أكثر سيرتدّ على الدولة في النهاية، بتحصيل مبالغ ضريبية أقلّ”.

انتخاب رئيس
وشدّد حبيقة على أنه “لا يمكن للدولة أن تُجبر مصرف لبنان على طبع اللّيرة من أجل توفير حاجاتها، وهو لن يفعل ذلك، وإلا سيكون مثل من يرتكب جريمة بحق نفسه والبلد. فطبع العملة سيزيد التضخّم ويُعيدنا كلّنا الى الوراء، ولن يكون حلّاً للمشكلة، ولا لتأمين التعويضات. فهذا مُضرّ للبلد والناس جدّاً، ولا أعتقد أن الإدارة الحالية لمصرف لبنان ستنزلق الى هذا الخطأ”.

وأضاف:”لكل تلك الأسباب، يبقى موضوع التعويضات معنوياً. ونتمنى أن لا تنطلق العمليات العسكرية في غزة من جديد، بما يزيد المناوشات والعمليات في لبنان، وبشكل يوصلنا الى حرب. فتلك الحالة ستجعلنا في وضع مجتمعي عام أكثر فقراً”.

كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”: “بعيداً من السياسة، نطرح مجموعة من الاستفسارات حول قدرة الحكومة على تأمين التمويل اللازم لالتزامها بدفع التعويضات الكاملة للمتضرّرين في منازلهم وممتلكاتهم وسياراتهم ومحاصيلهم الزراعية، من جراء الأعمال العسكرية في القرى والمناطق الجنوبية، وللتعويض على المؤسّسات ودور العبادة التي تضرّرت بسبب القصف الذي طالها أيضاً، وذلك بفعل تحويل جنوب لبنان الى “جبهة استنزاف” مُواكِبَة للحرب في قطاع غزة لمدّة شهر ونصف تقريباً”.

وسأل الكاتب من أين؟.. وتابع الفتى,

فالحكومة التزمت، وهذا واجبها، ولكن من أين سيتوفّر التمويل، طالما أن الأموال “محجوبة” عن كثير من الحاجات الداخلية الأساسية، والتي لا تقلّ أهميّة عن التعويض على متضرّري الجنوب؟

خارج التنفيذ
رأى الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن “هذا ليس الأمر الأول الذي نستمع الى أن الحكومة أو الدولة عموماً اتّخذت قراراً في شأنه، من دون أن تتمكّن من تنفيذه. فعلى سبيل المثال، يُحكى عن التزام رسمي بإعادة كل المخفيين منذ الحرب اللبنانية الى البلد، بينما لم يحصل أي شيء من ذلك بَعْد”.

وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أنه “لا يمكن للحكومة أن تدير ظهرها طبعاً، ولكن الحسابات تتغيّر بين الالتزام من جهة، والقدرة على التمويل، من جهة أخرى. ولا يمكن للدولة أن تعوّض على من خسر منزله في الجنوب، جنباً الى جنب تقصيرها تجاه من هم من دون تعويضات ومنازل من جراء انفجار مرفأ بيروت، حتى الساعة. وبالتالي، لنفترض أن القرار بالتعويض على الجنوبيين جدّي وسيُطبَّق، فإنه يجب أن يكون جدياً على كل الناس. ولكن هذا يحتاج الى تمويل، فيما لا أحد في الخارج يبدو جاهزاً لتقديم أي شيء، خصوصاً بعد الدمار الذي لحق بغزة، التي باتت بحاجة الى مساعدات كبيرة ومُكلِفَة جدّاً”.

الملايين مفتونون بجمالهن: 10 نجمات عربيات جميلات
LIMELIGHT MEDIA
ضرائب؟
واعتبر حبيقة أن “التزام الحكومة مع الجنوبيين من ناحية التمويل والتعويض يبقى معنوياً. ولا مجال لزيادة الضرائب أيضاً على اللبنانيين من أجل تأمين التعويضات”.

وشرح: “حتى ولو قررت الدولة التعويض على الجنوبيين بسبب القصف، وعلى المتضررين من جراء انفجار مرفأ بيروت، وعلى كل الناس الذين يحتاجون الى تعويضات في أي ملف كان، اليوم، ورفعت نِسَب الضرائب أكثر لتوفير التمويل لذلك، فسيتوقّف كل نشاط في البلد ولدى القطاعات الاقتصادية في تلك الحالة، وهو ما سيؤثّر بدوره على الدولة سلبياً، لأنه سيحرمها القدرة على جباية الضرائب اللازمة، لأن النشاط الاقتصادي سيكون ضُرِب بزيادة الضرائب كثيراً. فرفع الضرائب لتحصيل أكثر سيرتدّ على الدولة في النهاية، بتحصيل مبالغ ضريبية أقلّ”.

انتخاب رئيس
وشدّد حبيقة على أنه “لا يمكن للدولة أن تُجبر مصرف لبنان على طبع اللّيرة من أجل توفير حاجاتها، وهو لن يفعل ذلك، وإلا سيكون مثل من يرتكب جريمة بحق نفسه والبلد. فطبع العملة سيزيد التضخّم ويُعيدنا كلّنا الى الوراء، ولن يكون حلّاً للمشكلة، ولا لتأمين التعويضات. فهذا مُضرّ للبلد والناس جدّاً، ولا أعتقد أن الإدارة الحالية لمصرف لبنان ستنزلق الى هذا الخطأ”.

وأضاف:”لكل تلك الأسباب، يبقى موضوع التعويضات معنوياً. ونتمنى أن لا تنطلق العمليات العسكرية في غزة من جديد، بما يزيد المناوشات والعمليات في لبنان، وبشكل يوصلنا الى حرب. فتلك الحالة ستجعلنا في وضع مجتمعي عام أكثر فقراً”.

وختم: “رغم التعاطف الإنساني الكبير مع غزة طبعاً، إلا أن المهمّ أيضاً هو الحفاظ على الحدّ الأدنى من الاستقرار الذي لا يزال متوفّراً في لبنان، بعيداً من الحرب. فإذا دُمِّر (لبنان) وتدهورت أحواله أكثر، لن تستفيد غزة بشيء. والمسار المنطقي الذي نحتاج التركيز عليه داخلياً في الوقت الحالي، هو انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، واستعادة الثقة والاستثمارات، حتى تتمكن الدولة من الإقلاع مجدّداً”.

المصدر: أنطون الفتى – أخبار اليوم

Continue Reading

أخبار مباشرة

تسعيرة المولدات الخاصة عن شهـر تشرين الثاني!

Avatar

Published

on

Follow ua on Twitter
أعلنت وزارة الطاقة والمياه في بيان أن السعر العادل لتعرفات المولدات الكهربائية الخاصة من شـهر تشرين الثاني هو التالي:

34.836 ل.ل. عن كل كيلواط ساعة.

للمشتركين بالعدادات في المدن أو التجمعات المكتظة أو على ارتفاع أقل من 700 متر:
قدرة 5 أمبير: 385.000 ل.ل. + المقطوعية الشهرية x34.8367 ل.ل. عن كل كيلواط ساعة.
قدرة 10 أمبير: 685.000 ل.ل. + المقطوعية الشهرية x 34.836 ل.ل. عن كل كيلواط ساعة.
38.319 ل.ل. عن كل كيلواط ساعة .

للمشتركين بالعدادات في القرى أو المناطق المتباعدة أو على ارتفاع اكثر من 700 متر:
قدرة 5 أمبير : 385.000 ل.ل. (ثابت) + المقطوعية الشهرية x 38.319 ل.ل. عن كل كيلوواط/ساعة.
قدرة 10 أمبير : 685.000 ل.ل. (ثابت) + المقطوعية الشهرية x 38.319 ل.ل. عن كل كيلوواط/ساعة.
تضاف 300.000 ل.ل. على الشطر الثابت من تسعيرة العدادات لكل 5 أمبير إضافي.
وإن هذه التعرفـة مبنية على أساس سعر وسطي لصفيحة المازوت (20 ليتر) في شهر تشرين الثاني البالغ 1.658.317. ل.ل. وذلك بعد إحتساب كافة مصاريف وفوائد وأكلاف المولدات بالإضافة إلى هامش ربح جيد لأصحابها، وقد أخذنا بعين الاعتبار وبالتنسيق مع وزارة الاقتصاد والتجارة كلفة توزيع الصفيحة من محطة الوقود ولغاية المولد.

الملايين مفتونون بجمالهن: 10 نجمات عربيات جميلات
LIMELIGHT MEDIA
وهي تأخذ بعين الاعتبار في إحتساب مكونات اساسية فيها ككلفة الزيوت والفلاتر وتهالك المولد المعدل الوسطي الشهري لسعر الدولار في السوق الموازي الذي بلغ 89.700 ل.ل.

وقد صدرت هذه التسعيرة بناءً على الجدول الحسابي المعتمد من قبل وزارة الطاقة منذ تاريخ 14/10/2010؛ وتطبيقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 2 الصادر بتاريخ 14/12/2011 في شأن إتخاذ التدابير اللازمة لضبط تسعيرة المولدات الخاصة، وإستناداً إلى آلية التطبيق المشتركة بين الوزارات (الطاقة الداخلية والإقتصاد) المعلن عنها بتاريخ 20/12/2011 والتي حَدّدت مسؤولية وزارة الطاقة والمياه في تعميم تسعيرة المولدات الخاصة إستناداً الى أسعار المازوت في نهاية كل شهر”.

من هنا تدعو وزارة الطاقة والمياه أصحاب المولّدات الى الالتزام بقرار وزارة الاقتصاد والتجارة القاضي بالزامية تركيب العدادات وهي سوف تجري دراسة موثقة بهذا الصدد في الفترة المقبلة وصولاً الى تحديث المعادلة المعتمدة لكي تتناسب أكثر فأكثر مع تقلبات أسعار الصرف والوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين مع الأخذ بالاعتبار متطلبات أصحاب المولدات الخاصة.

كما تعلن وزارة الطاقة والمياه أنها أرسلت إلى وزارتي الداخلية والإقتصاد كُتباً حول تسعيرة شهر تشرين الثاني 2023 للقيام بالمقتضى بحسب آلية الضبط المشتركة.

بما يختص بالمصاعد والأقسام المشتركة التي تشترك بقدرات ثلاثية الأطوار (Triphase) ينبغي على صاحب المولد احتساب الشق الثابت من التسعيرة على أساس قدرة الطور الواحد (monophase). على سبيل المثال اذا كان اشتراك المصعد والأقسام المشتركة بقاطع ثلاثي الأطوار 3×15 أمبير يُحتسب الشق الثابت على أساس قدرة 15 أمبير وليس 45 أمبير أي985.000 ليرة وليس 2.785.000 ليرة.

تلفت وزارة الطاقة والمياه انتباه أصحاب المولدات الخاصة والمواطنين الكرام الى عدم جواز ادخال الاضافات التالية الى التسعيرة التوجيهية الصادرة عن الوزارة:

ضريبة على القيمة المضافة غير مبرّرة قانوناً بموجب تسجيل رسمي في مديرية الــTVA في وزارة المالية.

رسوم أو مبالغ إضافية تحت اي ذريعة ككلفة صيانة مولّد أو شبكات أو غيره…

التسعير للمستهلك بالعملة الاجنبية.

رسوم إضافية للمواطنين الذين يستخدمون أجهزة الطاقة الشمسية الى جانب المولدات الخاصة.

وهنا تهيب وزارة الطاقة والمياه بالمعنيين بحماية المستهلك وخاصةً وزارة الاقتصاد والتجارة تشديد الرقابة على حسن تطبيق التسعيرة التوجيهية أعلاه واتخاذ اقصى التدابير بحق المخالفين بمواكبة من وزارة الداخلية والبلديات والقضاء المختص.

تجدر الاشارة الى أن وزارة الطاقة والمياه ترفق ربطاً جدول تركيب التسعيرة التوجيهية المفصّل وكذلك ستنشر هذا الجدول على الموقع الالكتروني الرسمي: www.energyandwater.gov.lb

Continue Reading
error: Content is protected !!