Connect with us

لبنان

البناء: ماكرون يعرض على روحاني مع بدء طهران التخصيب المرتفع تفاهماً بديلاً للخروج من الاتفاق الحكومة متوقفة عند حاجز قبرشمون… ومساعٍ لجلسة الخميس فارس سعد رئيساً لـ”القومي”: مشروع سعاده المقاوم واللاطائفي يبقى الأمل

وطنية – كتبت صحيفة “البناء” تقول: تحدّت إيران التهديدات الأميركية بإحالة ملفها النووي مجدداً إلى مجلس الأمن الدولي، والتهديدات الأوروبية بالانضواء وراء العقوبات الأميركية وإعلان الخروج المماثل للقرار الأميركي من مظلة الاتفاق النووي، وبدأت صباح أمس بتطبيق حزمة متدرجة من الإجراءات التي تخالف التزاماتها في الاتفاق النووي ولا تخالف قواعد العمل المنصوص عليها في معاهدة…

Avatar

Published

on

وطنية – كتبت صحيفة “البناء” تقول: تحدّت إيران التهديدات الأميركية بإحالة ملفها النووي مجدداً إلى مجلس الأمن الدولي، والتهديدات الأوروبية بالانضواء وراء العقوبات الأميركية وإعلان الخروج المماثل للقرار الأميركي من مظلة الاتفاق النووي، وبدأت صباح أمس بتطبيق حزمة متدرجة من الإجراءات التي تخالف التزاماتها في الاتفاق النووي ولا تخالف قواعد العمل المنصوص عليها في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وأعلنت البدء بتخصيب اليورانيوم على درجة الـ 5 تاركة بالتدريج الكشف عن إجراءات جديدة إضافية من ضمنها العودة للعمل في مفاعل آراك للماء الثقيل، والتخصيب على درجات أعلى ستصل إلى الـ 20 وما فوق، مفسحة في المجال للاتصالات الدبلوماسية لإعلان التراجع عن هذه الإجراءات، وتقديم حلول أوروبية أكثر تحقيقاً لما تضمنه الاتفاق من موجبات على أوروبا فشلت بإثبات قدرتها على تحقيقها، وكان الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون قد تحادث لساعة كاملة مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني داعياً للتمهل في الإجراءات الإيرانية التصعيدية، لأن هناك مساعي تقودها فرنسا لوساطة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا من جهة، وضمناً مع أميركا من جهة أخرى تأمل باريس أن تنجح بنهايتها بأن تعرض على إيران في اجتماع يعقد منتصف الشهر الحالي للدول المنضوية في الاتفاق النووي، وتتضمن تطبيقاً أكثر شمولية لمضامين الآلية المالية الأوروبية “أنستيكس”، في مجال التجارة النفطية والتحويلات المصرفية. لبنانياً، تبدو الحكومة في وضع صعب سعياً لتأمين ظروف انعقاد اجتماعها المؤجل منذ حادثة قبرشمون، بعدما تعطلت مساراتها على حاجز قبرشمون والذهاب بالحادثة إلى المجلس العدلي الذي يعارضه الحزب التقدمي الاشتراكي ويتفهم رئيس الحكومة سعد الحريري معارضته، وصولاً لتهديد الاشتراكي باعتكاف أو استقالة وزرائه في حال قررت الحكومة تلبية رغبة الحزب الديمقراطي اللبناني ورئيسه النائب طلال إرسلان المدعوم من تكتل لبنان القوي والذي يلقى طلبه تفهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بحيث صارت التسوية الرئاسية معرّضة للخطر ما لم يتمّ حل الخلاف عبر حوار لا يبدو أنه يتم بطريقة تتيح بلوغه نتائج إيجابية في ظل تصعيد مستقبلي بوجه وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر وتبرؤ من زيارته لطرابلس، رغم محاولته التجسير خلالها للعلاقة مع رئيس الحكومة وحصر هجومه بالحزب الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية، وبدا أن كلام بعض نواب المستقبل عن خطاب باسيل كعقدة سياسية مشابهاً لكلام نواب في التيار الوطني الحر عن ربط عودة الاجتماعات للحكومة بإحالة قضية قبرشمون إلى المجلس العدلي، فيما تقول مصادر رئيس الحكومة إنه يحقق تقدماً في طريق تذليل العقبات من أمام سعيه لعقد اجتماع للحكومة يوم الخميس المقبل. على صعيد آخر، تزامن انتخاب المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي للأمين فارس سعد رئيساً للحزب بعد استقالة الرئيس السابق حنا الناشف، للمدة المتبقية من ولاية الناشف، مع ذكرى الثامن من تموز لاستشهاد مؤسس الحزب وزعيمه أنطون سعاده، حيث تحدث الرئيس المنتخب عن المناسبة، وعن مشروع سعاده القومي النهضوي، وعن النظام الطائفي وما يتسبب به من علل للبنان واللبنانيين، مؤكداً الخيار المقاوم للحزب وموقعه في محاربة الإرهاب إلى جانب الجيش والشعب في سورية، على قاعدة أن فلسطين كانت وتبقى البوصلة التي يسترشد بها القوميون وأن انتصارات المقاومين تبقى المصدر لصناعة الأمل لتقدّم مشروع سعاده. إنفاذاً لقراره الصادر بتاريخ 21/6/2019، والذي قبل بموجبه استقالة الأمين حنا الناشف من رئاسة الحزب، وحدّد تاريخ 6/7/2019، موعداً لانتخاب رئيس جديد للحزب، عقد المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسة مخصصة لهذا الغرض، حيث جرى انتخاب الأمين فارس سعد رئيساً للحزب. وبعد أن أدى الرئيس المنتخب قسم المسؤولية المنصوص عنه في الدستور، ألقى رئيس المجلس الأعلى الأمين أسعد حردان كلمة أكد فيها أن المجلس الأعلى وانطلاقاً من تحمّله لمسؤولياته الدستورية، حرص على سلوك المسار الدستوري وفقاً لما يقتضيه ويتلاءم مع القوانين الحزبية المرعية الإجراء، وبما يؤمّن سلامة الحزب ومصالحه العليا، للاستمرار في أداء واجباته القومية والدفاع عن مصلحة الأمة والمجتمع. أضاف حردان: مرة جديدة يثبت الحزب السوري القومي الاجتماعي بأنه حزب المؤسسات المجسّدة للفكر والعقيدة والنظام، المتمايز والمتفرد بنهجه وسلوكه الديمقراطي المكرّس بتداول السلطة بصورة ديمقراطية عزّ نظيرها. وقال: إن المجلس الأعلى بإنجازه اليوم هذا الاستحقاق الدستوري، يؤكد على قيم النهضة بكل مضامينها ومعانيها، يرسّخ مرتكزات النظام التي حرص عليها القوميون الاجتماعيون طيلة سنوات انتمائهم ونضالهم، مشكلين لأبناء شعبنا أنموذجاً يحتذى في الوحدة والتماسك والمناقبية. وختم: بانتخاب الأمين فارس سعد رئيساً للحزب، يقدّم الحزب مرة جديدة صورة نقية وشفافة تعكس رقي مبادئه ونبل غايته. وإني باسم المجلس الأعلى أؤكد على وحدة وتراص مؤسسات الحزب وعلى تعاون السلطات كافة فيما بينها، وسنقف الى جانب الرئيس المنتخب، في تحمّل مسؤولياته، والتقدّم بالحزب على طريق تحقيق المزيد من الإنجازات، استكمالاً للدور النهضوي والمقاوم الذي اختطه لنفسه منذ تأسيسه. وألقى الرئيس المنتخب فارس سعد كلمة قال فيها: انّ هذه المسؤولية التنفيذية العُليا تكليفٌ لا تشريف، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة والتاريخية من مسار شعبِنا وبلادنا. من هنا ضرورة التكاتف الداخلي الأقوى والتفاعُل الإيجابي الأقصى بين السلطتين التشريعية والإجرائية. أضاف: صحيح أن الفترة الدستورية المتبقّية قصيرة نسبياً، إلا أنني أعِدُ مجلسَكم الموقّر كما أعِدُ القوميين الاجتماعيين بأن نحوّل هذه المدة إلى خلية إنتاجٍ نهضويّ نحن في حاجةٍ حقيقية إليها خصوصاً بعد أن نضيف إلى مناخها النظري والعملي نكهة الفرح بالنضال والمناضلين. وأكد أننا معنيّون بأولويات حزبِنا التنظيمية والدستورية والسياسية والاقتصادية والثقافية. ولذلك سيكون علينا – كقيادة موحدة مسؤولة – مهمة التآزُر الكُلّيّ لإزالة جميع العوائق التي يمكن أن تعترض تصميمَنا على الانطلاق بزخم جديدٍ وبيئةٍ صحيةٍ حفّازة. الى ذلك في الثامن من تموز، ذكرى استشهاد المؤسس أنطون سعاده، أصدر رئيس “القومي” فارس سعد بيانا شدد فيه على مواصلة العمل السياسي لإنقاذ لبنان من مربع التبعية للقوى الاستعمارية الموصولة بالعدو اليهودي، ورأى بأن اقصر الطرق لهذا الانقاذ، تبدأ بوأد النظام الطائفي بكل معادلاته وارتباطاته، وبقيام دولة المواطنة العادلة والقوية والقادرة. واكد أن الممر الإجباري لبلوغ هدف قيام الدولة القوية القادرة، هو عن طريق حماية عناصر قوة لبنان، والتمسك بثوابت الانتماء وبتعزيز العلاقات بين لبنان والشام وفق ما نصّ عليه اتفاق الطائف. لكن ما نشهده في لبنان، تنكرٌ من قبل البعض لهذه الأولويات والثوابت، تحت عباءة النظام الطائفي وبدعة “توازناته”، وهذا خطر جسيم يبقي البلد غارقاً في أزماته البنيوية، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وشدّد على أن المقاومة دحرت الاحتلال الصهيوني وحررت معظم الأرض اللبنانية وشكلت معادلة ردع دفاعاً عن السيادة والكرامة. ولأن لبنان أصبح بفعل المعادلة الذهبية في مربع القوة، ثابتاً راسخاً، دعا فارس البعض الى التخلي عن كل الرهانات التي لا تتطابق مع هوية لبنان وانتمائه، والانخراط في مشروع قيام الدولة فعلاً لا قولاً، على القواعد التي تحرر البلد من اسر نظامه الطائفي ولبلوغ دولة المواطنة. وشدد على ان لبنان يواجه تحديات اقتصادية ومعيشية وبيئية، وعلى كل الصعد، والمطلوب وضع سياسات شفافة لمواجهة هذه التحديات، فليس بسياسة الاقتراض وحدها يخرج لبنان من أوضاعه الاقتصادية الصعبة، بل من خلال برنامج إنقاذي متكامل، يبني الاقتصاد على قواعد متينة تحقق العدالة الاجتماعية، ويلغي بشكل حاسم كل اشكال الهدر والفساد والسمسرات والصفقات بالتراضي. خصوصاً أن ما نراه في موضوع محاربة الفساد، “اكباش” فداء صغيرة، بينما الحيتان الكبيرة “خارج الشبهات”. وقال إننا نرفض أية ضرائب جديدة تطال ذوي الدخل المحدود، كما نرفض المس برواتب العسكريين والموظفين، ونجدد التأكيد على ضرورة سدّ عجز الموازنة، من أبواب معروفة، محمية بالمحاصصة والنفوذ. وبمناسبة الثامن تموز، قام وفد من قيادة الحزب القومي تقدّمه رئيس الحزب فارس سعد، ورئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان ونائب رئيس الحزب وائل الحسنية ورئيس هيئة منح رتبة الأمانة كمال الجمل وعدد من العمد وأعضاء المجلس الأعلى والمسؤولين المركزيين والمنفذين العامين وأعضاء الهيئات بزيارة ضريح سعاده في مدافن مار الياس ـ بطينا، حيث تمّ وضع أكاليل زهر باسم رئاسة الحزب ورئاسة المجلس الأعلى، وأداء التحية الحزبية على وقع هتاف يا أبناء الحياة. وألقى الكلمة المركزية ناموس المجلس الأعلى توفيق مهنا الذي اكد أنّ لبنان القوي بمقاومته، وبالعلاقة الحياتية الطبيعية القومية مع سورية، وبوحدة المصير القومي، مشدداً على ان الميثاق اللبناني ينص على أنّ لبنان لن يكون مقراً ولا ممراً للتآمر على سورية. هذا يجب أن يثبت بالقول والممارسة. فالذين راهنوا على إسقاط سورية دولة ومجتمعاً ومؤسسات ووحدة حياة، وراهنوا على قوى الإرهاب وفتحوا ممرات ومعابر لها، هؤلاء لا يريدون لبنان القوي، لافتاً الى ان المطلوب ان نجسّد مبادئ الثامن من تموز تنسيقاً على كلّ المستويات، لما في ذلك مصلحة للبنان ومصلحة قومية بامتياز. وتابع مهنا قائلاً: انّ العدو اليهودي الصهيوني لم ينتصر علينا بقوّته، بل لأنّ البعض روّج لضعفنا وتفككنا، ولأنّ هناك متخاذلين ومستسلمين ومطبّعين لا يرون في فلسطين إلا عقاراً للبيع، وشعباً يطلب مساعدات. وهؤلاء المتآمرون يتحدثون عن صفقة القرن “السلام مقابل الازدهار” كرشوات لشعبنا. لذلك نقول إنّ شعبنا في فلسطين كما في كلّ مكان من أرض أمتنا وجغرافيتها لن يتنازل عن ذرة تراب واحدة من أرضنا القومية. وعلى الخط الحكومي، لم يسجل أي خرق على صعيد تهدئة الاجواء والتحضير لجلسة مجلس الوزراء التي يتمسك رئيس الحكومة سعد الحريري بعقدها يوم الخميس المقبل. وفيما ترددت معلومات أن “الحريري تواصل مع رئيس الجمهورية في شأن ضرورة انعقاد مجلس الوزراء، وأنه سيستأنف اتصالاته بداية هذا الاسبوع لبلورة تسوية لقضية قبرشمون تساعد على إعادة استئناف جلسات مجلس الوزراء، انسجاماً مع طبيعة المرحلة المعقدة اقتصادياً ومالياً”، أشارت مصادر سياسية الى ان الرئيس الحريري الذي غادر يوم السبت في زيارة خاصة، لـ 48 ساعة، لم يضع رئيس الجمهورية في أجواء سفره، معتبرة أن الاجواء لا تبشر بالخير وان الوضع ليس سليماً، لافتة الى ان القلق بدأ يتظهر عند الكثير من المعنيين على الحكومة. ولفتت مصادر الرئيس الحريري لـ”البناء” الى ان الأخير قرر تأجيل عودته الى مساء اليوم والغى مواعيده التي كانت مقررة اليوم، صباحاً وبعد الظهر. وفي هذا السياق، تشدد مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ”البناء” على ان خطاب الوزير جبران باسيل يريد أن يأخذ البلد نحو التوتر، الذي سيدفع الى فرط الحكومة، مشيرة الى ان باسيل يتحمل مسؤولية ما ستؤول اليه الاوضاع، خاصة وأن الاجدر به، ان يكف عن الخطاب الاستفزازي ونكء الجراح، معتبرة ان الوزير باسيل يمارس الازدواجية في خطابه فهو من جهة يعمد الى نبش القبور والتذكير بويلات الحرب الأهلية وما رافقها، ومن جهة اخرى يسارع الى التأكيد انه سيحارب الفتنة، وسيعمل وتياره على تكريس مفهوم الشراكة. ورأت المصادر ان على رئيس الجمهورية التدخل بأسرع وقت ممكن لضبط هذا الخطاب الاستفزازي خاصة أن ما يقوم به باسيل يسيء الى العهد بالدرجة الاولى، معتبرة ان المناطق اللبنانية جميعها مفتوحة امام الجميع لكن في الوقت عينه على الوزير باسيل، ان يكف عن إثارة التباعد بين اللبنانيين والا لن يجد من يستقبله في الجولات التي يقوم بها، حتى من قوى حليفة باتت من جهتها تبدي انزعاجاً من خطابه الطائفي والمذهبي، داعية الوزير باسيل الى تقييم أدائه وإجراء مراجعة لما قام به عله يدرك ما كان سيلحقه بالبلد لولا تدخل الوسطاء في حادثة قبرشمون وما رافقها لضبط الوضع، معتبرة ان عليه ان يدرك انه لا يمكنه الغاء احد. وشددت مصادر تكتل لبنان القوي لـ”البناء” على ان مصير الحكومة بات محكوماً بمعالجة تبعات حادثة الشحار، لا سيما في ما يتصل بالمجلس العدلي، وتسليم المطلوبين خاصة أن المعلومات تشير الى ان من جرى تسليمهم من قبل الاشتراكي ليسوا المطلوبين وهذا يطرح الكثير من علامات الاستفهام، مشيرة الى اننا الى جانب الحزب الديمقراطي في مطلبه بضرورة إحالة الجريمة الى المجلس العدلي، والخروج من مقولة الأمن بالتراضي، لافتة الى ان من الصحة بمكان ان تعالج الخلافات قبل انعقاد مجلس الوزراء لكي لا ينقل فتيل التوتر الى طاولة مجلس الوزراء. وردا على سؤال لم تستغرب المصادر تجمع زعماء الطوائف لمواجهة مشروع بناء الدولة بدل الكانتونات الطائفية، قائلة ستبقى يد الوزير باسيل ممدودة للجميع لتعزيز التفاهمات. وفيما لمح الحزب الاشتراكي الى امكانية استقالة وزيريه اكرم شهيب ووائل ابو فاعور من الحكومة اذا جرت إحالة حادثة قبرشمون الى المجلس العدلي، شددت مصادر الاشتراكي لـ”البناء” على ان زيارة وفد الاشتراكي لمعراب اول امس فضلاً عن زيارة بكركي، جاءت في سياق التشديد على مصالحة الجبل والتشبث بها، لافتة الى ان ما حصل في منطقة الشحار لن يفسد العيش المشترك في الشوف والجبل، معتبرة ان هناك توافقا بيننا وبين القوات على خطورة الخطاب الطائفي الاستفزازي الذي من شأنه ان يعكر صفو الاجواء الايجابية التي حكمت المرحلة الماضية. وأكد رئيس الحزب التقدم الاشتراكي وليد جنبلاط، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، “أننا لسنا قطاع طرق”، مضيفًا: “أكرر، نحن لسنا قطاع طرق لكن يبدو أن البعض لم يفهم”. ولفتت مصادر وزارية لـ”البناء” الى ان ما يجري من محاولات لإعادة إحياء المحاور من شانه ان يطيح بالحكومة من خلال تعطيل عقد جلساتها، كما فعل وزراء تكتل لبنان القوي الاسبوع الفائت، مشيرة الى ان احداث الجبل قد تكون باكورة الملفات القابلة للانفجار كالتعيينات على سبيل المثال، مشددة على ان الموازنة على سبيل المثال في طريقها الى الهيئة العامة لإقرارها ومجلس الوزراء لم يجتمع لاتخاذ الموقف من قطوعات الحساب. وليس بعيداً نجح الطرابلسيون الى دفع رئيس التيار الوطني الحر الى الخروج بخطاب ومواقف هادئة الى حد كبير تجاه الطائفة السنية، لكنه في الوقت عينه تقصد التصويب على الحزب الاشتراكي وحزب القوات، فقال من طرابلس: “نحن لم نشارك في حروب الآخرين لا في الجبل ولا في طرابلس ولا في أي مكان آخر ولم ننصب حواجز على الطرقات وننتهك حرمات بل كنا دائما مع الجيش ضد الميليشيات”. وأكد أنه هو من يعرف خصوصيات كل المناطق ويحترمها “لأن التيار يعيش في كل مناطق لبنان ويعرف خصوصياتها ويحترمها”. واعتبر باسيل خلال عشاء هيئة قضاء زغرتا في التيار أن “ما حصل اخيراً يدل على ان هناك فتنة تتحضر في البلد وتقوم على رفض الآخر والتحريض عليه والعودة الى رسم خطوط تماس وتقسيم المناطق”، ورأى أن محاربتها تكون بالانفتاح والتلاقي. في المقابل، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن لا اجتماع للحكومة في الأيام المقبلة، لافتاً الى أنها جريمة بحق الوطن في الوضع الذي نعيش فيه وفي ظل صعوبات معيشية تزداد يومياً. وأكد جعجع في تصريح اننا “نحتاج إلى اجتماعات مكثفة وليس مقبولاً ان يعطل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الحكومة من أجل حسابات ضيقة”. ورأى رئيس حزب القوات أنه يجب أن يزول الخطاب الذي يسبب التشنّج، وقال: “لم أفهم كلام باسيل في طرابلس ولزومه، لم يتكلّم في الوضع الحالي، عاد إلى الماضي وطرق الموضوع بقلب أسود، وليس بقليل أن تستقبل منطقة طرابلس باسيل بالاستقبال الذي استقبلته به، وعليه أن يوقف خطاباته الطائفية ووقف المراجل”. وأكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد ان المصالحة في الجبل هي الكنز الذي نتمسك به وهي فوق كل اعتبار لأن السلم في الجبل اساس السلم في لبنان كله. وقال الراعي: نعيش التوتر السياسي الداخلي بسبب حادثة قبرشمون التي عطلت امكانية اجتماع مجلس الوزراء فيما الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية تتفاقم والعجز يتنامى وفقر الشعب في ازدياد. ======================== تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading