Connect with us

اخر الاخبار

لماذا يرفض السويديون الحديث عن ثرواتهم؟

مصدر الصورة Benoit Derrier يعج حي أوسترمالم بكل ما يؤكد أنه بالفعل الحي الأكثر ثراء في العاصمة السويدية ستوكهولم؛ إذ توجد يخوت خاصة وحانات عائمة على شاطئ النهر ومتاجر تعرض منتجات غالية الثمن ومطاعم فاخرة، فضلا عن بعض من أغلى العقارات في المدينة. كما تغص المنطقة بأُناس ذوي مظهر متأنق يحاولون الاستمتاع بشمس الخريف. لكن…

Published

on

مصدر الصورة
Benoit Derrier

يعج حي أوسترمالم بكل ما يؤكد أنه بالفعل الحي الأكثر ثراء في العاصمة السويدية ستوكهولم؛ إذ توجد يخوت خاصة وحانات عائمة على شاطئ النهر ومتاجر تعرض منتجات غالية الثمن ومطاعم فاخرة، فضلا عن بعض من أغلى العقارات في المدينة.

كما تغص المنطقة بأُناس ذوي مظهر متأنق يحاولون الاستمتاع بشمس الخريف. لكن من المستحيل تقريبا أن تجد منهم من يحدثك بارتياح عن ثروته.
أحدهم وهو في الثلاثين من العمر، ويشغل وظيفة بارزة في مجال التسويق قال لي: “لن أخبرك عما أكسبه؛ لأنني لا أرى سببا لفعل ذلك”. الموقف نفسه تبناه شاب آخر، رد على سؤالي عن راتبه باقتضاب قائلا: ” هذا أمر سري”.

وتبرز النظرة التقليدية لهذين الشابين – وغيرهم من السويديين – كونهم ينعمون بما يُعرف بالديمقراطية الاجتماعية، أنه بالرغم من أنهم يدفعون ضرائب مرتفعة؛ فإن التفاوت في الدخول بينهم محدود بالمعايير الدولية.
ومع أن الواقع يعزز هذه الصورة النمطية؛ فإن الفجوة بين فقراء هذا البلد وأغنيائه تتسع باطراد منذ تسعينيات القرن الماضي، إلى حد يجعل دخل أغني 20 في المئة من مواطنيه يفوق ما يكسبه أفقر 20 في المئة منهم، بواقع أربع مرات.
وبينما يشكل الحصول على دخل مرتفع إشارة على نجاح المرء في الكثير من دول العالم، فإن لدى السويديين نفورا عميقا من الحديث عن دخولهم. لذا فشلت كل جهودنا تقريبا لترتيب مقابلات مع شبان سويديين أثرياء. فبعيدا عن ميكرفونات التسجيل، لم يكن هؤلاء يمانعون في الحديث عن منازلهم المتعددة أو يخوتهم الفاخرة وسياراتهم الفارهة، لكن الصمت كان يلفهم ما إن نشرع في تدوين ما يقولون.
أحدهم أرسل لي رسالة نصية، بدت تجسيدا للمشاعر التي تختلج في نفسه ونفوس كثيرين غيره، قال فيها “لدي شعور بأن ذلك الحديث عن الثروة والدخل سيكون بمثابة مباهاة وتفاخر، وهو ما لا أرتاح له للأسف”.
وفي ضوء أن الحديث عن أمور مثل هذه، لا غضاضة فيه في بقاع أخرى في العالم، بدا غريبا أن لا نجد أحدا تقريبا في ستوكهولم يفخر بأنه ينعم بالثراء.
هل تؤثر مساحة منزلك على شعورك بالسعادة؟

مصدر الصورة
Benoit Derrier

Image caption

لاحظت الكاتبة لولا أكينمَيد ووكستروم أن الكثير من السويديين يرفضون مناقشة الأمور المالية مع الغرباء

“غير مريح”
برأي لولا أكينمَيد ووكستروم، وهي كاتبة متخصصة في شؤون الثقافة السويدية تعيش في ستوكهولم منذ أكثر من عقد في الزمان، يشكل الحديث عن المال موضوعا “غير مريح لأقصى حد في السويد”. بل إن التباهي بالثروة أو حتى مناقشة راتب متوسط مع شخص غريب، قد يشكل أحد المحرمات في المجتمع السويدي، لدرجة أن الكثير من أبنائه ربما سيكونون في هذه الحالة أكثر تقبلا وارتياحا “للحديث عن أمور مثل الجنس”، مقارنة باستعدادهم للخوض في نقاش بشأن الدخل المالي.
وتتفق مع هذه الرؤية الصحفية السويدية ستينا دولغرين (28 عاما)، التي عاشت لعدة سنوات في الولايات المتحدة. فبينما يشيد الأمريكيين بمن يفصح عن أنه يجني الكثير من المال ويشجعونه، يراه السويديون غريب الأطوار. ففي السويد “لا يسأل المرء عن الراتب أو عن المال”.
ويتفق الكثير من الكُتّاب المتخصصين في مجال الثقافة على أنه يمكن تفسير جانب كبير من هالة الحظر المفروضة على الحديث عن الثروة والدخل في السويد، من خلال مفهوم ثقافي عميق الجذور يسود في ما يُعرف بدول شمال الكرة الأرضية، ويُطلق عليه اسم “يانته لوغين”. ويشجع هذا المفهوم المرء على ألا يفكر أبدا في أنه أفضل من غيره.
وتقول أكينمَيد ووكستروم – التي تناولت ذلك المفهوم في أحد كتبها – إنه يشكل “قاعدة اجتماعية غير معلنة هنا في السويد وفي الكثير من دول الشمال الأوروبي. الأمر كله يتعلق بألا يكون المرء مبهرجا على نحو مفرط، وألا يتباهى دون ضرورة، وهو وسيلة لإبقاء الجميع – على الأغلب – متساويين، لتبديد مصادر الضغط والتوتر في المجتمع”.
واستمد مفهوم “يانته لوغين” – الذي يعني بالسويدية “قانون يانته” – اسمه من مدينة تحترم القوانين وتحمل الاسم نفسه ظهرت في رواية للكاتب النرويجي الدنماركي أكسيل ساندموس عام 1933. لكن الدكتور ستيفن تروتر، وهو أكاديمي اسكتلندي نرويجي أعد مؤلفات عن هذا الموضوع خلال عمله في جامعة غلاسكو الأسكتلندية، يقول إن الروح التي يعبر عنها ذلك المفهوم موجودة في دول الشمال – خاصة في أريافها – منذ قرون.
ويعتبر تروتر أن “يانته لوغين” يمثل “آلية للضبط الاجتماعي، فهو لا يتعلق بالثروة وحدها، وإنما بألا تتظاهر بأنك تعلم ما لا تعرفه في الواقع، أو تتصرف على نحو يفوق وضعك وإمكانياتك”.

مصدر الصورة
Benoit Derrier

Image caption

التباهي بالثروة أو حتى مناقشة راتب متوسط مع شخص غريب، يشكل أحد المحرمات في المجتمع السويدي.

ويضيف تروتر: “لن يشعر الناس في السويد بالدهشة إذا تحدثت عن كوخك في الغابة، أو عن أن لديك نظام تدفئة تحت أرضية بيتك. فهي أمور شائعة في دول الشمال، ولدى الكثيرين هنا منزل ثانٍ. لكنك غالبا ستتعرض للسخرية قليلا إذا قلت إنك ستنفق القدر نفسه من المال (الذي كرسته لشراء الكوخ أو لتثبيت نظام التدفئة) لاقتناء سيارتين من إنتاج شركة لامبورجيني”.
وتقول أكينمَيد ووكستروم إنه بينما تكافح السويد للإبقاء على صورتها في العالم، كدولة تسودها ديمقراطية اجتماعية ولا توجد فيها فروق طبقية؛ فإن الكثير من السويديين لا يزالون يحرصون على أن يحيطوا أنفسهم بأُناس يماثلونهم في مستوى الدخل.
ويعني ذلك – برأي هذه الكاتبة – أن القواعد التي ينطوي عليها مفهوم “يانته لوغين”، يمكن أن تتبدل وتتغير بحسب المستوى الاقتصادي والاجتماعي لمن يحيطون بالإنسان، فالتباهي والتفاخر – مثلا – قد يكونان مقبوليْن بشكل أكبر، إذا حدثا وسط أشخاص ذوي خلفيات متشابهة.
وتضيف: “يشعر الأثرياء براحة أكبر وهم يجلسون خلف الأبواب المغلقة بصحبة من يماثلونهم في الوضع الاقتصادي والاجتماعي. فبوسعهم في هذه الحالة الحديث عما يمتلكونه من منازل صيفية أو سيارات، مع أي شخص آخر ينتمي لمستواهم نفسه”.
ويتفق أندرياس كينسن (33 عاما) مع فكرة وجود ارتباط بين كيفية تطبيق مفهوم “يانته لوغين” والسياق الذي يجري فيه ذلك. إذ قال الشاب – الذي التقيناه في حي أوسترمالم خلال جولته على المتاجر الراقية هناك كما يفعل في عصر كل يوم – إنه لن يتردد في أن يخبر أصدقاءه بالرحلات التي يقوم بها إلى الخارج، ولن يحجم عن التفاخر بذلك على حسابيْه على إنستغرام أو فيسبوك، لكنه لن يفعل ذلك بالتأكيد إذا كان يتحدث مع غريب قابله للتو.
رفض متزايد
لكن مفهوم “يانته لوغين” بات يتعرض الآن لانتقادات متزايدة، من جانب عدد متنامٍ من الشبان السويديين الناجحين، الذين يطالبون بأن يتحدث أبناء مجتمعهم بشكل أكثر وضوحا، عن أمور مثل تحقيق النجاح ومراكمة الثروات.
من بين هؤلاء، نيكول فالشاني (22 عاما) التي بدأت منذ أن كانت مراهقة في كسب أموال مقابل التدوين على شبكة الإنترنت، وقد أصبحت الآن إحدى الشخصيات الشهيرة المؤثرة على الشبكة العنكبوتية، بعدد متابعين يبلغ 354 ألفا تقريبا على موقع إنستغرام.
فحينما التقينا هذه الفتاة، خلال جلسة تصوير كانت ترتدي فيها مجوهرات شبيهة بتلك التي ترتديها العروس في حفل زفافها، لم يرف لها جفن عندما سُئلت عن المقابل الذي تحصل عليه للمشاركة في الحملات الدعائية، وردت بالقول “نحو 20 ألف دولار في الحملة الدعائية الواحدة”. وتنفق فالشاني أموالها في الأغلب، على السفر للخارج واقتناء حقائب غالية الثمن، كما سبق لها شراء شقة في وسط المدينة، وهي لم تتجاوز العشرين من العمر.

مصدر الصورة
Benoit Derrier

Image caption

شباب في السويد يطالبون بأن يتحدث أبناء مجتمعهم بوضوح عن تحقيق النجاح ومراكمة الثروات.

وتقول فالشاني: “أتمنى أن يختفي مفهوم `يانته لوغين`، لأنني أعتقد أن ذلك سيفيد كثيرا كل من يعيشون هنا. إذا كان بمقدورنا الحديث عن المال فسيصبح مجتمعنا أكثر انفتاحا بقدر كبير. إنها لفكرة رائعة أن يكون الجميع متساويين. لكن هذا لا يؤتي ثماره، فإذا كنت تعمل بشكل أكثر جدية من الآخرين، فمن الواجب عليك أن تفخر بذلك”.
ويعزو أساتذة جامعيون في النرويج رد الفعل العكسي من قبل الشبان حيال الـ”يانته لوغين”، إلى صعود نجم وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقولون إن التدوين سواء بالكتابة أو بمقاطع الفيديو – بصفة خاصة – يدعم ضربا من “النزعة الفردية الجامحة”، التي تشجع المرء على السعي للتفرد عن الآخرين. وقد كانت هذه النزعة – حتى وقت قريب – أقل انتشارا في دول الشمال الأوروبي، منها في دول الغرب الأخرى، خاصة الولايات المتحدة.
ويضيف الباحثون أن “هناك عددا متزايدا من الناس يستخدمون هذا المصطلح (مفهوم الـ `يانته لوغين`) باعتباره مسبة، خاصة وأن الكثير من الشبان يقولون صراحة إنهم يكرهون هذه العقلية”.

مصدر الصورة
Benoit Derrier

Image caption

البعض – مثل نيكول فالشاني – لجأوا إلى منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق النجاح

وتتفق الكاتبة أكينمَيد ووكستروم مع هذا الرأي، وترى أن لمنصات التواصل الاجتماعي تأثيرا كبيرا بالفعل. وتقول إنه منذ أن أصبحت المباهاة والتفاخر أمريْن شائعيْن على “فيسبوك” وإنستغرام، شرع السويديون – من أصحاب الإنجازات الشخصية البارزة – في الشعور بارتياح أكبر وهم يتحدثون عن نجاحاتهم على رؤوس الأشهاد.
وتضيف أن مَن يفعلون ذلك “أُناس موهوبون ومهرة للغاية، قُمِعوا بفعل انتشار مفهوم `يانته لوغين`.. ويرون في الوقت نفسه أشخاصا ذوي قدرات عادية وهم يتباهون ويتفاخرون بثقة” عبر شبكة الإنترنت.
وتتوقع أكينمَيد ووكستروم أن يتلاشى هذا المفهوم ببطء، بفعل شروع الأشخاص – الذين قُمِعوا طويلا بسببه – في الحديث علنا عما يجيدون القيام به. وتشير في الوقت ذاته إلى حقيقة أن “منصات التواصل الاجتماعي تربط المرء بجمهور أوسع لا يألف مفهوم الـ `يانته لوغين` هذا”.
وترى الكاتبة كذلك أن شعبية ذلك المفهوم تراجعت، نظرا لارتفاع معدلات الهجرة. ففي السويد – وهي الدولة الأكثر تنوعا بين دول الشمال الأوروبي – ستجد أن قرابة 25 في المئة من السكان إما وُلِدوا في الخارج أو لأب وأم أجنبييْن.
وتقول أكينمَيد ووكستروم: “الثقافات الأخرى تجلب معها فكرة الاحتفاء بالنجاح وبالموهوبين وبالكفاءات والمهارات”.
وتحظى هذه النظرية بتأييد نيكول فالشاني، التي وُلِدَتْ ونشأت في السويد لأب وأم إيطالييْن. وتقول هذه الشابة إنه يصعب عليها في بعض الأحيان، أن تحدد أيا من الموضوعات التي ناقشتها مع أقاربها في إيطاليا، سيحظى بالقبول إذا حاولت الحديث عنه في المجتمع السويدي.
وتقول فالشاني إنها تعتقد أن الوضع يتحسن بالفعل، وأن السويد تصطبغ بطابع أوروبي أكثر وأكثر، مع قدوم مزيد من الأجانب للإقامة فيها جالبين معهم ثقافاتهم المختلفة.
يُضاف إلى ذلك – بحسب قولها – عرض الكثير من البرامج التليفزيونية الأميركية على الشاشات السويدية، وهي برامج لا تتناول مضامينها مفهوما مثل “يانته لوغين” لا من قريب ولا من بعيد. رغم ذلك، تقول هذه الشابة إنها لا تتوقع أن يتلاشى ذلك المفهوم بشكل كامل لأنه “متجذر بشدة في الثقافة السويدية، أو بالأحرى في الثقافة الإسكندنافية”.
باحثون متخصصون يشاطرونها هذا الرأي بدورهم، ويقولون إنهم يأملون في أن تبقى الجوانب الإيجابية من هذا المفهوم، وهي تلك التي تتعلق بالحض على التحلي بالتواضع، وأن تتلاشى جوانبه السلبية، المرتبطة بالتقليل من أهمية الآخرين.
اللافت أن بعض المهاجرين للسويد، يقولون إنهم بدأوا الاقتناع بذلك المفهوم، مثل سيدة في منتصف الثلاثينيات من عمرها، جاءت من تشيلي إلى ستوكهولم قبل ثلاث سنوات.
وتقول هذه السيدة: “أعتقد أن لدينا في تشيلي مجتمعا أنانيا بحق، تكتسي فيها الإنجازات الشخصية بالأهمية، مثل نيل المرء درجات علمية أو اتصافه بالجمال أو امتلاكه سيارة أو منزلا. (هنا في السويد) لدينا جارة تعمل عارضة أزياء، لكنها لم تتفاخر قط بأنها تظهر على صفحات المجلات”.
وتضيف: “التواضع بالنسبة لي مهم حقا، وما أحبه في السويد أن الأشياء المادية ليست بهذا القدر من الأهمية في ضوء وجود مفهوم الـ `يانته لوغين`” هذا.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Worklife

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي

Published

on

تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.

وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».

واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».

وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.

ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.

وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.

إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».

في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».

وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.

وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.

من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».

واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.

ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.

وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.

وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».

وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.

 

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار العالم

ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟

Published

on

لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.

وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).

وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.

وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.

أطفال فلسطينيون بالقرب من موقع غارة إسرائيلية.

وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.

يعاني مواطنو هايتي من أعمال العنف

اضطر العديد من مواطني هايتي إلى ترك منازلهم بسبب أعمال العنف.

وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.

وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.

وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.

 

ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.

وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.

ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.

ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟

1. فراغ السلطة

صورة لتأبين الرئيس جوفينيل مويس

تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.

كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.

واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.

ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.

 

والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.

وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.

وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.

مارتين مويس (تتحدث إلى ابنها)

وعلى الرغم من عدم وجود رئيس، لم تعقد البلاد انتخابات برلمانية أو عامة منذ عام 2019 ولم يعد هناك مسؤولون منتخبون.

كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.

وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.

وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.

ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.

 

ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.

ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.

وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.

وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.

وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.

2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج

 أرييل هنري رئيس وزراء هايتي

يشغل أرييل هنري منصب رئيس وزراء هايتي منذ عام 2021، ولا يزال منصب الرئيس شاغرا.

يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.

كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.

وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.

وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.

وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.

العنف في هايتي

وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.

وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”

وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.

وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.

 

بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.

ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.

وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.

3. تفوق على قوات الأمن

أعمال العنف في هايتي

أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.

وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.

وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.

وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.

وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.

وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.

كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.

وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.

وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.

Continue Reading

أخبار مباشرة

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري

Published

on

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟

بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟

ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.

في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.

في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.

8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.

في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.

فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.

متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.

كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.

اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.

تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.

دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.

أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…

والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.

Continue Reading