اخر الاخبار
رحلة فتاة من التنمر الجنسي على الإنترنت إلى رائدة في مكافحة الجرائم الجنسية
مصدر الصورة Olimpia Coral Melo Cruz Image caption سقطت أولمبيا فريسة للاكتئاب وحاولت الانتحار ثلاث مرات بعد انتشار مقطع فيديو ظهرت فيه عارية كانت أولمبيا في الثامنة عشرة من عمرها عندما انتشر مقطع فيديو حميمي لها على وسائل التواصل الاجتماعي دون موافقتها، لتنقلب حياتها بعد ذلك رأسا على عقب. كان صاحبها هو مَن سجل الفيديو،…
مصدر الصورة
Olimpia Coral Melo Cruz
Image caption
سقطت أولمبيا فريسة للاكتئاب وحاولت الانتحار ثلاث مرات بعد انتشار مقطع فيديو ظهرت فيه عارية
كانت أولمبيا في الثامنة عشرة من عمرها عندما انتشر مقطع فيديو حميمي لها على وسائل التواصل الاجتماعي دون موافقتها، لتنقلب حياتها بعد ذلك رأسا على عقب.
كان صاحبها هو مَن سجل الفيديو، لكن أولمبيا كانت الوحيدة التي ظهرت فيه. وكان الفيديو خاصا بهما ومن المفترض أنه أُعّد لهما دون غيرهما. لكن صاحبها ينكر أنه هو الذي نشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وما أن وجد الفيديو طريقه للإنترنت حتى باتت أولمبيا معروفة باسم “المكتنزة المثيرة”.
“ثلث المراهقات” في بريطانيا يتعرضن للتحرش الجنسي على الإنترنت
شركات التكنولوجيا تدعم إجراءات لمكافحة الاتجار بالجنس عبر الانترنت
سقطت أولمبيا في دوامة من الاكتئاب العميق وقضت ثمانية أشهر لا تستطيع مغادرة منزلها، بل وحاولت الانتحار ثلاث مرات.
لكن بمرور الوقت أدركت أولمبيا أنها لم تكن الخاطئة بقدر ما كانت الضحية.
وأصبحت أولمبيا بذلك ناشطة وكتبت أول دعوى مكسيكية عن التنمر الجنسي عبر الإنترنت ليصدر تشريع يحمل اسمها “قانون أولمبيا”.
وهذه هي الرواية الأصلية لأولمبيا.
مصدر الصورة
Olimpia Coral Melo
Image caption
أول تشريع مكسيكي ضد التنمر الجنسي عبر الإنترنت حمل اسم “قانون أولمبيا”
في عامي الثامن عشر سجلتُ مقطع فيديو جنسي مع صاحبي. ولا أدري كيف انتشر الفيديو على واتساب، وقد ظهرتُ فيه عارية دون أن تتحدد هوية صاحبي.
وبدأ الناس يتحدثون عني، أما صاحبي فقد تركني أواجه المشكلة وحدي؛ منكرا أنه هو الموجود في الفيديو هربا من الحرج.
وجعل الناس يتكهنون مَن الذي ضاجعته في ذلك الفيديو.
ونشرت جريدة محلية على صدر صفحاتها قائلة إن مستقبلا واعدا كان ينتظرني كفتاة لولا أن سمعتي ساءت الآن على وسائل التواصل الاجتماعي. وباعت الجريدة أعدادا ضخمة. لقد كانوا يتكسّبون من لحمي.
وكنت أتلقى يوميا طلبات صداقة على وسائل التواصل الاجتماعي من رجال باحثين عن الجنس.
وبدأوا ينادونني “مكتنزة واوتشينانغو المثيرة” في إشارة إلى مدينتي في المكسيك.
ولما بدأ نطاق القصة يتسع أصبحتُ أُدعى “مكتنزة بويبلا المثيرة” في إشارة إلى الولاية التي تتبعها مدينتي.
وقتها شعرت أن حياتي انتهت؛ فحبستُ نفسي في منزلي لثمانية أشهر لم أجرؤ خلالها على الخروج منه.
وكنت لا أزال شابة صغيرة، ولم أدر إلى مَن أتوجه، ولا كيف أرفع الأمر إلى الجهات المعنية.
وفوق كل ذلك، فإن ما حدث وقع في فضاء العالم الإلكتروني، مما جعل الأمر يبدو كأن شيئا لم يحدث. فكيف أدافع عن نفسي لو كنت أنا مَن سجّلت الفيديو بنفسي؟
مصدر الصورة
Reuters
Image caption
طبقا لعدد من الدراسات، وقع نحو ثلثي النساء فوق 15 عاما في المكسيك ضحايا لنوع من العنف
وقد حاولت الانتحار ثلاث مرات، أوشكتُ في إحداها على القفز من فوق أحد الجسور قبل أن ينزل أحد المارة من سيارته ويتحدث إليّ. ولا أدري إنْ كان يدري أنه أنقذ حياتي.
ولم تكن أمي تستخدم الإنترنت، ومن ثم فلم تدرِ شيئا عن القصة. وظننتُ أنّ وقتا طويلا سيمضي قبل أن تعرف أمي. وقلت لها إن ثمة شائعات عن فيديو، لكن لست أنا صاحبته.
‘لقد عشتِ حياتك الجنسية’
لكن في أحد أيام الأحد، اجتمع أعضاء العائلة جميعا في منزلنا، وإذ بأخي ذي الأربعة عشر ربيعا يدخل ويرمي بهاتفه المحمول وسط المجلس، قائلا: “هذا فيديو موجود لأختي أولمبيا”.
لحظتها انخرطت أمي في البكاء.
كان ذلك أسوأ يوم في حياتي. ألقيت بنفسي عند قدمَي أمي وطلبت منها الصفح ومن كل أعضاء أسرتي. وشعرتُ أنني مذنبة.
وقلت لهم إنني أريد أن أموت، وطلبت منهم أن يعينوني على ذلك.
وكان أنْ فاجأتني أمي، البسيطة التي لم تتم دراستها ولا تعرف الكتابة، بأن رفعتْ جبهتي ونظرتْ في عيني قائلة: “كلنا نخطئ، ابنة عمك، وأختك وأنا – كلنا نخطئ. الفارق الوحيد هو أنهم رأوكِ، وهذا لا يجعل منك مجرمة”.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
أولمبيا: “إن نشر مادة إباحية لشخص دون موافقته، يشبه الاغتصاب”.
انتابتني الدهشة، وتابعتْ أمي قائلة: “لقد عشتِ حياتك الجنسية كالآخرين، وثمة دليل على ذلك. كان سيلحق بك الخزي لو أنك سرقت شيئا أو قتلت شخصا، أو حتى أسأت معاملة كلب”.
وكانت هذه هي أول مرة أعرف فيها معنى التضامن الأنثوي، وأننا نحن الإناث عندما نتضامن نمثل قوة ضاربة.
وأعرف أنْ ليس لكل الفتيات أمهات كأمي، التي دعمتني في أوقاتي العصيبة. وتتعرض معظم الفتيات للنبذ في البيت أو المدرسة أو الجامعة أو مكان العمل – لا لشيء إلا لممارسة حياتها الجنسية.
وقامت أمي بفصل تليفون المنزل وكذلك الإنترنت، ووفرت لي حماية من العالم الخارجي. وجعلتني أشعر بالأمان في البيت.
لكن خارج المنزل كان الناس لا يزالون يلوكون اسمي، وكان البعض يأتي ويطرق باب البيت قائلا إن حديثا مثارا عن مقطع فيديو. وكنت أتوارى عنهم.
كالاغتصاب
لا يدري الناس شيئا عن تبعات هذا النوع من العنف. إنه يقيد الحرية، وينتهك الخصوصية، ويحدّ الحركة والحياة. ولا تجد الضحية أمامها سبيلا غير الإذعان وذلك لظنها أنها خاطئة.
وهنا مكمن الصعوبة في الوصول للعدالة.
إن كل نَقرة “إعجاب” على أي من تلك المنشورات تعتبر اعتداء، ضربة. كما إن نشر مادة حميمة لشخص دون موافقته يشبه الاغتصاب.
لم تكن مضاجعة، وإنما اغتصاب؛ لأنهم استخدموا جسدي دون موافقتي. صحيح إنها نسخة إلكترونية منه، لكنه جسدي على كل حال.
تملّكني شعورٌ بأنني لن يتسنَّ لي مبارحة منزلي مرة أخرى. كنت أرى العالم عبر نافذتي.
لكن شيئين أخرجاني من هذه العزلة.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
عندما علمت أولمبيا أن نساء كثيرات تعرضن للتنمر، اعتقدت أنه يتعين عليها فعل شيء في هذا الصدد
كانت البداية، عندما دعاني صديق وطلب مني أن ألقي نظرة على مواقع تسخر من نساء أخريات، قائلا: “وبهذا ترين أنك لست الوحيدة، وأنهم يسخرون من أخريات لمجرد السخرية. وأنت تجيدين التحدث وقادرة على اجتذاب الأسماع. وعليك أن تفعلي شيئا في هذا الصدد”.
وشاهدتُ كيف أن نساء يتعرضن للتهكم على الإنترنت لمجرد أن حواجبهن كثيفة، أو لأنهن شقراوات، أو عجفاوات، أو غير ذلك.
سلوك غير مقبول
لكن ما أشاط غضبي هو صورة لفتاة مصابة بمتلازمة داون. وقول أحد المعلقين على الصورة إنه لا يهم كيف تبدو، “ما دام يمكن استغلالها جنسيا”.
عندئذ قلت: “هذا غير مقبول”.
الأمر الثاني الذي دفعني إلى تغيير وجهتي، كان عندما نشرت الصحيفة ذاتها التي سخرت مني مادة أخرى عن امرأة كانت قد سرقت 40 زوجا من الأحذية.
وتصادف أني كنت أشهد المارة من النافذة، فرأيت هذه المرأة في الطريق.
وكانت ترتدي رداء أصفر فاقعا في يوم مشمس، وكان الجميع ينتقدوها، حتى بائعة الورد كانت تخفي منها ورودها كما لو كانت ستذبل إن هي طالعتها.
وخطر ببالي أول الأمر أن في انتظاري مصيرا يشبه مصير تلك المرأة ذات الرداء الأصفر إن أنا خرجت من منزلي.
لكنني عدتُ وسألتُ نفسي: “إذا كانت هي قد سرقت وخرجت إلى الشارع، فلماذا لا يمكنني أنا الخروج؟”
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
إبلاغ السلطات عن جريمة جنسية ارتُكبت عبر الإنترنت لم يُجْد نفعا مع أولمبيا
وبلا أي نظريات نسوية، بدأت أعرف أنني لست مَن يتحمل اللوم.
وفي نفس اليوم، ذهبت إلى الجهات المعنية وسجلت شكوى.
محنة ثانية
وبينما كنتُ ضحية تنشد الوصول إلى العدالة مررتُ بمحنة جديدة؛ ذلك أن الضابط المخوّل لمساعدتي طلب مني مشاهدة الفيديو، وما أن فعل حتى انفجر ضاحكا.
لقد كان يتلذذ بالمشاهدة في حضوري.
ثم قال: “لم تكوني مخمورة، ولا تحت تأثير مخدر، لم يغتصبك أحدهم. وطبقا لقانون العقوبات، لا توجد جريمة”.
ووجدت نفسي أغادر المبنى غاضبة جدا.
ليلتها بت غارقة في التفكير، وحال الأرق بيني وبين النوم ونهضت في فراشي أتساءل: “ماذا يعني بأنه لا توجد جريمة؟”
وشرعت في التواصل مع أخريات تعرضوا للتعري عبر الإنترنت.
وشرحتُ لهم أنه لا فكرة لديّ عما تُدْعى به هذه الجريمة، ولا عن ماذا يجدر بنا أن نفعل، لكن كان علينا أن نفعل شيئا.
مصدر الصورة
Olimpia Coral Melo
Image caption
“أكثر من مجرد قانون. هذه قضية. نريد أن نرفع الوعي، وأن نمنع هذا العنف ونضع حدا له” تقول أولمبيا
وشيئا فشيئا بدأت الأمور تتضح. وقد طرحنا معا مشروع قانون وتقدمنا به لولاية بويبلا.
وكان كثيرون قد نصحوني بأن أنسَ القصة، لكن ذلك كان يعني قبول الهزيمة.
الجميع بات يعرف مَن أنا وكيف يبدو شكل جسمي.
ما كنت أفعله لم يكن ليعيد لي حقي، لأن ما وقع لم يكن ليمنعه شيءٌ من الوقوع.
لكنني فكرت في كل الفتيات اللاتي يتعرضن لنفس التجربة – كل الفتيات اللاتي سيفكرن في الانتحار، تماما كما كنت أنا ذات يوم.
في البدء تَسمّى مشروع القانون باسم الهدف المرصود له وهو مكافحة العنف الجنسي عبر الإنترنت. وكانت المرة الأولى التي قُدّم فيها مشروع القانون في جلسة عامة بمكتب عمدة بويبلا.
وما أن دخلت مبنى البلدية حتى بدأ الجميع يتهامسون.
كان ذلك في مارس/آذار 2014، ولم أكن تجاوزت التاسعة عشرة من عمري.
مصدر الصورة
Frente Nacional para la Sororidad
Image caption
لافتة تقول “ما يحدث في العالم الافتراضي هو حقيقي” – أحد شعارات الحملة المناصرة للقانون
أخبرتهم بأني أولمبيا “فتاة واوتشينانغو المكتنزة”.
وتحدثت معهم عن الفيديو وقلت إن هناك كثيرا من الضحايا لهذا النوع من العنف.
وأطلعتْ الحضور على صور ملتقطة كاشفة أن بعض الجلوس قاموا بعمل مشاركات وإعجابات بذات الفيديو الذي ظهرتْ فيه على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعندئذ قلت لهم: “أنتم المجرمون، لا أنا”.
أنا لست خجلى من كوني ذات ثديين. لم أعد أجد حرجا في ممارسة حياتي الجنسية.
لقد وجدت ضالتي في هذه اللحظة وأخذتُ دفعة كبيرة من الطاقة.
بعد ذلك، حُظرَتْ الصفحة التي نشرت الفيديو الذي ظهرتُ فيه. وعزا المسؤولون الحظر إلى أن ثمة “امرأة مجنونة”.
لكن كان لا يزال أمامي شوطٌ طويل.
وقال أحد أعضاء المجلس التشريعي إنه لا يمكنه دعم مشروع القانون لأنه بذلك يكون كمن يدعم الانحلال.
مصدر الصورة
Frente Nacional para la Sororidad
Image caption
في نهاية الأمر تم تمرير القانون في بويبلا عام 2018 وبات الآن ساريا في إحدى عشرة ولاية من بين 32 ولاية مكسيكية
ولم يأت عام 2018 حتى صار المشروع قانونا.
واعتبر التشريع من قبيل الجريمة قيام أحدهم بمشاركة محتوى خاص بشخص آخر على الإنترنت بدون موافقة هذا الشخص. كما يناقش التشريع مسألة التنمر عبر الإنترنت وكذلك العنف الجنسي على الإنترنت. فضلا عن الدعوة لاتخاذ تدابير لزيادة الوعي العام بشأن نوع العنف.
ويظن عدد من المكسيكيين، على سبيل المثال، أن تبادل رسائل نصية جنسية مع شخص آخر يعتبر عُنفا. لكنهم مخطئون؛ ذلك أن تبادل أمثال تلك الرسائل هو حق من الحقوق الجنسية. إنما الجريمة في مشاركتها عبر الإنترنت دونما موافقة الطرف الآخر.
وسواء رأت المؤسسات ذلك مقبولا أم لا، فإنها يجب أن تخبر الشباب عن طرق آمنة لممارسة حياتهم الجنسية عبر الإنترنت.
وبعد سنوات من المفاوضات، تم تمرير القانون في بويبلا. وبات ساريا في إحدى عشرة ولاية مكسيكية أخرى حتى الآن.
“النساء ترغبن في الشعور بالأمان على الإنترنت”
أكثر من قانون. إنها قضية. نريد أن نرفع الوعي، وأن نمنع هذا العنف ونضع له حدا. النساء يردن أن يشعرن بالأمان على الإنترنت. لنكن واضحين أن العالم الافتراضي هو عالم حقيقي.
قام عدد من النساء بتدشين الجبهة الوطنية للسيدات، التي تتناول حالات التنمر الجنسي، وتحاول طمأنة الضحايا بأنهن لسن وحدهن.
إننا نحاول تعضيد النساء وتمكينهم لحماية أنفسهن وتفادي العنف الرقمي أو العنف عبر الإنترنت.
وقد أصبح التشريع معروفا باسم “قانون أولمبيا” وهو اسم أطلقته صحفية في مقالة لها تناولت القضية.
ضحكتُ لدى سماعي اسم القانون للمرة الأولى، لكنني أدركت أنه أكثر من إشادة وإقرار لصالحي. لقد كان بمثابة بناء جديد لكياني.
ذلك أنني لم أعد تلك الفتاة “المكتنزة المثيرة”، وقد بات اسمي مقرونا بقانون يجرّم الاعتداء والإيذاء عبر الإنترنت.
أخبار الشرق الأوسط
بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي
تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.
وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».
واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».
وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.
ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.
وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.
إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».
في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».
وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.
وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.
من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».
واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.
ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.
وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.
وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».
وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.
أخبار العالم
ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟
لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.
وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.
وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).
وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.
وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.
وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.
وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.
وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.
وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.
ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.
وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.
ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.
ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟
1. فراغ السلطة
تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.
كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.
واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.
ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.
والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.
وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.
وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.
كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.
وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.
وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.
ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.
ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.
ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.
وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.
وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.
وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.
2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج
يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.
كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.
وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.
وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.
وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.
وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.
وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”
وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.
وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.
بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.
ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.
وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.
3. تفوق على قوات الأمن
أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.
وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.
وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.
وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.
وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.
وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.
كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.
وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.
وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.
أخبار مباشرة
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟
بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟
ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.
في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.
في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.
8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.
في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.
فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.
متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.
كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.
اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.
تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.
دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.
أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…
والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.