Connect with us

أخبار الشرق الأوسط

صدام حسين باح بحّبه للبنان الذي “أفسد العرب”

Avatar

Published

on

٢٠ عاماً مرّت على الغزو الأميركي للعراق. فإلى جانب أنّ الغزو غيّر طبيعة الحكم في هذا البلد العربي، ما غيّر معه الشرق الأوسط، إلا أنّه أزاح أحد أقوى الحكام العرب، صدام حسين، الذي خاض أعتى الحروب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أسسها الامام الخميني عام 1979. ما يروى اليوم بعد عقدين من الزمن، فهو قصة حاكم العراق السابق مع لبنان على لسان أحياء يرزقون.
Follow us on Twitter
في كتاب «الطريق الى الوطن… ربع قرن برفقة كمال جنبلاط» يروي الوزير السابق محسن دلول، جانباً من هذه القصة، فتحت عنواناً فرعياً في الكتاب «الطريق إلى انهاء المقاطعة العراقية للبنان عام 1973». قال دلول: «طلب إلينا الرئيس سليمان فرنجية التدخل لدى القيادة العراقية لإنهاء مقاطعة العراق للبنان وإعادة تشجيع المصطافين العراقيين بالعودة إليه، بعدما قاطعوه على اثر إغارة الطيران الحربي للجيش اللبناني على مخيّميّ صبرا وشاتيلا. وبهدف ترتيب الأمر، توجه إلى العراق وفدان لبنانيان، واحد رسمي ضم: نسيم مجدلاني، الأمير مجيد أرسلان وأحد كبار ضباط الجيش اللبناني. وآخر شعبي، كنت أنا في عداده مكلّفاً من كمال جنبلاط». أضاف: «اجتمعنا كوفديْن في وفد واحد، والتقينا مع نائب الرئيس صدام حسين (الرجل القوي في النظام). وتحدث باسمنا جميعاً مجدلاني»، فطالب صدام حسين «أن تبادر القيادة العراقية إلى انهاء المقاطعة مع لبنان باسم العلاقة الأخوية والمصير الذي يجمع الشعبيْن والبلديْن». فأجابه صدام حسين بالرفض قائلاً: «إنّ الجيش الذي يقصف مخيمات الفلسطينيين هو جيش غير عربي ولا يمكن إعتباره إلا قوة تقوم بالدور المناط بجيش العدو الإسرائيلي».

يتابع دلول: «بعد مداخلة صدام النارية شعر الحضور بالحرج، وخيّم الصمت على اللقاء. إخترقت أجواء الصمت بطلب الاذن بالحديث من صدام حسين، وكانت تربطني به علاقات منذ أمد بعيد، فقال لي: هل انت موافق على قصف الجيش اللبناني للمخيمات؟ قلت له: قطعاً أنا غير موافق، ولكن أيضاً أنا لست موافقاً على كلامك… يستحيل أن يكون لبنان إلا في قلب القضية العربية، والجيش اللبناني قاتل قتالاً عظيماً في العام 1948 ضد الصهاينة… واليوم نتحمل الكثير من الاعتداءات من العدو الإسرائيلي بما في ذلك الجيش اللبناني». ولفت دلول إلى «تعرض أكثر من نظام عربي للفلسطينيين، والبعض منهم أصدقاء حميمون لكم». إبتسم صدام حسين، وقال: «هذا صحيح، لكن هؤلاء الذين تقصدهم بحديثك (أي الأردن)، قد ندموا على ما فعلوه».

بعد هذا الحديث، أوضح دلول: «إسترخى صدام حسين بعض الشيء، بعدما بدا متوتراً جداً في البداية، وراح يضحك. ثم نادى أحد مستشاريه، وسأله: ما اسم المقهى الذي يرتاده العراقيون والسعوديون والكويتيون في بحمدون في جبل لبنان؟ فأجاب: «مقهى الشامات». عندها قال صدام للوفد اللبناني: يجلس هؤلاء في مقهى الشامات ويقرأون في الصحف اللبنانية: شمعون يطالب بإسقاط رئيس الحكومة، وجنبلاط يطالب بإقالة رئيس الجمهورية، وإده يطالب بمحاكمة المخابرات…»، يتابع صدام قائلاً: «ثم يعود العراقيون إلى بغداد وفي رؤوسهم بذرة المطالبة بالمثل، فأنتم تفسدون العرب». قلت له: «على عكس ما تعتقد يا سيادة نائب الرئيس، فإن ذلك يؤثر على مساعدتهم لسلوك طريق بناء نظام سياسيّ حيّ».

وخلص دلول إلى القول: «بعد جدال، إبتسم صدام، وراح يسترسل راوياً على مسامعنا المعلومات عن المشاريع المتميّزة في العراق»، ثم التفت اليّ وقال لي: «يا محسن، إنتهى الأمر، وسيصدر القرار اليوم بإنهاء مقاطعة لبنان، وقبل أن تصلوا إلى بيروت سيكون المصطافون العراقيون قد سبقوكم إلى هناك».

محسن دلول

حسن الرفاعي

العلامة الدستوري حسن الرفاعي في كتاب مذكراته «حارس الجمهورية» قال: «في مناسبة يوم استقلال العراق في 14 تموز 1974، وكان يتولى رئاسة الجمهورية في العراق آنذاك محمد حسن البكر صورياً، فيما كان الحاكم الفعلي نائبه صدام حسين، طلب الرئيس فرنجية من الوزير الرفاعي (الذي كان وزيراً للتصميم) أن يمثله في تلك المناسبة… وبعد مرور أشهر على تلك الزيارة، جاء إلى الرفاعي ضابط من مخابرات الجيش اللبناني وقال له: «هناك تقرير عنك يفيد أنّك بعثي عراقي». فسأله الرفاعي عمن كتبه، فقال له إنّه ضابط في المخابرات كان في بغداد أثناء زيارته. وقدّر الرفاعي أنّ الأخير قد تأثر بالحفاوة التي خصّص بها العراقيون الرفاعي، واغتاظ من إبعاده من قبل العراقيين عن الوزير اللبناني».

تتمة قصة صدام حسين مع لبنان، رواها قبل أيام بيتر بيرغن، محلل الأمن القومي في CNN، ونائب الرئيس في New America والأستاذ في جامعة ولاية أريزونا. وهو مؤلف كتاب «تكلفة الفوضى: إدارة ترامب والعالم». فكتب يقول على الموقع الالكتروني للشبكة الاميركية: «قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن جورج بيرو (اسم العائلة محوّر أميركياً مثل أسماء عائلات لبنانية وعربية كثيرة)، وهو عميل لبناني أميركي خاص في منتصف الثلاثينيات من عمره ويتحدث العربية، كان الشخص المناسب لاستجواب صدام» (بعد اعتقال الأخير على يد الأميركيين).

إستجوبت وكالة المخابرات المركزية صدام أولاً. ثم على مدى سبعة أشهر، تحدث بيرو معه لعدة ساعات في اليوم، من دون السماح لأي شخص آخر بالدخول إلى غرفة الاستجواب. لقد اكتشف بيرو من الدكتاتور العراقي أنه لا توجد أسلحة دمار شامل وأن صدام كان يحتقر فقط أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة.

بعد استجواب صدام، صعد بيرو إلى مناصب رفيعة المستوى في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وتقاعد في تموز الماضي كوكيل خاص مسؤول عن مكتب ميامي الميداني. وهو الآن يكتب كتاباً عن استجواباته المطولة للرئيس العراقي السابق لسيمون وشوستر (دار نشر).

أنجح استجواب

مع اقتراب الذكرى الـ20 لبدء حرب العراق، تحدثت إلى بيرو حول ما يعتبره البعض أنجح استجواب في تاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي والهزات الارتدادية للغزو الأميركي للعراق، والتي لا تزال محسوسة حتى اليوم.

بيتر بيرغن: أخبرني كيف بدأ كل هذا.

جورج بيرو: تلقيت مكالمة عشية عيد الميلاد، حوالى الساعة 5 مساء، من مسؤول تنفيذي كبير في قسم مكافحة الإرهاب. وأخبرني أنه تم اختياري للتو لاستجواب صدام حسين نيابة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي.

بيرغن: ماذا كان رد فعلك؟

بيرو: الذعر. في البداية- سأكون صادقاً- كان من المرعب معرفة أنني الآن سأستجوب شخصاً كان على المسرح العالمي لسنوات عديدة. بدت هذه مسؤولية كبيرة نيابة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي. ذهبت إلى (مكتبة) بارنز أند نوبل، واشتريت كتابين عن صدام حسين حتى أتمكن من البدء في تحسين فهمي لمن هو وكل الأشياء التي ستكون مهمة في تطوير استراتيجية الاستجواب.

في لقائي الأول مع صدام، في غضون 30 ثانية، كان يعرف شيئين عني. أخبرته أنّ اسمي جورج بيرو وأنني المسؤول، فقال على الفور: «أنت لبناني». قلت له إن والديّ لبنانيان، ثم قال: «أنت مسيحي». سألته عما إذا كانت هذه مشكلة، فقال لا على الإطلاق. كان يحب الشعب اللبناني. أحبه اللبنانيون. وكنت مثله قائلا: «حسناً، عظيم. سنتعايش بشكل رائع».

بيرغن: كان صدام علمانياً، أليس كذلك؟

بيرو: أراد صدام أن يعتبر واحداً من أعظم القادة العرب المسلمين في التاريخ. في ذهنه، كان ثالث أعظم محارب في تاريخ العرب المسلمين. لذلك، لكي يتم الاعتراف بصدام على أنه هذا النوع من القادة والمحاربين العظيمين، كان يجب أن ينظر إليه على أنه متديّن. لكنه كان علمانياً جداً. لقد روج للقومية العربية مقابل المنظور الإسلامي. كان أكثر تركيزاً على الجانب العربي من العراق مقابل الجانب الإسلامي في العراق.

بيرغن: طارق عزيز، وزير خارجيته، كان مسيحياً، أليس كذلك؟

بيرو: نعم. كان طارق عزيز نائباً لرئيس الوزراء، في مرحلة ما، ووزيراً للخارجية. كان كلدانياً، وهو كاثوليكي، ولم يجبره صدام أبداً على اعتناق الإسلام أو أي شيء من هذا القبيل. كان معظم موظفيه في قصوره ومواقعه الرئاسية مسيحيين…».

هذا قليل مما قيل في الذكرى الـ20 للغزو الأميركي للعراق، وهذ حصة للبنان فيها.

 

نداء الوطن – أحمد عياش

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي

Avatar

Published

on

تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.

وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».

واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».

وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.

ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.

وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.

إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».

في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».

وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.

وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.

من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».

واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.

ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.

وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.

وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».

وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.

 

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

إسرائيل تُهاجم رفح لتحقيق مكاسب في مفاوضات القاهرة

Avatar

Published

on

واشنطن تأمل في «سدّ الفجوات» لنجاح الهدنة
أطلقت الدولة العبرية عمليّاتها البرّية في شرق رفح لتحقيق أكبر قدر مُمكن من المكاسب في مفاوضات القاهرة الهادفة إلى إبرام هدنة تتخلّلها عملية تبادل للأسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة «حماس»، فيما خرجت تحذيرات أممية وعربية ودولية من مخاطر استكمال اجتياح رفح على الوضع الإنساني والأمن الإقليمي.
Follow us on Twitter
وأعربت واشنطن عن أملها في أن تتمكّن إسرائيل و»حماس» من «سدّ الفجوات المتبقّية» في محادثات وقف إطلاق النار والتوصّل إلى اتفاق نهائي «قريباً جدّاً»، مشيرةً إلى أن تل أبيب أبلغتها بأنّ عمليّتها العسكرية في رفح «محدودة» من حيث حجمها ومدّتها، وتهدف إلى قطع إمدادات الأسلحة عن الحركة.

كما جدّدت الولايات المتحدة معارضتها لهجوم بري كبير في رفح، فيما شدّدت على ضرورة إعادة فتح معبر رفح على الحدود المصرية أمام المساعدات الإنسانية «في أسرع وقت مُمكن» بعدما سيطر عليه الجيش الإسرائيلي وأغلقه، إضافةً إلى مطالبتها بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم الواقع بين إسرائيل والقطاع.

إسرائيليّاً، اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن أحدث اقتراح للهدنة قدّمته «حماس» لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية، مؤكداً أن الضغط العسكري لا يزال ضروريّاً لإعادة الرهائن. ولفت إلى أنه طلب من الوفد المفاوض المتّجه إلى القاهرة مواصلة الإصرار بحزم على الشروط المطلوبة للإفراج عن الرهائن، وعلى المطالب الضرورية لضمان أمن إسرائيل.

ووصف نتنياهو سيطرة الجيش على معبر رفح بأنه «خطوة هامة للغاية» في الطريق المؤدّي إلى تدمير القدرات العسكرية المتبقّية لدى «حماس»، فيما حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد جولة له في رفح من أن بلاده مستعدّة «لتعميق» عملياتها في غزة إذا فشلت محادثات الهدنة، لافتاً في الوقت عينه إلى أن الدولة العبرية مستعدّة «لتقديم تنازلات» لاستعادة الرهائن.

في المقابل، شدّد القيادي الحمساوي أسامة حمدان على أن الحركة لن تستجيب لأي مبادرة أو صفقة تبادل تحت الضغط والتصعيد العسكري، واصفاً قرار نتنياهو بتوسيع العمليات العسكرية لتشمل رفح والسيطرة على معبرها، رغم موافقة «حماس» على مقترح مصري – قطري لوقف النار، بأنه يعكس إصراراً على تعطيل جهود الوسطاء، في حين طالبت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة بـ»التدخّل الفوري لمنع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باجتياح رفح، وتهجير المواطنين منها».

توازياً، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل بإعادة فتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم «على الفور» للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، داعياً حكومة الدولة العبرية إلى «وقف التصعيد». وحذّر من أن «هجوماً واسعاً» على رفح المكتظّة بالسكّان والنازحين سيكون عبارة عن «كارثة إنسانية».

ونشر الجيش الإسرائيلي صوراً تُظهر دبابات تنتشر في رفح من الجانب الفلسطيني للمنطقة الحدودية، مؤكداً أنه يشنّ عملية «محدّدة» في شرق رفح، وذلك غداة دعوته عشرات الآلاف من السكان إلى مغادرة أحياء في شرق المدينة نحو «منطقة إنسانية» قال إنّه أقامها في المواصي. وأعلنت «كتائب القسّام» مجدّداً إطلاق صواريخ على موقع عسكري قرب معبر كرم أبو سالم، بينما تحدّث الجيش الإسرائيلي عن أن هذه الصواريخ أطلقت من منطقة رفح في أعقاب توغّل آلياته.

وكان العاهل الأردني عبدالله الثاني قد حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن في محادثات أجرياها في واشنطن الإثنين على التدخّل لمنع وقوع «مجزرة جديدة» في رفح، محذّراً من أنّ «تبعات أيّ اجتياح إسرائيلي لرفح قد تؤدّي إلى توسيع دائرة الصراع في الإقليم».

وتعهّد بايدن من الكابيتول خلال حفل «أيام الذكرى» السنوي الذي نظّمه متحف المحرقة الأميركي أمس، بمكافحة «الزيادة الهائلة» في معاداة السامية التي قال إنّ «لا مكان لها» في الولايات المتحدة، خصوصاً في الجامعات التي تشهد تعبئة مؤيّدة للفلسطينيين ومناهضة للحرب في غزة.

وقال بايدن: «لقد نسيَ الناس بالفعل أن «حماس» هي التي أطلقت العنان لهذه الأهوال»، مشيراً إلى أن هجوم 7 تشرين الأوّل كان الأكثر دموية بالنسبة إلى اليهود منذ نهاية مشروع الإبادة النازي. وكرّر دعمه الثابت لإسرائيل.

وفي أوروبا، فرّقت الشرطة اعتصاماً في حرم جامعة أمستردام في هولندا نفّذه طلّاب يُطالبون الجامعة بقطع علاقاتها مع إسرائيل، في وقت توسّع فيه الحراك الطلّابي في ألمانيا وسويسرا.

 

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

بلينكن: الهجوم الإسرائيلي على رفح سيتسبّب بأضرار “تتخطّى حدود المقبول”

Avatar

Published

on

كرّر وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، الجمعة، تحذيراته من هجوم إسرائيلي كبير على مدينة رفح المكتظة في غزة، قائلاً إن إسرائيل لم تقدّم خطّة لحماية المدنيين.

وقال بلينكن في منتدى سيدونا، الذي ينظمه معهد ماكين في ولاية أريزونا: “في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأنّ الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول”.

كما اعتبر بلينكن أن حركة حماس هي “العقبة الوحيدة” أمام التوصل إلى وقف إطلاق نار مع إسرائيل في قطاع غزة.

وقال: “ننتظر لنرى ما إذا كان بإمكانهم فعلا قبول الإجابة بـ نعم بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”.

وأضاف: “الواقع في هذه اللحظة أن العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف إطلاق نار هي حماس”.

وأشار إلى صعوبات في التفاوض مع حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة مجموعة إرهابية ولا تدخل في محادثات مباشرة معها.

وقال إن “قادة حماس الذين نجري معهم محادثات غير مباشرة، عبر القطريين وعبر المصريين، يعيشون بالطبع خارج غزة”.

وتابع أن “صانعي القرار في نهاية المطاف هم أولئك الموجودون في غزة نفسها والذين ليس لدى أي منا اتصال مباشر معهم”.

Continue Reading