بيروت ـ عمر حبنجر أعرب رئيس الحكومة سعد الحريري عن إيمانه «برقمنة الأمة» التي هي السبيل الوحيد للمضي قدما، وقال: هذه أجندة أحملها بشكل وثيق وأريد ان أنفذها بالتعاون مع كل الشركاء في الوطن، وقال في عشاء أقامه على شرف المشاركين بمؤتمر «عرب نت» للفاعلين على المستوى الاقتصادي: قولوا ما تريدون وسنقوم به. وكان الحريري قال بعد لقائه الرئيس ميشال عون: «البلد فالت على بعضه» لكنه اتفق مع الرئيس عون على تفعيل عمل الحكومة اعتبارا من الأسبوع المقبل لجهة إنجاز الموازنة العامة وتحريك المشاريع وإجراء التعيينات الأساسية، حيث هناك 43 منصبا شاغرا من أصل 160 منصبا من الفئة الأولى وحدها. ويبدو الاتجاه لعقد جلستين لمجلس الوزراء بدلا من جلسة بدءا من الأسبوع المقبل، وهذا يتطلب لقاءات مسبقة مع الأركان السياسية الممثلة في الحكومة، خصوصا في موضوع التعيينات التي تثير إشكالات وبالذات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، التي تسجل على رئيس التيار جبران باسيل محاولته الاستئثار بـ «الحصة» المسيحية في هذه التعيينات، من دون بقية الأطراف المسيحية الفاعلة، وهو ما لا يبدو ان الرئيس الحريري في وارد مماشاته فيه، رغم ان ذلك قد يفتح له باب مطالبة الآخرين بعدم تفرده بالحصة السنية، حيث تنحصر القوى المهيمنة الى اقتطاع حصة من «الكوتا» الوظائفية السنية، للقاء التشاوري الذي فُرض له وزير في الحكومة، علما ان التوازن التمثيلي القائم بين «التيار» و«القوات» على المستوى المسيحي ليس متوافرا على المستويين السني أو الدرزي، بينما هو قائم ومتعارف عليه بين ثنائية «أمل» و«حزب الله» على مستوى الطائفة الشيعية. ويبدو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط متوجسا من الأمر، خصوصا بعد السجالات التي اندلعت بين نواب المستقبل والحزب الاشتراكي، والتي توقفت بطلب من جنبلاط نفسه، والذي تحدث الى جريدة الجمهورية أمس، مجيبا عن سؤال حول ما اذا كان بصدد عقد لقاء مع الحريري بقوله: ما عندي خبر، فليدبروا الحكومة بالحكمة الهائلة التي عندهم، ونحن أولادهم. أما القوات اللبنانية، فقد دعت الى تغيير النهج المتبع وإلا فالحكومة «تيتي.. تيتي.. مثل ما رحتي مثل ما جيتي».. وقالت مصادر «القوات» لجريدة «الجمهورية» البعض يتصرف وكأن البلد في احسن أحواله، واعتبرت ان المنطق المحاصصاتي دمر ويدمر الدولة، وان القوات لن تقف مكتوفة اليدين حيال ذلك.