لبنان

الطوائف المسيحية في كندا احتفلت بعيد الفصح المجيد

وطنية – احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، في مونتريال- كندا، بعيد الفصح المجيد، بقداديس شاركت فيها حشود كبيرة من أبناء الجاليات المسيحية. كاتدرائية مار مارون في كاتدرائية مار مارون، احتفل المطران بول مروان تابت، بالقداس الاحتفالي بمعاونة لفيف من الكهنة، وفي حضور قنصل لبنان طوني عيد وزوجته، وألقى بعد الانجيل المقدس عظة تحدث…

Published

on

وطنية – احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، في مونتريال- كندا، بعيد الفصح المجيد، بقداديس شاركت فيها حشود كبيرة من أبناء الجاليات المسيحية. كاتدرائية مار مارون في كاتدرائية مار مارون، احتفل المطران بول مروان تابت، بالقداس الاحتفالي بمعاونة لفيف من الكهنة، وفي حضور قنصل لبنان طوني عيد وزوجته، وألقى بعد الانجيل المقدس عظة تحدث فيها عن معاني عيد القيامة التي لخصها بالعودة إلى سر القربان، ومما قاله: “نفرح اليوم ونهلل مع المؤمنين في العالم كله: “المسيح قام حقا قام”!. صارت قيامة المسيح لنا، بعد الآلام والموت، أساس إيمان وسبب فرح. فالقيامة هي في إيماننا الجوهر والمحور”. أضاف: “بين صباح الأحد مع النسوة عند القبر (لوقا 1،24) ومساء اليوم نفسه مع التلميذين على طريق قرية عماوس، لوقا (31،24) لقاء بالمسيح القائم من بين الأموات. إنها تتمة وبداية، وقصة تحول وعبور. “إبق معنا يا رب، فالمساء يقترب” (لوقا 29،24)، هذه كانت دعوة التلميذين الملحة التي وجهاها إلى “الغريب” الذي انضم اليهما طوال الطريق إلى عماوس، مساء يوم القيامة. وفي “عجقة” الأفكار الحزينة، لم يفهما أن المسافر معهما هو يسوع، معلمهما، القائم من الموت. وقد استطاع نور الكلمة أن يلين قساوتهما، فانفتحت أعينهما و”عرفاه” (لوقا 31،24) إذ كان يفسر لهما الكتب، وكان “قلبهما متقدا في داخلهما” (لوقا 32،24). ففي ظلام المساء كان رفيق الطريق بمثابة نور أحيا فيهما الرجاء والرغبة في النور الكامل: “إبق معنا”. وتابع مخاطبا الحضور: “أتوقف معكم في هذه المناسبة عند هذه اللوحة الانجيلية. إنها تساعدنا على فهم سر “الإفخارستيا” الذي يعني “سر الشكران” وعيشه في رحلتنا الايمانية وعلاقتنا الحية والمتجددة بالرب. ف”المسافر الإلهي”، أي المسيح، يرافقنا في طرق حياتنا المليئة بالفرح والحزن، بالثبات والقلق، بالرجاء واليأس. وعندما يكتمل اللقاء، في ضوء الكلمة والنور المنبثق من “خبز الحياة”، يحقق المسيح وعده بأن يبقى معنا “طول الأيام إلى منتهى الدهر”. إن “كسر الخبز”، كما كانت تدعوه الكنيسة الأولى، هو منذ البدء “نبض” حياة الكنيسة. يؤون (يضع في الزمان والمكان) المسيح من خلاله سر موته وقيامته. فيه نقبله، هو “الخبز النازل من السماء” (يو 6 ، 51)، وفيه نعطى عربون الحياة الأبدية، ونتذوق مسبقا الوليمة المرجوة في أورشليم السماوية”. وتابع عارضا بعض التوجيهات المستوحاة من أفكار القديس يوحنا بولس الثاني، لمعاودة اكتشاف الاحتفال الافخارستي، قلب يوم الاحد، يوم الرب وهي: 1- الإفخارستيا، سر حضور: في كل احتفال بالقداس، يتم ، من جهة، الاحتفال بمائدة كلمة الله، ومن جهة أخرى بمائدة الخبز؛ أي السر الإفخارستي. سماع كلمة الله هيأ تلميذي عماوس لمعرفة المسيح على المائدة عندما كسر الخبز معهما ف”عرفاه عند كسر الخبز” (لوقا 31،24 ). هذه هي العلامات الظاهرة التي توضح سر حضور المسيح أمام المؤمن. نذكر هنا بعدين مهمين: – البعد الأكثر وضوحا هو بعد الوليمة. فقد ولدت الإفخارستيا يوم خميس الأسرار في إطار الاحتفال بوليمة. لذا فهي تحمل معنى المشاركة والوجود معا: “خذوا كلوا هذا هو جسدي. واخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. لان هذا هو دمي…” (متى 26 ، 26 – 27). تعبرهذه الكلمات عن رغبة الله في أن يبقى معنا وفي أن ننمي نحن هذه العلاقة بين بعضنا البعض. – البعد الآخر هو “الذبيحة”. فالمسيح، في سر الافخارستيا، يعيد الذبيحة التي تمت على الجلجلة. فهو المسيح القائم في السر، لكنه يحمل آثار الآلام. وهذا ما يعنيه الهتاف: “إننا نعلن موتك ونحتقل بقيامتك إلى أن تأتي يا رب”. تكتمل هذه الأبعاد المذكورة في بعد أساسي يشكل تحديا قويا لإيماننا، وهو بعد “الوجود الحقيقي” ليسوع المسيح، حضور حي ومحيي. 2- الإفخارستيا، تثبيت الشركة: “أثبتوا في كما أنا فيكم” (يو 4،15). دعا تلميذا عماوس المسيح ان يبقى “معهما”. لكن الرب أراد أن يبقى “فيهما” بواسطة سر الإفخارستيا. تناول القربان المقدس هو الدخول في شركة مع الرب واتحاد لا يمكن فهمه وعيشه جيدا الا في إطار الشركة الكنسية. يبني المسيح الكنيسة، من خلال الإفخارستيا، كشركة، على مثال شركته الأسمى مع الآب، الذي عبرعنها في الصلاة الكهنوتية: “فكما أنك أنت، أيها الآب، في وأنا فيك، فليكونوا، هم أيضا، واحدا فينا، حتى يؤمن العالم أنك أنت أرسلتني” (يو 17، 21). 3- الإفخارستيا، مشروع “رسالة”: بعد أن عرف تلميذا عماوس الرب “قاما على الفور” (لو 24 ، 33)، ورجعا إلى أورشليم كي يبلغا ما رأيا وسمعا. عندما نختبر المسيح القائم من بين الأموات اختبارا حقيقيا، ونتغذى من جسده ودمه، لا يمكن أن نحتفظ بهذا الفرح لأنفسنا فقط. العيش مع المسيح يحمل المؤمن كما يحمل الكنيسة على واجب الشهادة والتبشير. كما يقول بولس الرسول: “كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يأتي” ( 1 قور 11، 26 ). هذا هو أيضا معنى جملة الإرسال في نهاية القداس الذي يحث المسيحي على التزام نشر الإنجيل وعلى انعاش المجتمع مسيحيا”. وختم قائلا: “إن يسوع، في القربان، ينتظركم إلى جانبه كي يفيض في قلوبكم نعمة صداقته التي وحدها تعطي لحياتكم معنى كاملا. أدعوكم في هذا “اليوم الذي صنعه الرب، يوم القيامة المجيدة، أن تعاودوا اكتشاف عطية الإفخارستيا كنور وقوة لحياتكم اليومية في العالم، من خلال ممارسة عملكم اليومي في مختلف الظروف التي توجدون فيها. أضع أمامكم مثال القديسين، فقد وجدوا في هذا السر العظيم غذاء في طريقهم إلى الكمال. ولتساعدنا مريم العذراء التي جسدت في حياتها كلها “منطق” الإفخارستيا. تتم قيامتنا كل صباح، كل مساء وكل يوم. نحن مدعوون إلى طريق القيامة لإنجاز عمل الرب، لجلب الحب إلى عائلاتنا ومجتمعاتنا والعالم”. كاتدرائية المخلص وفي كاتدرائية المخلص احتفل المطران ابراهيم ابراهيم بالقداس الاحتفالي، بمعاونة لفيف من الكهنة. وقال في عظته: “لقد اختار المسيح هذه السنة أن يسكن كاتدرائيتنا في مونتريال، ليس فقط من خلال حضوره في كيان المؤمنين، لكن من خلال أيقوناته الجديدة أيضا، خصوصا أيقونة القيامة التي تقدم لنا مشهد نزول المسيح إلى الجحيم محطما أبوابه النحاسية، وقيوده، وقوته. نراه ممسكا بيدي آدم وحواء داعيا إياهما، مع نفوس الأبرار والصديقين، إلى الحياة الجديدة، وداعيا من خلالهم الجنس البشري إلى القيامة من الموت والانتصار عليه”. أضاف: “جراحات المسيح ما تزال ظاهرة لأنها تدل على عمل الفداء الذي تم على الصليب. أما القيامة فتظهر في هذه الأيقونة من خلال قدرة المسيح على إقامة آدم وحواء وكل ذريتهما، أي البشرية جمعاء. ابتداء من فصح هذه السنة علينا في هذه الكاتدرائية أن نتفاعل مع هذه الأيقونة تفاعلا إيمانيا. علينا أن نتروض بها على عيش القيامة، وأن نحاورها في وجداننا وضمائرنا، وأن نشدها إلينا. فالمسيح الذي فيها هو انتصارنا. لقد تغلب على موتنا نحن وداس خطيئتنا نحن، إذ انه المنزه عن الخطيئة. المسيح صلب كي نحيا نحن، إذ انه الحي”. وتابع: “المسيح أتم ما طلبه منه الآب، فهل نتم نحن ما طلبه منا الابن؟، المطلوب منا أن ننهي فورا الفصام القتال الذي يسيطر علينا، إذ اننا نحول المسيحية إلى قصة تروى. الفصحيون يحيون الفصح واقعا، لا حكاية تحكى. المسيحية تصبح حكاية عندما لا نصليها صلاة ولا نحياها حياة. المسيحية تصير قيامية عندما نتحد مع يسوع القائم ونزرعه زرعا في قلوبنا وعقولنا وأجسادنا ونياتنا وأعمالنا. نلتصق به التصاقا أبديا فيصير فينا من الأقوال والأفعال ما هو في المسيح يسوع. فلنعاهد المسيح إذا أن نتجدد به كي نصير فصحيين ولا نبقى ترابا. عندها يسكننا الفرح إلى الأبد”. كاتدرائية مار افرام وفي كاتدرائية مار افرام للسريان الكاثوليك، احتفل المطران بولس انطوان ناصيف بالقداس الاحتفالي بمعاونة لفيف من الكهنة. وتحدث في كلمته عن أعمال العنف والتجويع واستغلال الضعيف “التي جعلت من الناس ماديين ضالين عن الطريق”. ومما قاله ناصيف: “بالأمس احتفلنا بأحد الشعانين، ولا يزال يتردد صدى صيحات الهوشعنا في أرجاء كنائسنا التي استقبلت ملكها المتواضع. أما اليوم، وفي أحد القيامة الكبير، مع صدى أصوات الهوشعنا قرعت طبول الرعد واشتعلت السماء بأنوار البرق، وها الخليقة الخرساء تعلن الحياة وتخرج من صمت الموت. لقد “أظلم نهار الصلب، وأشرق ليل القيامة”. الليلة تبدلت كل الأمور. الليلة تفجرت المواعيد كالبراكين، وسطعت الحقيقة كالشمس، وأعلن الله حبه اللامتناهي. أي نور يصمد أمام نور القيامة؟ فإن كانت أعمال البشر الحسنة تبدو شاحبة أمام نور المسيح فكم بالحري أعمال السوء؟، لقد صلب يسوع يوم الجمعة في وضح النهار، وكأن البشر لم يخجلوا بأعمال الظلم والقتل، لكن المسيح أظلم نهار الصلب، فعند الظهر خيم الظلام على الأرض كلها حتى الساعة الثالثة، واحتجبت الشمس… (لو 23 / 44)”. أضاف: “لقد ستر الله شرنا حين حجب الشمس يوم الجمعة، وبدل ليالينا السوداء المظلمة بأنوار مجده. لقد عتم الله على ما صنعناه في النهار، وأضاء ظلمتنا فسطع في الليل نور قيامته”. وتابع: “أحبائي، لا يزال عالم اليوم غائصا ومجبولا بأعمال العنف والتجويع والظلم والإرهاب، يفتك بالضعيف، ويستغل المحتاج، ويضرب عرض الحائط بالقيم الإنسانية والأخلاقية، ولا يبالي بأحد سوى بمن يجلب له المنفعة والربح السريع. عالمنا عالم استهلاك واستغلال، عالم جلد واستنزاف للإنسان، فإما أن تكون منتجا أو فلا قيمة لك. ونحن بدورنا لقطنا العدوى، وبتنا ماديين نبحث عن السعادة في المال والممتلكات والمركز الاجتماعي، وصلبنا العائلة والجماعة، وضللنا الطريق بعمانا فانحرفنا عن درب الحياة الحقيقية، لأننا كالرسل انهزمنا أمام الصليب وهربنا. والمسيح لا يزال ينظر من أعلى صليبه إلى واقعنا قائلا: “اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون”، لا بل حجب شمسه كي لا تظهر خطايانا كما حجبها في يوم الجمعة العظيمة، فخيم الليل في سطع النهار. وحين كان يغض الطرف عن عيوبنا، ولأنه الحب، أطفأ الأنوار الزائفة بموته وأنار ليالينا الدامسة بقيامته”. وختم: “اليوم يشرق ليل القيامة من جديد، ويأتينا العيد ليعيدنا إلى طريق النور. اليوم صرخت الحجارة حين سكت الخائفون والصالبون. فهل نصمت وندع الصخور تسرق بهجة وفرحة العيد منا، أم نعلن أمام الملأ بأن المسيح قام حقا؟. هلموا نبتهج بنور القيامة، ونعلن الخلاص فرحين مرنمين مهللين، المسيح قام، حقا قام، هللويا”. كما عمت القداديس كل المناطق الكندية. ==================جاكلين جابر تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Exit mobile version