اخر الاخبار
مدن تستدعي تحذيرا طبيا قبل زيارتها
مصدر الصورة Getty Images كان من المفترض أن يعود الشاب أوليفر ماكافي إلى دياره بحلول فترة الاحتفال بأعياد الميلاد “الكريسماس” في عام 2017. لكن هذا الشاب البالغ من العمر 29 عاما والقادم من أيرلندا الشمالية، اختفى تماما عن الأنظار منذ الحادي والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام. وقبل اختفائه، كان ماكافي يستقل دراجته على…
مصدر الصورة
Getty Images
كان من المفترض أن يعود الشاب أوليفر ماكافي إلى دياره بحلول فترة الاحتفال بأعياد الميلاد “الكريسماس” في عام 2017. لكن هذا الشاب البالغ من العمر 29 عاما والقادم من أيرلندا الشمالية، اختفى تماما عن الأنظار منذ الحادي والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام.
وقبل اختفائه، كان ماكافي يستقل دراجته على طريقٍ يُعرف بـ “مسار إسرائيل الوطني”، مارا بالقرب من مدينة متسبيه ريمون الصحراوية. وقد عُثِرَ على دراجته وخيمته بعد شهرين من اختفائه في جنوبي إسرائيل، ووُجِدَتْ متعلقاته من مفاتيح وجهاز كمبيوتر محمول وحافظة نقود، على طول المسار الذي كان يسير عليه، وسُلِمَت فيما بعد للسلطات.
وفي تلك الآونة، سارعت وسائل الإعلام إلى الحديث عن إمكانية أن يكون ماكافي قد أصيب بـ “متلازمة القدس”، وهي حالة نفسية أو بالأحرى انفصال عن الواقع، ترتبط في أغلب الأحيان بالمرور بتجارب ذات طابع ديني. ويعاني المصابون بهذه المتلازمة من “جنون الارتياب” أو “البارانويا”، إذ يرون ويسمعون أشياء ليست موجودة على الإطلاق، كما أنهم يصبحون “ممسوسين” ومصابين بـ “الهوس”. ويتطور الأمر في بعض الأوقات ليختفوا تماما عن الأنظار.
وفي أواخر القرن الماضي ومطلع القرن الحالي، قال أطباء في مستشفى كفار شاؤول للصحة النفسية في إسرائيل إنهم يفحصون نحو مئة سائح سنويا من المصابين بهذه المتلازمة، يحتاج قرابة 40 منهم لدخول المستشفى.
ويشكل المسيحيون غالبية هؤلاء الأشخاص، ويوجد بينهم بعض اليهود أيضا، بجانب عدد أقل من المسلمين. وكتب الأطباء الإسرائيليون في دورية بريطانية معنية بالطب النفسي أن “متلازمة القدس” هي شكل من أشكال الاضطرابات العقلية، التي تحدث في مدينة “تستحضر شعورا بما هو مقدس وتاريخي وسماوي كذلك.
خمس دول تنقذ كوكب الأرض
زيارة إلى موقع “معجزة طبية” شهدتها جنوب أفريقيا
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
تستحضر القدس في النفوس “شعورا بما هو مقدس وتاريخي وسماوي” إلى حد قد يكون ساحقا وغامرا بشدة
ويعاني كثيرون ممن شخصت إصابتهم بهذه المتلازمة، من الأصل من اضطرابات نفسية، من قبيل الانفصام في الشخصية أو “الاضطراب الوجداني ثنائي القطب”، وهي مشكلات دفعت بهم إلى الشروع في مهمة مقدسة وهمية.
وتحدث الأطباء الإسرائيليون عن حالة سائح أمريكي مصاب بالانفصام في الشخصية، بدأ بالتدرب على رفع الأثقال في منزله، ثم شرع تدريجيا في تقمص شخصية “شمشون” التوراتية. سافر هذا الرجل إلى إسرائيل، وركز اهتمامه على تحريك كتل حجرية عملاقة من الجدار الغربي للمسجد الأقصى الذي يعرفه الإسرائيليون باسم “حائط المبكى”. وقد أوقفته الشرطة وأُدْخِلَ إلى المستشفى، وعولج بالعقاقير المضادة للذهان، قبل أن يُعاد إلى وطنه برفقة والده.
لكن هناك من أصيبوا باضطرابات نفسية لدى زيارتهم القدس، دون أن يكون لهم تاريخ مع ذلك النوع من الأمراض. ورغم أن عدد هؤلاء محدود نسبيا، إذ يصل إلى 42 من أصل 470 سائحا أُدْخِلوا المستشفيات على مدار 13 عاما للعلاج من مثل هذه الاضطرابات، فإن حالاتهم كانت مأساوية ودراماتيكية بقدر ما كانت غير متوقعة.
وعادة، يصبح أولئك الأشخاص مهووسين بفكرة النظافة والطهارة فور وصولهم إلى القدس تقريبا، ما يتجلى في حرصهم على الاستحمام لعدد لا حصر له من المرات، وإلزامهم لأنفسهم بقص أظافر أصابع اليدين والقدمين. ويرتدي هؤلاء ملابس بيضاء اللون، يأخذونها غالبا من المفارش الكتانية التي تغطي أَسِرَة الفنادق التي يقيمون فيها. كما يلقون عظات ويرددون مزامير وتراتيل دينية في الشوارع، أو في أي من البقاع المقدسة في المدينة.
وتستمر هذه الاضطرابات النفسية عادة لأسبوع أو نحو ذلك. ومع أنهم عُولِجوا في بعض الأحيان بالعقاقير المُسَكِنة وجلسات العلاج النفسي، فإن علاجهم كان يتمثل في “الإبعاد الفعلي عن القدس ومواقعها المقدسة”.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
“حاجٌ” للقدس يطالع الكتاب المقدس في كنيسة القيامة
وفي المقال الذي نشرته الدورية الطبية البريطانية، قال الأطباء الإسرائيليون إن هؤلاء السائحين – الذين ينتمون عادة إلى أسر من غلاة المتدينيين- يعانون من عدم الانسجام ما بين الصورة المثالية الراسخة في اللاوعي لديهم عن القدس والحقيقة الماثلة أمام أعينهم لها كمدينة تجارية صاخبة وغاصة بروادها، وهو ما يؤدي لإصابتهم بتلك المتلازمة.
وقال واحد ممن كتبوا عن هذه المتلازمة إن القدس ربما تشكل “أرضا خصبة للوهم الجماعي”، في إشارة إلى قرون من النزاعات التي نشبت بين الأديان بشأنها، وما نجم عنها من “خلافات ومؤامرات”. وفي واقع الأمر، لا تشكل “متلازمة القدس” محنة من نوع جديد؛ فما توصف به أعراضها يُذكّر بحالات رُصِدَتْ في العصور الوسطى كذلك.
وإذا عدنا لحالة أوليفر ماكافي، فسنجد أن احتمال إصابته بـ “متلازمة القدس”، لم يكن جديدا في ظل ما كان معروفا عنه من الأصل من أنه مسيحيٌ متدين.
وقد أشار المحققون في واقعة اختفائه إلى العثور على أسفار ممزقة من الكتاب المقدس مُثبتة بثقالات من الصخور في المكان الذي اختفى فيه، بالإضافة إلى كتابات دينية بخط يده، وإشارات خطّها تتناول انخراط السيد المسيح في الصيام في الصحراء، فضلا عما ذكره تقريرٌ بشأن العثور على ما سُمي “معبدا” أو “كنيسة”، في إشارة إلى منطقة رملية تم تسويتها وإحاطتها بدائرة من الأحجار.
مصدر الصورة
Alamy
Image caption
نشأ اعتقاد لدى فنان زار جسر بونتي فيكيو في مدينة فلورنسا الإيطالية بأنه مُراقبٌ من جانب ممثلي شركات طيرانٍ دولية وذلك بعد دقائق قليلة من وصوله إلى هناك
وكما تزيد فرص تعرف الأطباء في القدس على أعراض المتلازمة التي تحمل اسم المدينة لأنهم يرون الكثير من المصابين بها؛ يرصد نظراؤهم في مدينة فلورنسا الإيطالية أعراضا مماثلة ولكن في سياق ظروف مختلفة. إذ يبدو أن روعة الفن والعمارة في المدينة تستحوذ على زوارها بقدر يصيبهم أحيانا بالذهان. ففي إحدى المرات، أدت زيارة فنان يبلغ من العمر 72 عاما إلى جسر بونتي فيكيو في المدينة إلى نشوء اعتقاد في ذهنه – في غضون دقائق قليلة من وصوله للمكان – مفاده بأنه يخضع للمراقبة من جانب شركات طيران دولية، وأن أجهزة تنصت زرعت في غرفته في الفندق.
حالةٌ أخرى تمثلت في سيدة في الأربعينيات من عمرها، ساورها اعتقاد بأن شخصيات مرسومة في لوحة جصية بإحدى كنائس فلورنسا تشير إليها. ونُقِلَ عن هذه السيدة القول: “بدوا لي أنهم يكتبون عني في الصحف، ويتحدثون عني كذلك في الإذاعة، ويلاحقونني في الشوارع”.
وقد وصفت الطبيبة النفسية غراتزيللا ماغيريني – وهي من فلورنسا – الحالة المرضية التي أصيب بها أكثر من 100 سائح ترددوا على أحد مستشفيات المدينة بين عامي 1977 و1986. وشعر هؤلاء بخفقان في القلب وتعرق وآلام في الصدر ونوبات دوار، وحتى حالات هلوسة، فضلا عن إحساس بالتشوش والعزلة وفقدان الهوية.
وقد حاول البعض من أولئك السائحين تخريب أعمال فنية في فلورنسا. وتشير ماغيريني إلى أن ما حدث لهؤلاء الأشخاص ناتج عن أن لديهم شخصية ذات طبيعة حساسة، تتأثر بالضغوط الناجمة عن “السفر ورؤية مدينة مثل فلورنسا تطاردها أشباح الموت والعظمة”. وتقول الطبيبة النفسية إن كل ذلك ربما يكون أكثر من اللازم بالنسبة لسائح ذي شخصية حساسة.
وقد أطلقت ماغيريني على تلك الحالة اسم “متلازمة ستاندال” نسبة لكاتب فرنسي، كان قد قال عقب خروجه من كنيسة “سانتا كروز” في فلورنسا خلال زيارته لها عام 1817، إنه “غُمِرَ بالمشاعر في غمار تأمله للجمال المهيب السامي”، وبوغِتَ بـ “نوبة ضارية من نوبات خفقان القلب”. وأضاف حينذاك: “جف معين الحياة الذي لا ينضب بداخلي، ودخلت المكان وأنا أشعر بخوف مستمر من السقوط أرضا”.
مصدر الصورة
Alamy
Image caption
أصيب رجل مؤخرا بنوبة مرضية وهو يحدق في لوحة “بريمافيرا” للرسام ساندرو بوتيتشيلي
ورغم أن عدد المصابين بهذه المتلازمة لم يعد يتجاوز اثنين أو ثلاثة سنويا في الوقت الحاضر، فإن صالة “أوفيتيزي” للأعمال الفنية في فلورنسا لا تزال تشهد نصيبها من الوقائع التي يُصاب فيها الزوار بحالات مرضية طارئة. ففي الآونة الأخيرة، أصيب رجل بنوبة مرضية، وهو يُحدّق في لوحة تحمل اسم “بريمافيرا” للرسام ساندرو بوتيتشيلي، كما أُغشي على آخر بفعل رؤيته للوحة “ميدوسا” للرسام كارافاجيو.
وفي تصريحاتٍ للصحافة المحلية بُعيد إصابة زائر ثالث بأزمة قلبية أمام لوحة “مولد فينوس” لـ “بوتيتشلي” كذلك، قال مدير صالة العرض إنه على الرغم من كونه لا يقترح تشخيصا ما لهذه الحالات فإنه يرى أن “مواجهة متحف مثل متحفنا، يغص على أخره بأروع التحف الفنية، تشكل بالقطع مصدرا محتملا للضغوط العاطفية والنفسية وحتى الجسدية” التي يتعرض لها الزوار.
وعلى النقيض من ذلك، تخيب مدنٌ في بعض الأحيان توقعات زوارها، وهو ما ينطبق على باريس التي توجد متلازمة تحمل اسمها تصف اضطرابات نفسية يصاب بها سائحون يابانيون؛ يرون أن العاصمة الفرنسية لا ترقى إلى مستوى توقعاتهم.
ويزيد عدد المصابين بهذه المتلازمة على 63 شخصا، سُحِقَت مشاعرهم على ما يبدو بعدما رأوا أن باريس ليست مدينة أحلامهم. إذ تملكت هؤلاء مشاعر الحزن والتوتر بفعل رؤيتهم لوجوه الباريسيين الصارمة، وبسبب ما اعتبروه قلة الرغبة في مد يد العون لهم من جانب أصحاب المحال في المدينة، بالرغم من أن “الزبون يُعامل كملك في المحال اليابانية”، كما يقول ممثل رابطة تساعد الأسر اليابانية على الإقامة والاستقرار في فرنسا.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
أُطْلِقَ اسم “متلازمة باريس” على نوعٍ من الذهان يصيب سائحين يابانيين سُحِقَت مشاعرهم على ما يبدو بعدما رأوا أن العاصمة الفرنسية ليست مدينة أحلامهم
لكن هل تقتصر هذه المتلازمات بالفعل على مدنٍ مثل القدس وفلورنسا وباريس؟ وهل يستحق الأمر إصدار تحذيرات لزوار تلك المدن لتنبيههم إلى وجود خطر يتهددهم هناك؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، لعل من الواجب الإشارة إلى أن المشكلات الخاصة بالصحة الذهنية تمثل أحد الأسباب الرئيسية للمتاعب الصحية التي يعاني منها المسافرون. وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن حدوث حالة طوارئ بسبب المعاناة من مشكلة نفسية يشكل أحد أكثر الأسباب الطبية شيوعا لنقل شخص ما جوا بشكل عاجل من بلد لآخر.
كما أن الأرقام تشير إلى أن الإصابة بحالات ذهان حادة تشكل – على وجه التحديد – ما يصل إلى 20 في المئة من مشكلات الصحة العقلية التي يُصاب بها المسافرون، وليس كل هؤلاء من زوار مدينة مثل القدس بطبيعة الحال.
على أي حال، هناك الكثير من العوامل التي تجعل المسافرين المنهكين يشعرون بالضيق إلى حد يسلبهم القدرة على التعامل مع المواقف التي يمرون بها خلال رحلاتهم. إذ تسهم أسبابٌ مثل الإصابة بالجفاف أو الأرق أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة في المعاناة من الذهان، وذلك جنبا إلى جنب مع تعاطي الحبوب المنومة أو معاقرة الكحول خلال الرحلة، بالإضافة في بعض الحالات إلى تناول أدوية مثل أحد مضادات الملاريا.
ويتسبب خوف المرء من الطيران في حدوث ما بين 2.5 في المئة إلى 6.5 في المئة من هذه المشكلات، بينما ينجم ما يصل إلى 60 في المئة منها عن الشعور بالقلق الحاد. وبوسعك أن تضيف هنا أسبابا من قبيل، التوتر الناجم عن إجراءات التفتيش في المطارات، والوقوف في صفوفٍ طويلة أمام المتاحف، والمعاناة من اختلاف اللغة وكذلك التباينات الثقافية، بجانب الترقب الشديد للقيام برحلة ذات طابع ديني أو ثقافي طال انتظارها. ومن شأن تضافر كل هذه العوامل أن يمهد الطريق لأن تجتاح المرء اضطرابات ذهنية كتلك التي تحدثنا عنها في السابق.
مصدر الصورة
Alamy
Image caption
أُغشي على زائرٍ لصالة “أوفيتيزي” بعدما رأى لوحة “ميدوسا” للفنان كارافاجيو
أما بالنسبة للمسافرين الذين يصابون بأنواع حادة من الاضطرابات النفسية، فمن المرجح أن يكون سبب حالات الكثيرين منهم أنهم يعانون من الأصل من ذهان لم يكن الأطباء قد شخصوه من قبل، أو أنه كان لديهم استعداد للإصابة بهذا النوع من الاضطراب، قبل وقت طويل من إصابتهم بحالات مثل هذه خلال زيارتهم للقدس أو فلورنسا مثلا. فأكثر من نصف من أُدْخِلوا إلى المستشفيات من بين أفراد عينة الدراسة التي أجرتها الطبيبة النفسية غراتزيللا ماغيريني، كان لديهم تواصل من قبل مع طبيب نفسي.
كما قال معلقون في الدورية الطبية البريطانية التي تم على صفحاتها تناول “متلازمة القدس”، إنه لا ينبغي اعتبار المدينة نفسها عاملا مسببا للمرض، في ضوء أن التصورات التي تنجم عنها المشكلة المرضية التي يعاني منها بعض الزوار بدأت في مكان آخر سواها”.
كما أن ثمة محاذير تكتنف صحة ما رواه الكاتب الفرنسي ستاندال عن رحلته لفلورنسا. فالمذكرات المُفصلّة التي كتبها الرجل في فترة مُعاصرة للزيارة كانت ذات طابعٍ ركيك، وحفلت مثلا بشكواه من ضيق حذائه طويل الرقبة، دون أن تتضمن ولو كلمة واحدة عما وصفه بتجربته المكثفة في كنيسة “سانتا كروز” في فلورنسا، بالرغم من أن الكتاب الذي نشره عن تلك الرحلة، وصف زيارته إليها بأنها كانت “التجربة الأعمق” التي وصل فيها إلى مرحلة “تخالج المرء فيها أحاسيس علوية”.
فهل يمكن أن يكون قول المرء إن مشاهدته لفنون عصر النهضة، أدت إلى أن تجتاحه مشاعر غامرة بلغت حد سقوطه مغشيا عليه، ما هو إلا محاولة منه لتأكيد منزلته وسموه وثقافته الرفيعة؟ أم أنه يتعين علينا أن نصدق أنه يمكن بحق لفن رائع وعظيم مثل هذا، سلب لب الإنسان وعقله، بقدرٍ أكبر مما يحدث بسبب عوامل مثل الوقوف في صفوف لا نهاية لها أمام المتاحف أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future
—————————————
يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.
أخبار الشرق الأوسط
بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي
تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.
وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».
واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».
وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.
ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.
وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.
إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».
في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».
وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.
وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.
من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».
واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.
ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.
وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.
وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».
وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.
أخبار العالم
ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟
لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.
وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.
وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).
وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.
وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.
وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.
وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.
وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.
وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.
ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.
وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.
ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.
ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟
1. فراغ السلطة
تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.
كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.
واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.
ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.
والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.
وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.
وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.
كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.
وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.
وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.
ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.
ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.
ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.
وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.
وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.
وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.
2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج
يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.
كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.
وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.
وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.
وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.
وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.
وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”
وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.
وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.
بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.
ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.
وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.
3. تفوق على قوات الأمن
أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.
وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.
وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.
وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.
وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.
وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.
كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.
وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.
وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.
أخبار مباشرة
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟
بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟
ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.
في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.
في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.
8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.
في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.
فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.
متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.
كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.
اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.
تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.
دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.
أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…
والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.