Connect with us

اخر الاخبار

لهذه الأسباب لن ينعطِف الحريري

من الواضح حتى الآن انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليس في وارد التراجع عن وجهة نظره المتصلة بتمثيل «القوات اللبنانية» و»الحزب التقدمي الإشتراكي» داخل الحكومة، وقد أكد ذلك أساساً بقوله «لست مستعجلاً ولن أتراجع»، فيما الأمثلة التي أوردها في كلمته أمام أبناء الجالية اللبنانية في ستراسبورغ تؤكد انه ليس على عجلة من أمره، واضعاً…

Published

on

من الواضح حتى الآن انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليس في وارد التراجع عن وجهة نظره المتصلة بتمثيل «القوات اللبنانية» و»الحزب التقدمي الإشتراكي» داخل الحكومة، وقد أكد ذلك أساساً بقوله «لست مستعجلاً ولن أتراجع»، فيما الأمثلة التي أوردها في كلمته أمام أبناء الجالية اللبنانية في ستراسبورغ تؤكد انه ليس على عجلة من أمره، واضعاً التأخير في تأليف الحكومة ضمن إطار «أمراض الديموقراطية في كل أنحاء العالم»، ومستشهداً بـ«الأزمة الالمانية التي بقيت سنة وفي بلجيكا التي بقيت سنتين وأكثر» بغية تبرير التأخير الحاصل. وبالتالي، أي تعويل على مبادرة لعون قد لا تكون في محلها. ويحلو للبعض القول: «أنظروا إلى تاريخ الرئيس عون فمتى وضع هدفاً من المستحيل ان يتراجع عنه، وهو لا يأبه لتداعياته كون الأولوية بالنسبة إليه تحقيق هدفه، وتكفي العودة إلى الفراغ الرئاسي ومحطات تأليف الحكومات فضلاً عن محطات أخرى تعود للحرب ولا مصلحة باستذكارها، ما يؤكد أنّ عون اتخذ قراره بتأليف حكومة بشروطه او وفق وجهة نظره، وليس مستعداً التراجع عنها إطلاقاً، الأمر الذي يضع البلد أمام ثلاثة احتمالات: ـ الاحتمال الأول، أن يدخل لبنان في فراغ ما بعده فراغ نظراً لاعتبار الحريري والدكتور سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط انّ المشكلة ليست عندهم، وانهم ليسوا في وارد التراجع. ـ الاحتمال الثاني، ان تتراجع «القوات» و«الإشتراكي»، وهذا الاحتمال غير وارد كون «القوات» تعتبر انها تراجعت أكثر من قدرتها على التراجع، فوفق وجهة نظرها يحب ان تتمثّل عددياً بـ5 وزراء ونوعياً بحقيبة سيادية كونها ثاني أكبر كتلة نيابية وشعبية مسيحياً، وهي على استعداد للامتثال لأيّ معيار يتم اعتماده من معيار الوزير جبران باسيل النسبي الذي تحصد بموجبه 5 وزراء، إلى معيار لكل 4 نواب وزير والذي تتمثّل بموجبه بـ4 وزراء وتتقاسم الحقائب مع فريق العهد وفي طليعتها الحقائب السيادية. وفي موازاة ذلك تشعر «القوات» انّ التنازل مطلوب من طرف واحد، فيما الطرف الآخر يعتبر نفسه غير معني بأيّ تنازل او تساهل، خصوصاً انّ المعايير التي يضعها تشبه اي شيء إلّا المعايير. كذلك تشعر انّ الهدف منذ اللحظة الأولى هو إحراجها لإخراجها من الحكومة العتيدة، لأن بإخراجها فقط يتمكن فريق رئيس الجمهورية من الحصول على الثلث المعطِّل، وهذا ما يفسِّر أساساً الدعوة منذ اللحظة الأولى إلى حكومة أكثرية ومن ثم تحديد تمثيل «القوات» بـ3 وزراء، فضلاً عن انّ وجودها في الحكومة راكَم في شعبيتها وقطع الطريق على تمريرات وتلزيمات، وبالتالي المطلوب وبإلحاح إخراجها إلى المعارضة. والعقبة الأساسية أمام تحقيق هذا الهدف الذي يُخرج «القوات» من التشكيلة تكمن في الرئيس المكلّف الرافض تجاوز «القوات»، خلافاً للتجارب السابقة التي كان يُعرض فيها على «القوات» تمثيلاً معيناً، فإذا وافقت تشارك وفي حال اعترضت يتم تجاوز اعتراضها. ولكن هذا الأمر تبدّل اليوم بسبب النتيجة الانتخابية التي لا يمكن القفز فوقها بهذه السهولة، الأمر الذي يفسِّر التباين وصولاً إلى الخلاف واستطراداً المواجهة التي نشأت بين فريق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وأما على مستوى جنبلاط فليس وارداً بالنسبة إليه التساهل ولا التراجع لثلاثة أسباب أساسية: إنتزاعه أكثر من ٨٠٪ من الأصوات الدرزية، التهيئة لتوريث نجله تيمور على أرض صلبة، قطع الطريق على محاولة خلق مواقع نفوذ من خارج الطائفة، وما لم يتحقق عن طريق «حزب الله» لن يتحقق عبر باسيل. ـ الاحتمال الثالث، ان يتراجع الحريري لأسباب اقتصادية واجتماعية ولأنّ «قلبه عا البلد»، ولأنه اعتاد، كما يراهن البعض، على انعطافات من هذا النوع، وبالتالي الكرة في ملعبه، فإمّا يتراجع وتؤلف الحكومة بشروط فريق العهد، وإلّا لا يتراجع ولا حكومة حتى نهاية العهد او حدوث تطورات كبرى واستثنائية، فيما كل التقديرات تؤكد استحالة تراجعه للأسباب الآتية: ـ أولاً، لأنّ المرحلة الأخيرة أظهرت ان هناك من يريد إحياء الملفات الخلافية وفي طليعتها التطبيع مع النظام السوري، وهو يدرك انه لا يستطيع مواجهة هذا الملف منفرداً ومن دون جعجع وجنبلاط، خصوصاً ان عون وباسيل أطلقا أكثر من إشارة عن تجاوبهما مع التطبيع بل استعجالهما له، وتذكيراً بأنّ الحريري كان قد أكد ان اي خطوة من هذا النوع ستدفعه إلى الاستقالة كونه لا يستطيع ان يتحملها شعبياً وعربياً، وبالتالي لن يغامر في تأليف حكومة تفتقد إلى التوازن الوطني-السيادي. ـ ثانياً، لأنّ المرحلة الأخيرة أظهرت، بالنسبة الى فريق رئيس الحكومة، انّ فريق رئيس الجمهورية لم يتبدّل، فلدى وقوع أوّل تباين جدي استعاد الفريق الثاني أدبياته العدائية حيال الفريق الأول من «one way ticket» إلى «الإبراء المستحيل» وما بينهما، وبدأ المطالبة بنزع صلاحيات وتحديد مهل وتفسير الدستور «على كَيف كيفه»، الأمر الذي ولّد نقمة واسعة داخل البيئة السنية واستنفاراً ذكّر بمرحلة المواجهات بينها وبين «حزب الله». وبالتالي، لم يعد في إمكان الحريري في مناخات من هذا النوع ان يضمن علاقته مع هذا الفريق، وشهر العسل الذي قام بينهما في حكومة العهد الأولى انتهى إلى غير رجعة على رغم التغزّل المتجدد بالحريري في وسائل إعلام «التيار الوطني الحر» والذي لا يمر على أحد. ـ ثالثاً، لأنّ الرئيس المكلف مؤتمن على تأليف حكومة تجسِّد ما أفرزته الانتخابات من نتائج، في حين انّ ما يطلب منه هو تجاوز الانتخابات خلافاً لكل ما قيل ويقال، ونتائج الانتخابات تقول بوضوح تمثيل درزي كامل لـ«الإشتراكي» وتمثيل «القوات» بـ4 وزراء كحد أدنى، وفي حال تعذر منحها حقيبة سيادية تخصيصها بـ4 حقائب. وبات الرئيس المكلف يدرك ان لا إرادة للوصول إلى حل، وهو قال ممازحاً وبنحو معبّر جداً «انّ الاعتراض على تمثيلها سيتواصل حتى لو ارتضَت بـ4 وزراء دولة»، وبالتالي لن يكون في وارد تقديم صيغة لا تنسجم مع المعطيات الانتخابية. ـ رابعاً، لأنّ الرئيس المكلف مؤتمن على تأليف حكومة تجسِّد التوازن الوطني والشراكة السياسية ولا تكون حكومة غالب ومغلوب كما يراد لها ان تكون، فضلاً عن انّ الحكومة ليست مسألة رقمية، بل تعكس روحية وطنية مطلوب توافرها وهذا الأمر يخضع لتقدير الرئيس المكلف، ومن هذا المنطلق لن يوافق ولن يغطي ما يُحاك على هذا المستوى من محاولات كسر «القوات» و«الإشتراكي» لدفعهما دفعاً إلى خارج الحكومة كهدف فعلي وأساسي، خصوصاً انّ عمر هذه الحكومة طويل جداً وستكون امام استحقاقات وتحديات كبرى، فيما المطلوب ان لا تكون «القوات» تحديداً داخل دائرة القرار الوطني في هذه المرحلة لكي تخلو الساحة لباسيل. ـ خامساً، لأنّ المجتمعَين العربي والدولي لن يوافقا على حكومة تفتقد إلى التوازن الوطني، وهذا التوازن لجملة اعتبارات وعوامل بات يؤمَّن بالنسبة إلى هذين المجتمعين من طريق «القوات» تحديداً، فيما تغييبها عن الحكومة سيحولِّها بالنسبة إليهما حكومة «حزب الله»، الأمر الذي لا يمكن إمراره في لحظة مواجهة مع طهران في إيران نفسها وعلى امتداد الساحات العربية، فيما الموافقة على اي حكومة من هذا النوع يعني تسليم مفتاحها لطهران. ـ سادساً، لأنّ الرهان على التجربة مع الرئيس المكلف وانعطافاته التي تشجِّع على انعطافة جديدة ليس في محله، لأنّ هذه الانعطافات كانت مكلفة جداً على حيثية الحريري وشعبيته، وبدلاً من ان تكون محط تقدير له ولحسّه الوطني برفضه خراب البلد، هناك من يراهن على هذا الجزء الوطني من شخصيته بغية تحقيق أهداف غير وطنية، ولكن الرئيس المكلف الذي قدّم بدوره أكثر من قدرته لن يكون في وارد التساهل مجدداً، خصوصاً بعد ان استعاد «بطريركيته» على الطائفة السنية، وبالتالي لن يغامر بشعبيته المُستعادة وإقرار طائفته بمرجعيته بتنازل أمام الفريق الذي تتهمه طائفته بالسعي للانقلاب على «اتفاق الطائف» وربط لبنان بإيران. فلكلّ ما تقدم من أسباب وعوامل واعتبارات، فإنّ الرهان على لَي ذراع «القوات» و«الإشتراكي» عن طريق الرئيس المكلف هو رهان فاشل، والفراغ الحكومي قد يستمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في حال لم يقدِّم فريق رئيس الجمهورية التنازلات المطلوبة للوصول إلى المساحة المشتركة التي تفسح وحدها المجال أمام تأليف الحكومة، وفي المحصلة لا حكومة سوى في حالة واحدة وهي تراجع الفريق الرئاسي عن سَعيه الى تحجيم «الإشتراكي» وتحجيم «القوات» أو إخراجها من الحكومة وتقديمه التنازلات التي تسمح الالتقاء في منتصف الطريق نحو حكومة متوازنة.  

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي

Published

on

تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.

وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».

واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».

وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.

ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.

وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.

إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».

في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».

وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.

وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.

من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».

واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.

ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.

وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.

وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».

وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.

 

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار العالم

ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟

Published

on

لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.

وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).

وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.

وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.

أطفال فلسطينيون بالقرب من موقع غارة إسرائيلية.

وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.

يعاني مواطنو هايتي من أعمال العنف

اضطر العديد من مواطني هايتي إلى ترك منازلهم بسبب أعمال العنف.

وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.

وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.

وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.

 

ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.

وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.

ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.

ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟

1. فراغ السلطة

صورة لتأبين الرئيس جوفينيل مويس

تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.

كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.

واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.

ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.

 

والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.

وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.

وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.

مارتين مويس (تتحدث إلى ابنها)

وعلى الرغم من عدم وجود رئيس، لم تعقد البلاد انتخابات برلمانية أو عامة منذ عام 2019 ولم يعد هناك مسؤولون منتخبون.

كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.

وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.

وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.

ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.

 

ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.

ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.

وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.

وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.

وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.

2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج

 أرييل هنري رئيس وزراء هايتي

يشغل أرييل هنري منصب رئيس وزراء هايتي منذ عام 2021، ولا يزال منصب الرئيس شاغرا.

يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.

كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.

وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.

وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.

وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.

العنف في هايتي

وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.

وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”

وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.

وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.

 

بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.

ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.

وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.

3. تفوق على قوات الأمن

أعمال العنف في هايتي

أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.

وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.

وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.

وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.

وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.

وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.

كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.

وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.

وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.

Continue Reading

أخبار مباشرة

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري

Published

on

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟

بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟

ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.

في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.

في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.

8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.

في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.

فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.

متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.

كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.

اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.

تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.

دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.

أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…

والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.

Continue Reading