اخر الاخبار
قس كاثوليكي يُجبر على صنع متفجرات لتنظيم الدولة الإسلامية
جوزفين كاسرلي وهوارد جونسون بي بي سي نيوز – ماراوي مصدر الصورة Alamy سيطر “تنظيم الدولة الإسلامية” على مدينة ماراوي جنوبي الفلبين لمدة خمسة أشهر عام 2017. وكان القس الكاثوليكي، الأب تشيتو، أحد الذين اعتقلهم مسلحوه، وقد أجبروه على صنع قنابل للتنظيم تحت تهديد التعذيب. هزت هذه التجربة تشيتو بعمق، لكنه رغم ذلك ما زال…
جوزفين كاسرلي وهوارد جونسون
بي بي سي نيوز – ماراوي
مصدر الصورة
Alamy
سيطر “تنظيم الدولة الإسلامية” على مدينة ماراوي جنوبي الفلبين لمدة خمسة أشهر عام 2017. وكان القس الكاثوليكي، الأب تشيتو، أحد الذين اعتقلهم مسلحوه، وقد أجبروه على صنع قنابل للتنظيم تحت تهديد التعذيب. هزت هذه التجربة تشيتو بعمق، لكنه رغم ذلك ما زال يأمل بأن يتمكن المسيحيون والمسلمون من العيش معاً بسلام.
في وقت العشاء، تجمع نحو 30 شخصاً حول مائدة طويلة في الطابق السفلي في مسجد باتو لتناول الطعام، جلس 15 مسلحا “جهادياً” على طرف من المائدة وجلس في الطرف الآخر القس الكاثوليكي الأب تشيتو، مع مجموعة من المسيحيين الآخرين.
وفجأة، اندلع صوت إطلاق نار فقفزوا من أماكنهم للرد، أمسك الأب تشيتو ببندقية كانت تحت قدميه ودفعها على المائدة إلى أحد المسلحين الذي التقطها وركض إلى مدخل المسجد، مستعدا للرد على مصدر النار.
وبعد بضع دقائق، ابتعد صوت إطلاق النار، فعادوا جميعا إلى أماكنهم حول الطاولة.
لقد أصبح هذا الفعل روتيناً مألوفاً، وظل الأب تشيتو رهينة لأكثر من شهرين، و لايستطيع تشيتو القول إنه أحب خاطفيه، لكنه يقول إنه طور ما يصفه بنوع من “التقارب الإنساني” معهم. كانوا مجموعة صغيرة، يتناولون الطعام معا ويعملون معاً، لذا كان يحزن عندما كان يسمع أن أحد “الجهاديين” خلال القتال ضد الجيش الفلبيني.
احتجز الأب تشيتو كرهينة في 23 مايو/أيار 2017، وهو اليوم الذي طوق فيه مسلحو التنظيم مدينة ماراوي.
وقبل ذلك كانت ماراوي مدينة جميلة ومكتظة بالسكان، فيها أبنية عالية ومساجد مزخرفة، وهي مدينة ذات أغلبية مسلمة في بلد غالبية سكانه من الكاثوليك.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
تعرض الجامع الكبير في ماراوي للقصف في يونيو/حزيران 2017
أول ظهور للإسلام
وصل الإسلام إلى جنوب الفلبين لأول مرة في القرن الثالث عشر، عن طريق تجار من الشرق الأوسط والأرخبيل المالاوي والإندونيسي.
وأعقب ذلك ظهور مساجد في المنطقة وعُرف الذين تحولوا إلى الإسلام باسم شعب مورو.
وعندما استعمر الإسبان الفلبين في القرن السادس عشر، جلبوا معهم الكاثوليكية لكنهم فشلوا في غزو شعب المورو في جنوب البلاد.
ومنذ ذلك الحين، شعر الكثير من المسلمين في الجنوب بالتهميش، وباتت منطقتهم من أفقر مناطق البلاد، وتصاعدت فيها الدعوات للحكم الذاتي بعيدا عن مانيلا التي كانوا ينظرون إليها على نطاق واسع على أنها معقل الكاثوليكية.
وعندما أُرسل الأب تشيتو إلى ماراوي قبل 23 عاماً بهدف بناء حوار بين الأديان بين المسيحيين والمسلمين، رحب معظم الناس في المدينة به وبزملائه. لكنه بدأ يشعر في الأشهر الأخيرة التي سبقت حصار المدينة بعدم الارتياح بشكل متزايد.
وفي أوائل عام 2016، عاد شقيقان من قبيلة ماوت من الدراسة في الشرق الأوسط إلى مسقط رأسهما، بلدة بوتيغ جنوبي ماراوي. وبدآ بالدعوة الى شكل متشدد من الإسلام واستخدام السلاح، وشكلا جماعة وصل عدد أتباعها إلى قرابة 200 شخص، بدأت بمهاجمة القوات الحكومية في المنطقة.
وفي عام 2017، اقتربت الهجمات كثيرا من ماراوي. وانضم مقاتلون متشددون من إندونيسيا وماليزيا إلى صفوف هذه الجماعة المسلحة.
وفي أواخر مايو/أيار، لُوحظ وجود عناصر من جماعة أخرى متحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة هي جماعة “أبو سياف”. وفي هذه اللحظة بات المشهد معدا لتطويق مدينة ماراوي والسيطرة عليها.
استيقظ الأب تشيتو من قيلولته في الظهيرة على أصوت إطلاق نار. وبدأ جهاز الكمبيوتر والهاتف المحمول بأصدار أصوات التنبيه إ إذ انهالت عليه رسائل من أصدقاء مسلمين وكاثوليك، تقول جميعها: “أخرج من ماراوي!”
لكن تشيتو لم يخرج، بل جلس يصلي إلى ربه قائلاً في نفسه: “أثق بأن كل شيء بيد الله، لذلك لن أخرج”.
وفي الساعة 5:30 مساءً، أطبق الصمت على المدينة، وأصبحت الشوارع خالية، وأغلقت النوافذ وأطفأت الأنوار، ورفع المتشددون علم الدولة الإسلامية الأسود فوق مبنى المستشفى، وتصاعدت سحب الدخان من مركز الشرطة الذي كان يحترق.
ثم وصل المسلحون “الجهاديون” إلى بوابة الكاتدرائية، فاقترب تشيتو من البوابة، وإذ برجلين يرفعان بنادقهما نحوه ووقف خلفهما أكثر من 100 مسلح آخر.
واحتجز القس إلى جانب خمسة من زملائه، وأجبروا على قضاء الليل في حوض شاحنة، بينما ظل المسلحون يعظون ويلقون خطبهم عن تفسيرهم الخاص للإسلام.
ويقول إنهم ظلوا يعظون طوال الليل وكانت رسالتهم إلى سكان المدينة هي: “إننا هنا لأننا نرغب في تنظيف ماراوي التي تسمى مدينة إسلامية، ولكن فيها فساد ومخدرات وخمر وموسيقى. نحن هنا لتأسيس دولة الخلافة”.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
بعد ذلك بعامين ،تشرد 100 ألف شخص نتيجة الحصار على ماراوي
بيد أنه كان ثمة الآلاف من المدنيين المحاصرين في المدينة ممن لا يريدون أن يحكمهم حلفاء الدولة الإسلامية.
عمت الفوضى في الأيام الأولى من الحصار وظل الناس قابعين في منازلهم يائسين وخائفين من الهروب خوفا من وقوعهم في حقل النيران بين الأطراف المتقاتلة.
جماعة “ابو سياف” تقتل رهينة كندي كانت خطفته في الفلبين
مسلحو “ابو سياف” يقتلون 6 جنود فلبينيين في ولاية باسيلان بالفلبين
كان تونغ باكاسوم يعمل في مبنى البلدية في ذلك الوقت، وكانت مهمته ضمن فريق الطوارئ لمكافحة الفيضانات والكوارث الطبيعية، لذا لم ينقطع هاتفه عن إصدار إشارات التنبيه عندما بدأ القتال.
ويقول: “عندما تلقيت أول نداء لعملية إنقاذ، فكرت مرتين قبل الخروج من البوابة لأنني لم أكن متأكداً من أنني سأعود حياً”، ويضيف: “لكن بعد ذلك يسيطر عليك الموقف كليا لذا تخرج مع يقين بأن لا خيار أمامك سوى الذهاب حتى لو كلّفك ذلك حياتك”.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
مسجد باتو ، حيث احتجز الأب تشيتو
جمع تونغ فريقاً من المتطوعين من المسلمين الماراويين، وقاموا بمهمات إنقاذ متحدين بذلك الموت في منطقة القتال.
وقد أطلقت النيران على سياراتهم وهم يشقون طريقهم وسط ركام الحطام في الشوارع وبين المباني المحترقة.
قرر تونغ أنهم بحاجة الى تقديم أنفسهم كمحايدين بين طرفي القتال، فتذكر وجود كومة من خوذات البناء البيضاء في مكتبه، وقام بتقطيع فرشة قماش بيضاء كانت تغطي أحدى الموائد لصنع شرائط تلف على الذراع منها. وسرعان ما أطلقت وسائل الإعلام المحلية على مجموعته اسم “فرقة الانتحار”.
Image caption
جمع تونغ فريقاً من المتطوعين من المسلمين لمهمات انقاذ في المدينة
صنع القنابل
لكن الأب تشيتو و 100 من الرهائن الآخرين ظلوا بعيدين عن متناول “فرقة الانتحار” محتجزين في قبو مسجد باتو الذي تحول إلى مركز للمسلحين.
وقيل لهم إنهم سيواجهون “إجراءات تأديبية” إذا لم يتعاونوا. فعرف الأب تشيتو أن ذلك يعني التعذيب، وخشي من أن يفقد عقله إذا ما تعرض له. لذلك عمل لدى المسلحين في أعمال الطهي و التنظيف، بل واضطر (وقلبه محمل بالأسى)وحتى لصناعة القنابل.
وساعدت أساليب حرب العصابات في المناطق الحضرية، بما في ذلك الثقوب التي كانوا يصنعونها في الجدران لإنشاء ممرات هروب آمنة، المقاتلين في تجنب القاء القبض عليهم. ولكن الجيش الفلبيني نفذ ضربات جوية متواصلة بمساعدة استخباراية أمريكية وأسترالية.
وباتت نمط الضربات الجوية أمرا مألوفًا للأب تشيتو، ويقول: “كانت هناك دائماً طائرتان، تلقي كل واحدة منهما بأربع قنابل، وكل تفجير يكون أقرب من السابق له” .
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
بدأت الغارات الجوية على مواقع المسلحين في المدينة في يونيو/حزيران 2017
ويضيف: “شئنا أم أبينا، مررنا بتجربة أكثر من 100 غارة جوية خلال الأشهر الأربعة التي قضيناها في الأسر”.
ويتابع: “لقد صليت وتوسلت إلى الله أن تضربني القنبلة التالية، لكنني غيرت رأيي لاحقاً ودعوت ربي ألا تصيبني القنبلة لأنني لا أريد أن أُضرب”.
ويكمل “ثمة لحظات لم أكن أعرف فيها كيف أصلي، شكوت إلى الرب، وقلت له إذا كنت قد أخطأت وتريد أن تعاقبني، فهذا كثير جداً علي، حتى إيماني اهتز، لدرجة إلقاء اللوم على الله”.
وفي 16 سبتمبر/أيلول، أصبح الجيش الفلبيني على مقربة من المسجد، لدرجة أن الأب تشيتو ومن معه كانوا يسمعون أوامرهم.
عند حلول الظلام، فكر تشيتو وآخرون أن هذه قد تكون فرصتهم للنجاة، فتسللوا من خلف المسجد وركضوا، وعلى بعد شارعين من المسجد التقوا بمجموعة من مقاتلي الجيش ونقلوهم إلى منطقة أمنة.
Image caption
الأب تشيتو في الكاتدرائية
وبعد شهر، أعلن وزير الدفاع الفلبيني انتهاء أطول فترة حصار في البلاد، ومقتل الأخوين عمر وعبد الله المتمردين من قبيلة ماوت، وزعيم جماعة “أبو سياف”، إسنيلون هابيلون، وهزيمة من تبقى من مسلحين.
وقُتل خلال فترة الحصار الذي استمر خمسة أشهر، أكثر من ألف شخص.
وعلى الرغم من مرور عامين، لا تزال المدينة في حالة دمار وخراب. وكانت عملية إعادة الإعمار بطيئة بشكل مؤلم، حيث لا يزال 100 ألف شخص من المشردين يعيشون في مخيمات النازحين أو مع أقارب لهم.
وتعرضت منطقة مساحتها أكثر من 2 كيلو متر مربع في وسط المدينة الى دمار شامل فباتت تعرف بأرض الصفر (أي اشبه بالمنطقة التي تعقب الانفجار النووي) على اعتبارها أكثر منطقة تعرضت للخراب، وقارب مستوى الدمار الذي تعرضت له حجم الدمار الذي لحق بالرقة أو حلب أو الموصل. إذ تضرر جميع المباني في المنطقة وبدا الكثير مائلا للوقوع أو مستندا على بنايات أخرى، وتحول بعضها إلى حطام كامل.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
مشهد الخراب في مدينة ماراوي في عام 2017
وهتف الأب تشيتو عندما كنا نرافقه في السيارة في المدينة عندما رأى الكاتدرائية التي أخذ منها، وأخرج يده من النافذة “هذه كنيستنا!”.
ولكن عندما دخلنا، تغير مزاجه، فقد تحولت الكاتدرائية إلى خراب. وغطت ثقوب الرصاص جدرانها، وتشققت أرضيتها، و فُجر السقف ولم يتبق منه سوى الهيكل المعدني الذي صريره يتعالى عند مرور الرياح.
وقد تكون هذه آخر مرة يرى فيها الأب تشيتو الكنيسة إذ من المقرر أن تهدم بعد ما لحقها من دمار.
وعند الاقتراب من “المذبح”، لفت تمثال يسوع انتباهي، كان هناك ثقب رصاصة في بطن التمثال، وقطعت يديه ووضع تاج من الريش على رأسه.
الفلبين تجري استفتاءً لمنح المسلمين حكما ذاتيا في منطقة مينداناو المضطربة
صور من داخل مدينة مراوي في الفلبين التي دمرها تنظيم الدولة الإسلامية
يتركنا الأب تشيتو للحظة ليصلي، ويقف في صمت ويده على تمثال السيدة مريم العذراء ويلتقط الجص المتناثر عليه وهو يبكي.
وقد منح تونغ، وهو أحد الأشخاص الذين فقدوا منازلهم أثناء الحصار، الآن مسكناً متنقلاً، ولكن اختار بدلاً من الإقامة فيه، العيش مع أقاربه واستخدم المسكن الجديد كمقر لمنظمة جديدة أنشأها وسماها “شبكة الاستجابة المبكرة” وهدفها منع جماعات الإسلام المتطرف من الحصول على موطئ قدم بين سكان المدينة.
وفي مقر الشبكة، كان هناك رجل يسير ذهاباً وإياباً وفي يده جهاز راديو صغير، يقوم بالاتصال منه يومياً بالمتطوعين البالغ عددهم 40 شخصاً في المنطقة، للإبلاغ عن علامات التطرف المبكرة ونقل المعلومات إلى السلطات، على أمل منع تكرار الحصار أو أي معارك مرة أخرى.
يوصف المجتمع في ماراوي بأنه قبلي لذا فأن الخلافات العشائرية فيه أمر مألوف. ويقول تونغ إنه في السنوات التي سبقت الحصار، استغلت الجماعات المتطرفة الضغائن بين العائلات لتجنيدهم في صفوفها. والآن، يحاول هو وزملاؤه لعب دور الوسيط لحل المشاجرات بين الأسر قبل أن تتفاقم.
وبات كل شيء هادئاً في أعقاب فك الحصار مباشرة، فقد تم القضاء على التركيبة القيادية للجماعات المسلحة التي تسببت في الحرب وخلفت الكثير من الدمار، وشاعت الآن رغبة كبيرة لإحلال السلام والمصالحة.
Image caption
الأب تشيتو يلتقي مع طلاب الجامعة في صالة الجامعة الرياضية
لكن في الأشهر القليلة الماضية، لوحظ بعض الحوادث المثيرة للقلق، مثل مشاهدة المسلحين، وثمة تقارير عن شابات يحضرن تدريبات في معسكرات متطرفة وعمليات تجنيد تستهدف عناصر العائلات التي تضررت أثناء الحصار.
ويقول تونغ: “هناك مجموعة صغيرة تحاول إعادة تجميع صفوفها. والسبب الرئيسي وراء هذا هو ما حدث لماراوي. تضررت حياة الناس. وإذا استغرقت عملية إعادة التأهيل فترة أطول، فمن المؤكد أنه سيتم جذب المزيد من الناس للانضمام إليها (الجماعات المسلحة)”.
ولم يعد الأب تشيتو يعيش في ماراوي، لاعتقاده أنها مكان خطير للغاية، لكنه يزورها أحياناً لقيادة القداس في كنيسة مؤقتة أقيمت في صالة للألعاب الرياضية في الجامعة.
ويقول إن هذا هو المكان الوحيد في المدينة الذي يمكن للكاثوليك التجمع فيه بأعداد كبيرة والشعور بالأمان.
ويعد الأب تشيتو شخصية شهيرة في أوساط سكان منطقة، إذ يصطف الطلاب لأخذ صور شخصية معه.
إنه متفائل ومثالي ويحكي حتى أكثر التجارب إثارة للحزن، فهي آلية التأقلم والتكيف مع الظروف، بحسب تعبيره.
ويقول الأب تشيتو: “إن حس الدعابة أداة يمكن أن تخفف من وطأة الحياة وتعيد لنا التوازن لئلا نصاب بالصدمة أو الإرهاق الشديد، وبإمكانها تحييد القلق والتجارب المؤلمة”.
مازال الأب تشيتو يخضع للعلاج، قائلاً: “لقد فقدت توازني النفسي وشعرت بأني محطم ، وعلى الرغم من أنني سعيد لأنني نجوت جسدياً، إلا أن شعوري بالسعادة ليس كاملا، الزمن يشافي جروحنا لذا أحتاج إلى وقت أطول”.
لكن تشيتو متفائل بشأن آفاق السلام بين الأديان في ماراوي، “فقد تعلم الناس بعد الحرب الكثير من الدروس، لأن المسلمين والمسيحيين باتوا يعلمون جيداً أنه لن ينتصر أحد باتباع العنف، وسيكون الجميع من الخاسرين”.
أخبار الشرق الأوسط
بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي
تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.
وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».
واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».
وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.
ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.
وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.
إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».
في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».
وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.
وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.
من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».
واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.
ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.
وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.
وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».
وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.
أخبار العالم
ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟
لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.
وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.
وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).
وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.
وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.
وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.
وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.
وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.
وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.
ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.
وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.
ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.
ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟
1. فراغ السلطة
تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.
كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.
واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.
ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.
والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.
وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.
وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.
كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.
وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.
وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.
ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.
ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.
ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.
وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.
وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.
وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.
2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج
يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.
كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.
وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.
وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.
وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.
وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.
وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”
وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.
وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.
بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.
ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.
وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.
3. تفوق على قوات الأمن
أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.
وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.
وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.
وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.
وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.
وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.
كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.
وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.
وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.
أخبار مباشرة
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟
بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟
ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.
في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.
في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.
8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.
في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.
فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.
متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.
كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.
اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.
تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.
دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.
أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…
والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.