اخر الاخبار
ضربة قاضيـ(ـة) للمحكمة الدولية.. القاضي روبرت روث: المحكمة الدولية تخضع للقرار السياسي لا للمعايير القانونية
شهد شاهد من أهلها: الرئيس السابق لغرفة البداية في المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وآخرين، القاضي روبرت روث، أسقط أخيراً القناع عنها بشكل مباشر وواضح وصريح: هي تخضع لـ«ثقافة الانصياع» لإملاءات سياسية. وقدّم القاضي السويسري دلائل تشير إلى أن بعض إجراءات هذه المحكمة تهدف إلى إدانة «حزب الله» لا إلى تحقيق العدالة. لكن يبدو أن كلّ ذلك لا يكفي لإقناع الدولة اللبنانية بوقف تمويلها وسحب القضاة أو على الأقل تقديم شكوى إلى مجلس الأمن والمطالبة بالتدقيق في عملها وفي ميزانيتها… علماً أن «المال السايب يعلّم الحرام».
في مطلع الشهر القادم (حزيران) سيقدّم الفرقاء في المحكمة الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وآخرون تصريحاتهم النهائية تمهيداً لصدور الحكم وإسدال الستارة. لكن مهلاً، لا بدّ من اجتماع أخير للجنة إدارة المحكمة في منتصف حزيران للتأكّد من سير الأمور كما تشتهي القوى الغربية في مجلس الأمن الدولي. فمجلس الإدارة الذي يتألف من سياسيين وديبلوماسيين هو الذي يقرّ موازنة المحكمة ويشرف على تقدم عملها؛ وفي المقابل، يبدو أن القضاة ينصاعون لتوجيهاته، خصوصاً لجهة تحديد برنامج المحكمة الزمني. يرجّح ذلك خضوع المحكمة لأجندة سياسية غربية واضحة: الإسراع في إدانة حزب الله قضائياً من أجل استثمار ذلك سياسياً واجتماعياً في إطار الحملة الأميركية/ الإسرائيلية الهادفة للنيل منه.
الرئيس السابق لمحكمة البداية في المحكمة الخاصة بلبنان القاضي السويسري روبرت روث قد يكون الشاهد المثالي على تسييس المحكمة الدولية لا بسبب صدقيته أو نزاهته التي لم يخضع لامتحان بشأنها بسبب استقالته المبكرة (استقال في 10 أيلول 2013) بل بسبب موقعه القيادي المتقدم، حيث إن رئيس غرفة البداية هو الذي يحدّد، بمعاونة مستشاريه، مسار الجلسات والبرنامج الزمني لإجراءات المحاكمة والترخيص للفرقاء لاستئناف القرارات القضائية وهو الذي يتلو الحكم.
القاضي روث كان قد استقال بعد تعرضه لضغوط مارسها عليه رئيس المحكمة القاضي دايفد باراغوانث بسبب اتهام زوجته بانحيازها للعدو الإسرائيلي. ويُذكر في هذا الإطار أن المدّعي العام لدى محكمة التمييز (القاضي سعيد ميرزا يومها) كان قد استدعى ممثل المحكمة الدولية في لبنان طالباً توضيحات بشأن علاقة مزعومة لأحد القضاة بالصهيونية. القاضي المقصود هو روث نفسه كما ذكر، حيث إن صحيفة لبنانية كانت قد نشرت مقالاً أشارت فيه إلى أن زوجته كانت تعمل محرّرة في نشرة يهودية تصدر في جنيف وأن بعض مواقفها داعمة للعدو الإسرائيلي.
يعلق روث على ذلك مدّعياً ألّا علاقة بين مواقف زوجته بعمله كقاض ولا علاقة أصلاً تربط النشرة اليهودية بإسرائيل وأن زوجته كانت تعمل فيها في مطلع تسعينيات القرن الفائت لمدة محددة.
وكانت المحكمة الخاصة بلبنان قد شهدت توتراً شديداً بين القاضيين وصل إلى حدّ اتهام روث باراغوانث بـ«التلاعب» بالقرائن للتخلص منه. وفي ذلك ما يدعو للسخرية إذ إن وظائف القضاة التأكد من عدم تلاعب المتخاصمين بالأدلة فمن يتأكد من عدم التلاعب بالأدلة إذا كان القضاة أنفسهم متخاصمين؟
على أيّ حال يبدو أن هذا الصراع بين قاضيين دوليين أتاح مزيداً من الشفافية بشأن عمل المحكمة الخاصة بلبنان حيث إنه دفع القاضي روث إلى الإفصاح عن معلومات وعرض قرائن تؤكد صحة ما كانت «الأخبار» قد عبّرت عنه من شكوك بحيادية ومصداقية ونزاهة المحكمة الخاصة بلبنان منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1757 في 30 أيار 2007.
يدّعي القاضي روث أن طلبَ باراغوانث منه الاستقالة بسبب انحياز زوجته المزعوم إلى إسرائيل، يدل، بحدّ ذاته، على أن وظيفة المحكمة الخاصة بلبنان هي محاكمة «حزب الله» كتنظيم وليس محاكمة أفراد كما ينصّ نظامها الأساسي.
فهل يقصد أن انحيازه المحتمل لإسرائيل غير مناسب في محاكمة التنظيمات لكنه يصلح لمحاكمة الأفراد؟ أم أنه يدّعي غياب علاقة تربط بين المتهمين الذين يحاكمون غيابياً وحزب الله وبالتالي فلا تأثير لانحيازه المحتمل لإسرائيل على عمله كقاض؟ أياً يكن الجواب، لا شك أن إجباره على الاستقالة دفعه إلى الإفصاح عن معلومات تفضح بالدليل انصياع المحكمة الخاصة بلبنان للرغبات السياسية للدول الغربية المعادية للمقاومة في لبنان.
يعرّف القاضي روبرت روث مصطلح «تسييس العدالة الدولية» في مقال أكاديمي (نشر في النشرة البلجيكية للقانون الدولي 2017) ويشرح التأثير المباشر لبعض الدول ولبعض السياسيين على عمل المحاكم وعلى قرارات الملاحقة والأحكام حيث تتقدم الاعتبارات السياسية على المعايير القانونية وحيث تتخذ قرارات لا تتعارض مع توجهات سياسية محددة.
ولا شك لدى روث أن المحاكم الدولية المختلطة (أي التي فيها قضاة دوليون ومحليون والتي تعتمد القانون الدولي والمحلي في آن) مثل المحكمة الخاصة بلبنان هي أكثر عرضة للخضوع للتسييس من باقي المحاكم الدولية. وقد يزداد الأمر تعقيداً في ظلّ عدم وجود توافق داخلي وتشريع محلي لإنشاء هكذا محاكم، كما هو الحال فيما يعرف في بعض الأوساط الغربية بـ«محكمة الحريري».
إذ يذكّر روث بأن الاتفاقية بين الجمهورية اللبنانية ومنظمة الأمم المتحدة بشأن المحكمة الخاصة في لبنان لم يتم إقرارها من قبل الجانبين بل فُرضت بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1557 (2007) الذي جاء تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ويضيف القاضي روث، وهو أستاذ في القانون الدولي في جامعة جنيف، أن أحد أبرز موانع استقلالية المحكمة الخاصة بلبنان جاء في تحديد مصادر تمويلها، إذ استُعيض عن خزينة الأمم المتحدة وكُلف لبنان بتسديد 49 بالمئة من كلفتها بينما فُتح المجال أمام الدول الأعضاء لتأمين 51 بالمئة.
وشُكل مجلس إدارة للمحكمة في نيويورك يتألف من الممولين الأساسيين (كل من ساهم بأكثر من مليون دولار) للإشراف على تقدّم عملها.
وبات القضاة محكومين بمنطق «الطاعة المؤسساتية» (obeissance institutionnelle) وأداة لتنفيذ سياسة إقليمية خدمة للدول الممولة للمحكمة.
روث لا يقول إن على القضاة الابتعاد عن السياسة بل إن عليهم الاطلاع على البيئة السياسية والظروف المحيطة بالجريمة ومكان وقوعها، لكنه يشرح بأن عليهم أن يكونوا مستقلين عن سياسات الدول وهو ما لا يبدو قائماً بالنسبة إلى قضاة المحكمة الخاصة بلبنان وذلك بسبب «التوجيه الواضح للمشروع السياسي الذي أُنشأت على أساسه هذه المحكمة».
يقول روث إن المشروع السياسي الذي أنشئت المحكمة على أساسه كان هادفاً وموجهاً بشكل واسع (tres cible) لدرجة أنه منذ البداية كانت استقلالية ومصداقية المحكمة عرضة للشبهات.
ويضيف القاضي بأن التوتر السياسي الذي كان قائماً خلال مرحلة إنشاء المحكمة شهد تلازماً بين مواقف بعض القوى المحلية مع مواقف بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وهو ما يفسّر «الانتقائية الشديدة» (l’extreme selectivite) لاختصاص المحكمة الضيّق والذي اقتصر على جريمة اغتيال الحريري والجرائم التي وقعت بين الأول من تشرين الأول 2004 و12 كانون الأول 2005 ولا يشمل جرائم أخرى مثل الجرائم التي ارتكبها العدو الإسرائيلي خلال عدوان صيف 2006 مثلاً. ويلفت روث إلى أنه لم يكن هناك أيّ مسعى جدّي أو مجرّد محاولة من قبل السلطات اللبنانية والدول الغربية الداعمة للمحكمة لتوسيع اختصاصها ليشمل مثلاً جريمة اغتيال الوزير محمد شطح أو العميد وسام الحسن كما كان قد وعد الرئيس فؤاد السنيورة وغيره في خطابات يبدو أنها كانت مجرّد كلام فارغ. وبالتالي فإن الاعتبارات السياسية هي التي حددت الاختصاص القضائي للمحكمة لا حاجة اللبنانيين إلى إحقاق الحق ومكافحة الإفلات من العقاب.
أما بشأن تحديد القضاة اللبنانيين في المحكمة الخاصة، فيعتقد القاضي روث أنه مخالف لمعايير القانون الدولي. ويشرح أنه كان للسلطات السياسية اللبنانية دور أساسي في اختيار عدد من القضاة المحليين بحسب معايير المحاصصة الطائفية والمذهبية وترشيحهم لتولي مناصب في المحكمة الخاصة. وكان على الأمين العام للأمم المتحدة اختيار أربعة قضاة من قائمة المرشحين لتولي مراكز في غرفتي البداية والاستئناف.
توجيهات سياسية تعطل الدفاع
يؤكد القاضي روث وجود ضغط وضعه مجلس إدارة المحكمة على قضاتها من أجل تسريع الإجراءات. ويشير إلى أن هذا الضغط جاء على حساب حقوق الدفاع عن المتهمين وعلى حساب عدالة تلك الإجراءات. وتكمن المفارقة هنا في أن مبدأ تسريع المحاكمات، بحسب القانون الدولي، ينبغي أن يكون لصالح المتّهمين لا العكس.
على أي حال إن التوجيه في الإسراع في المحاكمة بدا واضحاً في موضوع ضمّ المتهم الخامس (السيد حسن حبيب مرعي) إلى باقي المتهمين في 25 شباط 2014 بعد أن كان قد اتهم في 31 تموز 2013.
ويقول روث إن قضاة محكمة البداية استعجلوا ضم مرعي إلى باقي المتهمين والسير في محاكمته من دون منح فريق الدفاع عن حقوقه ومصالحه الوقت الكافي للتحضير والاطلاع على كامل الملف. وشكل ذلك مثالاً على انصياع القضاة لتوجيهات سياسية أتت من مجلس إدارة المحكمة، ولضرورات الحصول على تمويل لها.
وأكد القاضي روث أن السيد مرعي حُرم من الدفاع عن حقوقه ومصالحه، إذ استمعت غرفة البداية إلى أدلة فريق الادعاء ضده من دون مشاركة المحامين المكلفين الدفاع عنه الذي تعرّضوا بحسب روث لـ«التدفيش».
لا آلية رقابة على المحكمة الدولية
أخيراً استفاض القاضي المستقيل في شرح غياب المسار الذي يمكن أن يسلكه لعرض شكوى بحق رئيس المحكمة وقضاتها الذين انصاعوا للاعتبارات السياسية لإجباره على الاستقالة واستبداله بالقاضي دايفد ري الذي بدا، منذ الجلسات الأولى للمحكمة متعاوناً بشكل كامل مع رغبات مجلس الإدارة في نيويورك.
لكن ماذا عن الدولة اللبنانية؟ هل طلب مجلس الوزراء عرضاً مفصّلاً لكيفية إنفاق مئات ملايين الدولارات من خزينة الدولة على محكمة تتحكم بها قوى سياسية أجنبية؟ هل كُلف وزير العدل بوضع تقرير مفصّل عن تجاوز بعض القضاة وبعض المحققين في مكتب المدعي العام للسيادة اللبنانية؟
الحكومة الحالية تخالف بيانها الوزاري حيث إنها لا «تتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئياً لإحقاق الحق والعدالة بعيداً عن أي تسييس» (كما ورد فيه)، بل تدفع لها عشرات ملايين الدولارات سنوياً من أموال اللبنانيين من دون أن يتجرأ وزيرا العدل والخارجية فيها على مساءلة رئيستها أو المدعي العام ورئيس القلم فيها أثناء زياراتهم المتكررة إلى لبنان والتي لا يفترض أن تكون للاستجمام.
أخبار الشرق الأوسط
بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي
تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.
وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».
واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».
وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.
ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.
وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.
إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».
في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».
وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.
وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.
من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».
واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.
ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.
وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.
وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».
وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.
أخبار العالم
ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟
لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.
وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.
وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).
وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.
وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.
وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.
وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.
وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.
وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.
ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.
وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.
ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.
ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟
1. فراغ السلطة
تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.
كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.
واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.
ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.
والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.
وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.
وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.
كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.
وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.
وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.
ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.
ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.
ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.
وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.
وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.
وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.
2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج
يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.
كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.
وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.
وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.
وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.
وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.
وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”
وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.
وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.
بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.
ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.
وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.
3. تفوق على قوات الأمن
أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.
وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.
وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.
وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.
وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.
وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.
كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.
وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.
وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.
أخبار مباشرة
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟
بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟
ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.
في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.
في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.
8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.
في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.
فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.
متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.
كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.
اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.
تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.
دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.
أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…
والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.