Connect with us

اخر الاخبار

جورج سوروس: ملياردير أمريكي يكرهه اليمين المتطرف ويراه مركزا لمؤامرة دولية

مصدر الصورة Getty Images وهب الملياردير اليهودي، ورائد العمل الإنساني، جورج سوروس، 32 مليار دولار من ثروته للأعمال الإنسانية. فلماذا يعتبره اليمين المتشدد، من أمريكا إلى أستراليا، ومن المجر إلى هندوراس، شخصا يقف في قلب المؤامرة الدولية؟ في أحد أيام الإثنين الهادئة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وُضع مظروف كبير في صندوق البريد الخاص بالمنزل الريفي…

Published

on

مصدر الصورة
Getty Images

وهب الملياردير اليهودي، ورائد العمل الإنساني، جورج سوروس، 32 مليار دولار من ثروته للأعمال الإنسانية. فلماذا يعتبره اليمين المتشدد، من أمريكا إلى أستراليا، ومن المجر إلى هندوراس، شخصا يقف في قلب المؤامرة الدولية؟

في أحد أيام الإثنين الهادئة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وُضع مظروف كبير في صندوق البريد الخاص بالمنزل الريفي لسوروس في إحدى ضواحي نيويورك.
وكان شكل الطرد مثيرا للشكوك. وكُتب عنوان المراسلة بطريقة خاطئة، فضلا عن أن البريد كان قد وصل بالفعل في وقت مبكر من اليوم. واتصل العاملون في المنزل بالشرطة، وسرعان ما حضر أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى موقع الحدث.

كان المظروف داخل لفافات هوائية، وبداخله صور سوروس وعليها علامة “X” باللون الأحمر. وبجانب الصورة، كانت هناك أنبوب بلاستيكي طوله ست بوصات، وساعة صغيرة، وبطارية، وأسلاك، ومسحوق أسود.
ووصل أكثر من عشرة طرود مماثلة لمنازل شخصيات عامة مثل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وغيرهم من رموز الحزب الديمقراطي.
ولم تنفجر أي من هذه العبوات. وتتبع مكتب التحقيقات الفيدرالي مصدر هذه القنابل، فتبين أنه شاحنة بيضاء مغطاة بصور الحملة الداعمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وملصقات معادية للحزب الديمقراطي، عُثر عليها في المرآب الخاص بمتجر في ولاية فلوريدا.
وسرعان ما قالت وسائل الإعلام اليمينية إن هذه “عملية مدسوسة” الهدف منها تشويه سمعة الرئيس ترامب وحملة الحزب الجمهوري. وكان ذلك قبل انتخابات التجديد النصفي بأسبوعين.
وقال لو دوبس، مقدم برنامج فوكس بيزنس، في تغريدة عبر تويتر إن “الأخبار الكاذبة – قنابل كاذبة. من قد يستفيد من كل هذا الكم من الزيف؟”.
كما قال راش ليمبوغ، مقدم البرنامج الإذاعي “حديث المحافظين” إن الجمهوريين “لا يفعلون مثل هذه التصرفات”.

مصدر الصورة
Morgan Finkelstein

Image caption

متظاهرون يحملون لافتات كُتب عليها “الأخبار الكاذبة قنابل كاذبة”

وسرعان ما امتلأ الإنترنت باتهامات لسوروس نفسه بالترتيب لهذه الواقعة الزائفة.
وأدان الرئيس ترامب هذه “التصرفات المشينة”، لكن عندما صاح أحد الحضور في البيت الأبيض “احبسوا سوروس”، بدا ترامب سعيدا بهذا الرأي.
ولاحقا، أُلقي القبض على رجل من فلوريدا يُدعى سيزار سايوك، يبلغ من العمر 56 عاما.
“ادعاءات لا أساس لها” في تركيا توقف أعمال مؤسسة جورج سوروس الخيرية
وقال من يتبنون نظرية المؤامرة إن سايوك لا ينتمي للحزب الجمهوري. لكن زميله السابق، لويجي مارا، قال إن سايوك كان يوصل البيتزا للمنازل في شاحنته المغطاة بالملصقات الداعمة لترامب، واعتاد الدخول في مشادات مع الزبائن الذي يعلقون ملصقات داعمة للحزب الديمقراطي على منازلهم.
وتابع مارا: “كل شيء بالنسبة له جزءا من المؤامرة. وجورج سوروس بالنسبة له وراء كل الشرور، فكان هو من اشترى الحزب الديمقراطي، وهو من يقف وراء كل شر يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية”.
وكانت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بسايوك تحمل المزيد. ففي اليوم الذي اكُتشفت فيه القنبلة في منزل سوروس، نشر سايوك صورة ساخرة تقول “العالم ينتبه لفظائع جورج سوروس”.

Image caption

صورة ساخرة كُتب عليها “العالم ينتبه لفظائع جورج سوروس”

وأقر سايوك لاحقا بالذنب في 65 تهمة، من بينها نية القتل أو الجرح باستخدام المتفجرات، وحُكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما.
فكيف انتهى الحال بجورج سوروس ليعتبره اليمينيون العقل المدبر لكل الشرور التي تبثها المؤامرة العالمية؟

في المملكة المتحدة، يُعرف سوروس بأنه “الرجل الذي تسبب في إفلاس البنك المركزي” عام 1992. وكان قد استدان، بجانب محللي عملة آخرين، مبالغا بالجنية الاسترليني، ثم باعها، الأمر الذي تسبب في تراجع سعر العملة في السوق، وأجبر المملكة المتحدة على السحب من آلية التبادل الأوروبية. وحقق ربحا من هذه العملية بلغ مليار دولار.
ويرجح البعض أن الملياردير، ذا الأصول المجرية والذي هرب من الهولوكوست والشيوعية، كوّن ثروة قدرها 44 مليار دولار عن طريق توقعاته بشأن قيمة العملة. واستغل هذه المبالغ لتمويل آلاف المشروعات الداعمة للتعليم والصحة وحقوق الإنسان والديمقراطية.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

سوروس في موسكو عام 1993

وفي عام 1979، أطلق سوروس مؤسسة “المجتمع المفتوح”، والتي أصبحت لها فروع في 120 دولة. لكن هذا العمل الخيري الداعم للأغراض الليبرالية والديمقراطية جعل منه الرجل المكروه من اليمين المتشدد.
وظهرت أولى نظريات المؤامرة المتعلقة بسوروس في أوائل التسعينيات من القرن العشرين، لكنها اشتدت بعد إدانته لغزو العراق عام 2003، وتبرعه بملايين الدولارات للحزب الديمقراطي.
ومنذ ذلك الحين، يتعرض بشكل مستمر لملاحقات من قبل المحللين والسياسيين المنتمين لليمين الأمريكي، ويزيد الغضب عليه، وتغلب المخاوف والافتراضات على الحقائق.
لكن نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية أحدث نقلة خطيرة في الهجوم على سوروس.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

المؤمنون بسيادة العرق الأبيض نظموا مسيرة هتفوا فيها ضد سوروس

وفي أغسطس/آب 2017، بعد نجاح ترامب بثمانية أشهر، نظم النازيون الجدد مسيرة بالكشافات في إحدى مدن ولاية فيرجينيا. ونشبت اشتباكات مع المناهضين لهذه المظاهرة، بعدما قاد أحد المؤمنين بسيادة العرق الأبيض سيارته باتجاه المشاركين في المظاهرة، وقتل فتاة تُدعى هيذر هيير، تبلغ من العمر 32 عاما.
وسرعان ما قال المنتمون لليمين الأمريكي إن سوروس هو من دبر ودعم أعمال العنف، بغية تشويه صورة ترامب. وأضافوا أن سر هذه العملية لدى رجل برينان غيلمور، الذي صور السيارة وهي تدهس المناهضين للمسيرة.
كما قال الاعلامي اليمني أليكس جونز في برنامج إذاعي إن غيلمور تلقى 320 ألف دولار سنويا من سوروس، وكان جزءا من انقلاب الدولة العميقة على الرئيس.
لكن لم يتوفر دليل على أي من هذه الصلات.
الملياردير جورج سوروس: غوغل وفيسبوك يهددان الديمقراطية وترامب لن يكمل ولايته الأولى
كان سوروس قد موّل بالفعل حملة توم بيريللو، المرشح الديمقراطي لمنصب حاكم فيرجينيا، بمبلغ 500 ألف دولار. وكان غيلمور يعمل في هذه الحملة. لكن لا يوجد دليل على وجود أي صلة بين غيلمور وسوروس، أو على أن مؤسسة المجتمع المفتوح دفعت أي مبالغ للمحتجين المناهضين لمسيرة النازيين الجدد.
واليوم، رفع غيلمور قضية على أليكس جونز وآخرين يتهمهم بالتشهير، بعدما فشلوا في إثبات تلقيه أي مبالغ مالية من سوروس.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الاشتباكات في المسيرة بين من يؤمنون بسيادة العرق الأبيض ومناهضيها

وهنا زاد الهجوم على سوروس، وأصبح أكثر ضراوة.
وفي الخريف الماضي، رحل الآلاف من هندوراس متجهين إلى الولايات المتحدة، قبل شهر واحد من انتخابات التجديد النصفي التي هددت سيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس.
وفي الحال، ألقي اليمين باللوم على سوروس في تنظيم قافلة المهاجرين هذه. ورددت فوكس نيوز أن سوروس يريد أن تبقى الحدود مفتوحة، بلا أي قيود على الهجرة.
وقال لي جاك كينغستون، عضو الكونغرس السابق عن الحزب الجمهوري، إن القافلة “كانت جهدا شديد التنظيم، وهناك شخص ما وراءه. أحدهم يمول مثل هذه الأنشطة، وهي مطابقة لنوعية الأنشطة التي يمولها جورج سوروس”.
أما الرئيس ترامب، فأعاد نشر مقطع فيديو يظهر فيه ما قيل إنه مبالغ مالية تُدفع لأشخاص من هندوراس بهدف “الإغارة على الحدود الأمريكية”، وبه إشارة إلى أن سوروس هو من دفع هذه الأموال.
وعندما سُئل ترامب خارج البيت الأبيض عما إذا كان سوروس هو من موّل قافلة المهاجرين، قال: “الأمر لن يكون مفاجئا. الكثيرون يقولون إنه فعل ذلك”.
وسافرت سيندي جيريزانو مع القافلة من منزلها في هندوراس إلى الولايات المتحدة. وقالت لي إنها لم تتلق أي أموال، وإنها اتخذت قرارها بالسفر لمسافة ثلاثة آلاف ميل باتجاه مدينة سان دييغو الأمريكية.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

قافلة المهاجرين وهي تتحرك من غواتيمالا إلى المكسيك، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018

وعند وصول سيندي إلى الولايات المتحدة، تلقت دعما من الجمعية الخيرية الكاثوليكية التابعة لأبرشية سان دييغو. وتقول نادين طوبوزادة، رئيسة خدمات اللاجئين والمهاجرين في الجمعية، إن المحامين جمعوا أدق التفاصيل من طالبي اللجوء، ولم يسمعوا اسم سوروس نهائيا، كذلك لم يجدوا دليلا على ضلوعه في أي شيء.
كما ثبت أن مقطع الفيديو الذي أعاد ترامب نشره غير دقيق.
فخلال ساعات، اكتشف الصحفيون أن الفيديو ليس مسجلا في هندوراس، وإنما في غواتيمالا. وبالتدقيق في الفيديو، ظهر أن أحد عمال الإغاثة الذي ظهروا فيه كان مسلحا.
كما سُجلت رحلة القافلة بالكامل، وظهرت الجمعيات الخيرية المحلية وهي تساعد المهاجرين. ولم يظهر في التسجيلات أي دليل على أي دعم مادي قدمه سوروس.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول، بعد 11 يوما من ظهور نظريات المؤامرة عن القافلة، وخمسة أيام من وصول الطرد المفخخ لمنزل سوروس، هاجم رجل أبيض مسلح معبدا يهوديا في بيتسبرغ، وقتل 11 يهوديا.
كان هذا أسوأ هجوم معادٍ للسامية في تاريخ الولايات المتحدة، وقام به رجل مهووس بجورج سوروس.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

فعاليات تأبين ضحايا الهجوم على معبد شجرة الحياة اليهودي في بتسبيرغ

وعند فحص حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالرجل المسلح، روبرت بورز، تبين أنه يؤمن بنظرية مضادة للسامية تتحدث عن مؤامرة تعرف باسم “إبادة البيض”، ويعتقد أن سوروس هو العقل المدبر لها.
وتزعم النظرية أن المهاجرين يحلون محل الناس من العرق الأبيض، الذين سيفنون مع الوقت. وهذا يفسر الهتافات التي يرددها النازيون الجدد في مسيراتهم، إذ يقولون “اليهود لن يحلوا محلنا”.
واكتشف جويل فينكلستين، رئيس معهد أبحاث الشبكات، أحد منشورات بورز على فيسبوك التي أشار فيها لـ سوروس على أنه “اليهودي الذي يمول إبادة البيض ويتحكم في الصحافة”، وادعى أن سوروس وراء قوانين حيازة السلاح والحدود المفتوحة.
وخلص فينكلستين، الحاصل على تمويل من منظمة المجتمع المفتوح للتحقيق في هذه الأخطار المتزايدة، إلى أن من يعتقدون في سيادة العرق الأبيض يرون سوروس على أنه الرأس اليهودي المدبر الذي يمسك بمقاليد كل شيء. ويقول: “يبرر هؤلاء استخدام العنف بإلقاء التهم على سوروس باعتباره يمثل الشر الأعظم”.
وتجاوزت هذه النظرة لسوروس، باعتباره رأس الشرور، الولايات المتحدة، لتصل إلى أرمينيا، وأستراليا، وهندوراس، والفلبين، وروسيا، والكثير من البلدان الأخرى.
واتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سوروس بأنه قلب المؤامرة اليهودية “لتقسيم وتشتيت” تركيا وغيرها من الأمم.
وفي إيطاليا، اتهمه نائب رئيس الوزراء السابق، ماتيو سالفيني، بأنه يسعى لملءِ بلده بالمهاجرين لأنه “يحب العبيد”.
كذلك قال رئيس حزب بريكست البريطاني، نايجل فاراج، إن سوروس “يجتهد في تشجيع الناس على النزوح إلى أوروبا”، وإن هذا هو “الخطر الأكبر الذي يداهم العالم الغربي”.
لكن البلاد والحكومة الأشد هجوما على سوروس هي مسقط رأسه في المجر. والمفارقة أنه البلد الذي استقبل ملايين الدولارات من أموال سوروس لدعم وجبات المدارس المجانية، ومشروعات حقوق الإنسان، وحتى بناء جامعة جديدة.
ويقول رئيس الوزراء، فيكتور أوربان، وحزبه الشعبوي القومي الذي يقود الحكومة إن سوروس يدير مؤامرة سرية لإغراق المجر بالمهاجرين وتدمير الأمة.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

لوحة إعلانات تطلب من المجريين ألا يسمحوا لسوروس بأن “يضحك أخيرا”

ويصف ليوناردو بيناردو، نائب رئيس مؤسسة المجتمع المفتوح، ما تشيعه الحكومة المجرية بأنه كذب صُراح، “فالاتهامات زائفة. فجورج سوروس ومؤسسة المجتمع المفتوح ليسا من مؤيدي الحدود المفتوحة”.
لكن هذا النفي لم يقنع الحكومة المجرية، التي أنفقت مئة مليون يورو على الحملات الإعلامية التي تدعو الناخبين لعدم إعطاء الفرصة لسوروس “أن يضحك أخيرا”. كما دشنت ما قالت إنه حزمة قوانين تحت شعار “أوقفوا سوروس”، تجرّم مساعدة اللاجئين غير الشرعيين، وتفرض ضريبة على التبرعات للمنظمات التي “تدعم الهجرة”.
وقال لي المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس، إن “الكثير من الأموال تتدفق إلى إمبراطورية سوروس، وصلت إلى مليارات الدولارات خلال العقدين الأخيرين”.
وتابع: “هذه مبالغ طائلة، ولا يمكن أن يكون أحد بهذه السذاجة ليصدق أن هذه الأموال ليس لها وزن أو لا هدف من ورائها”.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

المجر وضعت سلكا شائكا على امتداد حدودها في سبتمبر/أيلول 2015، لمنع تدفق المهاجرين

ويقول مايكل إيغناتيف، رئيس جامعة أوروبا الوسطى التي أسسها سوروس، إن “حكومة أوربان قررت أن تجعل سوروس العدو الشعبي الأول”.
فكيف حدث ذلك؟
الإجابة تأتي من ولاية نيويورك الأمريكية.
في عام 2013، عندما أراد رئيس الوزراء المجري الحصول على نصيحة تساعده على إعادة انتخابه، تواصل مع المستشار السياسي المعروف آرثر فينكلستين (لا تجمعه صلة قرابة بـ جويل). وعمل آرثر من قبل في مكتب صغير، على بعد عشرين ميلا من المنزل الريفي الذي يملكه سوروس.
وعمل آرثر، الذي توفي عام 2017، لصالح دونالد ترامب، وجورج بوش الأب، ورونالد ريغان، وريتشارد نيكسون. ويُعرف عنه قدرته على تحويل كلمة “ليبرالي” إلى دلالة بغيضة في عالم السياسة.

مصدر الصورة
C-Span

Image caption

عمل آرثر فينكلستين، الذي توفي عام 2017، لصالح دونالد ترامب، وجورج بوش الأب، ورونالد ريغان، وريتشارد نيكسون

وبحسب الصحفي في مجلة “داس مجازين” السويسرية، هانز غراسيغير، فإن آرثر فينكلستين “خلق أسلوبا سياسيا جديدا يُعرف بـ “فينكل ثينك”
وتابع: “آرثر دائما ما قال إنه “لا يتعين مطاردة طالبان، وإنما شخص أسامة بن لادن”. لذا، هناك دائما شخصنة، واختيار الشخص المثالي ليصبح عدوا، ثم استهداف هذا الشخص ليشعر الناس بالخوف منه. وفي هذا السياق، لا تتحدث أبدا عن سياسات المرشح الذي تدعمه، فهي ليست مهمة على الإطلاق”.
وأدرك فينكلستين أن الطريقة المثلى ليفوز أوربان بالانتخابات هي العثور على عدو جديد. واقترح اسم سوروس، وهو ما كان اختيارا مثاليا، على حد قول غراسيغير. “فاليمين المتشدد يكرهه لأنه يهودي، واليسار يكرهه لأنه رأسمالي”.
والمفارقة هنا أن فينكلستين نفسه يهودي، “فهو يهودي يختلق وحشا يهوديا”.
وتنكر الحكومة المجرية حاجتها “لاختلاق” عداء مع سوروس. وقالت في بيان إن “جورج سوروس قدم نفسه كلاعب سياسي منذ حوالي عقدين. ويمارس من خلال شبكة المنظمات التابعة لها قدرا كبيرا من السلطة دون تفويض من الناس”.
لكن يبدو أن أوربان طبق نصيحة فينكلستين بالحرف الواحد، بل زاد عليها.
فقبل أسابيع من الانتخابات العامة عام 2018، هاجم أوربان سوروس في خطاب عام، وبدا كأنه يعيد إحياء الأفكار المعادية للسامية.
وقال في الخطاب: “نحارب عدوا مختلفا عنا. ليس واضحا، بل مختبئا. ليس مستقيما، بل مراوغا. ليس أمينا، بل بلا أخلاق. ليس وطنيا، بل دوليا. لا يؤمن بالعمل، بل يتربح من توقعات سوق المال. ليس له وطن، بل يظن أنه يملك العالم”.

جورج سوروس يتبرع بـ 18 مليار دولار لمؤسسته الخيرية
جورج سوروس يبيع غالبية حصته في شركة علي بابا الصينية

وحقق فيكتور أوربان فوزا كاسحا. وبعد الانتخابات، زاد استهداف المنظمات التي يمولها سوروس. وفي مايو/أيار الماضي، أغلقت مؤسسة المجتمع المفتوح مكتبها في المجر.
ويجاهد مايكل إغناتيف للإبقاء على جامعة أوروبا الوسطى. وهو عازم على مواجهة ما يقول إنها دعاية خطيرة تنتشر في البلاد، التي شهدت تهجير أكثر من نصف مليون يهودي مجري على يد النازيين خلال شهرين عام 1944.
ويقول إغناتيف إن الحملة التي تستهدف سوروس هي “ردة عقائدية إلى كل ملمح لمعاداة السامية منذ ثلاثينيات القرن العشرين. الأمر كله خيالي. هذه هي سياسات القرن الحادي والعشرين، عليك اختلاق عدو بأقصى سرعة ممكنة إن لم تجد عدوا، واجعله يبدو قويا، ومن هنا تحرك قواعدك وتكسب الانتخابات”.
وتشعر البروفيسورة ديبورا ليبشتات، التي كسبت نزاعا قضائيا في بريطانيا ضد أحد منكري الهولوكوست، بغضاضة مماثلة من استهداف سوروس.
وتقول: “أشعر بالرعب من انتشار مثل هذه الأحاديث، النابعة من الحانات والأزقة المظلمة، على ألسنة الساسة وقادة الدول، أمثال نائب رئيس وزراء إيطاليا ورئيس وزراء المجر. هذه اللهجة المستخدمة تشعرني بصدمة شديدة.”.

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي

Published

on

تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.

وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».

واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».

وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.

ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.

وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.

إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».

في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».

وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.

وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.

من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».

واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.

ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.

وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.

وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».

وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.

 

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار العالم

ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟

Published

on

لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.

وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).

وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.

وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.

أطفال فلسطينيون بالقرب من موقع غارة إسرائيلية.

وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.

يعاني مواطنو هايتي من أعمال العنف

اضطر العديد من مواطني هايتي إلى ترك منازلهم بسبب أعمال العنف.

وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.

وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.

وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.

 

ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.

وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.

ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.

ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟

1. فراغ السلطة

صورة لتأبين الرئيس جوفينيل مويس

تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.

كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.

واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.

ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.

 

والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.

وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.

وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.

مارتين مويس (تتحدث إلى ابنها)

وعلى الرغم من عدم وجود رئيس، لم تعقد البلاد انتخابات برلمانية أو عامة منذ عام 2019 ولم يعد هناك مسؤولون منتخبون.

كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.

وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.

وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.

ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.

 

ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.

ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.

وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.

وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.

وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.

2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج

 أرييل هنري رئيس وزراء هايتي

يشغل أرييل هنري منصب رئيس وزراء هايتي منذ عام 2021، ولا يزال منصب الرئيس شاغرا.

يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.

كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.

وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.

وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.

وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.

العنف في هايتي

وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.

وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”

وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.

وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.

 

بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.

ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.

وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.

3. تفوق على قوات الأمن

أعمال العنف في هايتي

أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.

وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.

وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.

وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.

وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.

وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.

كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.

وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.

وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.

Continue Reading

أخبار مباشرة

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري

Published

on

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟

بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟

ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.

في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.

في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.

8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.

في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.

فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.

متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.

كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.

اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.

تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.

دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.

أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…

والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.

Continue Reading