Connect with us

أخبار العالم

رأي حول الفضائح الجنسية التي تهز الكرسي البابوي: “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”

هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة – الخارجية الأميركية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN. ليست الفضائح أو المحن بالجديدة على المؤمنين والمؤسسات الدينية بالمطلق. فما من مؤسسة دينية أو رجال دين في أي مكان أو زمان إلا وطالتهم ظلما…

Published

on

هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة – الخارجية الأميركية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN. ليست الفضائح أو المحن بالجديدة على المؤمنين والمؤسسات الدينية بالمطلق. فما من مؤسسة دينية أو رجال دين في أي مكان أو زمان إلا وطالتهم ظلما أو حقا الفضائح وبخاصة الجنسية والمالية منها. المال والجنس هما أفعى “إبليس” وتفاحته وما زالا السلاح الأكثر مضاء بيد الشيطان الذي أشار إليه البابا فرانسيس على أنه “مطلق الاتهامات”.. استهدف بها هذه المرة ليس رجال الكنيسة وحدها بل ومعنويات أبنائها وثقتهم بها أيضا. قداسة البابا كان يتحدث عن رسالة وجهها السفير البابوي السابق في واشنطن البطريرك كارلو ماريا فيغانو دعا فيها ضمنا إلى تحمل البابا فرانسيس شخصيا مسؤوليته الاعتبارية، بصفته المتربع على الكرسي الرسولي (كرسي بطرس الرسول)، عن الفضائح الجنسية المدوّية التي بدأت من أميركا (أكثر من ألف ضحية على يدي 300 رجل دين في الكنيسة الكاثوليكية في ولاية بنسيلفانيا وحدها). وسرعان ما توالت فضائح مماثلة لها في ألمانيا وإيرلندا وتشيلي واستراليا. فيغانو اتهم البابا نفسه بأنه كان على علم بملف الاعتداءات والإساءات الجنسية التي عانت منها الأسرة الكاثوليكية في أميركا لسنوات عديدة مشيرا على نحو خاص إلى علم الحبر الأعظم بقضية كاردينال واشنطن ثيودور ماك كاريك الذي استقال مؤخرا من منصبه على وقع الفضائح الجنسية التي طالت خدمته في هذا الموقع الحساس على امتداد 5 سنوات. وبحسب فيغانو فإن قداسة البابا فرانسيس لم “يطبطب” فقط على فضائح ماك كاريك لا بل وسمح ببقائه بمنصبه ومواصلة ترقياته في خدمته الكنسية. ويبدو أن دعوة الحبر الأعظم إلى اجتماع بطاركة العالم في حاضرة الفاتيكان في فبراير العام المقبل لم تكن كافية لتهدئة المخاوف والخواطر. فالجرح غائر – كما تفيد شهادات آلاف مؤلفة – من الضحايا ومن المعترفين بذنبهم من “الآباء الجناة.” يريد البابا للمؤتمر أن يؤسس لآلية محكمة من الشفافية في تفادي ورصد وعلاج أي شكل من أشكال الإساءة والاعتداء الجنسي بصرف النظر عن مقترفيها وخاصة في صفوف الجسد الكنسي والبنيان الكاثوليكي الكنسي والخدمي. المشكلة أن اتهامات التغطية على مزاعم الانتهاكات ومحاولة طمسها بعد ثبوتها باتت مسألة مثبتة بعدد من الدراسات والمحاكمات بخاصة تلك التي شهدتها ولاية ببنسلفانيا الأميركية إضافة إلى دراسة “صادمة” ستنشرها الصحافة الألمانية في الـ 25 من سبتمبر/أيلول الجاري عن 3600 ضحية من صغار السن واليافعين الذين وثّقوا مزاعم بتعرضهم لاعتداءات جنسية من قبل 1670 من رجال الدين على مدى 7 عقود مضت. ووفقا للدراسة التي جاءت بتكليف من الكنيسة الكاثوليكية نفسها في ألمانيا لبحاثين مهنيين مستقلين، فإن مزاعم الإساءة والاعتداءات الجنسية طالت ما نسبته 4.4% من كهنة وخدّام الكنيسة. ومن أعلى الأصوات المطالبة بالمكاشفة والمحاسبة والمراجعة الشاملة كانت الأصوات الكاثوليكية الأميركية تحديدا. المسألة متعددة الجوانب ولا يمكن إغفال عوامل أخرى تذكي من نار العتب والغضب إلى حد ما. فبداية، يستقر في وجدان كل مسيحي – أيا كانت طائفته – مقولة السيد المسيح الخالدة: “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.” فما من أحد يثير هذه القضية من منطلق الإدانة أو التعالي والاعتداد بالصلاح والعفة. فكلنا “خطاة” كبشر. لكن الكنيسة الكاثوليكية نشأت تاريخيا وكهنوتيا على تقاليد الاعتراف “سر الاعتراف” وبطبيعة الحال اعتراف تليه توبة طريقا للخلاص. وهنا تكمن المشكلة بالنسبة للجيل الكنسي الكاثوليكي الحالي وخاصة في أميركا وألمانيا. من الأمور اللافتة والعجيبة للقادم من المشرق -خاصة بالنسبة لمسيحيي الشرق- إلى أميركا، سماعه لمصطلح أن فلانا كاثوليكيا في حين يشار إلى المعمداني وجميع الطوائف الأخرى بمن فيهم المورمون وشهود يهوة إلى أنهم مسيحيون. بمعنى أن الثقافة الأميركية العامة تحمل شكلا من أشكال التحفّظ وبصراحة أكثر “الجفاء” من الكاثوليكي لاعتبارات دينية – سياسية. فعلى سبيل المثال، واجه الرئيس الديمقراطي الراحل جون إف كينيدي كثيرا من السجال حول ما إن كانت كاثوليكيته تتعارض مع صلاحيته لرئاسة أميركا، وهو السجال الذي كان بدرجة أقل حدة عندما رشّح ميت رومني – المورموني – نفسه عن الحزب الجمهوري في مواجهة الرئيس السابق باراك حسين أوباما. أما في ألمانيا، فالفضيحة تكتسب بعدا لا يقل حساسية، كونها البلاد التي شهدت بزوغ نجم الإصلاحي المجدّد، اللاهوتي الكاثوليكي أصلا الراهب مارتن لوثر، والذي شكّل بثورته في القرن السادس عشر على فساد الكنيسة الكاثوليكية إبان بابوية ليو العاشر ثاني انشقاقا في تاريخ الكنيسة الأم، فبعد انشقاق الكنيسة الكاثوليكية عن الأرثوذوكسية أسست اللوثرية بداية لا متناهية من التعدّد والتشظّي الطائفي لما يعرف بالكنائس البروتستانتية وما تلاها من كنائس نأت بنفسها عن كل ما سبق لدرجة بلغت فيه عدد الطوائف في أميركا زهاء الـ 33 ألف طائفة، 35 منها تعتبر تيارا رئيسيا للطوائف الكبرى. وأكثر الطوائف الأميركية المسيحية تعدادا البروتستانت فيما تشكل الكاثوليكية الطائفة الثانية من حيث الحجم بعد أكبر الطوائف المعمدانية المعروفة باسم المعمدانيين الجنوبيين.. إن السؤال الكبير المطروح على الحبر الأعظم هو مدى انسجامه مع تراثه قبل وبعد توليه الكرسي الرسولي إثر استقالة البابا بندكتوس السادس عشر. ليس سرا أن هذين البابوين مازالا يشكلان جدلا في الكنيسة الكاثوليكية وخارجها من مسيحيين وأديان أخرى ولا دينيين ولا أدريين وملحدين من حيث ما عرف عنهما على الأقل من الناحية الدينية الصرفة. عرف البابا بنيديكتوس السادس عشر على أنه من أكثر الباباوات تعمقا في اللاهوت والتاريخ الكنسي، وذهب البعض إلى اعتبار تصريحاته بخصوص “الفتوحات الإسلامية” قبل سنوات، تعبيرا عن رفضه المجاملة أو المهادنة في المسائل الدينية رغم حساسيتها السياسية. تماما كما رأى كثيرون في مواقف البابا الحالي “إصلاحية” مبالغ فيها تصل إلى درجة الخوض وحتى المسّ بالمحرمات على نحو غير مسبوق كنسيا خاصة من قبل من يشغل الكرسي الرسولي. من تلك المواقف، غسله رجل لاجئ مسلم في “خميس الأسرار” إحدى العلامات الفارقة على طريق درب الآلام والصلب والقيامة. البابا فرانسيس أثار جدلا أيضا عند سماحه بمناولة المطلقين فيما كان ضربا من المستحيل. كما أثارت تصريحات وعظات البابا فرانسيس العديد من السجالات والاعتراضات بمواقفه من الإجهاض وعقوبة الإعدام. وأمام كل هذه المواقف “الجدلية” و”الإصلاحية”، رصد الإعلام مواقف “مثيرة وخلافية” أيضا للبابا كتصريحاته ضد المرشح الأميركي آنذاك دونالد جيه ترامب حول بناء الجدار وسياساته إزاء المهاجرين وبخاصة “المسلمين والمكسيكيين”. كما أثار جدلا وما زال فيما يخص موقفه إبان الأزمة السورية وقضايا مسيحيي الشرق عموما. هذه المسائل السياسية “الخلافية”، دفعت بمعارضيه والمتصيدين له بالذات بالإشارة إلى تاريخ الكرسي الرسولي إبان أزمات عالمية جسام وأكثرها خطورة المحرقة النازية حيث مازال الفاتيكان في موقف الاعتذار عن تقصيره في الوقوف بوجه أودولف هيتلر. لكن الإنصاف التاريخي – الديني والسياسي – يتطلب معايير موحدة فيما يخص الكنيسة الأرثوذوكسية إبان بطش جوزيف ستالين والمرجعية الشيعية إبان حكم الشاه في إيران ونظام الملالي الحالي إضافة إلى الأزهر الذي حار الدارسون في فهم دوره على تعاقب نظم الحكم في مصر بمن فيها الرئيس “الإخواني” محمد مرسي ومدى جدية محاربتهم للتطرف والإرهاب في ظل مناهجهم التقليدية المثيرة للجدل (سنقوم بطرح هذه القضية في مقالة أخرى.) الخلاصة أن معايير الإدانة – سواء أكانت من داخل الكنيسة الكاثوليكية أو من خارجها أو من داخل الأسرة المسيحية أو من خارجها – بحاجة إلى أن تكون معايير موحدة. ومن كان من الراجمين الكثر في هذه الأيام بلا خطيئة، فليرمها بحجر.. أما المحب أو المحايد في مسألة “محاكمة” الكنيسة الكاثوليكية أو الجالس على الكرسي الرسولي، فمعني بالإصلاح أكثر من الإدانة والمغفرة “تحصيل حاصل” لكن منطق الأمور في عالم اليوم، في عالم الصحافة التحقيقية ومنصات التواصل الاجتماعي التي لا ترحم ولا تستثني أحدا، يتطلّب تحقيقا يشمل الجميع بمن فيهم البابا نفسه، يتم فيه إشراك جهات مختصة من خارج الكنيسة كرجال القانون والأمن المهنيين والمشهود لهم بالكفاءة والنزاهة.  وما أراه أن البابا فرانسيس لما عُرف عنه من حس مرهف وإيمان صادق وإنسانية رفيعة، سيقدم استقالته من منصبه على سبيل تضميد جراحات الكنيسة ذلك لأن المشكلة في تقديري أكبر من أن تحل باستقالة بضعة بطاركة. العالم بالتأكيد وبخاصة المشرق سيخسر بذلك البابا لكنه بالتأكيد سيربح الكنيسة وهو الأولى على الأقل من وجهة نظر كاثوليكية. ونحن بالتأكيد لن نكون بعد ذلك “كاثوليكيين أكثر من البابا”! بقي أن نقول – كأميركيين – أن ميزة الثقافة الأميركية والنظام الأميركي تكمن في الجرأة بكشف الأخطاء والخطايا والشجاعة في معالجتها لضمان- ما استطعنا إلى ذلك سبيلا – العمل على عدم تكرارها. فعلى سبيل المثال، الزائر لمكاتب المدراء التنفيذيين وكبار المسؤولين يلاحظ تصميمها الزجاجي “غير المظلل” والخالي من الستائر، إمعانا في الشفافية ودرء للشبهات. لكن ذلك لم يحل دون فضائح جنسية مدوية لم يسلم منها رجال السياسة والصحافة والمال وحتى الرياضة كما حدث في قضية الأميركي اللبناني، الطبيب الرياضي “لاري” لورانس جيرارد نصّار المدان بجرائم تعاطي مواد إباحية موضوعها الأطفال والاعتداءات الجنسية على العشرات من ضحاياه الأطفال واليافعين من لاعبي الجمباز في ولاية ميشيغن. وعندما يتعلق الأمر بكشف الوحوش البشرية فالعالم مليء بالجرائم التي تقشعر لها الأبدان حتى في أكثر الأماكن قداسة وبراءة كدور العبادة والمخيمات الكشفية و”الجهادية” والمدارس بما فيها “الدينية”. لن أخوض في ذكر مزيد من الأمثلة فمحرك البحث غوغل سيكشف “المستور” شرقا وغربا شمالا جنوبا.. “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”..

Continue Reading

أخبار العالم

الخطوط الجوية الأميركية تمدّد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى آذار المقبل

Published

on

أعلنت الخطوط الجوية الأميركية “أميركان إيرلاينز” تمديد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى أواخر آذار المقبل، بعد فترة التوقف عن الخدمة التي بدأت في الأيام الأولى من الحرب في غزة، وفقا لأسوشيتد برس.

وقال متحدث باسم الخطوط الجوية الأميركية، الأربعاء، إن العملاء الذين لديهم تذاكر لرحلات إلى تل أبيب يمكنهم إعادة الحجز دون أي رسوم إضافية أو إلغاء رحلتهم والحصول على استرداد.

وذكرت الخطوط الجوية الأميركية أن الرحلات إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب سوف يتم تعليقها حتى 29 آذار.

Follow us on Twitter

وقامت الخطوط الجوية الأميركية بتحديث تحذير السفر على موقعها الإلكتروني خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأضاف المتحدث “سنواصل العمل بشكل وثيق مع شركات الطيران الشريكة لمساعدة العملاء المسافرين بين إسرائيل والمدن الأوروبية التي تقدم خدماتها إلى الولايات المتحدة”.

ومددت شركة دلتا إيرلاينز تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى 30 أيلول المقبل من 31 آب الحالي. كما أوقفت شركة يونايتد إيرلاينز خدماتها إلى أجل غير مسمى.

وتوقفت شركات الطيران الثلاث عن الطيران إلى إسرائيل بعد وقت قصير من هجوم حماس في السابع من تشرين الأول الذي أشعل فتيل الحرب.

كما أوقفت عدة شركات طيران دولية أخرى رحلاتها من وإلى إسرائيل ولبنان والأردن والعراق وإيران، على خلفية تصاعد التوتر في المنطقة، بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران، ومقتل مسؤول عسكري بارز في الحزب بغارة إسرائيلية على بيروت أواخر تموز الماضي.

وأعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية، الاثنين الماضي، أنها ستوقف جميع رحلاتها إلى إسرائيل وعمان وبيروت وطهران وأربيل في العراق حتى يوم الاثنين المقبل بناء على “تحليل أمني حالي”.

وفي نيسان الماضي أغلقت إسرائيل مجالها الجوي لمدة سبع ساعات، بسبب الهجوم المكثف بالطائرات المسيرة والصواريخ الذي شنته إيران على إسرائيل، ردا على غارة إسرائيلية على سفارة طهران في دمشق قتل فيها 16 شخصًا منهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس.

وتسود حالة من التوترات الأمنية في إسرائيل بعد أن أعلنت اغتيال القائد العسكري البارز بـ”الحزب” فؤاد شكر في غارة جوية على مبنى في ضاحية بيروت الجنوبية، قبل أن يعلن الحزب اغتياله مساء الأربعاء.

وبعدها بساعات أعلنت “حماس” اغتيال إسرائيل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بغارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران التي وصلها للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

ومنذ 8 تشرين الأول تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “الحزب”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم في الجانب اللبناني.

وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول، ما خلّف أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

Continue Reading

أخبار العالم

معركة الرئاسة الأميركية… شبح ترامب

Published

on

قلبت مستجدّات معركة الرئاسة الأميركية الحساباتبعد انسحاب جو بايدن من السباق بات مطلب حملة الرئيس السابق دونالد ترامب تنحّيه لإتاحة المجال للتصويب على كامالا هاريس. وفي انتظار تبنّي الحزب الديمقراطي ترشيح بديل عن الرئيس الحالي، سواء هاريس أو غيرها، تقتضي الحملة الترامبيّة الهجوم على إرثه.

باتت العين على كيفية إفادة بنيامين نتنياهو شخصياً، وإسرائيل استراتيجياً، من تقدّم حظوظ ترامب لمواصلة حربها الوجودية ضدّ الفلسطينيينوصار على إيران أن تراجع حساباتها مع واشنطنفهي راهنت على التفاهم مع الإدارة الديمقراطيةوهي الآن متوتّرة ومتردّدة في طريقة التأقلم. مع البحث عن أسباب التصعيد العسكري في حرب الجبهات المتعدّدة، تجهد الأوساط المختلفة في تحديد هويّة الجهة المستفيدة منه وأهدافه وأسبابهفي المقابل هناك من يجزمإنّه شبح ترامب يا صديقي. 

Follow us on Twitter

من أين يفترض احتساب موجة التصعيد التي تشهدها الجبهات الواقعة تحت شعار وحدة الساحات، بما فيها جبهة جنوب لبنان؟ هل من قصف الميليشيات العراقية الموالية لإيران لقاعدة عين الأسد في العراق في 16 تموز، حيث توجد القوات الأميركية؟ أم من اغتيال مسيّرة إسرائيلية رجل الأعمال السوري الناشط لمصلحة بشار الأسد وإيران ماليّاً واقتصادياً، براء قاطرجي في 15 الجاري؟

البحث عن أسباب التّصعيد ومَن وراءه

أم هذا التصعيد ارتقى إلى ذروة جديدة بفعل كثافة الاغتيالات المتتالية لكوادر وقادة الحزب وآخرهم في بلدة الجميجمة في 19 تموز، وهو ما دفع الحزب إلى استهداف 3 بلدات جديدة في الجليل بصاروخ أدخله للمرّة الأولى إلى ترسانة الاستخدام؟ هل الذروة الجديدة للحرب هي قصف الحوثيين تل أبيب بمسيّرة قتلت مدنياً، ثمّ قصف إسرائيل مستودعات النفط في الحديدة، وهو أمر لم تقُم بمثله غارات التحالف الدولي؟ أم هي تدمير الطائرات الإسرائيلية للمرّة الأولى مستودعاً لصواريخ الحزب في عمق الجنوب في عدلون في قضاء الزهراني؟

ترامب الذي أكّد أنّه سينهي الحروب التي اندلعت في عهد بايدن، قد يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة

إدارة بايدن ونهاية منظومة.. وانتقام نتنياهو

في اعتقاد متابعين عن كثب للداخل الأميركي أنّ انسحاب بايدن فتح باباً كبيراً على تحوّلات جذرية في السياسة الأميركية وتعاطي إسرائيل معها، أبرزها:

ترامب

– نهاية عهد منظومة حوله آمنت بإمكان الاتفاق مع إيران. وهي امتداد لعهد باراك أوباما واتفاقه مع طهران على الملف النووي في 2015.
– لذلك لجم بايدن نتنياهو عن ضرب إيران بقوّة في نيسان الماضي ردّاً على ردّها على قصف قنصليّتها في دمشق. يقيم أصحاب هذا التقويم وزناً لتهديد بايدن لنتنياهو في حينها بـ”أنّك ستكون لوحدك” إذا وقعت الحرب. وبالموازاة فإنّ نتنياهو سيكون “انتقامياً” في التعاطي مع ما بقي لبايدن من مدّة في البيت الأبيض.
– بعد الأمس، شلّ ضعف وشيخوخة بايدن قدرة أميركا على لجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، حتى لو بقي بايدن في منصبه. فإدارته عرجاء غير قادرة على اتّخاذ القرارات. والدليل ضربة إسرائيل للحديدة ردّاً على قصف ذراع إيران الفاعلة، الحوثيين، تل أبيب. الجيش الإسرائيلي نفّذ الردّ مباشرة من دون تنسيق وتعاون مع الأميركيين، واكتفى بإعلامهم. ويقول المتابعون لما يجري في كواليس الدولة في أميركا إنّ هناك شعوراً بأنّ إسرائيل قامت بالضربة بالنيابة عن واشنطن. فالأخيرة كانت تراعي علاقتها مع إيران في ضرباتها للحوثيين، فتتجنّب الغارات الموجعة.

طهران المتوتّرة تضغط لاتّفاق مع بايدن أم فقدت الأمل؟

– مقابل الاعتقاد بأنّ طهران تستعجل، تفاهماً مع بايدن قبل رحيله، يظهر اعتقاد معاكس. فهي لم تعد تراهن على ذلك لأنّ ترامب قال إنّه سيلغي كلّ ما فعله بايدن. وبالتالي تصرّ على استعراض قوّتها استباقاً لضغوط ترامب الآتية والمرجّحة، ضدّها. إذ إنّ أحد مكوّنات حملة المرشّح الجمهوري هو هجومه على بايدن لتركه إيران تصل إلى العتبة النووية. والتقارب بين نتنياهو وترامب في شأن الملفّ النووي الإيراني قد يقود إلى سياسات تلهب المنطقة.

يصعب أن تمرّ هذه التوقّعات التي ستخضع بالتأكيد لامتحان في الأشهر المقبلة، على وقع دينامية الحملة الانتخابية، بلا تشكيك

هوكستين سينكفئ؟

– زيارة نتنياهو لواشنطن حيث سيلقي خلال ساعات كلمته أمام الكونغرس كانت المحطّة التي أخّرت المفاوضات على اتّفاق الهدنة. استبقه بتصويت الكنيست على رفض الدولة الفلسطينية، الذي يتّفق عليه مع ترامب غير المعنيّ بحلّ الدولتين بل باتّفاقات أبراهام للتطبيع العربي الإسرائيلي. وهذا ما يطمح إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا سيما أنّ ترامب قال لبايدن في المناظرة التلفزيونية: “لماذا لا تترك لإسرائيل مهمّة القضاء على حماس؟”.

– يرجّح شلل إدارة بايدن انكفاء مهمّة الوسيط الأميركي آموس هوكستين لخفض التوتّر بين الحزب وإسرائيل. فتحرّكه لهذا الغرض يهدف لصوغ اتفاق على إظهار الحدود البرّية بين الدولة العبرية ولبنان، وعلى إعادة الهدوء على جانبَي الحدود. والمعطيات لدى شخصيات لبنانية تتواصل مع واشنطن تفيد بأنّ أكثر من موظّف ومستشار لبايدن أخذوا يبحثون عن وظيفة أخرى منذ الآن. وهذا يقود إلى تقدم المساعي الفرنسية في شأن التهدئة في الجنوب.

يصعب أن تمرّ هذه التوقّعات التي ستخضع بالتأكيد لامتحان في الأشهر المقبلة، على وقع دينامية الحملة الانتخابية، بلا تشكيك. فالأمر يتوقّف على طريقة استيعاب الديمقراطيين لأضرار ما خلّفه أداء بايدن في الأشهر الأخيرة. فهم يأملون التعويض عنها وجذب شرائح من الناخبين لإسقاط الرئيس السابق. وللملفّات الداخلية المتعلّقة بالاقتصاد والبطالة والهجرة والإجهاض أهمّية تتقدّم على السياسة الخارجية. وفي كلّ الأحوال فإنّ من الحجج التي يسوقها من يتشكّكون في صحّة الاستنتاجات التي ترافق صعود ترامب وفق أصحاب وجهة النظر المقابلة:

ضدّ الحروب ويصعب توقّع أفعاله

1- يستحيل توقّع ما سيقوم به ترامب (UNPREDICTIBLE). فهو صاحب مفاجآت تصدم مؤيّديه بقدر ما تفاجئ خصومه.

2- ترامب متقلّب. فهو أعلن قبل أسبوعين أنّه غيّر رأيه بالنسبة إلى حظر تطبيق “تيك توك” في سياق المواجهة التي يعطيها أولوية مع الصين. وقال إنّه لن يمنعه.

3- على الرغم من تأكيده منذ تشرين الأول الماضي أنّه مع دعم إسرائيل في حربها في غزة حتى النهاية، فهو دعا نتنياهو في 17 آذار الماضي إلى إنهاء الحرب والعودة إلى السلام.

ترامب متقلّب. فهو أعلن قبل أسبوعين أنّه غيّر رأيه بالنسبة إلى حظر تطبيق “تيك توك” في سياق المواجهة التي يعطيها أولوية مع الصين. وقال إنّه لن يمنعه

4- ترامب الذي أكّد أنّه سينهي الحروب التي اندلعت في عهد بايدن، قد يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة. فتدحرج المواجهات في القطاع وجنوب لبنان واليمن وسوريا والعراق، كما هو حاصل راهناً، يستدرج أميركا. وهو ما لا يريده المرشّح الجمهوري.

… لكنّه قصف سوريا وقتل سليماني

يردّ المتابعون للتحوّلات التي ستحدثها وقائع الانتخابات الأميركية:

– صحيح أنّ ترامب لا يريد حروباً. لكنّه هو الذي أمر بقصف سوريا في نيسان 2017 ردّاً على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في خان شيخون. وأدّى القصف إلى ضرب جزء مهمّ من سلاح الجوّ السوري.

– هو الذي أعطى الأمر بقتل قاسم سليماني مطلع 2020. وردّت إيران بقصف قاعدة عين الأسد بطريقة متفاهم على محدوديّتها كما سبق أن كشف ترامب نفسه قبل أشهر.

– مقولة ترامب بإنهاء الحروب تتعلّق بحرب أوكرانيا التي يقف جزء من الرأي العام الأميركي ضدّ رعايتها من قبل أميركا.

– المرجّح أن يسحب القوات الأميركية من العراق وسوريا غير آبه بما يخلّفه ذلك من فوضى التناقضات الداخلية والتدخّلات الخارجية.

أساس ميديا

لمتابعة الكاتب على X:

@ChoucairWalid

Continue Reading

أخبار العالم

هل تستقبل إيران ترامب… بقنبلة نوويّة؟

Published

on

مع ارتفاع حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة إلى البيت الأبيض، بدأت هواجس الدول التي تأثّرت بسياسته تتحوّل إلى قلق حقيقي. وعلى رأس هذه الدول إيران، التي يذكرها ترامب ومرشّحه لمنصب نائب الرئيس جي فانس في كلّ مناسبة على أنّها من إخفاقات الإدارة الحالية ومثال على ضعف الرئيس جو بايدن. فهل تدخل إيران النادي النووي، كي تستقبل ترامب بـ”القنبلة”؟

الوضوح الذي تحدّث به المرشّح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب وفريقه عن إيران كفيل بأن يجعل إيران من أكثر الدول قلقاً من عودة ترامب، خصوصاً أنّ ترامب التزم بوعوده الانتخابية في ولايته الأولى وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران وفرض على طهران عقوبات مشلّة، وأعطى الأمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
Follow us on Twitter

مع ارتفاع حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة إلى البيت الأبيض، بدأت هواجس الدول التي تأثّرت بسياسته تتحوّل إلى قلق حقيقي

هذا الوضوح في نيّات الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب واستعدادهم لانتهاج سياسة أكثر صرامة مع إيران يضعان طهران أمام خيارات محدودة وصعبة. فإذا دخلت في صفقة مع الإدارة الحالية فستكون هناك خشية من تكرار التجربة السابقة حين انسحب ترامب من الاتفاق.

هناك أيضاً خشية من أن تفقد إيران فرصة ترجمة إنجازاتها الاستراتيجية بعد عملية طوفان الأقصى إلى مكاسب مع الغرب وواشنطن في حال وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

لعبة الوقت التي تتقنها طهران ليست لمصلحتها لأنّ الانتخابات الرئاسية الأميركية على بعد أقلّ من خمسة أشهر، وأيّ رهان أو مغامرة قد تطيح بمكاسب إيران الاستراتيجية التي حقّقتها خلال السنوات الأربع الأخيرة.

سياسة واشنطن تجاه إيران أصبحت جزءاً من التراشق الانتخابي بين المرشّحين الرئاسيين، خصوصاً أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تتّهم ترامب بأنّه وراء خروج الملفّ الإيراني عن السيطرة بسبب خروج واشنطن من الاتفاق الذي سمح لطهران بتطوير قدراتها النووية.

بلينكن أعلن أمس الأول أنّ إيران “قد تكون أصبحت قادرة على أن تنتج موادّ ضرورية لسلاح نووي خلال أسبوع أو أسبوعين”

“طوفان الأقصى”… شغَل العالم عن “النّوويّ”

سرعة نشاطات إيران النووية وتوسيعها يرتبطان ارتباطاً مباشراً بحدّة النزاعات في المنطقة. إيران استغلّت انشغال الغرب بحروب في المنطقة لإطلاق العنان لمشاريعها النووية. فترات حصار العراق ثمّ اجتياحه والحرب على الإرهاب بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 ودخول الولايات المتحدة المستنقع الأفغاني، سمحت لإيران بأن تطوّر قدراتها العسكرية والنووية. وجاء “طوفان الأقصى” ليشغل العالم مؤقّتاً عن الملفّ النووي الإيراني المرشّح دائماً لأن يتحوّل إلى أزمة كبرى في حال ثبت أنّ إيران بدأت بنشاطات نووية عسكرية.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن أمس الأول أنّ إيران “قد تكون أصبحت قادرة على أن تنتج موادّ ضرورية لسلاح نووي خلال أسبوع أو أسبوعين”، في حال قرّرت ذلك. وقال: “لسنا في مكان جيّد الآن”، في وصفه لواقع الملفّ النووي الإيراني.

ألقى بلينكن اللوم على إدارة ترامب السابقة لانسحابها من الملفّ النووي، إذ يعتقد أنّ طهران كانت بحاجة إلى اثني عشر شهراً لإنتاج موادّ نووية لأغراض عسكرية من موعد اتّخاذها هذا القرار.

نتنياهو سيحاول جذب واشنطن إلى مقاربته في ما يخصّ الملفّ النووي الإيراني، بينما تفضّل إدارة بايدن الخيار الدبلوماسي

تشير تصريحات بلينكن إلى احتمال اندلاع أزمة مع إيران في الأشهر القليلة الباقية من ولاية بايدن الأولى. وهذا يرتبط بحسابات طهران إذا ما قرّرت القيام بخطوة تصعيدية على مستوى مشروعها النووي مستفيدة من انشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية أو ربّما تحسّباً واستباقاً لعودة ترامب الذي تعهّد بمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.

يُتوقّع أن يعود الملفّ النووي الإيراني إلى الواجهة أثناء زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لواشنطن، حيث من المقرّر أن يلقي خطاباً أمام الكونغرس الأميركي بمجلسَيه النواب والشيوخ.

نتنياهو سيحاول جذب واشنطن إلى مقاربته في ما يخصّ الملفّ النووي الإيراني، بينما تفضّل إدارة بايدن الخيار الدبلوماسي. إسرائيل تريد من واشنطن أن تقود حلفاً من أجل وقف المشروع النووي الإيراني حتى لو استلزم الأمر ضربة عسكرية ضدّ المنشآت النووية الإيرانية.

تقدُّم المشروع النووي الإيراني واقترابه من التحوّل إلى قوة عسكرية، سيرفع من الثمن الذي تطلبه إيران للتراجع عن ذلك في حال قبلت مستقبلاً الدخول في صفقة مع واشنطن وربّما ترامب الذي يتقن “فنّ الصفقات”.

الخوف أن تستقبل إيران ترامب بـ”قنبلة” نووية. هل يعاملها حينها مثلما يعامل “صديقه” الكوريّ الشمالي كيم جونغ أون؟

لمتابعة الكاتب على x:

@mouafac

أساس ميديا

Continue Reading