Connect with us

لبنان

وقفة عز ووفاء لتيار المستقبل في ذكرى تحرير صيدا

وطنية – أحيا “تيار المستقبل” في صيدا والجنوب، الذكرى ال 34 لتحرير صيدا من الاحتلال الاسرائيلي ب”وقفة عز ووفاء، تحية وفاء واكبار لشهداء المدينة الذين سقطوا إبان الاجتياح الاسرائيلي لها وتحية وفاء واخلاص لروح المناضل والاسير المحرر المسؤول التنظيمي للتيار في الجنوب المحامي محيي الدين جويدي – أبو عزو”، وذلك امام النصب التذكاري لشهداء مجزرة…

Avatar

Published

on

وطنية – أحيا “تيار المستقبل” في صيدا والجنوب، الذكرى ال 34 لتحرير صيدا من الاحتلال الاسرائيلي ب”وقفة عز ووفاء، تحية وفاء واكبار لشهداء المدينة الذين سقطوا إبان الاجتياح الاسرائيلي لها وتحية وفاء واخلاص لروح المناضل والاسير المحرر المسؤول التنظيمي للتيار في الجنوب المحامي محيي الدين جويدي – أبو عزو”، وذلك امام النصب التذكاري لشهداء مجزرة مستشفى صيدا الحكومي في الحديقة الخلفية للمستشفى، بمشاركة مسؤول دائرة صيدا في “تيار المستقبل” أمين الحريري ممثلا النائبة بهية الحريري والمنسق العام للتيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود، ممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عضوالمجلس البلدي محمد قبرصلي، السفير عبدالمولى الصلح، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب عبداللطيف الترياقي، رئيس مجلس ادارة مستشفى صيدا الحكومي الدكتور احمد الصمدي ونجل جويدي عزالدين وافراد من العائلة وعدد من اصدقائه ومحبيه. استهلت الوقفة بوضع إكليل من الزهر أمام نصب الشهداء الذين دفنوا في المكان عينه وقرأوا الفاتحة لأرواحهم ولروح جويدي، مستذكرين تاريخه ونضالاته في مواجهة العدوان الاسرائيلي إبان احتلاله لمدينة صيدا. بعد ذلك تجمع المشاركون في الباحة الخارجية للمستشفى الحكومي حيث وقفوا دقيقة صمت تحية لروح جويدي، وألقى مسؤول الدراسات والأبحاث عن فكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدكتور مصطفى متبولي كلمة للمناسبة توجه فيها بالتحية لارواح شهداء المدينة، مستذكرا “المناضل الانسان المرحوم ابو عزو”، وقال: “ذكرى تحرير صيدا محطة أساسية في تاريخ لبنان المقاوم للاحتلال الاسرائيلي. أعلنت صيدا ثورتها الشعبية على الاحتلال الاسرائيلي واعتمدت المقاومة الشعبية والمسلحة نهجا وطريقا من أجل تحرير الأرض والتصدي للطاغوت الاسرائيلي الجاثم على صدور الصيداويين، ولم تنجح ممارسات العدوالصهيوني القمعية والهمجية في إخماد أصوات الصيداويين المنددة بالاحتلال وبوأد ارادة المقاومة المسلحة الصيداوية ضده”. أضاف: “كان مقاومو صيدا الذين سلكوا طريق الجهاد المسلح والتضحية بالنفس شعاع الأمل الذي أنار لنا الطريق في عتمة ليالي الاحتلال الإسرائيلي البغيض ورسم نضالهم واستشهاد كوكبة منهم واعتقال عدد من الشباب المناضلين الصيداويين ونذكر منهم المناضل الإنسان محيي الدين جويدي “ابو عزو”. وفي هذه المناسبة الوطنية نوجه تحية إجلال وإكبار الى الشهداء المقاومين الصيداويين الذين وهبوا حياتهم من اجل تحرير صيدا العربية. روت دماء هؤلاء الشهداء ارض صيدا الوطنية وبساتينها فأثمرت انتصارا على اسرائيل رمز الشر والعدوان وهزيمة لجيشها المحتل”. وقال: “في هذه المناسبة الوطنية نستذكر ايضا الأخ المناضل الانسان “ابو عزو” الذي كان في حياته مثالا للطيبة الصيداوية وللشهامة الوطنية والذي غادرنا الى الحياة الأخرى. مع غيابه الأليم لنا جميعا والشعور بالغربة والوحشة بعد فراقه الا ان اعماله سوف تبقى حية في خوابي ذاكرة محبيه وعارفيه ولكن عندما نتكلم عن “ابو عزو” يظهر فجأة السؤال عن اي “ابو عزو” نتحدث؟ عن “ابو عزو” الإنسان او “ابو عزو” نصير الثقافة والعلم والتربية ام عن “ابو عزو” المناضل السياسي المتنور. والحقيقة الواضحة هي ان شخصية “ابو عزو” جمعت كل هذه الصفات التي تفاعلت فيما بينها وانصهرت في سلوك حياتي واحد شعر به القريب والبعيد”. أضاف: “ابو عزو” الإنسان كان منحازا لآلام الفقراء والكادحين والمظلومين وكان يقف معهم وصوتا لهم وساعيا من دون كلل او ملل لمساعدتهم وايجاد حلول لقضاياهم. كان قليل الكلام كثير الأفعال والأعمال التي لم يعرفها الا قلة من اصدقائه. كان الصمت في بعض الاحيان رفيق “ابو عزو” السري ولكن كنا نعلم بانه كان مثل الارض التي تكون صامتة ولكن في جوفها الف بركان ولذلك كان يثور ويغضب عندما يرى الفقر والظلم والبطالة وسواها من المشكلات الاجتماعية. اما “ابو عزو” نصير الثقافة فقد ظهرت بتأسيسه مع عدد من اصدقائه “ندوة صيدا” التي اصبحت منبرا حواريا في صيدا الذي استقطب عددا كبيرا من المفكرين اللبنانيين وملتقى للصيداويين جميعا لتبادل الافكار بحرية. بالإضافة الى انشاء “منبر صيدا” في منسقية “تيار المستقبل” في صيدا والجنوب الذي استضاف عددا كبيرا من المفكرين والأساتذة الجامعيين والإقتصاديين والنقابيين. اما “ابو عزو” التربوي فقد وضع نفسه لمدة 18 عاما في خدمة جمعية المقاصد الإسلامية كعضو في الهيئة العامة وكرئيس لمجلسها الإداري وساهم بفعالية في تطويرها ونهوضها التعليمي”. وتابع: “اما “ابو عزو” المناضل السياسي فقد كان من المناضلين الفعليين الذين عاشوا النضال رسالة وقضية ولم يكن ابدا مناضلا ثرثارا او مناضلا في المقاهي والصالونات المخملية. النضال السياسي هو فكر وعمل وافعال وليس تنظيرا وتكفيرا واقتناص الفرص من اجل الحصول على منصب سياسي زائل او مكتسبات مالية مشبوهة. وبعد رحلة طويلة في النضال السياسي آمن “ابو عزو” عن قناعة بالفكر السياسي الوطني والعروبي للرئيس الشهيد رفيق الحريري المقاوم اللبناني العربي الذي كان له دور كبير في دعم صمود مدينة صيدا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم ومساعدة مقاومتها البطلة على تحريرها. وصيدا العربية لن تنسى رفيق الحريري الذي وقف معها ضد الاحتلال وكان معها أوقات الشدائد والمقاومة والنضال”. وقال: “كان “ابو عزو” يعتبر بان “تيار المستقبل” العابر للطوائف والمذاهب يمثل رؤيته السياسية وهو الذي عاش وناضل مع رفاق له من مختلف المذاهب من اجل سيادة واستقلال لبنان. لبنان العربي الهوية والانتماء لبنان دستور الطائف. وفي ذكرى تحرير صيدا اليوم تؤكد صيدا العربية بان مسيرة التحرير لن تتوقف لأن استمرار احتلال العدو الاسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من قرية الغجر يفرض على الدولة اللبنانية العمل على تحرير كامل التراب اللبناني من رجس العدوالصهيوني. وصيدا اللبنانية العربية تؤكد اليوم تضامنها الأبدي مع الشعب الفلسطيني الشقيق ونضاله البطولي ضد العدو الإسرائيلي الغاصب من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعلى حق العودة للشعب الفلسطيني الى وطنه”. وختم متبولي: “ان ذكرى تحرير صيدا هي يوم وفاء لرجالات صيدا الكبار الذين كتبوا بدمائهم وبمواقفهم تاريخ صيدا المقاوم ورسموا لنا دروب التحرير والحرية والعنفوان والكرامة. ذكرى تحرير صيدا هي ايضا مناسبة لاستذكار نضالات وتضحيات وبطولات الشهداء والمقاومين ضد العدو الإسرائيلي والأسرى مثل فقيدنا المناضل “ابو عزو” الذي كان في حياته وسيبقى بعد وفاته رمزا من رموز المقاومة الوطنية وشخصية انسانية وفكرية متنورة تحررت من قيود الفكر الظلامي وابحرت في عوالم الحرية والإنفتاح والتسامح الديني”. الحريري من جهته قال منسق “المستقبل” في صيدا: “كلمة حق تقال ان الفضل في إحياء ذكرى تحرير صيدا كل عام يعود للاستاذ محيب الدين جويدي رحمه الله، هو صاحب الفكرة ارادها ان تكون وقفة عز للمدينة ووفاء لشهدائها ووصمة عار على جبين العدو الاسرائيلي، تكشف احقاده واطماعه ومجازره. ونحن اردناها ان تكون اليوم تحية لروحه ووفاء لسيرته ومواقفه ومبادئه واخلاقه وهو المناضل والاسير المحرر من معتقل انصار الذي عايش تلك المرحلة بكل مآسيها وعذاباتها. ول”أبو عزو” نقول إنك لن تغيب عن بالنا بل ستبقى حاضرا عند كل محطة وعند كل حدث وحديث ولقاء واجتماع. لا الكلمات ولا المشاعر تستطيع ان توفيك حقك…سنحن دوما الى الزمان الذي كان يجمعنا. الى تلك اللحظات التي لا تقدر بثمن. رحمة الله عليك يا حبيب القلب”. بعد ذلك توجه الجميع الى جبانة سيروب حيث قاموا بوضع اكاليل من الزهر على ضريح جويدي وقرأوا الفاتحة لروحه من ثم توجهوا الى منزله وقدموا التعازي لزوجته وافراد العائلة، سائلين الله ان يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنانه ويلهمهم الصبر والسلوان. ==== حنان نداف/ ن.ح. تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading