Connect with us

لبنان

ممثل الحريري في تخريج طلاب جامعة طرابلس: التنازل من أجل الوطن ليس تنازلا بل تضحية

وطنية – أقامت جامعة طرابلس، تلبية لدعوة رئيس مجلس أمناء الجامعة الشيخ محمد رشيد الميقاتي، احتفالها السنوي بتخريج الدفعة الثلاثين من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في مراحل (الليسانس والماجستير والدكتوراه) والدفعة السادسة من كلية إدارة الأعمال، والتاسعة عشرة من قسم الدراسات العليا، والدفعة الأولى من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ومنح شهادة الدكتوراه الفخرية للعلامة الداعية…

Avatar

Published

on

وطنية – أقامت جامعة طرابلس، تلبية لدعوة رئيس مجلس أمناء الجامعة الشيخ محمد رشيد الميقاتي، احتفالها السنوي بتخريج الدفعة الثلاثين من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في مراحل (الليسانس والماجستير والدكتوراه) والدفعة السادسة من كلية إدارة الأعمال، والتاسعة عشرة من قسم الدراسات العليا، والدفعة الأولى من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ومنح شهادة الدكتوراه الفخرية للعلامة الداعية الدكتور عمر عبد الكافي. حضر الاحتفال في مقر الجامعة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ممثلا بالنائب عثمان علم الدين، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبد الاله ميقاتي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بأمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد إمام، وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة ممثلا برئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال محمد عبد اللطيف كبارة ممثلا بسامي رضا، الوزير السابق محمد الصفدي ممثلا بالدكتور مصطفى الحلوة، وحشد من ممثلي السفارات والهيئات وممثلي الجمعيات والهيئات التربوية والاجتماعية والنقابية والنسائية. استهل الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للشيخ الدكتور خالد بركات. وبعد تقديم من عريف الاحتفال أمين سر الجامعة محمد حندوش، جرت قراءة الكتاب الوارد من رئاسة الجمهورية إلى رئيس مجلس الأمناء الشيخ محمد رشيد الميقاتي، وقد جاء فيه: ” لمناسبة الاحتفال بتخريج دفعة من طلاب جامعتكم في الخامس من تشرين الأول الجاري، يسرنا أن ننقل اليكم تحية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتقديره لرسالتكم التربوية وتهنئته للطالبات والطلاب المتخرجين. وإذ نشكركم باسمه على دعوتكم له لحضور الاحتفال، نتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح مع الشكر والتقدير”. ثم تم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الشيخ المحامي محمد رشيد الميقاتي على مدى ستين عاما من العمل الإسلامي. ثم ألقى رئيس أمناء الجامعة الشيخ محمد رشيد كلمة قال فيها: “حضارة تتجدد عنوان احتفالنا اليوم، حضارة عالمية إنسانية أخلاقية ربانية لا شرقية ولا غربية تجمع بين الإيمان والعلم وتمزج بين المادة والروح وتوفق بين حرية الفرد ومصلحة المجتمع. إنها حضارة الإسلام التي أنتجت خير أمة أخرجت للناس وصنعت أمثل حضارة عرفها التاريخ، حضارة تنبع من ضمير الأمة وعقيدتها وتراثها. نوصي أنفسنا وخريجي وخريجات جامعتنا أن يكونوا دعاة للخير والإصلاح في هذا العالم الذي يعاني من الشرور والآثام وسوء الأخلاق الذمم وضعف الوازع واضطراب الأسرة وتفكك المجتمع والصراعات الدامية، هذا المجتمع الذي يشكو من إساءة فهم الدين ومن الذين انحرفوا عن تعاليمه فعصوا الله تعالى ونفروا الناس من الدِّين وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا”. اضاف: “حضارة نجددها بالدعوة إلى الاعتدال في وجه التطرف وبالدعوة إلى الدين الحق في وجه الانحلال وبالدعوة إلى الحوار في وجه الإرهاب، هذه هي هويتنا نحارب النزعات الجاهلية وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية”. وشكر كل من دعم مسيرة جامعة طرابلس طيلة 36 عاما، كما زف في ختام كلمته إلى الحاضرين مضمون قرار مجلس التعليم العالي الذي صدر اليوم والمتعلق بالمصادقة على قرار اللجنة الفنية لجهة إذن المباشرة بالتدريس في كلية التربية في جامعة طرابلس. ميقاتي ثم ألقى الدكتور ميقاتي كلمة الرئيس ميقاتي، فقال: “ما تمتاز به جامعتكم الكريمة ومؤسسات الإصلاح جميعا أنها تزرع في نفوس الناشئة الإيمان مع العلم حتى يؤتي الزرع ثماره يانعة. فالتطرف في المواقف أصبح سيد الساحات الاعلامية، وسياسة النأي بالنفس التي أرسيناها في أصعب الظروف أصبحت حبرا على ورق، والتغني بالقوة والعزف على وتر الطائفية حل محل الدعوة إلى المواطنة، وتفضيل مصلحة الوطن على ما سواها من مصالح فئوية ضيقة”. اضاف: “لقد شكل المسلمون السنة في لبنان الوعاء الجامع لجميع الطوائف في هذا البلد الصغير في مساحته، الكبير في تعدديته، باعتدالهم ووقوفهم لنصرة الوطن، وحرصهم على علاقات لبنان الجيدة بل والمميزة مع جميع الدول العربية كما نص عليها اتفاق الطائف الذي شكل زورق الإنقاذ من الحرب الأهلية التي عصفت في لبنان في العام 1975، واليوم مطلوب منا أكثر من أي وقت مضى أن نقوم بهذا الدور الجامع، انطلاقا من هذا التاريخ العريق في حماية لبنان والحفاظ عليه، وليس صدفة أن تناط السلطة التنفيذية برئيس الحكومة السني الهوية والوطني الانتماء، بالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية ومجلس النواب، على قاعدة فصل السلطات وتعاونها. من هنا أجدد دعم مهمة رئيس الحكومة المكلف من أجل وقف النزف الحاصل في موضوع تشكيل الحكومة، مع الأخذ في الاعتبار الالتزام بالدستور وعدم خلق أعراف جديدة”. امام بعد ذلك، ألقى الشيخ محمد إمام كلمة مفتي الجمهورية وقال فيها: “نصنع حضارتنا التي تتجدد، والتي هي عنوان هذه الدفعة في هذه الجامعة الكريمة، هذه الحضارة كانت فعلا نموذجا وعنوانا ومثالا، أسسها التاريخ ولا نحتاج الى البديل، فحضارتنا نابعة من وحي الله عز وجل في القرآن والسنة النبوية الشريفة، وأخيرا نبارك لأبنائنا وإخواننا وأخواتنا وأهاليهم ونقول لهم نحن وأنتم في بداية طريق العلم، فطريق العلم لا نهاية له”. بعد ذلك، ألقى الطالب الكازخستاني يرجن دويسنبك كلمة الخريجين وجاء فيها: “أدركنا أن الغربة ليست أن تترك بلدك، لكن الغربة الحقيقية أن تترك دينك وعلمك، فالإنسان خلق لمهمة جليلة أن يزرع الخير أينما حل”. ثم ألقت الطالبة هبة أحمد مرعب كلمة الخريجات، فدعت أهل السياسة إلى دعم مسيرة الجامعة، وقالت: “رسالتنا إلى الساسة والمسؤولين، طلب ممزوج برجاء وتمن ممزوج بدعاء، أن تمكنوا هذه الجامعة من تأدية رسالتها النبيلة على مساحة لبنان والخارج، لاسيما في زمن كثر فيه المتاجرون بالعلم وانتشرت فيه صناعة الشهادات بدل صناعة الإنسان”. علم الدين بعد ذلك، ألقى النائب علم الدين كلمة الرئيس الحريري وقال: “لا تتخلوا عن طموحاتكم ولا تتنازلوا عن أهدافكم، بل بادروا وجاهدوا وأصروا على اجتياز جميع الحواجز والعوائق، فبالشباب تنتصر الأمم وتتحقق الأحلام العظيمة. فالأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد هي الأقسى والأصعب وقد تشكل عائقا كبيرا أمام الكثيرين منكم، ولكن لا بد أن ننجح سوية باجتيازها، ومن هنا ندعو الجميع دون استثناء لتتضافر الجهود ولتتشابك الأيادي من أجل التغلب على هذه المحن، فالأوضاع المعيشية الصعبة لا تفرق بين مواطن ومواطن ولا بين منطقة وأخرى، فكل لبناني ولبنانية يعاني منها. ولا سبيل للخروج منها سوى بوحدة الصف وتوحيد الرؤية والنظرة المستقبلية لهذا البلد. فالتنازل من أجل الوطن ليس تنازلا بل تضحية والتمسك بحكومة وحدة وطنية ليس شعارا أو مزايدة بل صونا للميثاق وللعهد الذي نلتزم به بكل اقتناع وتفاهم. وأخيرا نبارك لجميع الخريجين ولأهاليهم الكرام ولجامعاتهم التي احتضنتهم وللشيخ محمد رشيد الميقاتي ونتمنى لهم الحياة اللائقة والكريمة التي يستحقونها”. رئيس الجامعة ثم ألقى رئيس الجامعة الدكتور الميقاتي قصيدة فكرية عن طرابلس الفيحاء، حملت في طياتها العديد من الرسائل للمسؤولين عما آلت إليه الأحوال المتردية في طرابلس ولبنان والمنطقة. وفي الختام، تم تسليم شهادة الدكتوراه الفخرية للعلامة الداعية الدكتور عمر عبد الكافي، الذي شكر الجامعة على هذه اللفتة الكريمة، وقال: “أنا على مدى 47 عاما أعمل بالدعوة، وعندما سمعنا كلمة الخريج الكازخستاني من هذه الدولة الشقيقة سعدنا بعربيته، وعندما تكلم بلغة قومه أبكانا، لقد تحقق هذا الإنجاز الكبير، وكان من ثمرات جامعة طرابلس فهنيئا للقيمين على هذه الجامعة”. وقال: الشعوب قد تمرض وأتمنى أن يظل لبنان الوردة الناضرة في هذا العالم الذي نعيشه، وأن تظل الابتسامة على وجوه اللبنانيين وأن يعيش الناس في لبنان أعزاء كراما وأن يجمعهم الها على قلب رجل واحد وأن ينزل عليهم الرخاء”. وأخيرا، تم توزيع الشهادات على الخريجين والتقاط الصور التذكارية. ========== عبد الكريم فياض/ر.ع تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading