Connect with us

لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 14/2/2019

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” مكانان وحشدان كبيران اليوم، في وارسو لأكثر من ستين دولة، في مؤتمر لبحث أزمات سوريا واليمن وفلسطين ومواجهة إيران، وفي بيروت لأكثر من أربعة عشر ألف مواطن في مهرجان الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، مما اضطر منظمي المهرجان إلى فتح قاعتين وليس قاعة واحدة في الواجهة البحرية. وفيما لم…

Avatar

Published

on

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” مكانان وحشدان كبيران اليوم، في وارسو لأكثر من ستين دولة، في مؤتمر لبحث أزمات سوريا واليمن وفلسطين ومواجهة إيران، وفي بيروت لأكثر من أربعة عشر ألف مواطن في مهرجان الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، مما اضطر منظمي المهرجان إلى فتح قاعتين وليس قاعة واحدة في الواجهة البحرية. وفيما لم ينته بعد مؤتمر وارسو إلى بيان للمقررات، انتهى مهرجان بيروت بكلمة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي طلب ثقة جماهير تيار “المستقبل” ومحبي الرئيس الشهيد، مشيرا إلى أنه ينتظر ثقة المجلس النيابي، ومؤكدا أنه ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب قرروا بدء ورشة العمل في البرلمان والحكومة. وإذ ركز على البيان الوزاري ومقررات مؤتمر “سيدر”، شدد الرئيس الحريري على أن الحكم في المحكمة الدولية سيصدر هذه السنة، لكنه أكد على عدم السماح بأي فتنة. وأكد الرئيس الحريري ايضا على اتفاق الطائف وعودة النازحين السوريين الطوعية وابتعاد لبنان عن المحاور الخارجية. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن” اليوم هو يوم استراحة البيان الوزاري، بعد أربع جولات من المناقشات تحت قبة البرلمان. يومان لم يكونا كافيين لإنجاز المهمة، وكل “الحسومات” التي أعلن عنها الرئيس نبيه بري، لم تنفع في تقليص عدد النواب طالبي الكلام إلى الحد المطلوب لإنهاء الجلسة، وتتويجها بمنح الثقة للحكومة. أما وقد كان الحال على هذا النحو، فإن رئيس المجلس طلب من النواب عدم الارتباط بمواعيد يومي الجمعة والسبت، إذ ما يزال على لائحة الراغبين في اعتلاء منصة الخطباء اثنان وعشرون نائبا. مهما يكن، فإن حكومة “إلى العمل”، الواثقة من حصولها على نعمة الثقة النيابية، ذاهبة إلى العمل الأسبوع المقبل. وفي هذا الإطار، لفت الرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده، إلى أن زمن المزايدات وتصفية الحسابات لم يعد يجدي نفعا، والرئيسان ميشال عون ونبيه بري، إضافة إلى الحريري نفسه، إتخذوا قرارا بتحويل مجلسي النواب والوزراء إلى خلية عمل فإما يتم خوض التحدي والتعاون معا لأخذ البلد نحو فرصة إنقاذ حقيقية أو ترك البلد يغرق في الجدل البيزنطي حول جنس الحلول. الحريري شدد على إلتزام الدولة بالنأي بالنفس، معتبرا أن لبنان ليس دولة تابعة لأي محور، وليس ساحة لسباق التسلح في المنطقة، على حد تعبيره. في إطلالة على الخارج، يبرز مؤتمر وارسو الذي افتتح رسميا اليوم، تحت عنوان معلن هو السلام في الشرق الأوسط، وعنوان مستور هو الضغط على إيران. المؤتمر تميز بغياب روسي وصيني، وبتمثيل أوروبي متدن، وباستثمار اسرائيلي عبر الترويج للقاءات بين بنيامين نتنياهو ومسؤولين عرب وتحديدا خليجيين. إيران التي يستهدفها مؤتمر وارسو، كانت عرضة لاعتداء في زهدان، توعدت بأن يتجاوز ردها عليه حدودها. أما سوريا فحضرت في قمة روسية- إيرانية- تركية، شددت على أن السوريين هم وحدهم من يحددون مصير بلدهم سياسيا، ونجاح العملية السياسية قد يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين دمشق والعرب. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل” أربعة عشرة عاما على استشهادك، واللبنانيون يحيون الذكرى ويعيشون لحظات الزلزال الذي هز لبنان والعالم. أربعة عشرة عاما وروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم ولن تبرح ذاكرة اللبنانيين ووجدانهم. في الرابع عشر من شباط من العام 2005، سقط رفيق الحريري شهيدا ضحى بروحه من أجل نهضة واستقرار لبنان وذكراه باقية. أما دماؤه الزكية التي انهمرت على تراب بيروت، فأثمرت حرية وتحرير ووحدت اللبنانيين ومنعت الفتنة. وفي الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال الذي أقامه تيار “المستقبل” في الذكرى الرابعة عشرة على جريمة العصر، أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أن رفيق الحريري لم يستشهد ليخرب البلد. وقال إن من قتل رفيق الحريري كان هدفه تخريب لبنان، ومنع اللبنانيين من المطالبة برفع اليد عن قرار البلد. الرئيس الحريري قال إن أمامنا ورشة عمل كبيرة في الحكومة، ومجلس النواب، وإننا نقف عند مفترق طرق فإما أن نبقى غارقين بالكلام والخلاف على الحصص، وإما أن نأخذ القرار بأن نبدأ جميعا ورشة العمل. الرئيس الحريري أكد على أمور ثلاث: اتفاق الطائف وهو القاعدة الأساس للعيش المشترك، وان سعد الحريري لا يمكن أن يتنازل عن الطائف أو يقبل بخرق الطائف، وقال نحن حراسه، بالأمس واليوم وغدا. وفي موضوع النازحين السوريين لفت إلى أن مصلحة البلد أن يعود النازحون إلى سوريا بكرامتهم. خاتما بالقول إن لبنان ليس دولة تابعة لأي محور، وليس ساحة لسباق التسلح في المنطقة، وإن لبنان دولة عربية مستقلة، ملتزمة النأي بالنفس وأي أمر آخر يكون وجهة نظر لا تلزم الدولة ولا اللبنانيين. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار” كثيرة هي نتائج مؤتمر وارسو المنعقد في بولندا، أولها تقاسم الخبز بين بنيامين نتنياهو وممثلي العديد من الدول العربية، كما قال مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركية، وآخرها تقاسم الخيبة كما قدرت الصحافة العبرية. لكن ما يسجل لهذا المؤتمر، أنه أخرج التطبيع الخليجي- الصهيوني من السر إلى العلن، وباتت خيانة القضية الفلسطينية على مرأى الصحافة العالمية، والستار مواجهة ما أسموها الهيمنة الإيرانية. ومن أبرز نتائج وارسو: – جلس بنيامين نتنياهو إلى جانب وزير خارجية عبد ربه منصور هادي، فيما يقف الشعب اليمني وثواره إلى جانب الشعب الفلسطيني. – حضر وزير خارجية البحرين بكل سرور إلى طاولة نتنياهو، ويحضر ثوار البحرين في عامهم التاسع مع قضايا الأمة ومع القدس وفلسطين قضية العرب والمسلمين. – سكت وزير الخارجية السعودية، فأجابت الصورة الجامعة، وأضافها نتنياهو حديثا عن لقاءات سرية مع عدد من ممثلي الدول العربية. – غاب الفلسطينيون وحضرت صفقة القرن مع محاولة إنعاشها أميركيا وسعوديا. أما التهديد والوعيد لإيران فجل ما يمكن أن يفعله هؤلاء ما يتقنونه من دعم للارهاب على غرار تفجير الأمس في بلوشستان، المتزامن مع وضع الأوروبيين السعودية على اللائحة السوداء لتمويل الإرهاب. انتهى اجتماع وارسو بصورة لا أكثر، قال الاعلام العبري، سيعود بها نتنياهو إلى صناديق الانتخاب، فيما سيعود العرب من الاجتماع لاستكمال الانتحاب مع ما ينتظرهم من خيبة من الأميركي الذي لا يعمل بأجندة السعودي ولا غيره. أما أجندة المنطقة فكانت ترسم من سوريا، فقمة سوتشي التي جمعت الرؤساء الايراني والتركي والروسي على نية سوريا، أجمعت على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وإخراج جميع القوات الأجنبية منها، وضرورة إنهاء الوجود الارهابي في محافظة ادلب. وفيما المنطقة على فالق اجتماعين، يجتمع المجلس النيابي غدا لاستكمال مناقشة بيان الحكومة، والبين أن الكثير من خطابات ممثلي الشعب في مكان، وتطورات المنطقة في مكان آخر. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” قبل لحظات من دوي ذاك الانفجار الرهيب قبل أربعة عشر عاما في مثل هذا اليوم، كان المشهد في لبنان على الشكل التالي: وصاية مستحكمة بمفاصل القرار، طبقة سياسية مستفيدة، وصوت معارض مرتفع، في ضوء تحولات إقليمية ودولية خطيرة. غير أن بلورة مطلب الحرية والسيادة والاستقلال كانت مشوبة بعيب الصبغة الطائفية، وفق خصوم تلك المرحلة. أما بعد لحظات على الجريمة الإرهابية الكبرى، فتبدل كل شيء: الوصاية المستحكمة صارت مكشوفة، الطبقة السياسية المستفيدة تفككت وتوزعت، والصوت الذي كان مطلوبا إسكاته ارتفع أكثر، بعدما زال العيب الطائفي المزعوم، ليحل شعار الحقيقة والحرية والوحدة الوطنية ضيفا على كل الساحات، من دون أن تكون لدى الصادقين من اللبنانيين، أي نوايا حصار، أو مخططات عزل، أو إرادات مبيتة لاستهداف مكامن القوة التي أسقطت شعار قوة لبنان في ضعفه إلى غير رجعة. في 14 عاما، دار الزمن أكثر من دورة: زالت الوصاية لكن حلت وصايات، بعضها في الخارج، وأكثرها في الداخل، وانقسم اللبنانيون حول أنفسهم قبل السلاح وسوريا، ليصل بهم الأمر حد الاشتباك المسلح، ثم استجرار الأزمة السورية إلى داخل الوطن، بالسلاح والارهاب والنزوح، فكان ما كان من فرص ضائعة، وخسائر بشرية لن تعوض، ومادية تداعياتها ماثلة إلى اليوم. أما اليوم، وبعد 14 عاما على تلك اللحظات التاريخية، فكم تبدل المشهد: من جهة، مشكلات معروفة، سياسيا واقتصاديا، وفي النزوح والكهرباء والنفايات وغيرها. أما من جهة أخرى، فتسوية رئاسية متينة، ومساعدات دولية موعودة، وإرادة واضحة لإحداث فرق، جدد سعد رفيق الحريري تأكيدها اليوم، ويكررها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كل يوم. وكما قبل 14 عاما، كذلك اليوم. كل ما ينقص، تضامن وطني، حدوثه كفيل بتحقيق المعجزات، كما بتسريع التحرر من الوصاية عام 2005، كذلك، بتحقيق الوثبة المنتظرة على مستوى الاقتصاد والنزوح ومكافحة الفساد، في حكومة “إلى العمل” سنة 2019. رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي نستذكر معه كل شهداء لبنان، الذين لا يستحقون منا إلا التكريم… أو الصمت. **************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في” مهما قيل في شباط هذا العام، ومهما رشق بنعوت ناقدة وقاسية أو اقل قساوة، إلا أن أيامه حملت إلينا مع أمطارها بشائر خجولة بربيع واعد، وبعد أحتباس طويل. ولا يقتصر كلامنا عن المناخ، فلا شيء يمنع أن ينسحب الأمر على الواقع السياسي، فالاعتداء على سيادة الدولة ليس قدرا، والأكل من صحنها ومن هيبة مؤسساتها ليس حكما مبرما. في العملي، ان النبض الدستوري الذي عاد مع تشكيل الحكومة يجب أن يرتفع ويستمر، وعلى الأحزاب اللبنانية أن تصوب أداءها في المجلس النيابي ومجلس الوزراء، وعلى القوى الحية أن تلعب دور المعارضة والمحاسبة، بعدما أقصت التسويات العوجاء البرلمان عن لعب هذا الدور. وما شهدناه في المجلس النيابي في جلستي الثقة، من مماحكات وصلت حد الأعتداء على الكرامات، يجب أن يشكل نقطة تحول تقود إلى ثورة ألترا دستورية تضع الدولة على سكة الأصلاح والنهوض. الرابع عشر من شباط هذا العام، شهد أيضا أحتفالا حاشدا في ذكرى اغتيال الشهيد رفيق الحريري، حيث اجتمع شمل معظم قيادات الرابع عشر من آذار وأصدقائهم العرب وفي مقدمتهم السعودية. حتى الذين غابوا لم يغيبوا لأسباب جوهرية غير قابلة للتصحيح. وفي محاكات عملية لما هو متوقع من الحكومة، قدم الرئيس الحريري مطالعة متقدمة للنهج الذي ستسلكه الحكومة للأقلاع بالبلاد، مستبقا لما يقوله النواب في نهاية جلسات الثقة، فرد على المشككين بخطط الحكومة ومشاريعها البيئية والتنموية والأقتصادية ورؤيتها لحل أزمة النازحين، مؤكدا أنها أخضعت لدرس طويل وحظيت بموافقة شركاء “سيدر”. والأهم في كلمة الرئيس الحريري، أنه أرسى كل هذه الرؤى، على قاعدة عمادها اتفاق الطائف ورفض التبعية لأي محور أقليمي أو دولي. ومن خارج السياق، لفتت إشارة الحريري إلى أن 2019 هو عام العدالة في قضية الرئيس رفيق الحرير ورفاقه. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي” … وكأن رئيس الحكومة سعد الحريري أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، فكانت كلمته اليوم في الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكأنها كلمته في جوابه على النواب في جلسات مناقشة الثقة. لكن الكلمة تستدعي عدة ملاحظات: في الكلمة يتحدث الرئيس الحريري عن العودة الطوعية للنازحين السوريين، في تباين واضح عما يرد في البيان الوزاري الذي يتحدث عن “عودة آمنة”، من دون الإشارة إلى “عودة طوعية”. في الكلمة، يقول الرئيس الحريري: لا مجال للهدر ولا للصوص الحصص وقناصي الفرص. السؤال هنا: هذا التحذير موجه إلى من؟، هل هو للجمهور، غير المعني به، أم للوزراء المعنيين أم للمجالس المعنية ولاسيما مجلس الإنماء والإعمار؟، وهذه المجالس، لمن هي تابعة؟، وأين دور الهيئات الرقابية من تفتيش وغيره؟. بعد كلمة الرئيس الحريري اليوم، يصبح السؤال بديهيا: هل من لزوم بعد لطالبي الكلام من النواب، إذا كان الجواب على كلماتهم قد قاله الرئيس الحريري اليوم؟. ربما يستلزم الأمر مناقشة الرئيس الحريري في كلمته اليوم، أكثر من مناقشته في البيان الوزاري. كلمته اليوم ربما تشبهه أكثر من البيان الوزاري، باعتبار أنه في هذه الكلمة متحرر من تدوير الزوايا الواضحة في البيان الوزاري، الذي تتواصل مناقشته في مجلس النواب غدا، حيث تتوجه الأنظار إلى ما يمكن ان تحمله من حماوة على خلفية ما قاله نائب “حزب الله” نواف الموسوي، واستدعى ردودا من النواب نديم الجميل وسامي الجميل والياس حنكش. تباين آخر بين البيان الوزاري وكلمة الرئيس الحريري اليوم في موضوع المحكمة الدولية، البيان الوزاري يضع كلمة “مبدئيا” في موضوع الوصول إلى الحقيقة، فيما في الكلمة اليوم يتحدث الحريري عن أن سنة 2019 هي سنة العدالة. جلسة المناقشة لن تحجب الأنظار عن القراءات الجارية لزيارة المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، كما لن تحجب الأنظار عن معضلة الكهرباء بعد الانخفاض المستمر في ساعات التغذية من جراء النقص في الفيول. دوليا، الحدث في وارسو حيث ينعقد مؤتمر بمشاركة ستين دولة بينها إسرائيل وست دول عربية، تحت عنوان العقوبات على إيران. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” لا جدال في الشهادة وفي يوم غير التاريخ، في لحظة عصفت فيها النار وسط المدينة، فاغتالت بلدا بهدف تقسيم أبنائه. أطنان الميتسوبيتشي عند الواحدة إلا خمس دقائق، لم تكن معدة لموكب واحد، بل إنها استهدفت وطنا وشطرته رقمين. أربعة عشر عاما على الرابع عشر من شباط. رفيق الحريري شهيدا في البلد الذي كان يعتقده “ماشي ولا يهمك”. لكن الشغل الدولي بعد رحيله، هو من كان “ماشي”، تتزعمه محكمة دولية استندت إلى لجان تحقيق بنت اتهامها على فرضيات سياسية. اليوم حلت الذكرى، لا تحمل واقعا متغيرا، فالشغل دوليا صار ماشيا على “كبير”، وعلى مستوى مؤتمر وارسو الذي يجمع العرب بإسرائيل، في حلف يقع زمنيا على عيد العشاق. وبالأعوام الأربعة عشر فإن لبنان الذي اتهم بعضه، كان قادرا في كل مرة على المساكنة السياسية بين ضحية ومتهم مفترض، فالذين “تلبستهم” الجريمة عن سابق تصور وتصميم، قفزوا عنها واعتبروا كأن محكمة لم تكن. أما الذين انتظروا العدالة فهم اليوم على استعداد لتجاوز الانتقام صونا للبلد، وهذا جوهر خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده اليوم، لاسيما عندما قال إن جلسة الحكم في قضية الرئيس الشهيد سوف تنعقد بعد أشهر قليلة، وإن سنة 2019 ستكون سنة العدالة لمعرفة الحقيقة، لكنه أعلن أن الحكم لن يكون طريقا إلى الانتقام وردود الفعل، ورأى أن “رفيق الحريري لم يستشهد ليخرب البلد ولن نعطي أحدا أي فرصة ليستخدم الحكم على المتهمين أداة للفتنة بين اللبنانيين”. قدم سعد الحريري نفسه رئيسا من حياة الواقع، مغلبا سياسة التفهم والتفاهم لادراكه أن هناك بلدا ينتظر عمرانه وانتشال أبنائه من تحت أصفار الديون. صعد مسرح الواجهة البحرية لبيروت، ليرى من على منبرها الواجهة السياسية التي سوف تزداد دمارا إذا ما اتخذت طريق المناكفة والحروب الصغيرة التي تدور من حولنا، فاختار الحريري حكومة العمل التي حدد عناوينها برفض التهميش وإنشاء خلية عمل والتزام الإصلاحات، مشيرا إلى أن “لا شيء يتقدم على مشكلات الكهرباء والنفايات والأزمات، ووقف المشكلات والمزايدات، بل نحن مع الحوار، ولن نعود إلى سياسيات دق المي مي، ومجلس الوزراء ليس ساحة للنكايات السياسية”. وأكد أنه “إذا لم نستطع تأمين الحلول في مجلس النواب والوزراء، فلنذهب إلى بيوتنا”. وبحضور مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، أعلن الحريري أن لبنان ليس دولة تابعة لأي محور، وليس ساحة لسباق التسلح في المنطقة، فهو دولة عربية مستقلة، لها دستور وقوانين ومؤسسات والتزامات عربية دولية، دولة أكدت التزام النأي بالنفس، وأي أمر آخر يكون وجهة نظر لا تلزم الدولة ولا اللبنانيين”. والنأي بالنفس وصل إلى وارسو، مع مقاطعة لبنان المؤتمر الأقرب إلى إسرائيل الذي أرادته أميركا منصة لتغيير وجهة العدو، فتصبح إيران هي الشيطان الذي يخشاه العرب بدلا من إسرائيل العدو التاريخي لكل إنسان عربي. أميركا تقرب المسافات، فتكسر حاجز التطبيع في وارسو، تخلق الخوف للعرب من جارتهم ايران، وتصعد إعلاميا وتزود الدول العربية السلاح للحماية والدفاع، وتقوم تاليا بتلميع صورة بنيامين نتناياهو ليصبح “شيخ شباب العرب”، وأخاهم في الاسلام، ويتم إعلان ايران عدوا وجبت محاربته أو الاستعداد له. ===================== تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading