Connect with us

لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/10/2019

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” لليوم الرابع على التوالي، الهجوم العسكري التركي مستمر في شمال شرق سوريا، حيث “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية تواجه في الميدان. وفيما أعلن وزير الخزانة الأميركية أن الرئيس ترامب فوضه فرض عقوبات على تركيا على خلفية عدم وقف هجومها، برز قول الرئيس فلاديمير بوتين إن سوريا يجب أن تتحرر من…

Avatar

Published

on

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” لليوم الرابع على التوالي، الهجوم العسكري التركي مستمر في شمال شرق سوريا، حيث “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية تواجه في الميدان. وفيما أعلن وزير الخزانة الأميركية أن الرئيس ترامب فوضه فرض عقوبات على تركيا على خلفية عدم وقف هجومها، برز قول الرئيس فلاديمير بوتين إن سوريا يجب أن تتحرر من الوجود العسكري الأجنبي، مضيفا أن القوات الروسية في سوريا مستعدة أيضا لمغادرتها بمجرد أن تقول حكومة سورية شرعية جديدة، لموسكو، إنها لم تعد بحاجة لمساعدتها. في الغضون، وصل وفد عسكري روسي إلى مطار القامشلي الدولي الواقع تحت سيطرة الجيش السوري في الحسكة شمال- شرق، فيما بدأ وفد من الوحدات الكردية زيارة دمشق. ما بلغته التطورات في شمال شرق سوريا، حدا للدعوة إلى اجتماع طارئ في القاهرة اليوم لوزراء الخارجية العرب، للبحث في الأوضاع بعد الهجوم التركي على الشمال السوري، حيث جدد من هناك الوزير باسيل دعوته لاعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، ولاقاه في هذه الدعوة وزير الخارجية العراقي. وليس بعيدا من سوريا، في شبه الجزيرة العربية، المملكة السعودية تستعد لاستقبال قوات أميركية إضافية مع أنظمة صواريخ “باتريوت” و”ثاد”. فيما وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت، قبل زيارة من المقرر أن يقوم بها رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لإيران، إن طهران مستعدة لإجراء محادثات مع السعودية سواء عبر وسيط أو بدونه. وحيال التطورات الإقليمية المريبة والداهمة من جهة، واشتداد الأزمة المحلية من جهة ثانية، رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحسب ما نقل عنه زوار، شدد على تحرك الحكومة لإقفال أزمة الطحين، والتوصل إلى حل نهائي نهار الإثنين كحد أقصى، لأن المواطن اللبناني لا يحتمل تأجيلا من دون حلول. فيما يفترض أن ينهي مجلس الوزراء الاثنين، دراسة مشروع موازنة 2020 والاصلاحات المالية والاقتصادية، مما يعني التزام الحكومة بالمهلة الدستورية المطلوبة. كل هذه الأجواء خرقها إشكال حصل مع النائب اسامة سعد في صيدا، عندما حصل هرج ومرج في خلال احتفال تشييد مركز جديد لقوى الأمن الداخلي، حيث كانت الوزيرة ريا الحسن- راعية الاحتفال- تطمئن الداخل والخارج إلى أن الاستقرار الأمني متوافر بدرجة عالية في لبنان. ما حصل حال دون تمكن النائب سعد من المشاركة في الاحتفال، فقطع بعض أنصاره بعض الطرق لبعض الوقت، احتجاجا، وأعيد فتحها بناء على طلب سعد. البداية من كلام وزير الخارجية والمغتربين جبرن باسيل، في الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، الذي دعا العرب إلى موقف عربي يكرس المصالحة، مشددا على أن مصلحة لبنان تكمن في اجماع عربي مبدئي يحمي كل دولة عربية. وسأل باسيل: ألم يحن الوقت لعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية ووقف حمام الدم والارهاب؟. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن” إذا كان المشهد المذل لطوابير المواطنين أمام محطات المحروقات قد غاب، غداة الاتفاق الذي انتهى إليه اجتماع رئيس الحكومة والوزراء مع ممثلي الشركات المستوردة، فإن السؤال المشروع: هل ثمة أحد يضمن عدم تكرار هذه الأزمة؟. وإذا كان هناك من يطمئن إلى إخماد نيران البنزين، فإن الرغيف ما يزال جمره تحت رماد الأزمة، بقوة الإضراب المفتوح الذي يزمع اتحاد نقابات المخابز والأفران تنفيذه اعتبارا من الاثنين المقبل، والذي وضعه وزير الوصاية في خانة الابتزاز. في المقابل، اتهم تجمع المطاحن، المسؤولين عن القطاع التمويني باللامبالاة، وترك الأمور من دون معالجة جذرية. وبعدما حذر من أن مخزون القمح يتناقص، أكد التجمع استمرار المطاحن في إصدار فواتير الطحين بالدولار من دون تأخير، ملوحا بوقف الاستيراد، ومتهما أغلبية المصارف بعدم التحويل من الليرة إلى الدولار. الواقع الذي تعكسه أوضاع المحروقات والطحين والدواء، أثار امتعاض الرئيس نبيه بري الذي حذر من أن الوضع في منتهى الحساسية والدقة، مؤكدا أن كل ما يجري يستدعي مبادرة الحكومة إلى خطوات عاجلة لمعالجة الوضع، واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحول دون تفاقم الأزمة. وإذ أشار إلى أن أزمة المحروقات خطيرة، شدد الرئيس بري على أن الأخطر هو أزمة القمح التي يجب إستباقها بما يمنع حصولها، مؤكدا أن هذا مطلوب قبل يوم الاثنين. أما الأخطر من كل ذلك فهو الدواء، لذلك لابد من عمل انقاذي سريع، قال الرئيس بري. أحد أوجه العمل الانقاذي الجذري، أن تستورد الدولة المشتقات النفطية والقمح والدواء بدل الشركات الخاصة، فتنهي الاحتكارات وتحقق أرباحا أفضل وتقطع حبل صرة تشابك منافع فاسدين وسماسرة، على ما يؤكد نواب في كتلة “التنمية والتحرير”، وآخرون غيرهم. بانتظار الإنصات إلى مثل هذه الأصوات، يقبل لبنان على أسبوع حاسم بالنسبة لموازنة العام 2020 وإحالتها إلى المجلس النيابي. وقد شكل إرجاء الرئيس بري الجلستين النيابيتين، وتلويحه بدعوة لجنة الطوارئ الاقتصادية للانعقاد، حافزا للدفع باتجاه إنجاز الموازنة، ولتسريع إقرار الاجراءات الاصلاحية التي تقع في صلبها أو تدور على ضفافها على شكل مشاريع قوانين ومراسيم منفصلة تحال على المجلس النيابي. إقليميا، الشمال السوري ما يزال تحت رحمة النيران التركية. ومن أنقرة أكدت وزارة الدفاع الاستيلاء على بلدة رأس العين، حيث رصدت وتيرة قصف عنيف شمل أيضا خط تل أبيض- عين عيسى. وكانت ميدانيات العملية العسكرية، قد سجلت استهداف موقع للقوات الأميركية في عين عرب، لم يسفر عن قتلى أميركيين، لكن أنقرة وعدت باتخاذ التدابير اللازمة لعدم تعريض القواعد الأميركية للخطر. قبل هذا الحادث، لوح دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على تركيا، ما تسبب بهبوط فوري لعملتها. كما هدد الإتحاد الأوروبي- الذي يجتمع قادته الخميس والجمعة في بروكسل- بفرض عقوبات مماثلة، لكن خبراء يرون أن الاتحاد الغاضب من العملية العسكرية التركية لا يملك سوى خيارات محدودة. أما في القاهرة، فاجتماع لوزراء الخارجية العرب في اليوم الرابع للعملية العسكرية التركية في بلد عربي عضو في الجامعة العربية، وإن كانت عضويته مجمدة. البيان الختامي الصادر عن الاجتماع، دعا مجلس الأمن الدولي للتدخل من أجل وقف العدوان التركي، رافضا أي محاولة لتغيير ديموغرافي في شمال سوريا. وشدد على ضرورة النظر في اتخاذ اجراءات سياسية واقتصادية ضد أنقرة. وأكد البيان الختامي الدعوة لإستعادة سوريا دورها في المنظومة العربية. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار” أشبه بحقل الالغام يريد البعض لبنان، بتكديس الأزمات وافتعال المغامرات، والتلويح بصواعق التفجير كلما اقتربت الحلول من جيوب الكارتيلات والمنتفعين وأصحاب الصفقات. هو واقع مرير تجتاحه المفارقات بين مسؤول يطمئن إلى دولاره، ومواطن يكتوي ويئن ويسأل عن دولة لا تحمي نفسها من نتش ثرواتها وأموالها منذ سنوات طويلة، فكيف تحميه وتضمن عيشه ومستقبله. ساعات ماضية من أزمة البنزين لا يصدق عاقل ما مر خلالها: أزمة تستفحل باضراب المحطات، فيهلع الناس، وتكثر الزحمة في الطرقات، ثم يحضر الحل بسحر ساحر، فيصبح البنزين بالليرة. واستنتاجا، فإن ما حصل امعان فعلي بممارسة الرعب على المواطنين، وتهديدهم بأيام سوداء وسيناريوهات ستكون موجعة ما لم تأت التطمينات على قدر الأزمات. وبعمق التحديات، بحث لقاء الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، ومنه خرج تأسيس لتعاط جدي ودقيق مع المرحلة، لا سيما في الجانب الاقتصادي. وعلى اتفاق الطرفين، يبنى أمل بمواجهة وطنية ثابتة تمنع لبنان من السقوط بأيدي المراهنين على أزماته، والمروجين للمؤامرة الاقتصادية الخارجية التي أشار إليها رئيس الجمهورية. وفي القاهرة، تقدم موقف لبنان من استمرار استبعاد سوريا من الجامعة العربية، على لسان الوزير باسيل الذي سأل في جلسة التنديد العربي بالعدوان التركي على الأراضي السورية: ألم يحن الوقت بعد لعودة سوريا إلى حضن الجامعة؟، ألم يحن الوقت بعد لوقف حمام الدم والإرهاب؟، أم علينا انتظار الأضواء الخضراء من كل حدب وصوب إلا الضوء العربي؟. وإلى لبنان، نادت الجزائر بعودة سوريا، بينما أعلن وزير الخارجية العراقي أن بغداد الضالعة حاليا بالوساطات، ستقدم قريبا طلبا رسميا لهذه العودة، متحدثا عن رغبة عدد كبير من الدول العربية بذلك. وعليه، حققت سوريا حضورا كبيرا في اجتماع وزراء العرب رغم تغييبها، وأكدت أن الأوجب وقف العدوان السياسي المستمر عليها منذ ثماني سنوات. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” أسبوع التطورات والمفاجآت والشائعات بامتياز. التطورات تبدأ من شمال شرق سوريا، والغزو التركي لمناطق الأكراد بساعة تخل أميركية وضوء أخضر روسي ورفض سوري وترقب إيراني. الأكراد الذين ناموا على أحلام الدعم الأميركي، استفاقوا على كابوس وواقع التخلي من دون انذار عنهم. يقفون اليوم وحيدين في وجه عدوهم التاريخي التركي، مجردين من أي دعم خارجي أو تعاطف عربي أو سند أوروبي، عدا الكلامي والعاطفي والوجداني. يفترض بالعملية التركية أن تكون لانهاء الأكراد، والقضاء على حلم الدولة أو الكانتون أو الشريط الحدودي الكردي، فتحولت إلى إحياء عظام “داعش” وهي رميم. إشارة غير عابرة مررها الأكراد وتلقفها الأميركيون والأوروبيون اليوم، عندما أعلنت “قسد” أنها لم تعد مسؤولة أو قادرة على التحكم بالسجون التي تضم معتقلي “داعش”. وتركيا تلوح بالنازحين السوريين، وتدفع بهم إلى مناطق القتال والنزال، وتهاجم القرى والبلدات المسيحية دون اعتبار أو رادع، فضلا عن القصف الشرس الذي يطال مسلمين ومسيحيين وأكرادا على حد سواء في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. اليوم حرب على الأكراد، وغدا حرب انهاء وانتهاء من غيتو ادلب و”النصرة” على يد روسيا وسوريا. واحدة مقابل واحدة. ترامب فجأة، وبعد 18 عاما على 11 أيلول وما تلاها من حروب مدمرة وتحطيم مجتمعات وابادة مجموعات ودك أسس دول، يأتي ليقول إنه مل الحروب السخيفة التي شنتها بلاده. هذه الحروب التي تسببت بتقوية “طالبان” ونشوء “داعش”، وقتل مليون عراقي وتهجير 8 ملايين سوري، وإبادة نصف مليون يمني، وضرب مصر، وزعزعة لؤلؤة المتوسط تونس، وحصار ايران وانهاك لبنان. هذه الحروب التي قضت على العالم القديم ولم تنتج النظام الجديد، تتكفل اليوم تركيا بمتابعتها بالأصالة عن نفسها، وبالنيابة عن واشنطن، وبغض طرف واضح وفاضح من موسكو. ترامب يقلب الصفحة ويطوي الكتاب. يتخلى عن أكراد سوريا بعدما تخلى عن أكراد العراق, يتركهم لذئب تركيا وأسد سوريا. بين مخالب اردوغان وأنياب الأسد. ومن التطورات إلى المفاجآت: باكستان التي دعمت العملية التركية وأيدت اردوغان، في موقف غير مسبوق، نظرا لعلاقتها المتوترة مع تركيا كرمى لعيون حليفتها الرياض، تبين أن رئيس وزرائها عمران خان يحضر لمفاجأة تتمثل بوساطة تقوم بها بلاده بين طهران والرياض، وأيضا هذه المرة بمباركة أميركية، ما يعني أن ما عجز ماكرون والمجموعة الأوروبية عن تحقيقه، قد تنجح به اسلام اباد الحائزة على ثقة الرياض وواشنطن، والمستحوذة كأول بلد اسلامي على قنبلة نووية، ومن دون أي اعتراض من تل ابيب أو واشنطن أو الرياض أو أوروبا. عمران خان غدا يلتقي السيد الخامنئي والرئيس روحاني، على وقع العقوبات الأميركية والضربات التركية والتراجعات الأوروبية واعادة الحسابات السعودية. أما الشائعات في الداخل اللبناني، فتبقى وكالة حصرية وحكرية لبعض أصحاب الصوت العالي والصيت الواطي. أصحاب الفحيح والوجه القبيح من تجار وعهار. فجار الاحتكار، سماسرة الدولار، وطاويط الليل وقبابيط النهار. البلد مليء ماليا ومكتف حياتيا ومحتاط معيشيا. كل شيء موجود لكن بجهودهم مفقود. يستعجلون الانهيار، يضيقون الحصار ويكذبون، لكنهم إلى الهاوية المحفوظة للأشرار سائرون. ساعة بنزين وساعة دواء وساعة خبز وساعة دولار، وكل يوم أكاذيب وأخبار. هم أنفسهم حماة معبد الفساد، وحراس هيكل العتمة، وكهانة المجامع السرية، وأعضاء سنهادريم المخططات التدميرية. وكلاء لأسيادهم، عملاء لمشغليهم، أذلاء جبناء دائما. المعركة طويلة والحرب مستمرة، وهذه المرة لن تنتهي كما التقليد اللبناني “لا غالب ولا مغلوب”. هذه المرة الشرفاء غالبون والخبثاء مغلوبون.. ومن يعش ير. **************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في” مجددا وتكرارا وبلا ملل، وزير خارجية لبنان جبران باسيل يدعو، ومن على منبر الجامعة العربية حيث يجتمع وزراء الخارجية العرب لأخذ موقف من الهجوم التركي على الشمال السوري، يدعو إلى استعادة سوريا إلى الحضن العربي، معللا موقفه باثنين: الأول ان احتضان سوريا عربيا يردع تركيا، والثاني ان توافق العرب لحماية أحد أعضاء أسرتهم يوقف استفراد الدول العربية، الكبيرة منها والصغيرة، من قبل خصوم العرب وكل الطامعين بالسيطرة على مقدراتهم السيادية وثرواتهم. هذه المخاطرة التي أخذها باسيل على عاتقه، والتي لا تحظى بإجماع حكومته، ومن شأنها وضع لبنان في موقف صعب مع الأسرة العربية والدول المناهضة لنظام الأسد، قابلها السفير السوري في لبنان بما يناقضها كليا، إذ فهم من موقفه إلى إحدى الصحف المحلية بأن نظامه راغب في العودة إلى لبنان، لا إلى الحضن العربي، وهو مشتاق إلى ممارسة دور إمبراطوري فقده بعدما أجبرته إرادة اللبنانيين الأحرار على الخروج من لبنان مكرها ذات نيسان من العام 2005. بالعودة إلى يومياتنا اللبنانية المأزومة، بعد أن حلت أزمة المحروقات، وعادت الحياة إلى خراطيم المحطات إثر الاتفاق مع رئيس الحكومة أمس، استمرت أزمة القمح والرغيف، وقد هدد أصحاب الأفران بالإقفال بدءا من مساء الأحد، إلى أن تجد لهم الحكومة الحل المناسب للتزود بالدولار الضروري لدفع فواتير الاستيراد والتعامل مع المطاحن. وزير الاقتصاد منصور بطيش كان حذر الأفران، في بيان، من ابتزاز الناس في لقمة عيشهم، معتبرا أن أزمة سعر صرف الدولار قد حلت، بعدما التزم حاكم مصرف لبنان بتوفير الدولار للأفران بالسعر الرسمي. في هذه الأثناء، تستعد الحكومة لمواصلة درس البنود الاصلاحية العالقة في موازنة 2020، وسط كلام مفرط في التفاؤل عن احتمال إنجازها الاثنين. إقليميا، واصلت تركيا هجومها في شمال سوريا، وسط صمت دولي متواطىء، وأقسى ما سمعه اردوغان من المرجعيات الأممية، هو أن يمارس ضبط النفس خلال هجومه على الأكراد. في المقابل أعلنت “قسد” أن الهجوم التركي أنعش تنظيم “داعش”، بدليل العمليات الانتحارية التي حصلت. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي” حقا، لم يفهم اللبنانيون لماذا أذلوا لساعات أمس أمام محطات المحروقات، ولماذا سيذلون غدا أم الاثنين أمام أفران الخبز؟. السبب ببساطة غياب الدولة، العاجزة عن فرض القانون، والغائبة عن وضع رؤية اقتصادية تخرجها من سياسة المياوم في حل الأزمات، لترفعها إلى خانة من يضع استراتيجية واضحة، مدعمة بتوافق سياسي موسع، توصل إلى حل للمشاكل الآنية الضاغطة، وما يليها على المدى الطويل. ما حصل أمس، وما سيحصل الاثنين، اتخذ من المواطنين رهائن، علقوا بين دولة ضعيفة وبين كارتلات قوية، متحكمة ليس فقط بالأسواق وإنما أيضا بالدولة بحد ذاتها. المواطنون رفعوا الصوت ومعه الراية الحمراء، مطالبين بأن تكسر السلطة هالة الخوف من جهة، وجشع وطمع بعض أربابها من جهة أخرى. استوعبت السلطة خطورة الاحتكار الذي انزلقت إليه برضاها، وهي في موضوع استيراد المشتقات النفطية تبحث جديا دراسة الاستيراد من دولة إلى دولة، على الأقل هذا ما تلوح به، فيما قررت في موضوع القمح التصدي لما جاهرت بالقول إنه محاولة لتحقيق الأرباح الاضافية على حساب لقمة الفقير. السلطة استوعبت كذلك، أن الوقت لم يعد لصالحها، وأن سقوط أي من أضلعها، تحت ستار النكد السياسي، يعني انهيار الجميع، فبادرت إلى اتخاذ قرارات حاسمة في لجنة الاصلاحات أمس، ستؤدي إلى إنهاء الموازنة مطلع الأسبوع المقبل، لكي تحال إلى مجلس الوزراء في بعبدا بحلول الخميس. وبحسب معلومات الـLBCI، فإن الاجتماع خلص إلى التوافق على إنجاز الموازنة ومن ضمنها بعض الاصلاحات، بالتوازي مع إقرار اصلاحات من خارج الموازنة، وطلب دراسة ما تبقى، مع تحديد مواعيد زمنية للانتهاء من كل ملف. إذا أرفقت الأقوال بالأفعال، يكون الأسبوع المقبل أسبوع الحلول، أو على الأقل أسبوع توافق الرؤساء الثلاث ومن خلفهم، ومعهم “حزب الله”، على الانتقال من تمييع وقت النقاش، إلى تحديد وقت اتخاذ القرارات. هذا كله يجري على وقع الدعوة إلى التظاهر في وسط بيروت غدا، من قبل الحزب الشيوعي وجزء من الحراك المدني، وعلى وقع كلمة وزير الخارجية جبران باسيل في المؤتمر العاجل لوزراء الخارجية العرب، المخصص لبحث الهجوم التركي على سوريا، والذي دعا فيها لعودة دمشق إلى الحضن العربي، وفتح حوار بين العرب منعا للاستفراد بهم واحدا تلو الآخر، ما سينتج خرابا عظيما. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” لم يكد رجب طيب اردوغان يستمع ألى مقررات العرب في القاهرة، حتى أخذ روحا، وتابع بضمير مرتاح عمليته العسكرية داخل سوريا. فهو استحصل على تأشيرة دخول عربية، لكون المجتمعين في العاصمة المصرية اليوم، لم يخرجوا عن ديبلوماسية الاستنكار والإدانة. والفيزا العربية، سبقها توقيع روسي مرر سريعا في الأمم المتحدة، عندما عارضت موسكو مشروع قرار أميركي يدعو تركيا إلى وقف الأعمال الحربية. وأميركا بدورها لم تكن حزينة على الفيتو الروسي، لأنها تلعب مع أردوغان والمنطقة، ولن يعنيها من كل ما يجري سوى الحاصل المالي، وفي كل مرة يأتي خطاب دونالد ترامب صريحا وشفافا من دون مواربة. فهو الذي سحب ثلاثمئة جندي أميركي من سوريا، أرسل في مقابل ذلك ثلاثة آلاف جندي إلى السعودية مدفوعي الثمن المسبق. وقال ترامب: المملكة العربية السعودية وبناء على طلبي وافقت على الدفع في مقابل كل ما نفعله. وهذه سابقة، فهم يشترون بمئات المليارات من الدولارات بضائع أميركية لا معدات عسكرية فقط، بحسب ما ورد في تصريح الرئيس الأميركي. غير أن ترامب كان بذلك يصنف جنوده على أنهم مرتزقة. يرسلهم بثمن ويقامر بهم في حروب يدرك تماما أن لا طائل منها، وسوف يحتاجون إلى من يحميهم هناك بعد سقوط منظومتهم العسكرية. وهذه المنظومة قصفتها تركيا في سوريا يوم أمس، ضمن حملة أردوغان المتمردة على دول، والمحمية بدول أخرى. ومن الحمايات كانت أنقرة تأمل بموقف عربي يميز بين الحلفاء والخصوم. لكنها وصفت ما أقره العرب بـ”الخيانة” بسبب دعمه تنظيمات إرهابية، على أن هذه الخيانة لم تكن إلا من العرب، إلى العرب أنفسهم الذين اكتفوا بعبارات الاستنكار من دون أن يضعوا للتركي حدا يقف عنده، أو يتخذوا مقررات تحت الفصل السياسي. والأهم أن اجتماع مجلس العامة انعقد على عنوان يصف العملية العسكرية بالعدوان التركي والاعتداء على الأمن القومي العربي، ومع ذلك لم يجرؤ عربي على دعوة الجامعة إلى استرجاع سوريا إلى الأحضان العربية، سوى وزير خارجية لبنان جبران باسيل، وأيدته في طرحه دولة العراق. وجاءت دعوة باسيل ضمن طرح الأسئلة قائلا: لا نجتمع اليوم ضد تركيا، بل نجتمع من أجل سوريا، ألم يحن الوقت بعد لعودتها إلى حضن الجامعة العربية؟، ألم يحن الوقت بعد لوقف حمام الدم والإرهاب وموج النزوح واللجوء؟، ألم يحن الوقت لعودة الابن المبعد والمصالحة العربية- العربية؟، أم علينا انتظار الأضواء الخضراء من كل حدب وصوب؟. ولم تجد هذه الأسئلة من يجيب عربيا. لأن تركيا أربكت دولا ضربت أخماسا في أسداس، فبعضها يكن العداء لاردوغان، لكنه لم يخرج من العداء لسوريا النظام. ووسط هذا المشهد، ظل المقعد السوري شاغرا، يتحسسه أحمد أبو الغيط، ويجري محاكاة عن بعد مع وزير الخارجية وليد المعلم الذي عانقه في نيويورك وافتقده في القاهرة. ===================== تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading