Connect with us

لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 22/8/2018

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” عطلة عيد الأضحى المبارك التي فرضت فرملة لحركة اللقاءات والنشاطات السياسية البارزة، لم تحل دون تسريبات عن تلك الجهة السياسية أو ذاك التيار أو ذلك الحزب، خصوصا حيال مؤثرات يراها البعض مزعجة لمسار تأليف الحكومة، ولا يراها كذلك البعض الآخر. وأبرز تلك المؤثرات، موضوع بات يتسع حيزا وسجالا، وهو…

Avatar

Published

on

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 22/8/2018

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” عطلة عيد الأضحى المبارك التي فرضت فرملة لحركة اللقاءات والنشاطات السياسية البارزة، لم تحل دون تسريبات عن تلك الجهة السياسية أو ذاك التيار أو ذلك الحزب، خصوصا حيال مؤثرات يراها البعض مزعجة لمسار تأليف الحكومة، ولا يراها كذلك البعض الآخر. وأبرز تلك المؤثرات، موضوع بات يتسع حيزا وسجالا، وهو ما يدعى “التطبيع اللبناني مع سوريا”، وعلى سبيل المثال لا الحصر، وعلى ذمة ما نقل عن أوساط مطلعة على موقف رئيس الجمهورية، فإن اتصال الرئيس ميشال عون بالرئيس الأسد يوضع في خانة العلاقات العامة الطبيعية بين البلدين، فيما، وعلى ذمة أوساط “تيار المستقبل”، برز انتقاد “مستقبلي” لهذا الاتصال الذي حصل بين الرئيس اللبناني والرئيس السوري، وفي الوقت نفسه أكدت أوساط “المستقبل” أن ما يطرح على مستوى ما يسمى التطبيع، لن يؤثر في الخطوات الثابتة للرئيس سعد الحريري نحو تأليف حكومة، بمعيار أساسي هو الوفاق الوطني، ورفضت ما سمته “محاولة البعض الاستقواء بالحكم السوري لدعم موقفه في الحكومة وفي الانتخابات الرئاسية المقبلة”. وهنا حرصت أوساط “المستقبل” على الفصل بين “التيار الوطني” الذي يرأسه الوزير باسيل وبين رئاسة الجمهورية. في أي حال ستنتهي العطلة والأسبوع، من دون أي تطور يذكر على مسار تأليف الحكومة. وحتى الآن يبدو أن كل التحذيرات، من تراجع الأوضاع الإقتصادية- الإجتماعية في الداخل، ومن التطورات الحاصلة في المنطقة وفي الخارج، ليست كافية لحمل الأفرقاء على استلهام معاني التضحية من العيد المبارك للوصول الى تأليفة حكومية، يمكن أن تسهل حياة العباد وأمور البلاد. وزير شؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول كرر اليوم ما نقل في اليومين الماضيين عن الرئيس عون، وهو أننا ننتظر تأليف حكومة حتى آخر الشهر، وفي أول أيلول يكون حديث آخر. في الخارج، جون بولتن يعزو سبب بقاء القوات الأميركية في سوريا الى استمرار بقاء القوات الإيرانية و”داعش” في سوريا، وسيرغي لافروف يرد بأن على القوات الأجنبية الموجودة في شكل غير شرعي في سوريا، ويعني القوات الأميركية، عليها أن تنسحب من دون شروط. في الغضون، صدر بيان عن الأمم المتحدة وصف فيه العقوبات على إيران بالمضرة وغير الشرعية. اتصالات التهاني بعيد الاضحى خرقت العطلة والشلل السياسي. فرئيس مجلس النواب نبيه بري تلقى سلسلة اتصالات بعيد الأضحى المبارك، أبرزها من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والرئيسين السابقين ميشال سليمان وأمين الجميل. كما تلقى اتصالات مماثلة من رؤساء الحكومة السابقين تمام سلام، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، ونائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ومن فاعليات حزبية وسياسية وروحية وقضائية واغترابية واقتصادية وقيادات أمنية وعسكرية، وأبرق الرئيس بري مهنئا بالعيد لعدد من الرؤساء والقادة ورؤساء البرلمانات والمجالس التشريعية في العالمين العربي والاسلامي. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن” أضحى مبارك وكل عام وانتم بخير. على وقع عيد الأضحى تأخذ البلاد إجازة طويلة وممددة لحين تحريك عجلة تشكيل الحكومة. دوليا، يتواصل الضغط الاميركي على كافة الأصعدة الاقتصادية والعسكرية، لتركيا وروسيا وايران وسوريا. وترافقت العقوبات الاميركية الجديدة على روسيا بتصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنها ذات نتائج عكسية ولا معنى لها. وترافقت أيضا مع إعلان موقع فيسبوك إغلاقه لمئات الحسابات والصفحات لارتباطها بالاستخبارات الروسية والايرانية. اما مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتن، فخير تركيا بين إكمال توجهاتها، او بين التراجع والتزام سياسة الحلف الاطلسي والافراج عن القس برونسون. وفي الشأن السوري، فأكد ان القوات الاميركية ستبقى ما دامت القوات الايرانية متواجدة فيها. كلام بولتن إستدعى ردا من وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بأن على القوات الأجنبية الموجودة في سوريا بشكل غير شرعي الخروج من سوريا. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل” تغيب السياسة كليا في ثاني أيام الأضحى، لكن الهواجس تبقى مقيمة حول المدى الزمني الذي قد يستغرقه تشكيل الحكومة، خصوصا مع إقتراب الإستحقاقات الداهمة مطلع أيلول الذي طرفه مبلول بأعباء المدارس وجمر الأقساط، ناهيك عن مطالب جيش الأساتذة على تعددها وتشعبها. كل ذلك، والقلق يخيم على الوضعين الإقتصادي والمالي، مع غياب أية بوادر جدية للسير بالإصلاحات التي وعدنا بها العالم لترجمة “سيدر” وأخواته، أما موازنة العام الجديد فغائبة عن السمع. وفي الأيام الفاصلة عن عودة عجلة المشاورات المتصلة بالتأليف، يمضي اللبنانيون أيامهم بهدوء، في إجازة ستطول حتى مطلع الأسبوع المقبل. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار” كل عام وأنتم بخير. يحل عيد الأضحى هذا العام على أمة اعتادت تقديم التضحيات العظيمة لتحفظ وحدتها وتاريخها ومستقبلها. وكما في كل مناسبة جامعة للمسلمين، فلسطين تؤكد ان القدس لن تكون ضحية السمسرات والصفقات. قد يتمادى دونالد ترامب في محاولة سلخ هويتها ومحوريتها، ولكنه لن يضمن تطبيق صفقة القرن، فيتبع أسلوب البيع بالمفرق، ويحاول خداع أبناء القضية عبر مطالبته تل أبيب بدفع أثمان باهظة مقابل إخراجه القدس من جدول أي تسوية مقبلة. في لبنان مواسم التضحية حاضرة في عيدي الانتصار والتحرير الثاني وما قدمته الثلاثية الماسية من موجبات النصر على الإرهابين الصهيوني والتكفيري. اللبنانيون اليوم يهنأون بعطلة العيد بفضل ما سطره الجيش والمقاومة فوق الجرود وفي الداخل، ولكن يبقى ما ينغص عيدهم ضيق الجيب وغياب الاستقرار السياسي الذي ان طال فإنه حمال تداعيات غير مرغوب بها. قبل العيد لم يصدر عن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ما يشي بانطلاقة سياسية مرنة في هذا الملف بعد الاضحى، ليبقى شهر ايلول سقفا وضعه رئيس الجمهورية لإتمام التأليف في ظل ما تلمح اليه مصادر “التيار الوطني الحر” حول خيارات وحلول بديلة دستورية- سياسية، لإحداث خرق في جدار الجمود الحكومي. على خط بيروت- دمشق، حراك لم يعلن ولم ينف رسميا، اتصال بين الرئيسين ميشال عون وبشار الأسد وضعته مصادر “التيار الوطني الحر” في دائرة الضرورة الحالية، والتواصل الطبيعي الذي لم ينقطع في الفترة السابقة. اتصال يبنى عليه الكثير، خصوصا في الملفات المشتركة، ومنها عودة اللاجئين والتعاون المتبادل. فهل يخرج هذا الاتصال المحرجين من عدم القدرة على الإفلات من العلاقة مع سوريا، ويسرع تشكيل الحكومة؟ في الميداني السوري، الحل العسكري مع بقايا الإرهاب في إدلب بات اتجاها بحكم المحسوم، وحين يشهر جون بولتون ذريعة الكيمياوي لحماية الإرهابيين هناك، فإن ذلك يعني لدمشق ان إنهاء ملف إدلب أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى على غرار الحسم في الغوطة الشرقية وغيرها. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” “السجون في سوريا أفضل من سجون السويد وسويسرا من ناحية الترفيه وحقوق المساجين”. إلى هذا الدرك، بلغ الانحطاط السياسي اليوم، إذ وجد في لبنان، من ينسب هذا الكلام إلى وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، قبل أن يبدأ تسابق الشتامين والثرثارين والنمامين لمسح ما كتبوه من تعليقات، بعد صدور بيان رفول الذي نفى فيه أن يكون قد سئل أصلا عن موضوع من هذا النوع، كي يجيب عليه. قد نفهم أن يقوم بهذا الأمر ناشط صغير على مواقع التواصل، معبرا في ذلك عما نجح غسل الدماغ الممنهج في تلقينه إياه. وقد نتفهم حتى أن يعلق على الأمر ناشط آخر، بدافع الحماس أو الحماقة. قد نفهم ونتفهم كل ذلك وأكثر. أما ما لن نفهمه أبدا، وما لن يتفهمه أي لبناني آخر، فهو أن كيف لنائب يفترض أنه يمثل الأمة جمعاء، وشريحة من المجتمع اختارت أن ينطق باسمها، أن يوجه اتهاما من هذا المستوى، ليس لعدو، ولا حتى لمنافس في دائرة انتخابية واحدة، بل لأخ مفترض في الوطن والمجتمع. وما لن نفهمه أبدا، ولن يتفهمه أي لبناني آخر أيضا، هو أن كيف لهذا النائب الكريم، أن يمحو ما كتبه كأن شيئا لم يكن، بلا اعتذار، ثم يرد على سؤال ال”OTV” حول الموضوع بالقول: شو بدكن أعمل؟ بدكن انتحر بنتحر. كلا. ليس تفصيلا أن يوجه اتهام من هذا النوع، إلى شخصية من هذا النوع. ففي السياسة، ومن دون الاستزادة في الشرح، من السذاجة بمكان أن يفصل اتهام اليوم عما سبق وروج زورا حول طلب سوري بتعيين بيار رفول وزيرا للدفاع. أما في التاريخ، فاتهام بيار رفول بتلميع صورة السجون السورية، ليس مجرد عيب، بل “قلة أخلاق”. نعم، “قلة أخلاق”، لا أكثر ولا أقل. فبيار رفول هذا، قبل أن يكون وزيرا، أو أن يسعى لوزارة كما تقولون، هو بيار رفول. بيار رفول المقاتل لا القاتل، المناضل والمقاوم، ورفيق العماد ميشال عون منذ الأيام الأولى. قبل حرب التحرير وبعد حرب التحرير. قبل المنفى وبعد المنفى. بيار رفول هذا، لم يطلب يوما شيئا لنفسه: لا مالا ولا منصبا ولا امتيازا. فمن أنتم لتعيروه، ولتفبركوا له الأكاذيب، وخصوصا في الشأن السوري؟ وفي هذا الموضوع بالذات، هل من داع لنذكركم بتاريخكم مع سوريا بالذات؟ فكيف كان وضع السجون فيها آنذاك؟ هل كانت فنادق خمس نجوم؟ حقا حقا، من أنتم لتستهدفوا بيار رفول؟ صحيح أننا من أكاذيبكم نعرفكم. لكن اعلموا أنكم باستهدافكم لبيار رفول، لا تستهدفون مواطنا آدميا فقط، ولا شخصية عامة شريفة فحسب، بل تستهدفون كل ما بقي من صدق وإخلاص ونقاء وصفاء ووفاء في البلاد، وكل ما تبقى من روح نضال عالية واندفاع وطني لا حدود له. وفي كل الأحوال، قبل أن تعتذروا من بيار رفول اليوم، اعتذروا كل يوم من كرامة وطن وشعب، جرحها رياؤكم أمس، ومزقها دجلكم اليوم، علنا ننجو من شركم المحتمل في كل يوم. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في” فن وضع التواريخ والقدرة على جعل اللبنانيين ينتظرون اللاشيء، وتزويدهم أقلاما وهمية لكتابة سيناريوهات تليق بأفلام الخيال غير العلمي، هذه الطاقات التي ابتدعها بعض الساسة في لبنان، يمكن إدراجها في كتب علم الوهم السياسي، ولا نقول كتاب “غينيس” المحجوز للمناقيش والليموناضة والحمص بطحينة، الأول من أيلول تاريخ جديد بدأت ترصده عيون اللبنانيين، فترى ماذا في هذا اليوم الذي قيل أن الرئيس عون سيغير فيه مجرى المسار الذي يسلكه تشكيل الحكومة؟ من متابعة اليوميات السياسية يمكن الإستنتاج أن شيئا مجديا لن يحصل، فلا رئيس الجمهورية قادر على قلب الطاولة، ولا الرئيس المكلف يعتبر نفسه مقصرا وممتنعا عن التأليف، بل بالعكس فإن الجو السني بدأ بمرجعياته الدينية يرفض تحميل الرئيس الحريري مسؤولية التأخير، وتجزم بأن العراقيل يفتعلها الفريق القريب من سوريا في محاولة سافرة لإلغاء مفاعيل خروجها من لبنان، وإعادة الدولة الى زمن الوصاية، أي الى ما قبل العام 2005 والقرار 1559. من ما تقدم، وبما أن القوى السياسية الأساسية الضالعة في كباش التأليف لا تزال على مواقفها المعلنة، فإن الواقع الداخلي المأزوم وما تسرب إليه من ملونات إقليمية لا يشي بولادة سريعة للحكومة، بل هو قادر على إلتهام الأول من أيلول وفي ضهره ايلول بأكمله، من دون أن نشهد هلال الحكومة في سمائنا الملبدة. حتى الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية المتفاقمة مع إقتراب العام الدراسي وفصل الشتاء، لم تدفع في اتجاه التأليف، ليس رأفة بالناس، بل إنقاذا لمركب الدولة وربانه ولبحارته المتخانقين. وسط هذه الأجواء حلت الذكرى السنوية لانتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل، فشكلت نقطة أمل ومحطة ألم، أما الأمل، فمنبعه رؤية بشير النابض بالحياة، الذي جسد بشخصه وخطابه الوطني الجامع مفهوم الرئيس القوي، فيما الألم منبعه إمتناع بعض المسيحيين عن السماح لصناعة اللحظات الوطنية الكبرى، كالتي ولد من رحمها لبنان الكبير ومنحته إستقلالها الأول، وأعادت إليه إستقلاله الثاني. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي” غدا تنتهي إجازة عيد الأضحى، وما يتبقى من أيام الأسبوع العملية هو يوم الجمعة، وعلى هذا اليوم وحده سيتكل الجميع لرمي الملفات الشائكة، وأبرزها تأليف الحكومة، الى الاسبوع المقبل. وفيما الكل يتقاذف مسؤولية عرقلة التأليف، دخل ملف إعادة إعمار سوريا وعودة نازحيها، خط الاشتباك الاميركي الروسي المباشر، بعدما أعلن مستشار الأمن القومي الامريكي جون بولتون ان روسيا عالقة في سوريا، وتريد تدفيع العالم ثمن الإعمار هناك، ما استدعى ردا روسيا، تساءل خلاله الكرملين اذا كانت هناك ارادة سياسية في واشنطن للتعاون مع موسكو، مؤكدا وجود القوات الاميركية حتى اليوم على الاراضي السورية. الاشتباك الروسي الاميركي جاء قبل ساعات قليلة من اجتماع يعقد في جنيف غدا بين بولتون ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، ستكون سوريا، إضافة الى المشاكل العالقة بين البلدين، على جدول اعماله. وكما في لقاء جنيف، كذلك في بيروت، فإن ملفي النزوح وإعادة إعمار سوريا سيكونان محور النقاشات المحلية متى عادت عجلة التفاوض الى العمل. فبعد إعلان إنشاء لجنة روسية لبنانية مشتركة تدرس عودة النازحين الى سوريا، ستكون الأعين موجهة الى الاتفاق الاميركي الروسي في هذا الخصوص، لان اي عرقلة على مستوى هذين البلدين لا بد ان تنعكس على عودة النازحين من لبنان الى سوريا. وفيما ينتظر الجميع تبلور الصورة الضبابية بين موسكو وواشنطن، سيعاد تحريك فتح معبر نصيب، على الحدود السورية الأردنية، مع ما يؤمنه من انتقال الصناعة والزراعة اللبنانية الى دول الخليج، عبر قنوات اقتصادية وديبلوماسية، مع حكومة او حتى من دونها. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” لحق التسمم باللبنانيين إلى حيث صلاتهم وزياراتهم المقدسة، ففي ميدغورييه خلف الحبات الوادعات حيث تزهو الجنات، زائرون إليها يتركون قلوبهم في ظلال مريم، ويؤمنون أن القلب الملقى في الأحزان يلقى الحنان، لكن حالات الإيمان انقلبت حالات تسمم نتيجة جرثومة نقلت عدواها إلى الزوار اللبنانيين الذين أصيبوا بالتسمم، وتعثرت عودتهم إلى بيروت، وألغيت رحلتهم في انتظار مواعيد جديدة يعمل عليها حاليا. وفي المعلومات الواردة من وفد الزوار اللبنانيين إلى ميدغورييه، أن معظم المصابين يتماثلون للشفاء، لكن السلطات فصلت في ما بينهم منعا لانتقال العدوى إلى آخرين. أما السلطات هنا، فقد رأت أن طائرة العائدين موبوءة، غير أن ذلك لم يمنع رئيس المطار فادي الحسن من التأكيد عبر “الجديد” على وصول الطائرة في وقت متأخر من هذه الليلة، وأن لا شيء سيمنع عودتهم. ولم تسجل الدولة اللبنانية أن هؤلاء الزائرين قد لجأوا إلى السيدة العذراء في أرض البوسنة والهرسك، بعدما كفروا بهذه الأرض وبيئتها الموبوءة قلبا وقالبا حكوميا، وبمطارها المزدحم المخنوق الذي تكمه دستة من الأجهزة الأمنية المتنافرة، وتنقطع عنه محركات الهواء. والانقطاع ينسحب أيضا على الهواء الحكومي، الذي كان يتنفس صناعيا قبل أن “يخفي النفس كليا” وتحتجب الأنباء عن التأليف، باستثناء وعد أيلول الذي أطلقه رئيس الجمهورية. وبغياب تواصل التأليف، حضرت الخطوط الساخنة مع دمشق، وأعيد تفعيل خط بعبدا- الشام على مستوى رئاسي، ما أضنى “المستقبل” وأرهق عناقيده الزرق، تخوفا من رفع درجة الاتصال. وأمام حالة الذعر التي انتابت فريقا من اللبنانيين، فإن أول ما عليهم أن يستحضروه هو: نصفهم الذي يعيش معهم يشاركهم أرضهم ورزقهم، من نازحين ما زالوا نازحين وإن تأمنت عودة بعضهم، هؤلاء إلى جانب إقفال بوابات تصريف الإنتاج واستبعاد لبنان من إعادة إعمار سوريا وفتح المنافذ للسياحة، كل ذلك لا يكفيه اتصال بالرئيس بشار الأسد فحسب، بل ولتكن زيارة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الرئيس الأسد، وليكن أول المبادرين وفي العلن، في زمن بدأ عدد من الدول إرسال إشارات إلى الدولة السورية بالسر. فمن ينادي ب”لبنان أولا”، هذا لبنان أولا، وهذه مصالحه عبر النوافذ السورية، حيث لا المواقف السياسية ستعيد البضائع والشاحنات إلى معبر “نصيب” الحدودي، ولا تراكم تسجيل البطولات سوف تؤمن عودة النازحين، ولا المكابرة سوف تجعل من لبنان منصة لإعادة إعمار سوريا، في وقت تسن فيه العديد من الدول أسنان معاولها لنهضة بلد دمرته بأدواتها. ***************** تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading