Connect with us

لبنان

مرضى جوعى والقمل يسرح في رؤوسهم ولا ينالون أدويتهم: وزارة الصحة والإدارة يذلون نزلاء مشفى الفنار النفسي

Avatar

Published

on

تصعد سيدة ستينية مع ابنتها العشرينية في الحافلة الصغيرة من النبطية باتجاه المصيلح-الزهراني. لحظات وتبدأ الصبية بالصراخ “ما بدي روح ع المدرسة”. ترتبك الأم وتهمس “خمسة أرواح مختلفة حلت في جسد واحد”، تقول موصفة ما تعتبره وضع ابنتها العقلي. كانت السيدة تقصد مستشفى” الفنار” للامراض النفسية والعصبية. ذلك المبنى الحجري المسقوف بالقرميد والذي يطلق عليه عامة الناس إسم مستشفى “المجانين”.

وضع زهرة، كما أسمتها أمها، أثار شفقة سائق الحافلة، فلم يتقاض الأجرة منهما. ربما تكره ما تسميه “المدرسة” بسبب كل ذلك الجوع والبرد والوسخ والرطوبة والروائح الكريهة التي يغرق فيها المشفى الجميل الذي لا يشي مبناه بما يعتريه من كوارث. مسألة أخرى مهمة: زهرة لا تحظى بكامل علاجها، بسبب نقص الأدوية أيضاً.

قفز مشفى الفنار للطب النفسي من تلة الزهراني إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليتحول إلى قضية رأي عام، إثر “بوست” كتبته المواطنة حياة جابر على صفحتها على الفيس بوك تروي مشاهداتها عن واقعه بعدما قصدته مع صديقة لها رغبت بتوزيع أغطية شتوية على المرضى. وفي بوست طويل روت حياة جابر جوع المرضى وبردهم وغياب أدنى معايير النظافة، ومآسي المتروكين هناك مع أدنى معايير العناية والإهتمام.

“المفكرة” قصدت مشفى الفنار، هناك حيث يتواطأ أكثر من طرف معني بالمكان على حجب حقوق نحو مائتي مريض ومريضة، ليتحول المبنى إلى ما يشبه السجن، ولكنه بالتأكيد لا يشبه السجون الأوروبية التي تراعى فيها معايير صون الكرامة الإنسانية.

 

مرضى بلا أدوية

بعيداً عن “القمل والسيبان” الذي يتغذى من دماء المرضى المنهكين، وفق ما أكد أحد الموظفين للمفكرة، يتوقف ” طبيب المستشفى شبه الوحيد، الدكتور حسن طفيلي عند التأثير السلبي لتقنين”أدوية وعلاج المرضى، وخصوصا المصابين بأمراض صعبة ومعقدة”، كما يقول طفيلي.

يؤكد طفيلي أن منح العلاج بالكميات الموصوفة طبياً والضرورية للحفاظ على صحة المريض نفسيا أو عصبياً هو من أهم الخدمات التي يجب تقديمها للمرضى، وهذا ليس كاملاً في مشفى الفنار”. يتحدث طفيلي عن عدم دفع وزارة الصحة العامة مستحقات المشفى المالية حيث وصلت المتأخرات إلى نحو مليار و300 مليون ليرة “تعود الوزارة إلى دفعها عاجلاً أم أجلاً”. هذه المستحقات لا تغطي ديون المشفى التي لامست المليار و700 مليون ليرة لبنانية، وفق ما يقول الموظفون ل”المفكرة”.

في مقابل امتناع وزارة الصحة عن دفع مستحقات مشفى الفنار، يغمز بعض الموظفين من قناة اتهام إدارة المشفى بالتقصير. وتديره اليوم إبنة وزير الصحة الأسبق الراحل عبد الرحمن اللبان الذي أسس مع صديقين له، المشفى في العام 1962، وأعتبر يومها إنجازاً مهما لمنطقة الجنوب. يقولون أن ابنة اللبنان أساءت إدارة المكان، وأن دعاوى قضائية عدة رفعت بوجه المشفى حتى من “الخضرجي” واللحام وغيره ممن كانوا يزودون المشفى بالإحتياجات.

يتألف مشفى الفنار من ثلاث طبقات تتوزّع حسب حالات المرضى، وهو مستشفى خاص بذوي الإحتياجات الخاصة والأمراض العصبية والنفسية والعقلية؛ وكذلك المدمنين على المخدرات. كانت تديره عادلة اللبان، ثم تولته ابنتها سمر اللبان. وحاولت المفكرة الوقوف على رأيها من دون جدوى، إذ رد أحد مساعديها على الهاتف في المرة الأولى وقال أن هاتفها ليس معها، وبعد ذلك لم ترد ثانية على اتصالاتنا.

 

شهران بلا حمام

إذن، المأساة تطال شح الدواء العلاجي وسوء التغذية وصولاً إلى التجويع، والبرد الذي ينخر العظام ويتسبب بالأمراض، ومن ثم النظافة وعلى رأسها “جحافل” القمل والسيبان التي تتغذى من دماء المنهكين المتروكين هناك، والسبب عدم توفر الشامبو والصابون والمياه الساحنة “صارلهم المرضى أكتر من شهرين بلا حمام”، يقول موظف مسؤول عن نظافتهم ل”المفكرة”.
بعدما انتشر بوست  حياة جابر، تبرعّت إحدى عاملات المشفى الى إزالة النفايات عند المدخل وهو ما استفز الموظف المسؤول. وعليه، بعد أن كان يرفض السماح لنا بالتقاط صورة من الداخل، “ممنوع التصوير إلا بإذن من الإدارة”، أصر على إدخالنا عنبري الرجال الاول والثاني، وإلى الطابق السفلي المخصص للنساء: “هنا الصورة الحقيقية، تفضلي صوري، صوري الارض المكسرة، الحيطان التي تشربت الرطوبة حتى تقشّرت، وشروخ الاسقف والنش”. للاسف، الصورة لن تستطيع نقل الرائحة النتنة المنبعثة من الطوابق ومن المرضى، “المؤسسة.. تموت بمن فيها”، يقول الموظف، فيما 60 بالمئة من أقارب المرضى لا يزورونهم، ولا يهتمون بهم.

في عنبر الرجال “هل تعرف معنى الألم؟”  
ما أن همّ الموظف بفتح باب عنبر الرجال المقفل، حتى اجتمع المرضى حوله. أشخاص يتجولون في المكان ببطئ، يتنقلون بين أروقة جدرانها بلا طلاء وداخل غرف ببلاط مكسور. يعلو صوت أحدهم متحدثا عن الجوع ونوعية الطعام المحدود. هناك تشعر بالظلم بسبب منع أدنى مقومات العيش الكريم لكل هؤلاء.  الرائحة في غرفة الطعام تشبه الرائحة في الحمامات العمومية، مقاعد وجدران تشبه سجناً مهجوراً، أوان معدنية غير لائقة حتى لإطعام الحيوانات. في خضم كل هذا يرتفع صوت رجل هادئ ووحيد ليقول “هل تعرف معنى الألم، كأن يأتون بك الى هنا والى الأبد”. في هذا السجن الذي يبدو أبدياً، لا ينال المرضى العلاج اللازم ولا حتى أدوية الأمراض المزمنة. سوء التغذية لا يطال فقط محدودية أنواع الطعام واقتصاره على الأرز مع العدس أو أي نوع رديء أخر، بل يصل إلى الكمية. لا ينالون سوى وجبة طعام واحدة يومياً، هي عبارة عن صحن طبيخ يأكلونه عند الظهر. لا يعرفون طعم الفاكهة إلا في ما ندر. يقول الطباخ “ليس لدينا مواد غذائية إلا ما يتبرع به بعض الخيرين، العدس والرز، البندورة…، فالديون تراكمت على المستشفى، حتى أن اللحام رفع دعوة قضائية على إدارة المشفى مطالباً بديونه المتراكمة منذ أكثر من سنتين.

في عنبر النساء
في الطابق السفلي، تقبع نحو 60 الى 75 مريضة (حسب حركة الخروج والدخول). تتراكم من حولهن ثياب ملونة لا تشبه واقعهن. أسرّة ممزقة متعبة من الفوضى والإتساخ وطول السنين. نساء بملابس بالية، يقفن  الى جانب بعضهن البعض على جدار العنبر. إحداهن تبتسم بحرارة لتسأل “رح تسكروا المستشفى”؟ وكأنها تتمنى أن يذهب هذا المكان إلى الجحيم. هنا، الجوع نفسه، الروائح نفسها مع نتانتها، والبرد القارس باد على أجساد المريضات اللواتي تنزوي بعضهن في ركن بعيد عن المدخل والنوافذ.

موظفون من دون رواتب

بعد عدوان تموز 2006، قدمت الحكومة الايطالية هبة لأصحاب مستشفى “الفنار”. يومها تم ترميم المبنى تجديد الأجنحة والأسرة، والمراحيض والملاعب، وإنشاء مطبخ حديث، وحدائق جديدة، واستحداث أقسام للأشغال اليدوية والحرفية منها قسم للزراعة، الخياطة، الحياكة على النول، الرسم الموسيقى، الدبكة، التمثيل وغيرها. ولكن ومنذ العام 2013، تعاني المؤسسة حال يرثى لها نتيجة غياب دعم الدولة وإهمالها رغم أهمية هذا الصرح الطبي في الجنوب.   .
في مشفى “الفنار” يبذل الموظفون والموظفات جهودا مضاعفة برغم عدم قبضهم رواتبهم. يقول المسؤول عن المطبخ “في إحدى المرات قررت عدم الحضور صباحا، ولكنني في تمام الساعة الثامنة الا ربع استقليت سيارتي وتوجهت الى المشفى لتحضير وجبة الفطور للمرضى. من كان سيطعمهم؟”. في “الفنار” مشاعر الموظفين أكثر اضطرابا، يشكون التقصير من الإدارة  والشركاء والوزارة المعنية، ويناشدون وزارة الصحة الإفراج عن المخصصات الإستشفائية للمرضى، ويعتبر بعضهم أن “الإدارة”  هي المعنية المباشرة في الإهمال الحاصل والمستشري إلى هذه الدرجة منذ شهر حزيران 2018.
منذ أشهر، سمحت المسؤولة عن المشفى بالخروج لنحو 40 مريضا عقليا، لأن المصاريف والديون تضاعفت. يحمّل مصدر من الداخل إدارة المشفى المسؤولية كونها تتقاضى ما بين 200 ألف ليرة لبنانية و300 دولار أميركي عن كل مريض (وفق حالة العائلة) وكون معظم أهالي معظم المرضى “غير قادرين على إيوائهم لظروف صحية ونفسية وإجتماعية”.

إنعاش “الفنار”
بعيدا عن الطعن بأي طرف، تصوّب إحدى الموظفات المشكلة نحو هدف واحد “نحن ما بدنا نستهدف حدا، أو نشهّر بصاحبة المستشفى أو بوزارة الصحة، بدنا مصلحة المرضى المساكين، وتشرّف الوزارة تقوم بواجباتها، فمن المعيب أن تُهمل مؤسسة خدمت الجنوب لفترة طويلة بسبب صراعات شخصية”. وبحسب كلام الموظفة “هذه المؤسسة حمت أشخاص، وفتحت بيوت، وهي بحاحة إلى التفاتة من وزارة الصحة لإعادة إنعاشها، لما فيه مصلحة الجميع؛ سواء موظفين أو مرضى أو منطقة، وخصوصا أنها لا تخدم أهل الجنوب فقط، بل تستقبل مرضى من كل لبنان”.

وتعتبر موظفة أخرى أنه يجب “وضع حد لإذلال الأشخاص المصابين بأمراض نفسية وعصبية وذهنية، ولماذا تم تغييب الخطط لإشراك بعض المرضى في الخدمات الداخلية في المشفى مثل الطبخ والغسيل والزراعة وغيرها، وهو ما يشغلهم ويسليهم وقد يكون مفيداً في علاجهم؟”.

Continue Reading

أخبار مباشرة

عملية دهم لتوقيف تجار مخدرات وأفراد عصابات تابعة لهم في منطقة شاتيلا (صور في الداخل)

Avatar

Published

on

تاريخ ١٦ /٥ /٢٠٢٤، نفذت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات عملية دهم لتوقيف تجار مخدرات وأفراد عصابات تابعة لهم في منطقة شاتيلا – الهنغار، حيث حصل تبادل لإطلاق النار أدى إلى مقتل أحد المطلوبين وجرح آخر. كما أوقفت ٣٧ شخصًا يعملون في ترويج المخدرات في مدينة بيروت ومناطق أخرى، وضبطت كمية كبيرة من مادة الكوكايين وحشيشة الكيف وحبوب السيلفيا، بالإضافة إلى أسلحة حربية وذخائر. سُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.

Follow us on Twitter

ونتيجة التدابير الأمنية التي اتخذتها وحدات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية خلال شهر نيسان ٢٠٢٤، أُوقف ٤٧٤ شخصًا من جنسيات مختلفة لتورّطهم في جرائم وجنح متعدّدة، منها الاتجار بالمخدرات والقيام بأعمال سرقة وتهريب وحيازة أسلحة وممنوعات، والتجول داخل الأراضي اللبنانية من دون إقامات شرعية، وقيادة سيارات ودرّاجات نارية من دون أوراق قانونية. شملت المضبوطات ٧٤ سلاحًا حربيًّا من مختلف الأنواع، و٥٢ رمانة يدوية، وكميّات من الذخائر الخفيفة والمتوسطة، وعددًا من الآليات والدرّاجات النارية، بالإضافة إلى كمية من المخدرات وعدد من أجهزة الاتصال وكاميرات المراقبة وعملات مزورة. كما تم إحباط محاولات تسلل نحو ١٢٠٠ سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية بطريقة غير شرعية. سُلّم الموقوفون مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم.

#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy laf.page.link/d4fG

Continue Reading

أخبار مباشرة

نصرالله: جبهتنا مستمرة بإسناد غزة ويجب فتح البحر أمام المغادرة الطوعية للنازحين السوريين نحو أوروبا

Avatar

Published

on

نصرالله: يجب أن نحصل عن إجماع لبناني لفتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلًا عن تعريضهم للخطر
نصرالله: مجلس النواب يستطيع تشكيل لجنة تذهب إلى الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلهم المسؤولية
نصرالله: الكل يريد عودة النازحين السوريين باستثناء بعض الجمعيات فالعقبة هي من الأوروبيين والأميركيين
نصرالله: اجتماع مجلس النواب الأربعاء المُقبل هو فرصة لتقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين
نصرالله لمستوطني الشمال: اذهبوا لحكومتكم وقولوا لهم أوقفوا الحرب على غزة
نصرالله: جبهة المقاومة في لبنان مستمرة في إسناد قطاع غزة وتصعّد حسب معطيات الميدان
نصرالله: إسرائيل أمام خيارين إما الموافقة على المقترح الذي وافقت عليه “حماس” أو المضي بحرب استنزاف تأكلها
نصرالله: حتى لو دخلت إسرائيل إلى رفح هذا لا يعني أن المقاومة انتهت وأن الشعب الفلسطيني تخلّى عن المقاومة
نصرالله: إسرائيل تعجز عن تحقيق أهدافها خلال حربها ضد غزة منذ 8 أشهر وهذا دليل على أنها فاشلة وعاجزة
أشار الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، في الذكرى الثامنة للقيادي مصطفى بدر الدين، الى أنني “أتوّجه بالتحيّة للمقـاتلين الصابرين الشجعان في كلّ الجبهات الذين يسطّرون أروع مشاهد البطولة والشجاعة والقوّة والعزم والحماس واليقين”.

Follow us on Twitter
وأكد نصرالله، أن “الشهيد السيد ذو الفقار استحق وسام الانسان المقاتل المجاهد ووسام الجريح والأسير والقائد ووسام صانع الإنجازات وختم الله له بوسام الشهادة”، لافتاً الى أننا “نحن اليوم نرى نتائج وثمار تضحيات الشهداء ودمائهم الزكيّة، يحضر اليوم الشهداء وخصوصاً القادة بما جهزوا ودرّبوا، يحضر الحاج عماد مغنيّة والسيد مصطفى مع كل مُسيّرة انقضاضية و استطلاعية”.

وشدد على أنه “مع كل مُسيّرة انقضاضية أو استطلاعية نتذكر الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس، وفي كل معركة يحضرنا الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والشهيد زاهدي والشهيد حجازي الذين ساندونا وقضوا عمرهم يدعموننا”.

ولفت الى أنه “أُريد لسوريا أن تصبح في دائرة الأميركيين وخاضعة للإدارة الأميركية ولكنها انتصرت ولو أنها لم تنصر في الحرب الكونية وأتت معركة طوفان الأقصى ماذا سيكون حال المنطقة ولبنان؟”، مؤكداً على أنه “رغم الحصار والأوضاع الصعبة سوريا ما زالت في موقعها وموقفها راسخ وثابت من القضية الفلسطينة”.

وأوضح نصرالله، أن “من جملة أهداف المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة التي أُعلن عنها كان إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بفلسطين المنسية وحقوق شعبها في الداخل والشتات”، مضيفاً “كان الحكام العرب سيوقعون أوراق موتها في خطوة التطبيع مع العدو الصهيوني التي كانت قادمة خلال أشهر”.

وذكر أن “بعض الأنظمة والفضائيات العربية باتت تروِّج لكيان العدو على أنه الدولة الديموقراطية الوحيدة في منطقتنا، ومشهد التظاهرات في الجامعات الأميركية والأوروبية التي تحمل اسم فلسطين هي من صنع 7 تشرين الأول وما بعده”، مؤكداً أن “اليوم بعد طوفان الأقصى باتت القضية الفلسطينية حاضرة على كل لسان وفي كل دول العالم وفي الأمم المتحدة حيث تطالب غالبية الدول بوقف إطلاق النار”.

وشدد نصرالله، على أن “طوفان الأقصى والصمود ودماء الأطفال والنساء في غزة وجنوبي لبنان وكل منطقة، قدمت الصورة الحقيقية لإسرائيل”.

واعتبر أن “الأحداث في غزة واستمرار الصمود في غزة وضعت العالم أمام حقيقة أن هناك احداث في المنطقة يمكن أن تجر الأمور إلى حرب اقليمية والعالم مسؤول أن يجد حلاً”، مشيراً الى أن “صورة اسرائيل في العالم هي أنها قاتلة الأطفال والنساء والمستكبرة على القوانين الدولية وعلى القيم الانسانية والأخلاقية وعلى كل ما هو خير وصحيح وحسن في العالم”.

ورأى أنه “إذا أردنا أن نقيم نتائج المعركة الحالية علينا أن نستمع إلى ما يقوله إعلام العدو عن فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجيشه”، مشدداً على أنه “في الشهر الثامن للحرب على غزة هناك إجماع في إسرائيل على الفشل في تحقيق أهداف الحرب وهذا دليل على أنها فاشلة وعاجزة عن إعادة أسراها وإعادة مواطنيها إلى غلاف غزة والشمال وتأمين سفنها”.

وأردف نصرالله، أنه “من أهم النتائج أن هذا الكيان يُسّلم بأنه لم يحقق النصر و70% من الإسرائيليين يطالبون باستقالة رئيس الأركان”، مشيراً الى أن “إسرائيل تقدم نفسها على أنها أقوى دولة وأقوى جيش وتساعدها أقوى دولة في العالم أي الولايات المتحدة وتعطيها المُقدرات وتتدخل لتدافع عنها في مقابل قطاع غزة المحاصر من 20 عامًا والمقاومة التي تمتلك مقدرات محدودة”.

وأضاف “إسرائيل بلا ردع اليوم ولم تنجح في ردع المقاومة من كل دول المحور وأصبحت صورتها متآكلة، وصورة الردع لديها تتراجع ولا سيما بعد عملية الوعد الصادق وجنرالاتها يتحدثون عن مأزق”، معتبراً أن “الإسرائيلي يتخوف من الخروج من غزة لكون ذلك يعني هزيمته وهذا يعد كارثة له”.

وتابع “الإسرائيليون اليوم يتحدثون عن استنزاف يومي في غزة وفي جبهات الإسناد وفي الاقتصاد، وحتى لو دخل العدو الصهيوني إلى رفح هذا لا يعني أن المقاومة انتهت وأن الشعب الفلسطيني تخلّى عن المقاومة”.

وذكر نصرالله، أن “نتانياهو تفاجأ بموافقة حماس على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار فأعلن رفضه لأن هذا بمثابة الهزيمة لإسرائيل”، مؤكداً أن “المسرحيات التي نشاهدها هذه الأيام يجب ألا تخدع أحداً، فأميركا تقف إلى جانب إسرائيل، ما جرى في الأمم المتحدة والمحكمة الدولية يؤكد الدعم الأميركي لإسرائيل وعدم تغير موقفها”.

وأوضح أن “العدو أمامه خياران إما الموافقة على المقترح الذي وافقت عليه حماس أو المضي في حرب استنزاف تأكله”.

وعن الجبهة اللبنانية في الجنوب، شدد نصرالله، أن “جبهة المقاومة في لبنان مستمرة في إسناد قطاع غزة وتصعد حسب معطيات الميدان”.

وتوجه الى المستوطنين الإسرائيليين في الشمال بالقول “اذهبوا لحكومتكم وقولوا لهم أوقفوا الحرب على غزة”، مشدداً على أن “الجبهة اللبنانية مستمرة في مساندة غزة وهذا أمر حاسم ونهائي، والأميركي والفرنسي سلّم بهذه الحقيقة”.

وحول ملف النازحين السوريين في لبنان، لفت نصرالله الى أن “هناك إجماع على معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان، واجتماع مجلس النواب الأربعاء المُقبل هو فرصة لتقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين”، كاشفاً أنني “ذهبت إلى الرئيس السوري بشار الأسد وشجعت عودة النازحين إلى القُصير لكن الجمعيات الممولة من الأوروبيين كانت تمنعهم”.

وأكد أن “الكل يريد عودة النازحين السوريين باستثناء بعض الجمعيات وعليه فإن العقبة هي من الأوروبيين والأميركيين”، لافتاً الى أنه “يجب مساعدة سوريا لتهيئة الوضع أمام عودة النازحين وأولها إزالة العقوبات عنها، ويجب التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي من قبل الحكومة اللبنانية لفتح الأبواب أمام عودة النازحين”.

وتابع “مجلس النواب يستطيع تشكيل لجنة تذهب إلى الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلهم المسؤولية”، مضيفاً “يجب أن نحصل على إجماع لبناني يقول فلنفتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلًا عن تعريضهم للخطر عبر الرحيل عبر طرق غير شرعية وهذا يحتاج لغطاء وطني”.

وشدد نصرالله، على أن “قرار فتح البحر أمام النازحين يحتاج شجاعة وإذا اتخذناه فسيأتي الأميركي والأوروبي إلى الحكومة لايجاد حل فعلي”، مضيفاً “الحل برأينا هو بالضغط على الأميركي الذي يمنع عودة النازحين والحديث بشكل جدي مع الحكومة السورية وإلا فنحن نُتعب أنفسها بحلول جزئية لن توصلنا للنتيجة المطلوبة”.
وختم نصرالله بالقول “عندما نكون أسياد أنفسنا ولسنا عبيداً ونملك عناصر القوة نستطيع أن نفرض شروطنا على العدو”.

Continue Reading

أخبار مباشرة

الفرد رياشي يدعو لإبطال نيابة غسان عطالله

Avatar

Published

on

أشار الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد الرياشي الى ان “السيد غسان عطالله اعتنق سابقا الاسلام وزوّج ابنته بحسب المذهب الشيعي، ونحن كمسيحيين نعتبر الامر حرية شخصية. لكن ان يصبح ممثلاً عن مقعد محسوب على المسيحيين وبالتحديد طائفة الروم الكاثوليك فهو غير مقبول ابدا. لذلك وبموقعي كسياسي وكفاعلية تنتمي لهذه الطائفة، وبالرغم من انه تربطني فيه معرفة شخصية، اطالب فورا بإبطال نيابة السيد غسان عطالله”.

Continue Reading