Connect with us

لبنان

مؤتمر حول استراتيجيات وتقنيات صناعة النبيذ في الكسليك وجائزتان للأحمر والأبيض هذه السنة في لندن وبوردو

وطنية – إفتتحت وزارة الزراعة وجامعة الروح القدس- الكسليك مؤتمرا بعنوان: “استراتيجيات وتقنيات جديدة لصناعة النبيذ اللبناني”، نظمته كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة، في حضور السفير كريم خليل ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رامي متى ممثلا وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، النائب شوقي الدكاش، رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور…

Avatar

Published

on

وطنية – إفتتحت وزارة الزراعة وجامعة الروح القدس- الكسليك مؤتمرا بعنوان: “استراتيجيات وتقنيات جديدة لصناعة النبيذ اللبناني”، نظمته كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة، في حضور السفير كريم خليل ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رامي متى ممثلا وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، النائب شوقي الدكاش، رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، مدير عام المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ جان – ماري أوران وأمينه المساعد يان جوبان، رئيس الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ ظافر الشاوي ممثلا برئيس لجنة العلاقات العامة للاتحاد الكابتن حبيب كرم، المستشارة الإقليمية للزراعة في السفارة الفرنسية فاليري فيون، وعميدة الكلية المنظمة الدكتورة لارا حنا واكيم، إضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة والأساتذة والطلاب وجمع من الفاعليات والاختصاصيين والمعنيين في قطاع النبيذ. واكيم إستهل المؤتمر بالنشيدين اللبناني والفرنسي، ثم كانت كلمة تقديم لسمر الحاج، ألقت بعدها عميدة الكلية المنظمة كلمة قالت فيها: “إن مؤتمر اليوم يقدم لنا فرصة لنشر وتبادل خبراتنا في قطاع الكرمة والنبيذ ولتعزيز دور النبيذ اللبناني الذي أصبح جوهرة الزراعة اللبنانية. وقع اختيارنا على عنوان هذا المؤتمر وطرحه موضوعا للبحث، نظرا لأهميته كأحد مواضيع الساعة، وكباعث للأمل، الذي نحن كلبنانيين بأمس الحاجة إليه لمستقبل أفضل”. وأكدت “أن قطاع النبيذ يشكل أهمية استراتيجية للزراعة في لبنان ولمستقبل المناطق الريفية ولدعمها وإبقاء شبابنا في مناطقهم، فلا يزال تاريخ النبيذ اللبناني أسطورة تتمتع بحيوية دائمة”. وقالت: “يعود النبيذ إلى التقليد اللبناني وتاريخه العريق والديني. وفي هذا السياق، أشكر مؤسسة أديار التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية التي أسسها الأب العام نعمة الله هاشم الذي لم يفوت فرصة لاحترام هذا التقليد العريق وإنتاج النبيذ تحت إشراف رهباني”. ونوهت واكيم “بالروابط التاريخية بين فرنسا ولبنان التي عززتها صناعة النبيذ، بالإضافة إلى الشراكة بين الجامعة والمنظمة الدولية للكرمة والنبيذ”، مرحبة بـ”شركاء الجامعة الأكاديميين العالميين الذين حضروا هذا المؤتمر، مؤكدين إيمانهم بطاقة النبيذ اللبناني”. وختمت: “إن المصاعب التي نواجهها لن تحل في يوم واحد، بل يلزمنا الكثير من الشجاعة والتصميم والإرادة الصلبة. وأنا على يقين أن كل هذه الصفات لم تفارق أبدا مصنعي النبيذ، وهذا ما يشكل نقاط القوة في صناعة النبيذ اللبناني ويساهم في تميزه”. كرم أما ممثل رئيس الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ فتوجه في مستهل كلمته بالشكر للوزير باسيل “لمساعدته هذا القطاع وتبنيه إطلاق النبيذ اللبناني عالميا”. وقال: “انعكس ذلك في اهتمام جميع سفاراتنا بالمنتوجات اللبنانية وخاصة النبيذ”. كذلك شكر وزارة الزراعة “التي تبذل جهدا مستمرا في الداخل والخارج لدعم قطاعنا، فالميزانية السنوية المخصصة للمعارض سمحت لنا بإطلاق النبيذ اللبناني في عدة عواصم عالمية”. وقال: “إن مساعدة الجميع لنا لم تذهب هباء، فقد حاز النبيذ اللبناني في هذه السنة كما في سنة 2015 جائزتين تفوقان الميداليات الذهبية بدرجتين: الأولى عن النبيذ الأحمر اللبناني في لندن والثانية عن النبيذ الأبيض في بوردو مع لقب “أفضل نبيذ أبيض في حوض البحر المتوسط”، وفي كلا المسابقتين العالميتين يشترك مصنعو النبيذ من كافة أرجاء المعمورة، هذا عدا عن عشرات الميداليات الذهبية والفضية وغيرها في كبريات المسابقات العالمية”. أوران من جهته، تطرق مدير عام المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ إلى “العلاقات المثمرة” بين المنظمة ولبنان. ولفت إلى “أن لبنان قد أسس إتحاد الكرمة والنبيذ عام 1997، ثم تبنى قانون النبيذ عام 2000، الذي على أساسه تأسس المعهد الوطني للكرمة والنبيذ عام 2013. وأقيمت أول جلسة لتذوق النبيذ اللبناني في مقر المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ عام 2010”. وفي ختام كلمته، قدم للحود شهادة من المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ تقديرا للتنظيم الناجح ليومي النبيذ اللبناني في زوريخ وجنيف في سويسرا يومي 11 و17 حزيران 2018. لحود ثم تحدث المدير العام لوزارة الزراعة فقال: “في الواقع، أقف بكل فخر في جامعة الروح القدس – الكسليك في افتتاح المؤتمر الثالث للنبيذ اللبناني في لبنان، وهذا المؤتمر يأتي تباعا لكل الجهود التي بذلناها منذ أن بدأنا بحملة النبيذ اللبناني في عام 2012، وما وصلنا إليه اليوم هو حلم. وهذا الأمر يعود فضله للعديد من الأشخاص”. أضاف: “بدأ الأمر بإرادة وطنية كبيرة لاحتضان قطاع النبيذ، وهذه الإرادة تترجم يوما بعد يوم برعاية الحكومة اللبنانية، وبعد أن زار مدير عام المنظمة بيروت، رحبت به خمس وزارات: وزارة الخارجية، وزارة الاقتصاد، وزارة الاعلام، وزارة العدل ووزارة السياحة، وبعد لقائنا لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الذي يستقبل الموفد الدولي بمرافقة فريق عمله”. كما وجه لحود تحية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، “الذي يحرص دائما على رعاية كل نشاطات قطاع النبيذ اللبناني في لبنان والخارج، وبعده دولة الرئيس سعد الحريري الذي بعد عودته من لاهاي يلتقي الوفد في بيت الوسط، وهذا دليل على احتضان رئيس الحكومة لهذا النشاط”. وشدد على أن “وزارة الزراعة مستمرة بعملها”، محييا “جهود الوزير غازي زعيتر ودعمه” وشاكرا “تفويضه له موضوع النبيذ اللبناني مع كل التسهيلات التي قدمها”. كما شكر كل الوزراء السابقين “الذين لولا دعمهم لما توصلنا الى تحقيق كل هذه النجاحات”. كما شكر جامعة الروح القدس “التي كانت دائما شريكتنا في كل نشاطات النبيذ اللبناني، وعبرها الرهبانية اللبنانية المارونية والأب العام نعمة الله الهاشم، الرئيس العام للرهبانية، الذين أكدوا حرصهم مساندة الوزارة في دعم قطاع النبيذ. وعبر الأب جورج حبيقة، أشكر الرهبانية وكل فريق عمل الجامعة وأهنئك على الدكتورة لارا واكيم وعلى كلية العلوم الزراعية والغذائية التي تعتبر منارة لكليات الزراعة في لبنان وتقدم عملا تقنيا مهما لمساعدة كل القطاعات الزراعية”. وشكر أيضا الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ والمنتجين في كل لبنان، “لأنه لولا احترامهم للمواصفات والنوعية، لما وصل النبيذ اللبناني لما هو عليه اليوم، متألقا في العواصم الأوروبية والأميركية”، مؤكدا “دعم وزارة الزراعة لهم ضمن امكانياتها”، ومعلنا أنها ستطلق “إمكانية جديدة اليوم مع دولة الرئيس من بيت الوسط، ضمن خطة لقطاع النبيذ اللبناني، على أمل أن تترجم عند تشكيل الحكومة الجديدة، لأننا نعتبر أن هذا القطاع سيكون صمام أمان الاقتصاد اللبناني وضمن الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية بعد مؤتمرات الدعم الدولية التي أنجزت للبنان”. وقال: “القطاع يجب أن يحتضن والمنتج يجب أن يحتضن عبر عدة عوامل ومنها الاستمرار بالأيام العالمية. وفي أول ايار 2019 سيكون يوم جديد لتألق النبيذ اللبناني في الدنمارك، بعد باريس 2013 وبرلين 2014 ونيويورك وواشنطن 2016 وسان فرنسيسكو ولوس انجلس 2017 وجنيف في حزيران الماضي 2018”. أضاف: “سنستغل المشاركة في المعارض وسنبدأ بمعارض في دولة الصين بعد أن بدأنا بالتواصل مع الحكومة الصينية بهدف زيادة صناعة النبيذ اللبناني لـ 50 مليون زجاجة نبيذ في الأسواق الجديدة. مع دولة الصين، نتوقع زيادة الصناعة بحوالي الـ 10 ملايين زجاجة عن عدد الانتاج المتوقع”. ووجه تحية للوزير باسيل “وكل فريق عمل الوزارة على جهودهم في متابعة نشاطات وزارة الزراعة لتسويق النبيذ اللبناني عبر البعثات الدبلوماسية والاقتصادية، وقال: “في 23 تشرين الأول سيقام في سفارتنا في لندن يوم للنبيذ اللبناني، ونحن مستعدون لإقامة أيام تذوق شرط أن يبدي المنتجون اللبنانيون استعدادهم لذلك”. ولفت إلى “أنه سيكون هناك تألق جديد في هنغاريا في كانون الأول المقبل، من خلال إقامة يوم للمونة اللبنانية ومن ضمنها منتجات النبيذ اللبناني”. وتابع لحود: “نحن مستمرون بحماية المنتج الوطني عبر قرارات عدة: لقد تم الاتفاق البارحة مع وزير السياحة على اصدار قرارات لحماية المنتجات اللبنانية، عبر الطلب من المطاعم والفنادق وكل المؤسسات السياحية باستهلاك النبيذ اللبناني. كما أناشد الاغتراب اللبناني دعم النبيذ اللبناني عبر استهلاكه لأنه يرمز الى حضارة لبنان وتراثه وثقافته، ويساهم في بقاء المزارع في أرضه وعدم الهجرة وبيع الأراضي… كما سيكون هناك عمل جديد مع الرهبانيات والأبرشيات على غرار العمل مع مؤسسة أديار”. وحيا لحود وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي على “جهوده في تسويق النبيذ اللبناني منذ استلامه الوزارة”، شاكرا له “تأمين النقل المباشر لهذا المؤتمر على التلفزيون الرسمي”، مشددا على “وجوب وضع هذا التلفزيون بتصرف المنتجات اللبنانية”، ولافتا إلى أنه “قد تم الاتفاق مع الوزير الرياشي على تسليط الضوء على منتج لبناني عبر هذه الشاشة كل أسبوعين”. كما شكر أوران على “الدعم الدائم للمنظمة وكل الوزراء الذين تعاونوا معنا في هذا الموضوع”، موجها تحية لكل الحاضرين ولفريق عمل وزارة الزراعة. وختم مؤكدا: “نحن سنقف دائما الى جانب المنتجين ونحرص على زيادة الصادرات ونرحب بكل تعاون من أي جهة أتى. سيبقى النبيذ اللبناني سفيرا متألقا مميزا في كل المحافل الدولية والعالمية”. حبيقة وألقى رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك كلمة قال فيها: “بعد فترة وجيزة على انتخابي، ألقيت أول كلمة لي كرئيس لجامعة الروح القدس – الكسليك في المؤتمر الثالث للنبيذ اللبناني في العام 2016. إذا، ليس من المبالغة القول إن الاحتفال بالنبيذ اللبناني يشكل إحدى العلامات الفارقة ويضفي نكهة خاصة على عهدي. والمعجزة الأولى لسيدنا يسوع المسيح كانت في قانا الجليل في عرس نفذت خلاله الخمر فجأة. فتدخل يسوع لإنقاذ فرح أهل العروسين وحول الماء إلى خمرة لذيذة روحية فرحت قلوب المدعوين، فكانت أشبه بالمذاق الأول لطعم الزمن الآتي”. وأضاف: “يذكرنا ذلك بما جاء على لسان أشعيا النبي (القرن الثامن ق.م.) حول الحزن الشديد الذي يلف الوجود عند نفاذ الخمر: “يصرخ في الشوارع لطلب الخمر فقد غاب كل فرح وانتفى طرب الأرض.” (اش 24: 11) في هذا الإطار تأتي الفكرة البارعة التي تبادرت إلى ذهن قدس أبينا العام نعمة الله الهاشم عندما أطلق مشروع “أديار” لصناعة النبيذ العضوي الذي يحمل في طياته نكهة بيئتنا وطعم أرضنا بتنوعاتها المجبولة بجمالات جبالنا وفتون سهولنا وسحر ودياننا. لعل الأديبة الفرنسية كوليت (Colette) كانت محقة في قولها إن “الكرمة هي الوحيدة في عالم النبات التي تجعلنا على بينة من مذاق الأرض الحقيقي.” يذكرنا ذلك بالمثل الفرنسي القائل إن النبيذ يحمل دوما عطر أرضه”. وذكر “بأن الكتاب المقدس يقر بفوائد الخمر الاستثنائية، إن على الصعيد العلاجي أو الشعوري، لكنه يحذر دوما من الإفراط في احتسائها الذي يؤدي إلى الخطر والموت، ويشدد بالتالي على أقصى درجات الاعتدال بالقول إن القليل من الخمر يفرح قلب الإنسان. وكما ورد في مسرحية “الوحشي” (Le Brutal) للكاتب الكوميدي اللاتيني بلوت (Plaute) في القرن الثاني قبل المسيح: “ليس للخمر أن تتحكم في الإنسان، بل ينبغي على الانسان أن يتحكم في الخمر.” من ناحية أخرى، قد يكون من المفيد هنا أن نذكر بأن مفهوم الكمية يفقد أهميته تماما عندما يتعلم المرء تذوق النبيذ فعليا واحترافيا. هذه النظرة تتقاطع كليا مع ما ذهب إلى قوله الفنان الإسباني سلفادور دالي (Salvador Dali) حين أكد أن “من يجيد التذوق لا يعود يشرب النبيذ، بل يتذوق لذة أسراره”. كما أن بالنسبة للبعض، من منظار آخر، يتحول النبيذ إلى منظومة أخلاقية ومقياس أدبي لإطلاق الأحكام على سلوكيات البشر عبر صور بيانية ومجازية بليغة. من هنا قول الخطيب والكاتب الروماني شيشرون (Cicero) إن “البشر كالخمر، مع مرور الزمن، الجيد منهم يطيب أكثر وأكثر والرديء منهم يحمض أكثر وأكثر”. وشدد الأب حبيقة على أنه “مع هذه الباقة المتنوعة من الأفكار حول النبيذ، يبقى أن الغاية من هذا المؤتمر اليوم إنما هي استخدام التكنولوجيا كوسيلة لتسليط الضوء على الإشكاليات الحالية التي تطال قطاع صناعة النبيذ في لبنان والعالم من خلال مساهمات خبراء محليين ودوليين. كما يأتي ذلك في الوقت عينه دعما لشهادة الماستر في علم الخمرة، وهو مسار تعليمي مبتكر وفريد من نوعه في الشرق الأوسط تتميز به كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس – الكسليك”. الجلسات ثم انعقدت باقي جلسات المؤتمر وتمحورت حول مواضيع: النبيذ اللبناني: تحديات وفرص، التقنيات الجديدة في صناعة النبيذ والاستراتيجيات الجديدة في إنتاج النبيذ، بمشاركة نخبة من الخبراء والاختصاصيين والأكاديميين الفاعلين في هذا القطاع من مختلف البلدان الأوروبية وبلدان دول البحر الأبيض المتوسط. ====================إ.غ. تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading