Connect with us

لبنان

سلسلة نشاطات للأميركية احتفالا بالذكرى 50 لإنشاء دائرة الهندسة المعمارية والغرافيك

وطنية – نظمت دائرة الهندسة المعمارية والغرافيك في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية في بيروت AUB سلسلة من النشاطات خلال العام الحالي احتفالا بتخريج 50 دفعة من المتخرجين مع شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية. وأوضح بيان للجامعة، أنه “تخرج حتى الآن ما مجموعه 980 من خريجي الهندسة المعمارية من الدائرة. تألفت أول…

Avatar

Published

on

وطنية – نظمت دائرة الهندسة المعمارية والغرافيك في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية في بيروت AUB سلسلة من النشاطات خلال العام الحالي احتفالا بتخريج 50 دفعة من المتخرجين مع شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية. وأوضح بيان للجامعة، أنه “تخرج حتى الآن ما مجموعه 980 من خريجي الهندسة المعمارية من الدائرة. تألفت أول دفعة تخرجت في العام 1968 من عشرة خريجين. وتشمل دفعة متخرجي العام الحالي 42 متخرجا. وقد تضمنت الاحتفالات ندوة عقدت في تشرين الأول، وتلاها معرض”. حرب وقالت أستاذة الدراسات والسياسات العمرانية الدكتورة منى حرب: “تعد الذكرى الخمسين لدائرة الهندسة المعمارية والغرافيك في الجامعة الأميركية في بيروت فرصة للاحتفال بالمساهمات الكبيرة لما يقرب من ألف فرد، تم تدريبهم كمهندسين معماريين في الجامعة منذ العام 1963. هؤلاء من المهندسين المعماريين المحترفين، والمخططين العمرانيين، والمصممين، والفنانين، والمصورين، والبحاثة، وكل منهم ساهم بطريقته الخاصة في إيجاد عالم أكثر ملائمة للعيش، وهذا عنصر أساسي في المهمة التعليمية لكلية مارون سمعان للهندسة والعمارة”. الندوة ونظم أستاذ الهندسة المعمارية والتصميم والتخطيط العمراني الدكتور روبرت صليبا الندوة التي عقدت في قاعة المعماري في حرم الجامعة. وشملت طاولتين مستديرتين بعنوان “مسارات في العمارة” و”مسارات متوازية”، شهدتا مداخلات من أجيال مختلفة من خريجي الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية في بيروت. وقال: “لقد بدأ تخطيطنا للاحتفال بالعيد الخمسين منذ عامين. وكانت تلك فرصة فريدة لإعادة التواصل مع الخريجين وإعادة النظر في تاريخ الدائرة من خلال أبحاث أرشيفية واسعة، وكذلك من خلال الذكريات الشخصية لأعضاء اللجنة، والرؤساء، وأعضاء هيئة التعليم، والطلاب. والأهم من ذلك، أن هذا الحدث المعلمي هو نتيجة جهد متفان ودؤوب من قبل أعضاء فريق شاركوا بحماس وبذلوا قصارى جهدهم”. حراجلي وقال وكيل الشؤون الأكاديمية في الجامعة الدكتور محمد حراجلي في الجلسة الافتتاحية للندوة: “من خلال البرامج البحثية والأكاديمية ذات المستوى العالمي، وهي برامج مطلعة على النظريات ومتقدمة تقنيا، فإن الجامعة الأميركية في بيروت ودائرة الهندسة المعمارية فيها يخرجون متعلمين مدى الحياة يلعبون دورا رائدا في الممارسة المهنية في لبنان وخارجه. كل هؤلاء المعماريين والفنانين والمصممين والباحثين المحترفين الذين نحتفل بهم اليوم ودائما، يساهمون في الابتكار والشعور بالالتزام بإيجاد عالم أكثر ملاءمة واستدامة”. شحادة وذكر عميد كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة الدكتور آلان شحادة بتاريخ الدائرة، وتحدث عن نجاح العميد السابق ريمون غصن وغيره من الشخصيات الرئيسية في السنوات الخمسين المنصرمة بتحويل تعليم الهندسة المعمارية في لبنان والمنطقة من خلال إطلاق برنامج يعتمد التصميم غير المحدود. وقال: “تأثير ذلك القرار واضح في إنجازات ما يقارب ألف فرد ممن يحملون شهادة بكالوريوس الهندسة المعمارية من الجامعة الأميركية في بيروت، وفي التأثير المستمر للدائرة في عالم العمارة والتصميم والتخطيط”. وأشار إلى أن “الجامعة والكلية تستعدان لتوسيع نطاق مبادرة العميد غصن من خلال تيسير وصول طلاب جميع التخصصات إلى منهج دراسي يركز على التصميم ويمكن أن يطلق جيلا جديدا من المبتكرين ورجال الأعمال، ومن خلال إحياء فكرة مترامية وخلاقة للتصميم في الهندسة”. وقال: “لتحقيق ذلك، نعمل على إنشاء مدرسة للتصميم الغرافيكي في الكلية تعمل كمنصة لاختصاص جديد في التصميم، يكون مفتوحا لجميع طلاب الجامعة الأميركية في بيروت. مدرسة التصميم الغرافيكي هذه ستقدم برامجنا الحالية للبكالوريوس والدراسات العليا في الهندسة المعمارية، والتصميم الغرافيكي، والتخطيط والسياسات العمرانية، والتخصصات التي نزمع تقديمها، على سبيل المثال، في التصميم الصناعي ودراساته. وسيكون مقر مدرسة التصميم الغرافيكي في مجمع جديد مساحته 15 ألف مترا مربعا في الحرم الجامعي السفلي”. المعرض وقد أقيم معرض خاص بالذكرى السنوية الخمسين للدائرة على شرفة مبنى “بكتل” في الكلية، ضم أكثر من 240 عملا من 131 خريج في مجموعة من التخصصات والمواد الفنية. نظم المعرض وأشرف عليه فريق من خريجي الهندسة المعمارية في الجامعة ضم مصطفى الجندي وعبير الطيب وغيث أبي غانم وجاد ملكي ومحمد نحلة. وأوضح مصممو المعرض أنه “يجمع خمسين عاما لخريجي الهندسة المعمارية في مساحة واحدة، وهم وضعوا تصميما مقطوعا على مستوى العين. ويعرض التصميم في قسمه الأسفل الأعمال الفنية المختلفة وتظهر أسماء مؤلفيها كأنوار عائمة في الأعلى. وهذا يوفر اتصالا شاملا يسمح للخريجين بقراءة أعمال بعضهم البعض بالتوازي. وتستجيب خطة التركيب لمفهوم التنظيم الذي ينبع من الهندسة المعمارية ويتوسع إلى سياقات مختلفة”. وقال المشرفون على المعرض: “جمعنا أكثر من 240 مشروعا تتراوح مواضيعها من المباني التي تتعامل مع التعقيد المتزايد للنماذج سواء كانت محلية أو عامة أو حكومية أو صناعية، إلى خطط رئيسية حضرية في العالم العربي وما أبعد، وتتراوح من الفضاءات الداخلية إلى الأغراض اليومية. فضلا عن القطع الفنية التي تكشف قصصا مخفية من بيروت إلى عروض راقصة على المسارح الدولية”. كما شارك عدد قليل من الخريجين بمنشورات حول الدراسات الحضرية والأنثروبولوجيا والتاريخ والجغرافيا والفلسفة. ويعكس هذا التنوع في المشاريع كيف تطورت الطموحات المهنية للخريجين مع مرور الوقت، وكيف وضعوا الهندسة المعمارية في لب مجالات التصميم وغيره. ويظهر المعرض كيف تمكن المعماريون من دفع حدود تعليم هندسة العمارة بنجاح لتوسيع تأثيرها أو دمج حقول أخرى بها، وفي النهاية يصبحون مهنيين متنوعين. وقد وزع في المعرض كتيبان أنتجا للمناسبة: أولهما، كتاب الخمسين عام (1968-2018)، الذي قام بتحريره عبير الطيب وأرام يرتزيان، ويروي تاريخ الخريجين وأعضاء هيئة التعليم والحياة الاجتماعية والأحداث في برنامج الهندسة المعمارية على مدى السنوات الخمسين الماضية في صيغة زمنية غنية تتخللها 16 مقالة لأعضاء سابقين وحاليين من هيئة التعليم وخريجين. والثاني، كتاب المعرض، والذي قام بتحريره عبير الطيب ومصطفى الجندي، فيوثق المشاريع التي تم جمعها للمعرض من منظور متعدد التخصصات”. يريتزيان وقال عضو لجنة الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين آرام يريتزيان عن إعادة الاتصال ببعض أعضاء هيئة التعليم من الجيل الأول: “كان امتيازا وسرورا أن ننطلق في رحلة كشفت العديد من جوانب السنوات الخمسين الماضية. وتستمر دائرتنا في التطور ونحن نتطلع إلى السنوات الخمسين المقبلة”. وذكر البيان أن “الأنشطة الأخرى للاحتفال بالذكرى الخمسين شملت حلقة خاصة من حوارات المدينة السنوية حملت العنوان “الهندسة المعمارية كعمران: جدول أعمال للألفية الجديدة” في نيسان، بالإضافة إلى معرض نهاية السنة الأكاديمية في حزيران. والنشاط التالي في هذه السلسلة هو أسبوع التصميم المستدام 2018 وعنوانه “الأزمة كفرصة” وسيقام في 10-12 تشرين الأول. وستختتم الاحتفالات بحفل عشاء في الجامعة الأميركية في بيروت في 29 تشرين الأول 2018″. ================س.م تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading