Connect with us

لبنان

الطوائف المسيحية في كندا احتفلت بعيد الفصح المجيد

وطنية – احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، في مونتريال- كندا، بعيد الفصح المجيد، بقداديس شاركت فيها حشود كبيرة من أبناء الجاليات المسيحية. كاتدرائية مار مارون في كاتدرائية مار مارون، احتفل المطران بول مروان تابت، بالقداس الاحتفالي بمعاونة لفيف من الكهنة، وفي حضور قنصل لبنان طوني عيد وزوجته، وألقى بعد الانجيل المقدس عظة تحدث…

Avatar

Published

on

وطنية – احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، في مونتريال- كندا، بعيد الفصح المجيد، بقداديس شاركت فيها حشود كبيرة من أبناء الجاليات المسيحية. كاتدرائية مار مارون في كاتدرائية مار مارون، احتفل المطران بول مروان تابت، بالقداس الاحتفالي بمعاونة لفيف من الكهنة، وفي حضور قنصل لبنان طوني عيد وزوجته، وألقى بعد الانجيل المقدس عظة تحدث فيها عن معاني عيد القيامة التي لخصها بالعودة إلى سر القربان، ومما قاله: “نفرح اليوم ونهلل مع المؤمنين في العالم كله: “المسيح قام حقا قام”!. صارت قيامة المسيح لنا، بعد الآلام والموت، أساس إيمان وسبب فرح. فالقيامة هي في إيماننا الجوهر والمحور”. أضاف: “بين صباح الأحد مع النسوة عند القبر (لوقا 1،24) ومساء اليوم نفسه مع التلميذين على طريق قرية عماوس، لوقا (31،24) لقاء بالمسيح القائم من بين الأموات. إنها تتمة وبداية، وقصة تحول وعبور. “إبق معنا يا رب، فالمساء يقترب” (لوقا 29،24)، هذه كانت دعوة التلميذين الملحة التي وجهاها إلى “الغريب” الذي انضم اليهما طوال الطريق إلى عماوس، مساء يوم القيامة. وفي “عجقة” الأفكار الحزينة، لم يفهما أن المسافر معهما هو يسوع، معلمهما، القائم من الموت. وقد استطاع نور الكلمة أن يلين قساوتهما، فانفتحت أعينهما و”عرفاه” (لوقا 31،24) إذ كان يفسر لهما الكتب، وكان “قلبهما متقدا في داخلهما” (لوقا 32،24). ففي ظلام المساء كان رفيق الطريق بمثابة نور أحيا فيهما الرجاء والرغبة في النور الكامل: “إبق معنا”. وتابع مخاطبا الحضور: “أتوقف معكم في هذه المناسبة عند هذه اللوحة الانجيلية. إنها تساعدنا على فهم سر “الإفخارستيا” الذي يعني “سر الشكران” وعيشه في رحلتنا الايمانية وعلاقتنا الحية والمتجددة بالرب. ف”المسافر الإلهي”، أي المسيح، يرافقنا في طرق حياتنا المليئة بالفرح والحزن، بالثبات والقلق، بالرجاء واليأس. وعندما يكتمل اللقاء، في ضوء الكلمة والنور المنبثق من “خبز الحياة”، يحقق المسيح وعده بأن يبقى معنا “طول الأيام إلى منتهى الدهر”. إن “كسر الخبز”، كما كانت تدعوه الكنيسة الأولى، هو منذ البدء “نبض” حياة الكنيسة. يؤون (يضع في الزمان والمكان) المسيح من خلاله سر موته وقيامته. فيه نقبله، هو “الخبز النازل من السماء” (يو 6 ، 51)، وفيه نعطى عربون الحياة الأبدية، ونتذوق مسبقا الوليمة المرجوة في أورشليم السماوية”. وتابع عارضا بعض التوجيهات المستوحاة من أفكار القديس يوحنا بولس الثاني، لمعاودة اكتشاف الاحتفال الافخارستي، قلب يوم الاحد، يوم الرب وهي: 1- الإفخارستيا، سر حضور: في كل احتفال بالقداس، يتم ، من جهة، الاحتفال بمائدة كلمة الله، ومن جهة أخرى بمائدة الخبز؛ أي السر الإفخارستي. سماع كلمة الله هيأ تلميذي عماوس لمعرفة المسيح على المائدة عندما كسر الخبز معهما ف”عرفاه عند كسر الخبز” (لوقا 31،24 ). هذه هي العلامات الظاهرة التي توضح سر حضور المسيح أمام المؤمن. نذكر هنا بعدين مهمين: – البعد الأكثر وضوحا هو بعد الوليمة. فقد ولدت الإفخارستيا يوم خميس الأسرار في إطار الاحتفال بوليمة. لذا فهي تحمل معنى المشاركة والوجود معا: “خذوا كلوا هذا هو جسدي. واخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. لان هذا هو دمي…” (متى 26 ، 26 – 27). تعبرهذه الكلمات عن رغبة الله في أن يبقى معنا وفي أن ننمي نحن هذه العلاقة بين بعضنا البعض. – البعد الآخر هو “الذبيحة”. فالمسيح، في سر الافخارستيا، يعيد الذبيحة التي تمت على الجلجلة. فهو المسيح القائم في السر، لكنه يحمل آثار الآلام. وهذا ما يعنيه الهتاف: “إننا نعلن موتك ونحتقل بقيامتك إلى أن تأتي يا رب”. تكتمل هذه الأبعاد المذكورة في بعد أساسي يشكل تحديا قويا لإيماننا، وهو بعد “الوجود الحقيقي” ليسوع المسيح، حضور حي ومحيي. 2- الإفخارستيا، تثبيت الشركة: “أثبتوا في كما أنا فيكم” (يو 4،15). دعا تلميذا عماوس المسيح ان يبقى “معهما”. لكن الرب أراد أن يبقى “فيهما” بواسطة سر الإفخارستيا. تناول القربان المقدس هو الدخول في شركة مع الرب واتحاد لا يمكن فهمه وعيشه جيدا الا في إطار الشركة الكنسية. يبني المسيح الكنيسة، من خلال الإفخارستيا، كشركة، على مثال شركته الأسمى مع الآب، الذي عبرعنها في الصلاة الكهنوتية: “فكما أنك أنت، أيها الآب، في وأنا فيك، فليكونوا، هم أيضا، واحدا فينا، حتى يؤمن العالم أنك أنت أرسلتني” (يو 17، 21). 3- الإفخارستيا، مشروع “رسالة”: بعد أن عرف تلميذا عماوس الرب “قاما على الفور” (لو 24 ، 33)، ورجعا إلى أورشليم كي يبلغا ما رأيا وسمعا. عندما نختبر المسيح القائم من بين الأموات اختبارا حقيقيا، ونتغذى من جسده ودمه، لا يمكن أن نحتفظ بهذا الفرح لأنفسنا فقط. العيش مع المسيح يحمل المؤمن كما يحمل الكنيسة على واجب الشهادة والتبشير. كما يقول بولس الرسول: “كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يأتي” ( 1 قور 11، 26 ). هذا هو أيضا معنى جملة الإرسال في نهاية القداس الذي يحث المسيحي على التزام نشر الإنجيل وعلى انعاش المجتمع مسيحيا”. وختم قائلا: “إن يسوع، في القربان، ينتظركم إلى جانبه كي يفيض في قلوبكم نعمة صداقته التي وحدها تعطي لحياتكم معنى كاملا. أدعوكم في هذا “اليوم الذي صنعه الرب، يوم القيامة المجيدة، أن تعاودوا اكتشاف عطية الإفخارستيا كنور وقوة لحياتكم اليومية في العالم، من خلال ممارسة عملكم اليومي في مختلف الظروف التي توجدون فيها. أضع أمامكم مثال القديسين، فقد وجدوا في هذا السر العظيم غذاء في طريقهم إلى الكمال. ولتساعدنا مريم العذراء التي جسدت في حياتها كلها “منطق” الإفخارستيا. تتم قيامتنا كل صباح، كل مساء وكل يوم. نحن مدعوون إلى طريق القيامة لإنجاز عمل الرب، لجلب الحب إلى عائلاتنا ومجتمعاتنا والعالم”. كاتدرائية المخلص وفي كاتدرائية المخلص احتفل المطران ابراهيم ابراهيم بالقداس الاحتفالي، بمعاونة لفيف من الكهنة. وقال في عظته: “لقد اختار المسيح هذه السنة أن يسكن كاتدرائيتنا في مونتريال، ليس فقط من خلال حضوره في كيان المؤمنين، لكن من خلال أيقوناته الجديدة أيضا، خصوصا أيقونة القيامة التي تقدم لنا مشهد نزول المسيح إلى الجحيم محطما أبوابه النحاسية، وقيوده، وقوته. نراه ممسكا بيدي آدم وحواء داعيا إياهما، مع نفوس الأبرار والصديقين، إلى الحياة الجديدة، وداعيا من خلالهم الجنس البشري إلى القيامة من الموت والانتصار عليه”. أضاف: “جراحات المسيح ما تزال ظاهرة لأنها تدل على عمل الفداء الذي تم على الصليب. أما القيامة فتظهر في هذه الأيقونة من خلال قدرة المسيح على إقامة آدم وحواء وكل ذريتهما، أي البشرية جمعاء. ابتداء من فصح هذه السنة علينا في هذه الكاتدرائية أن نتفاعل مع هذه الأيقونة تفاعلا إيمانيا. علينا أن نتروض بها على عيش القيامة، وأن نحاورها في وجداننا وضمائرنا، وأن نشدها إلينا. فالمسيح الذي فيها هو انتصارنا. لقد تغلب على موتنا نحن وداس خطيئتنا نحن، إذ انه المنزه عن الخطيئة. المسيح صلب كي نحيا نحن، إذ انه الحي”. وتابع: “المسيح أتم ما طلبه منه الآب، فهل نتم نحن ما طلبه منا الابن؟، المطلوب منا أن ننهي فورا الفصام القتال الذي يسيطر علينا، إذ اننا نحول المسيحية إلى قصة تروى. الفصحيون يحيون الفصح واقعا، لا حكاية تحكى. المسيحية تصبح حكاية عندما لا نصليها صلاة ولا نحياها حياة. المسيحية تصير قيامية عندما نتحد مع يسوع القائم ونزرعه زرعا في قلوبنا وعقولنا وأجسادنا ونياتنا وأعمالنا. نلتصق به التصاقا أبديا فيصير فينا من الأقوال والأفعال ما هو في المسيح يسوع. فلنعاهد المسيح إذا أن نتجدد به كي نصير فصحيين ولا نبقى ترابا. عندها يسكننا الفرح إلى الأبد”. كاتدرائية مار افرام وفي كاتدرائية مار افرام للسريان الكاثوليك، احتفل المطران بولس انطوان ناصيف بالقداس الاحتفالي بمعاونة لفيف من الكهنة. وتحدث في كلمته عن أعمال العنف والتجويع واستغلال الضعيف “التي جعلت من الناس ماديين ضالين عن الطريق”. ومما قاله ناصيف: “بالأمس احتفلنا بأحد الشعانين، ولا يزال يتردد صدى صيحات الهوشعنا في أرجاء كنائسنا التي استقبلت ملكها المتواضع. أما اليوم، وفي أحد القيامة الكبير، مع صدى أصوات الهوشعنا قرعت طبول الرعد واشتعلت السماء بأنوار البرق، وها الخليقة الخرساء تعلن الحياة وتخرج من صمت الموت. لقد “أظلم نهار الصلب، وأشرق ليل القيامة”. الليلة تبدلت كل الأمور. الليلة تفجرت المواعيد كالبراكين، وسطعت الحقيقة كالشمس، وأعلن الله حبه اللامتناهي. أي نور يصمد أمام نور القيامة؟ فإن كانت أعمال البشر الحسنة تبدو شاحبة أمام نور المسيح فكم بالحري أعمال السوء؟، لقد صلب يسوع يوم الجمعة في وضح النهار، وكأن البشر لم يخجلوا بأعمال الظلم والقتل، لكن المسيح أظلم نهار الصلب، فعند الظهر خيم الظلام على الأرض كلها حتى الساعة الثالثة، واحتجبت الشمس… (لو 23 / 44)”. أضاف: “لقد ستر الله شرنا حين حجب الشمس يوم الجمعة، وبدل ليالينا السوداء المظلمة بأنوار مجده. لقد عتم الله على ما صنعناه في النهار، وأضاء ظلمتنا فسطع في الليل نور قيامته”. وتابع: “أحبائي، لا يزال عالم اليوم غائصا ومجبولا بأعمال العنف والتجويع والظلم والإرهاب، يفتك بالضعيف، ويستغل المحتاج، ويضرب عرض الحائط بالقيم الإنسانية والأخلاقية، ولا يبالي بأحد سوى بمن يجلب له المنفعة والربح السريع. عالمنا عالم استهلاك واستغلال، عالم جلد واستنزاف للإنسان، فإما أن تكون منتجا أو فلا قيمة لك. ونحن بدورنا لقطنا العدوى، وبتنا ماديين نبحث عن السعادة في المال والممتلكات والمركز الاجتماعي، وصلبنا العائلة والجماعة، وضللنا الطريق بعمانا فانحرفنا عن درب الحياة الحقيقية، لأننا كالرسل انهزمنا أمام الصليب وهربنا. والمسيح لا يزال ينظر من أعلى صليبه إلى واقعنا قائلا: “اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون”، لا بل حجب شمسه كي لا تظهر خطايانا كما حجبها في يوم الجمعة العظيمة، فخيم الليل في سطع النهار. وحين كان يغض الطرف عن عيوبنا، ولأنه الحب، أطفأ الأنوار الزائفة بموته وأنار ليالينا الدامسة بقيامته”. وختم: “اليوم يشرق ليل القيامة من جديد، ويأتينا العيد ليعيدنا إلى طريق النور. اليوم صرخت الحجارة حين سكت الخائفون والصالبون. فهل نصمت وندع الصخور تسرق بهجة وفرحة العيد منا، أم نعلن أمام الملأ بأن المسيح قام حقا؟. هلموا نبتهج بنور القيامة، ونعلن الخلاص فرحين مرنمين مهللين، المسيح قام، حقا قام، هللويا”. كما عمت القداديس كل المناطق الكندية. ==================جاكلين جابر تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading