Connect with us

لبنان

الجمهورية: الحكومة: أموال “سيدر” أولاً.. والمنطقة ترصد نتائج الإنسحاب الأميركي

وطنية – كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: أدارت الحكومة محركاتها رسمياً، ونزلت الى ساحة العمل التنفيذي لسلّة الوعود التي اطلقتها قبل نيلها ثقة المجلس النيابي. واذا كان يوم العمل الأول للحكومة امس، قد عكس من حيث الشكل، حماسة واستعجالاً لدى رئيس الحكومة سعد الحريري، في مقاربة الملفات التي ألزمت حكومته نفسها بالتصدّي لها والشروع في ايجاد…

Avatar

Published

on

وطنية – كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: أدارت الحكومة محركاتها رسمياً، ونزلت الى ساحة العمل التنفيذي لسلّة الوعود التي اطلقتها قبل نيلها ثقة المجلس النيابي. واذا كان يوم العمل الأول للحكومة امس، قد عكس من حيث الشكل، حماسة واستعجالاً لدى رئيس الحكومة سعد الحريري، في مقاربة الملفات التي ألزمت حكومته نفسها بالتصدّي لها والشروع في ايجاد العلاجات المطلوبة للمستعصي منها، وكذلك حماسة في تحقيق إنجاز سريع، يُلغي الصورة التشكيكية بالعمل الحكومي. ولعلّ الهدف الاساس للحكومة في بداية عهدها، هو قطف ثمار سريعة من مؤتمر “سيدر”، التي تعلّق آمالاً كبرى على تقديماته للبنان، تعتبرها الحكومة العلاج الشافي من الأزمات الاقتصادية الخانقة. على انّ الصورة الداخلية، تواكبت مع صورة اقليمية تؤشر الى بروز وقائع جديدة، وربما تحوّلات على مستوى المنطقة، وخصوصاً في الميدان السوري، مع الاعلان الاميركي عن بدء سحب القوات الاميركية من سوريا. هذا الاعلان جاء على لسان قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جوزف فوتيل الذي قال: “إن القوات الأميركية تنفّذ أمر الرئيس الأميركى دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا”. وأشار فوتيل، إلى “أنّ النقاش ليس حول بقاء القوات الأميركية بل بشأن ما يمكن أن يقوم به التحالف الدولي”. وقائع جديدة الى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية”: انّ أهمية هذا الانسحاب لا تكمن في كونه يأتي إنفاذاً لما تعهّد به الرئيس الاميركي خلال حملته الانتخابية في السباق إلى البيت الأبيض عام 2016، بل في النتائج التي قد تترتب عليه، والتي من شأنها ان ترسم خريطة جديدة في المنطقة، يصعب رسمها منذ الآن أو تحديد نطاقها. ولكن في مطلق الأحوال المنطقة مُقبلة على تطورات ووقائع جديدة. وترسم المصادر صورة ضبابية عمّا سيؤول اليه حال المنطقة، بدءًا من ايران وصولا الى لبنان ومروراً بسوريا وكذلك العراق. وتوقعت في هذا السياق مزيداً من التصعيد الاميركي في اتجاه ايران وكذلك في اتجاه “حزب الله”، عبر جرعات متتالية من العقوبات، والتي يبدو انّ بعضها بات على وشك الاعلان من قِبل الادارة الاميركية، وقالت: “التصعيد ضد ايران مؤكّد، ذلك انّ ايران نقطة أساسية في البرنامج الانتخابي الذي اوصل ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما يجعله يعمد إلى تصوير الصراع مع ايران كما لو أنه صراع أممي، وهو ما عبّر عنه وزير خارجيته مايك بومبيو، حين أشار إلى وجود إيراني – بجانب “حزب الله” في فنزويلا لدعم نيكولاس مادورو”! إقلاع متعثّر داخلياً، لم يمر إقلاع الحكومة الى مدار العمل، بالهدوء الذي كان منتظراً، بل بمجرّد اقلاعها تعثّرت بالحجر السوري. إذ لفتت الوسط السياسي زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا، واثيرت تساؤلات حول مغزاها في هذا الوقت، وتوقيتها بالتزامن مع اول يوم عمل رسمي للحكومة بعد نيلها الثقة. واذا كان الوزير الغريب قد برّر انّ الزيارة منسّقة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، فإنّ الحكومة اللبنانية تبرأت منها وأدرجتها في الاطار الخاص. وقالت مصادر وزارية لـ “الجمهورية”، ان معظم المسؤولين لم يكونوا على علم بالزيارة، وانّه تمّ ترتيبها من قِبل الأجهزة الحزبية. فمجلس الوزراء لم يعقد اي جلسة بعد للبت بمثل هذه الزيارات الرسمية التي يقوم بها الوزراء بعد نيلها الثقة. ولفتت المصادر، الى انّ الوزير الغريب لم يطّلع بعد على الخطط الموضوعة في الوزارة ولا البرامج المقرّرة قبل القيام بهذه الزيارة، لمعرفة السياسة التي يجب ان يطبّقها. وهو بدوره لم يناقش هذا الملف مع احد بعد. ولذلك ستكون لهذه الزيارة ردات فعل غير حميدة في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل. وراحت مصادر بيت الوسط أبعد من ذلك، وقالت لـ “الجمهورية”، إنّ رئيس الحكومة ليس على علم بهذه الزيارة، وانّ الوزير الغريب لم يطلب الإذن للقيام بها ولم يجتمع مجلس الوزراء للبت بها. لذلك، فهو كما لم يوافق من قبل على زيارة اي من الوزراء المعنيين الى دمشق، فهو لذلك ليس موافقاً على هذه الزيارة تحديداً، وبالتالي لا يمكن اعتبارها سوى زيارة خاصة لا ُتلزم الحكومة اللبنانية. “القوات” ويبرز في هذا السياق موقف “القوات اللبنانية”، التي اكّدت مصادرها لـ”الجمهورية”، اننا وقبل ان تلتئم الحكومة، شاهدنا خرقين فاضحين لسياسة النأي بالنفس، الاول قام به الوزير الياس بوصعب عبر موقفه من المنطقة الآمنة. إذ اننا غير معنيين كلبنانيين باتخاذ موقف مع او ضد في الموضوع السوري، علماً انّ سوريا تخضع لنفوذ عربي واقليمي ودولي، وبشار الاسد جزء من كل هذا النفوذ القائم، وهو لا يسيطر على كل سوريا، والتعامل معه وكأنه دولة قائمة بذاتها يشكّل خرقاً كبيراً لسياسة النأي بالنفس المعتمدة في لبنان. امّا في ما خصّ الخرق الثاني، تقول المصادر، “كنا نفضّل الّا يزور الوزير الغريب سوريا، لانّ زيارة من هذا النوع في هذا التوقيت وقبل ان تلتئم الحكومة، التي هي المسؤولة عن ملف النازحين الحيوي الاساسي، وليس وزيراً بعينه”. واعتبرت المصادر انّ “ما يحصل هو اصرار على التفرّد، وعلى استباق اجتماع الحكومة، وعلى وضع الجميع امام الامر الواقع، ونحن نرفض ان يضع اي طرف سياسي الحكومة امام امر واقع، كما نرفض عدم الالتزام بسياسة النأي النفس واستجلاب واستجرار مشاكل على لبنان هو في غنى عنها”. وسألت المصادر، “ما هي خلفية الإصرار على إثارة ملفات خلافية واشكاليات من هذا النوع، وكأن هناك طرفاً يريد فتح مشاكل عنوة واثارة مواضيع انقسامية وخلافية بين اللبنانيين؟ وهذا امر مرفوض رفضاً مطلقاً”. ودعت الى “استبعاد الملفات الخلافية، لكي تتمكن الحكومة من التركيز على الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي والمعيشي، الذي يحتاج الى معالجة فورية بدلاً من التلّهي بعناوين وشعارات فضفاضة لا قيمة لها، بل الهدف منها تسجيل مواقف للمواقف واثارة المشاكل والانقسامات الداخلية. هذا امر مرفوض وسنتصدّى له في مجلس الوزراء وسنثير في الجلسة هذين الخرقين، هذا اذا لم يحصل خرق ثالث ورابع”. وفي السياق، قالت مصادر قيادية في 14 آذار لـ”الجمهورية”: “لن نقبل بأن تكون انطلاقة الحكومة على هذه القاعدة، والتوجّه الى سوريا في توقيت ملتبس”. واعتبرت انّ المطلوب هو التركيز على الاولويات بعيداً من السياسات التي تؤدي الى تعميق الازمات والمشاكل. “سيدر” في السراي وكانت الانطلاقة الحكومية قد استُهلت من السراي الحكومي، عبر اجتماع تشاوري موسّع ترأسه الرئيس الحريري بمشاركة ممثلين عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية، التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر “سيدر”. وجرى تدارس الخطوات المستقبلية، وتحديد وجهة الاموال الموعودة من هذا المؤتمر. وبحسب مصادر المجتمعين، انّ الاجواء مشجعة، وثمة ارتياح واضح لهذه الانطلاقة، التي ستكون لها تتمتها في القريب العاجل، في سياق خطوات متسارعة ستسلكها الحكومة في المرحلة المقبلة، وصولاً الى وضع ما هو مرصود من اموال من “سيدر” على طريق الوصول الى لبنان. مجلس الوزراء الى ذلك، يتجّه مجلس الوزراء الى عقد اولى جلساته في القصر الجمهوري في بعبدا الخميس المقبل. وقالت مصادر وزارية لـ “الجمهورية” انّ الجلسة ستشهد تعيين القاضي محمود مكية اميناً عاماً لمجلس الوزراء. كما سيتم تشكيل الوفد اللبناني الى القمة الأورو- متوسطية المقرر عقدها في شرم الشيخ بين 23 و24 شباط الجاري، بعدما يبلّغ رئيس الجمهورية قراره بعدم المشاركة شخصياً فيها. على ان يرأس الوفد اللبناني الى القمة رئيس الحكومة سعد الحريري. واشارت المصادر، الى انّ المجلس سيحدد جدول عمل الحكومة في المرحلة المقبلة، بدءًا من التصدّي لموضوع الموازنة، التي اكّد وزير المالية علي حسن خليل لـ”الجمهورية” انه سيقوم في هذه الفترة باتصالات مكثفة مع القوى السياسية حول الموازنة، تمهيداً لوضع التصور النهائي لها، علماً انّ الموازنة ستوضع او هي موضوعة اصلاً على نار حامية، ويُفترض ان يتناولها مجلس الوزراء في جلسات متتالية، يصار في نتيجتها الى احالتها الى المجلس النيابي خلال فترة لا تتجاوز النصف الثاني من الشهر المقبل. واكّد خليل، انّ ارقام الموازنة ستكون مدروسة، وبالتأكيد لن تكون فيها اي ضرائب او رسوم او اعباء على المواطن اللبناني، والهدف الاساس التي نتوخاه هو تخفيض العجز والانتقال بالبلد الى مرحلة النمو، والشرط الاساس هو تنفيذ ما تمّ التأكيد عليه في مداخلات النواب لناحية المكافحة الجدية للفساد. بري: الى العمل في هذا الوقت، نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه تأكيده انّ الحكومة بعد نيلها الثقة، يُفترض ان تذهب الى العمل الذي التزمت به، وتترجم الثقة التي نالتها. واكّد بري انّ كل الملفات المطروحة على بساط الازمة لها اولوية، فكيفما بدأت الحكومة عملها يكون الامر جيداً، المهم ان يبدأ العمل. وسُئل بري :هل ثمة جدية في مكافحة الفساد؟ فأجاب: “الجميع اكّدوا انّ الفساد عدوهم، وليكن معلوماً انّ الفساد لا دين له، ولا طائفة، بل هو ضد الدين، وضد البلد كله، المطلوب ان تحاسب الفاسد اياً كان هذا الفاسد، فمجرد محاسبته تردع الآخرين”. ولفت بري الى انّ “إحدى اهم الاشارات الايجابية حول جدية العمل الحكومي، تكمن في المسارعة في تطبيق القوانين. اذا تمّ تطبيقها لن اقول يؤدي الى الغاء 100% من الفساد ولا 90 %، بل يقضي على القسم الاكبر من هذا الفساد، ويردع كل من تسوّل له نفسه الاقدام على هذا الفعل”. =================== تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading