Connect with us

لبنان

(اضافة) بسترس دشن كنيسة مار جاورجيوس في حبرمون عاليه: المحبة تكون لمصلحة الوطن ويجب ان نضحي ونتناسى مصالحنا الخاصة

وطنية – عاليه – اقام كاهن رعية بلدة حبرمون – قضاء عاليه الاب طوني قسطنطين ولجنة الوقف وابناء البلدة قداسا الهيا لمناسبة استكمال بناء كنيسة القديس جاورجيوس، ترأسه المطران كيرلس سليم بسترس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك. بداية ازاح بسترس الستارة عن لوحة تذكارية لتدشين الكنيسة، ثم جرى تكريس المذبح بزيت الميرون المقدس،…

Avatar

Published

on

وطنية – عاليه – اقام كاهن رعية بلدة حبرمون – قضاء عاليه الاب طوني قسطنطين ولجنة الوقف وابناء البلدة قداسا الهيا لمناسبة استكمال بناء كنيسة القديس جاورجيوس، ترأسه المطران كيرلس سليم بسترس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك. بداية ازاح بسترس الستارة عن لوحة تذكارية لتدشين الكنيسة، ثم جرى تكريس المذبح بزيت الميرون المقدس، بعد ذلك اقيم القداس بحضور النائب انيس نصار، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ممثلا بوكيل داخلية الحزب التقدمي في جرد عاليه جنبلاط غريزي، النائب اكرم شهيب ممثلا بطارق سلمان، رئيس رابطة الروم الملكيين الكاثوليك مارون ابو رجيلي، مختار البلدة حنا ابو رجيلي رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، اعضاء لجنة الوقف والاهالي. بسترس والقى بسترس عظة بارك في مستهلها لاهالي البلدة بناء الكنيسة وقال:” في هذه الكنيسة الجميلة هناك قبة في سطحها لكي نتطلع الى السماء لذا اشكر الرب اصبحنا نقدس في كنيسة بيزنطية اصلية فيها كل مقومات الكنيسة لكي نسبح ونمجد ونبقى نشهد للمسيح ابن الله المجد وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن البشر، وان السيد المسيح الذي نزل من السماء لكي يخلص البشرية، يقول الانجيل لم يصعد احد الى السماء من بني البشر بل كان في السماء يسوع المسيح ابن البشر كان في السماء ونزل لكي يحول الارض الى سماء. نحن ليس فقط نحلم ان نصعد الى السماء ولكن نحن رسالتنا حولت الارض الى سماء بأي معنى، السماء ما بين الله الموجود في كل مكان والسماء وجود الله، والله موجود في كل مكان حيث تكون المحبة، اين توجد المحبة الله يكون هناك، ومن قال اني احب الله ولا يحب اخاه فهو كاذب فكيف نستطيع ان نحب الله ولا نستطيع ان نحب الانسان الذي نراه. الانجيل الله محبة ومن احب عرف الله والذي لا يحب لا يعرف الله، وهكذا عبث ان نقول اننا نعرف الله”. اضاف: “اليوم اذا نظرنا الى السياسيين كيف “ينشرون” بعضهم ويعيقون تقدم الدولة، وبدلا من يحبوا بعضهم يعيشون على الانتقادات والبغض والكراهية ونحن نعيش بحالة لا نستطيع ان نتحملها، من لا يحب لا يعرف الله، واذا اردتم ان تعرفوا الله، اذا كنتم انتم فعلا مسيحيين وتعبدون الله يجب ان تعيشوا المحبة، ليس لمصلحة شخصية انما المحبة لمصلحة الوطن ويجب ان نضحي وان نتناسى مصالحنا الخاصة، هذا علمنا اياه السيد المسيح ابن الله الكلمة الذي كان في البدء، العطاء الذي به كون كل شيء وبغيره لم يكن اي شيء، وهذا هو المسيح الذي علم تلاميذ “كما غسلت انا لكم ارجلكم هكذا انتم ايضا يجب ان تغسلوا ارجل بعضكم بعضا، اي يجب ان تعيشوا التفاني والتجرد والمحبة والتواضع”. وختم: “نحن مسرورون اليوم اننا ندشن هذه الكنيسة الجميلة باسم القديس جاورجيوس الذي كان ضابطا في الجيش الروماني واعتنق المسيحية وقدم حياته للشهادة للمسيح والشهادة بالدم، هذه نعمة من ربنا، ولكن عندما نعيش المحبة نشهد للمسيح لان هذه الشهادة هي شهادة الحياة وهي اهم بكثير من شهادة الدم، شهادة الموت وان شهادة الحياة تعطى لجميع المؤمنين بالمسيح. ابو رجيلي بعد ذلك القى حنا ابو رجيلي كلمة اهالي البلدة فقال:”انه لفخر لنا صاحب السيادة وشرف كبير ان نستقبلكم في بلدتنا حبرمون وقد اتيتم اليها لمهمة ترتقي الى عنوان واحد وهادف الى تواصل الراعي مع رعيته من شأنه غرس روح المحبة والالفة والثبات مع التأكيد على الثبات في ارضنا وقرانا، وهذا لن يكون الا بتضامن الاباء مع الابناء والراعي مع رعيته، نرحب بكم ابا روحيا محبا وراعيا حكيما ومرشدا غيورا”. واشار الى مراحل بناء الكنيسة للوصول الى هذا اليوم. وختم: “مما لا شك فيه ان الرعاية الابوية التي تحظى بها التوجيهات الرشيدة قد حققت ما يمكن اعتباره انجازا وما احتفالنا اليوم بتكريس الكنيسة الا لنؤكد على ان محبتكم ورعايتكم قد ظللت هذه الرعية التي تؤمن ان لبنان وطن التعايش والشراكة والمحبة وتؤمن ايضا بتعاليم الكنيسة الجامعة التي تؤكد لنا ان المسيح باق معنا طول الايام الى منتهى الدهر وانه هو هو امس واليوم وغدا والى الابد”. بعد ذلك توجه بسترس والحضور الى قاعة الكنيسة لتلقي التهنئة بتدشين الكنيسة واقيم كوكتيل بالمناسبة. مأدبة تكريمية واقام رئيس اربطة الروم الكاثوليك مارون ابو رجيلي مأدبة عشاء تكريما لبسترس في منزله في حبرمون لمناسبة تدشين الكنيسة شارك فيها النائب انيس نصار، ممثل النائب اكرم شهيب طارق سلمان، مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع منسق الشؤون الكنسية الزميل طوني مراد، وكيل داخلية جرد عاليه في الحزب التقدمي الاشتراكي جنبلاط غريزي، منسق القوات في قضاء عاليه بيار نصار، القنصل كابي ابو رجيلي، المحامي راجي السعد، رئيس اتحاد بلديات الجرد الاعلى – بحمدون نقولا الهبر، رؤساء بلديات وفاعليات واهالي البلدة. والقى ابو رجيلي كلمة قال فيها: “لقد فتحت لك العقول وتربعت على عروش القلوب لما تحليت به من حكمة ووعي ورؤية وحضور فاعل وتضامن واحتضان لنا، اخذتنا بأيدينا وسرت بنا على دروبك المضاءة بنور المسيح ونهلنا مما تتمتع به من معرفة وثقافة وخبرة وارشاد، وغرفنا من كنوزك المحبة والتواضع والعطاء والتسامح والتفاعل والنشاط والجرأة والانجاز والارادة الطيبة واظهرت لنا عاطفتك الابوية بمنحي الوسام الابرشي المذهب الذي احمله بكل فخر، وكنت المشجع على استعادة وهج مجد للملكيين كان قد خفت”. وتابع: “اننا نتعلم من اخطاء التاريخ وما زلنا نعمل جاهدين بإنفتاح واقتناع واصرار، كنا وسنبقى مساهمين في تحقيق وتثبيت المصالحة في الجبل وترسيخها، والتطور والتعاون نحو الافضل مع محيطنا في سبيل الانماء والبقاء ومن اجل الانسان والايمان”. ورد بسترس بكلمة قال فيها “اجمل ما في هذا الامر هو تدشين الكنيسة لانه في النهاية كلما تقدمنا بالعمران والتقنيات والاقتصاد كل هذا جيد، ولكن هذه جميعها يلزمها معنى روحي لانها لا تثبت اذا كانت غير مينية على صخرة الايمان، لان الانسان كما يقول ارسطو كائن حي ناطق اجتماعي، كائن ناطق يبحث عن الحقيقة، كائن اجتماعي يريد ان يبني المجتمع، نحن كرجال الدين نزيد عليه كاهن متصل بالله، كاهن روحاني فيه روح، وهذه الروح التي ستعطي معنى لوجوده ككائن هي عاقل يفتش عن حقيقة وككائن اجتماعي هذه ثلاثة ابعاد للانسان. اذا كان لا وجود للعلاقة بالله مباشرة يسقطون، ما الذي يضمن لي حياتي اذا لم يكن الله موجودا الذي اعطاني الحياة وسيحاسبني بعد الموت وسيدخلني بالحياة الابدية، ما الذي يضمن انني انا اسعى الى الحقيقة، اذا لم يكن الله موجودا والذي هو الحقيقة، ماذا يضمن لي انني انا سأعمل الخير اذا لم يكن الله موجودا وهو الخير والعقل والمحبة، لهذا السبب كلما نعمر كنيسة نحن نثبت كل هذه الابعاد على الصخرة لكي تدوم”. وختم: “اتمنى لهذه الكنيسة التي دشناها اليوم ان تستكمل بناء الحجر ببناء الانسان والبشر، وهذا البناء هو نموذج صغير للبنان من كل الطوائف الذين سنبقى سويا، لاننا اصحاب الحق وباقون في هذا الوطن سويا، باقون مسيحيين ومن كل الطوائف اسلاما ودروزا جميعنا ابناء هذا الوطن الذي بنيناه وحاربنا من اجله الاتراك وغيرهم حتى نلنا استقلالنا، وان شاء الله سنبقى سويا”. ==========رشيد زين الدين/ع.غ تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل هم الكيان أم نحن؟! — شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة

Avatar

Published

on

بالصدفة أعادتني مجريات الانتخابات الأميركية إلى بعض ما يدور في لبنان. ‏استوقفتني عبارة مهمّة في خطاب جي دي فانس، الشابّ الذي اختاره المرشّح الجمهوري دونالد ترامب ليكون نائباً له في تذكرة الانتخابات الرئاسية الأميركية. قال فانس مخاطباً جماهير المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إنّ “الناس لا يقاتلون ويموتون من أجل مفاهيم مجرّدة، لكنّهم سيقاتلون دفاعاً عن بيوتهم وأوطانهم”.

Follow us on twitter‏

أهمّية هذه الفكرة التي قالها المرشّح لنيابة ترامب، أنّها تصيب عمق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التي جعلت الانتخابات الرئاسية تدور حول “إنقاذ الديمقراطية”، وأنّ ترامب هو عدوّها. فكرة مجرّدة معزولة عن مشاكل الأميركيين اليومية، التي يتقن دونالد ترامب تسليط الضوء عليها. سواء كانت اقتصادية أو تتعلّق بالهويّات. لا سيّما ما يدور حول الجنس والجندر والتعليم، وباقي الأفكار الجديدة المقلقة للأميركيين والتي يتبنّاها اليسار التقدّمي.

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة

نبّهني كلام جي دي فانس عن الانفصال بين الأفكار السامية والحاجات الواقعية على الأرض، إلى التحوّلات التي أصابت الحزب وفكرة المقاومة ونقلتها من قضيّة ملموسة وموحّدة نسبياً إلى مفهوم مجرّد يثير المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

“البارومتر العربيّ”: لا ثقة بالحزب

قبل عام 2000، تمحورت فكرة المقاومة حول الكفاح من أجل التحرير، وهو هدف ملموس وحقّ لا ينازع بسهولة، حتى ولو اختلف اللبنانيون على ما يسمّى قرار المقاومة أو مرجعيّتها. عنت المقاومة حينها القتال من أجل الوطن والقرى والبلدات التي كانت مُحتلّة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، والسيادة والكرامة وغيرها من المفاهيم التي أسّست لسردية قويّة ومقنعة.

ولم يكن من باب الصدفة أن يحصل التصادم الأوّل بين جزء من اللبنانيين والحزب وسوريا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من عام 2000، وهو ما وضع مسألة السلاح على طاولة البحث الوطني.

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها

والحال، قلّة يجب أن يفاجئها ما كشفه استطلاع لآراء اللبنانيين أجرته مؤسّسة “الباروميتر العربي” من أوائل العام الجاري عن تزايد استياء اللبنانيين من الحزب. فحسب النتائج يثق 30% من اللبنانيين فقط بالحزب، بينما لا يثق به على الإطلاق 55% من المستطلَعين. علاوة على ذلك فإنّ 42% يعارضون بشدّة فكرة أنّ مشاركة الحزب في السياسة الإقليمية تفيد العالم العربي.

نهاية ارتباط مصالح اللّبنانيّين بالحزب

حين أدخل الحزب لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006، ‏ وجّه أوّل ضربة حقيقية لسردية المقاومة التي تحصّن بها. ‏كانت هذه الحرب التي تسبّب بها الحزب نذير البدايات المشؤومة لمشاركته في الصراعات الإقليمية. سيدخل الحزب لاحقاً في حرب نظام الأسد ضدّ شعبه تحت راية الدفاع عن “المراقد الشيعية المقدّسة”. وهو أحد أكثر العناوين تجريداً وانفصالاً عن مصالح اللبنانيين وقضاياهم الحياتية واليومية.

وحين أعلن نصرالله مساندة حزبه للحوثيين في الحرب اليمنيّة – السعودية، بعد انقلاب الحوثيين على العملية السياسية واحتلال صنعاء، لم يعثر اللبنانيون على دليل واحد يربط بين مصالح بيروت وما يحصل في دولة بعيدة كلّ البعد عن وعيهم ووجدانهم العامّ.

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا

ولكي يردم نصرالله هذه الفجوة ذهب كعادته إلى أعلى مستويات المبالغة الخطابية فقال بعد سنة من بدء هذه الحرب:

“إذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، فسأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن.. أشعر أنّ هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا أعظم من حرب تموز”.

رفع جرعة “التّجريد”… تسريع الحرب الأهليّة

لم يفهم كثير من اللبنانيين، بما في ذلك أهل الجنوب، منطق نصرالله هذا حتى يومنا. في حين تزداد جرعة التجريد في معارك الحزب التي تتمحور أكثر حول المعارك الأيديولوجيّة في أراضٍ بعيدة جغرافيّاً وأبعد عن اهتمامات اللبنانيين ومصالحهم.

لا تتعلّق المسألة هنا بالعلامة التجارية للحزب. فهم هذا التحوّل أمر بالغ الأهمّية لتحليل الديناميّات الحالية لعلاقة الحزب ببقيّة اللبنانيين. فكلّما كفّت المقاومة عن كونها فكرة ملموسة قادرة على تأمين حدّ صحّي من وحدة اللبنانيين حولها، وصارت مفهوماً مجرّداً مغلقاً، زاد الانفصال حدّةً بين الناس وتآكلت قدرتهم على تلمّس بعضهم معاناة بعضٍ.

من شأن هذا الانفصال تعميق وتسريع ديناميّات الحرب الأهليّة، وإغراق لبنان في آخر الاختبارات التي تضمن نهايته التامّة والناجزة.

أليس من المفارقات أنّ السيد حسن نصرالله الذي يصف إسرائيل بأنّها كيان، هو نفسه أكثر من ساهم في إفقاد لبنان كلّ ما يتّصل بفكرة الدولة!

يتبجّح الحزب بأنّ قوّة المقاومة هي التي فرضت ترسيم الحدود البحرية، في حين لم يبقَ للبلد أدلّة أخرى على كونه دولة. فلا عملة حقيقية ولا جواز سفر ولا مؤسّسات دستورية واقعية ولا شيء.

كأنّ التجريد انسحب على البلاد نفسها، التي باتت من باب التجريد نفسه تسمّى “دولة”.

أساس ميديا
لمتابعة الكاتب على X:
@NadimKoteich

Continue Reading

أخبار العالم

تجسّس قبرص علينا: 7 وقائع ثابتة – ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ

Avatar

Published

on

الآن اُنظروا إليها. ها هي قبرص تتجسّس علينا!

ليس مجرّدَ تجسّس عاديّ. بل هي تسرق كلّ الداتا الإلكترونية التي نتبادلها مع العالم. وتُقرصِن كلّ رسائلنا وكلّ تواصلنا وكلّ ما نقوله ونكتبه وما لم نفكّر فيه بعد افتراضياً. وتعطيه للعدوّ، أي إلى إسرائيل مباشرة. عبر رأس محطّة الكابل البحري الذي يصلنا بالعالم السيبراني، على برّ الجزيرة الجارة الصديقة المجاورة!

هذه هي آخر صيحات بيروت. وهو كلام خطير كبير. يقتضي التوقّف عنده مطوّلاً، ومقاربته مباشرة بلا مطوّلات.

Follow us on Twitter

منذ أكثر من سنتين تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل. والدليل أنّ لإسرائيل كابلاً بحريّاً خاصّاً بأنشطتها غير المدنية ينزل برّاً في موقع الكابل اللبناني نفسه على الجزيرة المتوسّطية. وهو موقع بنتاثخينوس (Pentaskhinos)، على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، بين لارنكا وليماسول.

تتعالى أصوات لبنانية، رسمية وسياسية وسوى ذلك، تلمّح أو تصرّح بأنّ الكابل البحري لنقل الإنترنت بين لبنان وقبرص، هو أداة تجسّس لمصلحة إسرائيل

وهو ما يَفترض أنّ العدوّ مقيمٌ هناك لحماية كابله. وبالتالي فهو يملك القدرة والفرصة للتسلّل إلى الكابل اللبناني والتنصّت عليه وسرقة كلّ الداتا اللبنانية المنقولة عبره.

هذه ببساطة الرواية المطروحة منذ سنتين للناس والإعلام وللجهات الحكومية المعنيّة.

خبراء معنيّون بالقطاع يؤكّدون أنّ المسألة فعلاً خطيرة. لا بل بالغة الدقّة والحساسيّة، حتى مستوى التهديد القومي الشامل. وهو ما يفترض عدم التساهل أو التهاون مع كلام كهذا. ولذلك لا بدّ من التدقيق والتمحيص بكلّ فاصلة من تفاصيله.

تعاون عمره ربع قرن

في التفاصيل نعدّد الآتي:

1- صحيح أنّ الكابلين اللبناني (قدموس 1 و2) والإسرائيلي (آرييل) يتشاركان موقعاً واحداً على البرّ القبرصي. لكنّ التعاون السيبراني بين قبرص وإسرائيل يعود إلى أكثر من ربع قرن. فيما الكابل اللبناني المشتبه في أمنه موجود هناك منذ عام 1995، بحسب السجلّات القبرصية الرسمية. فلماذا الاستفاقة الآن بالذات على هذا الخطر؟

2- صحيح أنّ لمخابرات العدوّ القدرة نظريّاً على القيام بهذا الخرق، لكنّه خرقٌ لا بدّ أن يتمّ على اليابسة. وبشكل مادّي مباشر واضح، وبالتالي ظاهر. فهل لجأ لبنان طوال فترة تعاونه مع قبرص إلى طلب تفقّد موقع الكابل العائد له، وإرسال وفد تقنيّ متخصّص بشكل دوري للتأكّد من سلامة خطّه، خصوصاً أنّ الموقع على مرمى نجمة من هلالنا الكئيب، ويمكن بالتالي إرساء آليّة تحقّق ثابتة ودوريّة أو عشوائية لسلامته؟

3- تقول الحملة على الكابل القبرصي إنّ البديل الآمن له موجود، ألا وهو الكابل اللبناني الثاني (IMEWEالذي يربط لبنان بعقدة إنترنت مرسيليا الفرنسية، عبر مصر ومحطة الإسكندرية، فيتجنّب بالتالي محطّة قبرص، حيث العدوّ متربّص لقرصنتنا.

قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً

الخطّ الفرنسيّ.. إسرائيل أيضاً

لكن ماذا عن مرسيليا؟ هل لإسرائيل رأسُ كابلٍ بحريّ هناك؟ الجواب نعم.

لا بل هو كابل إسرائيلي – قبرصي أيضاً، يمرّ كذلك بمصر، وينتهي في مرسيليا نفسها.

أين على الساحل الفرنسي؟

في الموقع الأرضيّ نفسه للكابل الذي “يعلّق” عليه لبنان، أي كابل IMEWE. وهو ما يعني أنّ احتمال التجسّس الإسرائيلي على كابل لبنان عبر رأس جسره الأرضي في قبرص، قائم هو نفسه تماماً في مرسيليا. ومن يعرف الموقعين يؤكّد أنّ احتمال القيام بذلك في الموقع الفرنسي أكبر بكثير منه في قبرص. وبالتأكيد، القدرة العملية والتقنية للبنان على الكشف الدوري على سلامة خطّه هي أكبر بكثير في قبرص منها في فرنسا. مع الإشارة إلى تكرار عمليات تخريب كابلات مرسيليا، وهو ما لم يُسمع أنّه حصل في قبرص.

لخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة

4- أكثر من ذلك، يسأل الخبراء، هل يمكن للبنان أن يكتفي بخطّ واحد للوصل على شبكة الإنترنت الدولية؟ أيّ فكرٍ بدائي متخلّف يمكن أن يفكّر في ذلك؟ هل يعرفون مثلاً أنّ الدول المتقدّمة باتت تُقاسُ بعدد كوابلها لنقل داتا الإنترنت، وأنّ قبرص مثلاً، بلد المليونَي مقيم ومثلهم من السيّاح، لديها أكثر من 12 كابلاً، بما يضمن أمنها السيبراني أوّلاً، ثمّ يجعل من هذا الكمّ من الكوابل قطاعاً مربحاً يدرّ على البلاد مئات ملايين الدولارات أو ربّما ملياراتها لاحقاً؟!

يكفي التذكير بأنّ كلّ كابل إنترنت بحريّ يجب أن يخضع لصيانة دورية. وهو ما يعني وقفه عن العمل بشكل كامل تقريباً. هذا عدا احتمال تعرّضه لأعطالٍ عرضية أو مقصودة. وهو ما يشكّل عامل رعب دائم لحركة الداتا العالمية.

الخرق السّيبرانيّ كشفه مؤكّد… إلّا

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة. فيما السفن المتخصّصة في إصلاح أعطال هذه الكوابل لا يتعدّى عددها 60 سفينة في العالم اليوم. وقسم لا بأس منها قديم متهالك. وهو ما يجعل أيّ عطل لأيّ كابل يشكّل فعلاً ذعراً للمعنيّين به. وهو ما يدفع بلدان الأرض قاطبة إلى تعديد كابلاتها وتنويع مصادرها واتّجاهاتها، للحصول على الإنترنت ونقله. فكيف يخرج في لبنان من يقول بكابل واحد؟!

في العالم اليوم نحو 570 كابلاً بحريّاً تتولّى نقل داتا الكوكب كلّه. وهو عدد يتزايد فطريّاً نتيجة حاجة الأرض المتضاعفة إلى هذه الخدمة

5- صحيح أنّ التجسّس والقرصنة وسرقة الداتا هي من أمراض عصرنا الملازمة لثورته السيبرانية. لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. فالخرق السيبراني ممكن دائماً. لكنّ كشفه شبه مؤكّد دوماً. إلا في حالة وجود سلطة متخلّفة، أو متخاذلة، بما يمنعُها من كشف تعرّضها للتهكير، ولأسباب مجهولة لا يعرفها إلا أهلها. تماماً كما حصل مع تهكير مطار بيروت، الذي تمّت لفلفته بلا نتائج ولا من يسألون.

وإلّا فكيف لشبكة كابلات الإنترنت البحرية أن تعمل لو أنّ أمنها بهذه الهشاشة والعطب الذي يصوّره البعض؟!

يكفي القول إنّ هذه الأسلاك تُنجز معاملاتٍ ماليّة بنحو 10 تريليونات دولار أميركي يومياً.

نعم كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً. ولكنّا في كوارث نسمع بها ونعاين وقائعها وعواقبها وتداعياتها كلّ يوم.

الرواية ومتناقضاتها

6- بالعودة إلى لبنان وقبرص، ما يجدر ذكره ههنا أيضاً أنّ في الموقع الأرضي نفسه، حيث يستقرّ كابل لبنان قدموس، وكابل الكيان الصهيوني آرييل، توجد كابلات أخرى، تأتي وتخرج وتعمل بشكل طبيعي.

منها على سبيل المثال كابل “أوغاريت”. ولماذا يحملُ هذا الكابل اسم هذه المملكة السورية التاريخية؟ تماماً، لأنّه كابل إنترنت سوري. وهو يربط رأس اليابسة القبرصية المشتبه فيه نفسه، بساحل مدينة طرطوس السورية. وذلك منذ عام 1995. سنة إنشاء الكابل اللبناني نفسها.

فهل يُعقل أن تكون سوريا ساكتة على احتمال تجسّس العدوّ الغاشم على كلّ تواصلها السيبراني؟

كلّ 24 ساعة يمرّ عبر هذه الأسلاك البحرية 10 آلاف مليار دولار. فلو كان خرقها سهلَ التحقّق ثمّ الإخفاء، مثل سرقة فيلٍ على طريق مطار بيروت أو محيطه، لما كان الاقتصاد العالمي بخير إطلاقاً

ولماذا لا ينطبق هنا منطق وحدة المسار التجسّسي ما دام الأمر مستنداً إلى وحدة مسار كابليّ بحريّ واحد؟!

7- تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أنّ قرار الموافقة على الكابل القبرصي الجديد، الصادر في أيلول 2022، نصّ بشكل واضح في حيثيّاته أنّه اتُّخذ “بعد اطّلاع السيّد رئيس الجمهورية وموافقته”، أيّ رئيسٍ هو المقصود؟ طبعاً الرئيس ميشال عون.

فهل هناك من يتشكّك في تصميم الرئيس السابق على مواجهة العدوّ؟ أم في احتمال أن يكون “أحدهم” قد قدّم له معطيات مغلوطة مضلّلة، كما حصل مع سقوط كاريش بأيدي العدوّ؟

حيال هذه الملاحظات المقتضبة والأوّلية جداً، تبقى ضرورة وطنية قصوى: أن يقوم لبنان بالتحقّق من موقع كابله القبرصي.

أمّا الباقي من متناقضات في الروايات فيحتاج إلى كلام آخر.

لمتابعة الكاتب على X:

@JeanAziz1

Continue Reading

أخبار مباشرة

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها… و من جهة ثانية مخالفة فاضحة للقوانين والدستور

Avatar

Published

on

الإعلامية راغدة ضرغام تتطالب بسيادة الدولة اللبنانية وإحترام قوانينها وعدم مخالفة الدستور، وصرعتنا تحكي عن النظام بأميركا و تتمثل به…
Follow us on twitter

و من جهة ثانية… فقط  في لبنان تقوم بتشييد قصر على الأملاك البحرية العامة على شاطئ كفر عبيدا،  بمخالفة فاضحة للقوانين والدستور، والضغط على القضاء والقوة الأمنية بواسطة سياسيين واحزاب… وفي التفاصيل:

بعد احتجاجات عدد من الناشطين أمام الفيلا التي شيّدتها على شاطئ بلدة كفر عبيدا في منطقة البترون، اعتراضاً على ما اعتبروه “مخالفات بناء وزرع شتول الصبير لضمان الخصوصية، وتشكيل حاجز أمام وصول الناس وصيادي الأسماك بسهولة إلى الشاطئ”.

وكانت راغدة درغام استحصلت على ترخيص لبناء فيلا من المجلس الأعلى للتنظيم المدني، بمحاذاة الأملاك العامة البحرية، لكن الأهالي اتهموها بمخالفة ما ورد في الترخيص لناحية ارتفاع المبنى وإقامة مسبح ضمن التراجع، وإنشاء طابق سفلي مكشوف وتغطية الصخور بالردميات.

وفي ضوء ذلك، تقدّمت جمعية “نحن” بدعوى ضد الصحافية درغام، وأصدرت بلدية كفر عبيدا قراراً بوقف العمل بالرخصة في 26 أيار/مايو 2023، وأرسلت وزارة الأشغال والنقل، في حزيران/يونيو 2023، كتاباً إلى وزارة الداخلية والبلديات، تطلب اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل وقف الأعمال القائمة في العقار لمخالفة أنظمة التنظيم المدني. إلا أن درغام أصرّت على الاستمرار بالبناء ولجأت مجدداً إلى تقديم طلب استثناء جديد أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني.

وأفاد الأهالي أن المجلس الأعلى لم يوافق على تجاوز الارتفاع المحدد أو كشف الطابق السفلي والمخالفة في التراجعات عن الأملاك البحرية.

وإزاء عدم اكتراث درغام، نظّم ناشطون من بلدة كفر عبيدا وقفة احتجاجية أمام الفيلا مطالبين بحقهم بالمرور إلى الشاطئ، وتأمين ممر آمن وإزالة التعديات.

ولكن بعض المحتجين أفادوا أنه بناء على شكوى قدمتها الإعلامية اللبنانية تم استدعاؤهم للتحقيق في مخفر البترون بذريعة نزع أغراس الصبّير.

Continue Reading