اخر الاخبار
هل انتهى عصر السترة ورابطة العنق؟
مصدر الصورة Getty Images أصبحت مؤسسة “غولدمان ساكس” المصرفية والاستثمارية الأمريكية قبل أيامٍ الاسم الأحدث على قائمةٍ تضم عدداً كبيراً من الشركات والمؤسسات التي أصدرت قواعد جديدةً بشأن طبيعة الثياب التي يُنتظر من موظفيها ارتداؤها في مكان العمل، بما يسمح لهم بمزيدٍ من المرونة في هذا الشأن. وبموجب القواعد الجديدة، أصبح بمقدور الموظفين من الرجال…

مصدر الصورة
Getty Images
أصبحت مؤسسة “غولدمان ساكس” المصرفية والاستثمارية الأمريكية قبل أيامٍ الاسم الأحدث على قائمةٍ تضم عدداً كبيراً من الشركات والمؤسسات التي أصدرت قواعد جديدةً بشأن طبيعة الثياب التي يُنتظر من موظفيها ارتداؤها في مكان العمل، بما يسمح لهم بمزيدٍ من المرونة في هذا الشأن.
وبموجب القواعد الجديدة، أصبح بمقدور الموظفين من الرجال عدم التقيد بالسترات الرسمية وارتداء سراويل عصرية، كما صار بإمكانهم التخفف من ربطات العنق المربوطة بإحكام حول أعناقهم، طالما كانوا قادرين على اختيار ثيابٍ ملائمة للظهور بها في مكان عملهم.
فهل يشكل هذا بداية النهاية للمظهر التقليدي للرجال المتمثل في ارتدائهم ستراتٍ وأربطة عنق؟ وإذا كان الحال كذلك، فما الذي يعنيه ذلك على صعيد الهوية الذكورية بشكلٍ عام؟
وعلى مدى فترات طويلة، كان هذا النوع من الرداء مرادفاً لضربٍ بعينه من “شخصيات ذكورية ذات سمتٍ نبيل”. لكن ما الذي يعنيه من الأصل أن يكون الرجل الآن “نبيلاً” أو “جنتلمان” بالتعبير الإنجليزي الدارج في هذا الشأن؟ فهذه المفردة تبدو وقد عفا عليها الزمن، بما يستحضره ذكرها في الذهن من صورةٍ لرجلٍ يرتدي حذاءً لامعاً مصنوعاً من الجلد، وسترةً من ثلاث قطع، بملامح وتصرفاتٍ يبدو عليها سمت الشرف والنبل.
كما أنه يُفترض أن يكون “الجنتلمان” رجلاً متفوقاً على سواه في كل شيء. ومن بين المؤشرات على الغموض الذي يحيط بهذا التعبير منذ عقود، ما حدث عام 1957 من إقدام مجلة “جنتلمانز كوارترلي” الأميركية المتخصصة في أحدث الصيحات الخاصة بالرجال – والتي أُسِسَتْ عام 1931 – على تغيير اسمها إلى “جي كيو”.
وقد حدث ذلك في حقبةٍ شهدت هجوماً مستمراً على الهيمنة الذكورية والمفاهيم التقليدية للذكورية بشكلٍ عام، إذ اتسمت فترة الستينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة بأنها فترة حرب فيتنام والاحتجاجات العنيفة والتحولات الثقافية الكبيرة. كما اغتيل خلالها الرئيس الأمريكي جورج كينيدي – الفارس المتألق والرمز البارز لنبلاء العصور الوسطى – أمام أعين العالم في عام 1963.
كيف تتعلم لغة جديدة في ساعة واحدة يومياً؟
هل هذه أكثر عاصمة أوروبية قبحاً؟
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
جسّد الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي – ذو السترات الأنيقة – نوعاً بعينه من الشخصيات الذكورية
وقد اعتاد كينيدي ارتداء ستراتٍ ذات صفٍ واحد من الأزرار، وقمصانٍ بيضاء اللون مكويةٍ بعناية وأربطة عنق ملساء ناعمة. لقد كان مظهراً أنيقاً وجذاباً ونمطياً كذلك، وكان كل ما فيه يتعلق بكيف يمكن أن يكون المرء مُتحكماً في التفاصيل. لكن برغم أن كينيدي كان متألقاً في ستراته الرسمية فإنها كانت تبدو على غالبية الرجال الآخرين مجرد زيٍ موحدٍ لا أكثر.
وبالمثل، كان يُفترض أن تكون الذكورة ومفاهيمها أشبه بنمطٍ أو زيٍ موحدٍ أيضاً. لكن بحلول ستينيات القرن الماضي، ظهر شكل من أشكال التشاحن بشأن الألوان وأنماط الزي الفوضوية التي ظهرت في ذلك الوقت وكانت مرتبطة بالهيبيز. وكان كل ذلك مرتبطاً بحرية التعبير عن النفس بمختلف الأشكال، وتحدي القوالب الذكورية – المتمثلة في الصورة التقليدية لرجالٍ يرتدون ستراتٍ رماديةً اللون – وكل ما تمثله وتعبر عنه.
ولذا صارت سراويل الجينز زرقاء اللون رائجةً في تلك الفترة، بما يتسم به تصميمها من بساطةٍ، وما تمنحه من راحةٍ لمن يرتدونها، وكذلك كون أسعارها في المتناول. وشكّل ذلك خطوة صغيرة على طريق الثورة التي نشهدها اليوم، على صعيد ما يُعرف بتفضيل “تصميمات ثياب الشوارع”، وهو ما يعني ارتداء المرء ما يحلو له من ملابس دون التقيد بالصيحات السائدة.
وإذا انتقلنا بقفزةٍ واسعةٍ إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار الذي أقيم أواخر فبراير/شباط الماضي، سنجد أن الكثير من الرجال الحاضرين كانوا يرتدون ستراتٍ كذلك، لكن بتنوعٍ هائلٍ للغاية في الألوان والتصميمات.
ومن بين هؤلاء، تشادويك بوسمان أحد نجوم فيلم “بلاك بانثر” أو “النمر الأسود”، الذي يدور في عالم الأبطال الخارقين للطبيعة، إذ ظهر هذا الرجل مرتدياً سترةً كثيرةً الزخارف والنقوش، ما يجعلها أقرب إلى الفساتين منها إلى السترات.
لكن ما ارتداه بيلي بورتر نجم مسلسل “بُوس” التليفزيوني كان الأكثر إثارةً للدهشة على الإطلاق، إذ كان عبارةً عن ثوبٍ ضخمٍ، امتزجت فيه عباءةٌ غطت النصف السفلي منه بسترةٍ من النوع المعروف باسم “توكسيدو” بدأت من عند الخصر. فكيف انتقلنا من عصر ارتداء “ستراتٍ ملائمةٍ لكل الأغراض العملية” يستخدمها “رجالٌ قادرون على أداء مختلف المهام” إلى الوضع الحالي الذي نراه اليوم؟
على أي حال، فلتنس النقاش الخاص بالمعايير التي يمكن وصف شخصٍ ما بناءً عليها بأنه “جنتلمان” من عدمه، إذ أننا صرنا الآن في خضم نقاشٍ حول معايير تصنيف شخصٍ ما على أنه رجلٌ أم لا من الأساس، بل أصبحنا – وهذا هو الأكثر أهمية – وسط جدال بشأن ما هي طبيعة الشخصية التي يتوجب أن تكون للرجل من الأساس. فالمجتمعات المتعددة التي نعيش فيها هي التي صارت تحدد طبيعة شخصياتنا.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
ارتدى الممثل تشاوديك بوسمان سترة سهرة من نوع “توكسيدو” مُزخرفة بكثافة وبذيلٍ طويلٍ في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2019
ويقودنا هذا للحديث عن أحدث التحولات التي طرأت على مجلة “جي كيو” الأمريكية. ففي مطلع العام الجاري، اختير المسؤول عن قسم الابتكار في المجلة، ويل ويلش، كرئيس تحريرٍ جديدٍ لهذه المطبوعة موكلاً بمهمةٍ تتمثل في تجديد شبابها وجعلها مواكبةً لروح العصر.
وبينما تعاني وسائل الإعلام المطبوعة منذ فترة من تحدٍ يتعلق بقدرتها على مواكبة وسائل الإعلام الإلكترونية وما تشهده ساحتها من طفرةٍ هائلة، فإن مشكلة “جي كيو” تتسم بطابعٍ أكثر تعقيداً في ضوء أن جمهورها المستهدف في الوقت الراهن هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، والذين يصعب استهدافهم برسائل إعلاميةٍ لأنهم يكرهون أن يجري استهدافهم بمثل هذه الرسائل.
يُضاف إلى ذلك أن تعريف “الرجل” بات يكتنفه الغموض والضبابية، وهو ما يعني أن المجلة التي كانت تستهدف في البداية “الرجال النبلاء” ثم حوّلت اهتمامها إلى “الرجال” ربما باتت في طريقها لاختيار جمهورٍ مختلفٍ، لكن أي جمهور هو؟ ولذا بدا أن ويلش يواجه مهمةً مستحيلة.
مصدر الصورة
Meinke Klein
Image caption
يُدخل ويل ويلتش رئيس التحرير الجديد لمجلة “جي كيو” الأمريكية تغييراتٍ على شكلها وتوجهاتها
وفي أول عددٍ يتولى فيه ويلش منصبه الجديد، وهو العدد الذي صدر في فبراير/شباط الماضي، نُشِرَت له صورةٌ يجلس فيها على الأرض وهو يرتدي حذاءً رياضياً وقميصاً مفكوك الأزرار، وتحته قميصٌ واسع قصير الكمين. ورغم أن شعره كان مفروقاً من على أحد الجانبين، فقد كان هناك وشمان على إحدى يديه، وهو الشيء الذي ينبئنا بأننا لم نعد في عصر الرجال الفرسان والنبلاء بأي شكلٍ من الأشكال.
كل شيء ممكن
وقد شكلت هذه الصورة إعلاناً للنوايا في مجلةٍ اعتادت تخصيص مساحاتٍ لا يستهان بها من صفحاتها لتفاصيل رابطة العنق وشكل الجيوب. وفي هذا الصدد، قال ويلش لبي بي سي: “لم أُرِد فقط أن أشعر بأي ضغوطٍ تجعلني التزم بتجسيد فكرةٍ يتبناها آخرون، حول شكل الزي الذي يتعين على رئيس تحرير `جي كيو` ارتداؤه. رؤيتي للمجلة هي أن تساعد القارئ على معرفة نفسه وأن يثق بها ويتعلم أن يكون على أفضل حالٍ ممكن، بدلا من التطلع إلى تصورٍ مثاليٍ خياليٍ، أو أن يرتدي نمطاً معيناً من القمصان”.
وإذا عدنا لأول عددٍ أصدرته “جي كيو” بقيادتها الجديدة، فلن تجد على صفحاته سوى بضع سترات، أكثرها تقليدية في مظهرها كان صاحبها يرتديها دون جوارب. أما الباقي فأظهر مجموعةً من الأشخاص ممن حددوا بأنفسهم شكل الثياب التي يظهرون بها، مثل فرانك أوشين وسانت فنسنت وجون ماير وجيمس بالدوين.
لقد بدا الأمر وكأن طريقاً يتم شقه هنا لكي يمضي عليه آخرون فيما بعد. يقول ويلش عن ذلك: “أعتقد أن تآكل التقسيمات الثنائية من قبيل رجل-امرأة وذكر-أنثى وأسود-أبيض وما إلى ذلك، هو أمرٌ مفيد للثقافة والمجتمع ككل، إذ أنه يعني أن علينا الإبقاء على أذهاننا متقدةً وقلوبنا مفتوحة. كما يعني أنه يتوجب علينا الاعتراف بكرامة كل فرد وخصوصيته وتفرده، واحترام كل ذلك أيضاً”.
مصدر الصورة
Alasdair McLellan
Image caption
فرانك أوشن وهو يرتدي كنزةً عالية الرقبة وسروالاً حِيكا بالطلب للظهور بهما على صفحات “جي كيو”
وهناك مؤشرٌ جيدٌ آخر على التحولات التي تلحق بعالم ملابس الرجال يمكننا استقاؤه من “مستر بورتر”، وهو موقعٌ لبيع ملابس الرجال بالتجزئة على شبكة الإنترنت. إن تصفحك لمواقع مثل “مستر بورتر” ولو لدقائق قليلة سيعطيك فكرةً عن النطاق الواسع للملابس والإكسسوارات المتاحة للعملاء من الرجال، وستجد كذلك أن السترات لا تشكل سوى جانبٍ محدودٍ للغاية من هذه المجموعة.
ورغم ذلك، لا تزال الملابس التي تحيكها شركاتٌ بارزةٌ معروفةٌ بمنتجاتها غالية الثمن مثل “توم فورد” و”إرمينجيلو تزينيا”، تشكل دوماً عنصراً أساسيا في المنتجات التي يعرضها الموقع لعملائه، حسب فيونا فيرث، مديرة قسم المشتريات بالموقع، والتي تقول: “في عصرٍ هيمنت فيه الملابس الأنيقة المتحررة من القيود (المعروفة باسم الكاجوال)، تراجعت مكانة الثياب ذات التصميمات التقليدية، بعدما أصبح الرجال يرتدون ملابس أكثر بعداً عن الطابع التقليدي في حياتهم اليومية. لكن الثياب التقليدية كانت وستظل مُحتفظةً بأهميتها، في ضوء أنه ستكون هناك دائماً مناسبةٌ في حياة كل رجلٍ، يحتاج فيها لارتداء سترة، سواء كان ذلك في صورة حفل زفافٍ أو حدثٍ متعلقٍ بشركةٍ يعمل فيها، كما يبقى الأمر بالنسبة للكثيرين متعلقاً بالزي الذي يتم ارتداؤه في مكان العمل”.
وتشير فيرث إلى أن تصميم السترات أصبح أكثر مواكبةً للعصر، من خلال تبني “أسلوبٍ أكثر استرخاء وابتعاداً عن النمط التقليدي، لأن الرجال يرتدونها وهم يلتزمون كذلك بمعاييرهم الحديثة لطبيعة ملبسهم. أعتقد أنه سيكون دائماً للسترة مستقبلٌ، لكنها فقط ستتكيف للتأقلم مع أنماط حياة الرجال دائمة التغير”.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
الموسيقي الأمريكي إزرا كِونيغ – الذي يهوى دائماً ارتداء ملابس ذات تصميماتٍ متفردةٍ – في صورةٍ التُقِطَت خلال حفل “جي كيو” لتوزيع جوائزها لأفضل رجال العام
وإذا نظرنا إلى قائمة “مستر بورتر” لأكثر الرجال أناقة من حيث الملبس خلال عام 2018، سنجد أنها تضم ثمانية رجال؛ ثلاثةٌ منهم يرتدون سترات؛ بينهم الأمير تشارلز. وكان واحدٌ فقط من بين هؤلاء الثلاثة يرتدي سترةً ذات تصميمٍ تقليدي، وهو وريث العرش البريطاني. وينحدر الرجال الثمانية من أعراقٍ شتى، ولكل منهم شخصيته وملابسه المتفردة إلى حد كبير.
أما إذا أولينا اهتمامنا لأسبوع لندن للأزياء، فسنجد أنه كان من بين حاضريه، لاعب كرة القدم هيكتور بيليرين الذي ظهر مرتدياً سترةً أشبه بمنامةٍ حريريةٍ، وانتعل خفيْن مُزودين بالفرو من تصميم غوتشي.
وعلى النقيض من ذلك، ربما تبدو أسماء المُدرجين على القائمة التي صدرت في فبراير/شباط الماضي لأكثر الرجال أناقة من حيث الملبس، أقل شهرة، لكن من الواضح أن قدراً أكبر من التفكير قد كُرِسَ لاختيار من أُدْرِجوا عليها. فأربعة من الثمانية الموجودين فيها يرتدون سترات، وهو أمرٌ يُعزى إلى تأثرها بل وتشوهها بسبب حفل توزيع جوائز الأوسكار والسترات التي ظهرت فيه. ومن بين هؤلاء، تشادويك بوسمان الذي بدا لافتاً للنظر من جديدٍ بسترةٍ وردية اللون.
وعلى أي حال، ينصب تركيز هذه القوائم على الأشخاص الذين يرتدون ملابسهم على نحوٍ ينطوي على مجازفة، وما إذا كان هؤلاء يحبون ذلك من عدمه.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
في أحدث نسخة لـ “أسبوع لندن للأزياء”، ارتدى لاعب كرة القدم هيكتور بيليرين سترةً تُشبه منامةً حريريةً وانتعل خفيْن مُزودين بالفرو من تصميم غوتشي
وبوسعنا القول إن السترات تتغير كما تتبدل طبائع وأحوال الرجال الذين يرتدونها. فبينما كان ارتداء هذا النوع من الملابس ينطوي على الانصياع لمراسم وقواعد وبرتوكولات صارمة، يبدو الآن أن كل شيءٍ ممكنٌ، وبات المرء يرى من يرتدي سترةً أنيقةً وينتعل في الوقت نفسه حذاءً رياضياً. كما نرى سُتراتٍ بألوانٍ متنوعةٍ ومتعددةٍ، بما في ذلك الأرجواني والوردي الفاتح.
وعلاوة على ذلك، باتت السترات تُستوعب في منظومات أكبر وأكثر تعقيداً مرتبطة بقواعد الأزياء. ويقول ويلتش عن ذلك: “ما أراه عندما أكون في لوس أنجليس أو نيويورك أو لندن أو باريس، هو أن كل شيء مرتبطٌ ببعضه بعضاً في الوقت ذاته. إذ يمكنك ارتداء سترةٍ مثلاً، أو حذاءٍ رياضيٍ لم تطرح الشركة منه سوى كميةٍ محدودة. بوسعك أن تكون أقرب قليلاً للنمط الذي كان سائداً في الستينيات أو السبعينيات أو الثمانينيات أو التسعينيات. ويمكن للشخص نفسه أن يرتدي خلال أسبوعٍ واحدٍ أنماطاً مختلفة من الملابس، تتنوع ما بين الثياب ذات الطابع الرسمي بقدرٍ ما، وصولاً إلى تلك المتحررة من أي قيود.”
مصدر الصورة
Mr Porter
Image caption
ارتدى من اختيروا على قائمة موقع “مستر بورتر” للرجال الأكثر أناقة من حيث الملبس لعام 2018 أنماطاً مختلفةً من الثياب
أما إذا تطرقنا إلى ما يجري على صعيد الهوية الإنسانية نفسها، فيتوجب علينا الإقرار بأننا نعيش في أوقاتٍ مُفعمةٍ بالإثارة والحماسة معاً على هذا الصعيد. فالثقافة الذكورية التي أدت إلى ظهور السترات التقليدية بخطوطها الصارمة والمنضبطة، ربما تكون في طريقها إلى الزوال، لكن شيئاً آخر مختلفاً يتشكل. فبينما ستظل السترات سوداء ورمادية اللون دائماً مُصنفةً كزي ذي طابعٍ تقليدي، أتطلع إلى اليوم الذي ستصبح فيه “عباءة التوكسيدو” التي ارتداها بيلي بورتر في حفل الأوسكار الأخير، تقليديةً هي الأخرى.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Culture
—————————————
يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.
أخبار الشرق الأوسط
بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي

تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.
وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».
واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».
وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.
ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.
وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.
إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».
في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».
وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.
وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.
من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».
واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.
ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.
وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.
وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».
وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.
أخبار العالم
ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟

لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.
وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.
وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).
وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.
وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.

وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.

وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.
وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.
وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.
ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.
وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.
ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.
ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟
1. فراغ السلطة

تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.
كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.
واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.
ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.
والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.
وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.
وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.

كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.
وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.
وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.
ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.
ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.
ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.
وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.
وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.
وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.
2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج

يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.
كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.
وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.
وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.
وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.

وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.
وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”
وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.
وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.
بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.
ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.
وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.
3. تفوق على قوات الأمن

أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.
وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.
وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.
وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.
وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.
وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.
كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.
وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.
وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.
أخبار مباشرة
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟
بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟
ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.
في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.
في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.
8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.
في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.
فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.
متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.
كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.
اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.
تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.
دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.
أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…
والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.