اخر الاخبار
التكلفة الإنسانية الباهظة للأنسولين في الولايات المتحدة
Image caption لورا مارتسون ضحت الأمريكية لورا مارستون بالكثير لتبقى على قيد الحياة، إذ تشمل قائمة التضحيات سيارتها، وأثاث منزلها، وشقتها، ومعاش تقاعدها، وكلبها. الشابة، ذات الستة وثلاثين ربيعا، باعت كل ممتلكاتها مرتين لتتحمل نفقات جرعات الأنسولين اليومية التي يحتاجها جسمها. ويختلف الأنسولين عن العقاقير العادية. وهو بالأساس هورمون يفرزه الجسم للتحكم في مستويات السكر…

Image caption
لورا مارتسون
ضحت الأمريكية لورا مارستون بالكثير لتبقى على قيد الحياة، إذ تشمل قائمة التضحيات سيارتها، وأثاث منزلها، وشقتها، ومعاش تقاعدها، وكلبها.
الشابة، ذات الستة وثلاثين ربيعا، باعت كل ممتلكاتها مرتين لتتحمل نفقات جرعات الأنسولين اليومية التي يحتاجها جسمها.
ويختلف الأنسولين عن العقاقير العادية. وهو بالأساس هورمون يفرزه الجسم للتحكم في مستويات السكر في الدم، فزيادة مستويات السكر قد تتسبب في فقد البصر، وتراجع التركيز، والغثيان، فشل وظائف الجسم في مراحل متقدمة. أما انخفاضه فقد يؤدي إلى اضطراب وظائف القلب، وتقلب المزاج، والإغماء.
وبشكل عام، تنتج أجسامها كميات الأنسولين التي تحتاج إليها. لكن مرضى النوع الأول من السكري، مثل مارستون، يتلقون جرعات الأنسولين في حقن، ويشترونها من الصيدلية… إذا استطاعوا تحمل تكلفتها.
وتدفع مارستون 275 دولارا مقابل جرعة الأنسولين الواحدة، في غياب تأمين صحي.
والمفارقة أنه في عام 1923، عندما ظهر الأنسولين لأول مرة، كانت تكلفة الجرعة دولار واحد فقط، بدافع الإبقاء على هذا العلاج الأساسي في متناول يد الجميع.
والآن، يبلغ متوسط سعر جرعة الأنسولين الواحدة 300 دولار، وتسيطر على السوق ثلاثة علامات تجارية كبرى.
أي أن سعر الجرعة زاد بما يزيد على ألف في المئة، وذلك مع وضع مستويات التضخم في الحسبان.
وتتصدر قصص الأمريكيين اللاهثين وراء توفير ثمن الأنسولين، وأحيانا يموتون في سبيله، عناوين الصحف في أنحاء البلاد.
وربما أشهرها على الإطلاق كانت قصة أليك سميث، 26 عاما، الذي توفي عام 2017 بعد أقل من شهر من إسقاطه من التأمين الصحي الخاص بوالدته. ورغم عمله بدوام كامل، وتخطي راتبه للحد الأدنى للأجور، إلا أنه لم يقدر على شراء نظام تأمين صحي مستقل، أو توفير ألف دولار شهريا لشراء جرعات الأنسولين.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
والدة أليك سميث في مظاهرة بعد وفاته
وكحال الكثير من مرضى السكري، مرت مارستون بفترات غابت فيها تغطية التأمين الصحي بدون حول منها ولا قوة.
فمثلا، منذ عدة سنوات، أُغلق مكتب المحاماة الذي كانت تعمل به فجأة، وأصبحت بلا عمل وبلا تأمين صحي. “وكنت أنفق 2880 دولار شهريا للبقاء على قيد الحياة، وهو مبلغ يفوق راتبي الشهري من وظيفة تتطلب 50 ساعة عمل أسبوعيا.”
واضطرت مارستون لترك منزلها، والانتقال إلى واشنطن العاصمة للحصول على وظيفة تأمن لها ثمن جرعات الأنسولين. “وبعت كل شيء، حتى سيارتي، واضطررت للتخلي عن كلبي لأقدر على الانتقال”.
وتتعدد أسباب خروج الأفراد من أنظمة التأمين الصحي، مثل عدم أهليتهم لنظام تأمين يتحمل صاحب العمل تكلفته، أو فقدان الوظيفة فجأة، أو عدم تحملهم تكلفة خطة تأمين مستقلة.
مصدر الصورة
Laura Marston
Image caption
اضطرت مارستون لبيع كلبها لتوفير ثمن الأنسولين
وتتندر مارستون بصدمتها عندما علمت بسعر جرعة الأنسولين لأول مرة عند إصابتها بالمرض عام 1996، الذي بلغ 25 دولار، وكانت في الرابعة عشر آنذاك.
وما زالت تستخدم نفس نوع الأنسولين، حتى أن شكل العبوة لم يتغير “لكن السعر ارتفع من 21 دولار إلى 275 دولار للجرعة الواحدة.”
على من يقع اللوم؟
يشير أغلب المرضى إلى جشع شركات الأدوية، التي تشير بدورها إلى مشاكل في التعامل مع اللوائح الحكومية ومقدمي خدمات التأمين الصحي.
لكن ثمة لغز معقد لمعرفة من يدفع ثمن الأنسولين في الولايات المتحدة، وبأي قدر.
وتبرز خمسة مصطلحات في أي نقاش حول سعر الأنسولين:
السعر الأصلي: وهو الذي تضعه شركة الأدوية، وهو ما يتكبده المرضى بلا تأمين.
السعر الصافي: وهو الربح الذي تحققه الشركة من العقار.
سعر التفاوض: وهي التخفيضات التي تحصل عليها شركات التأمين الصحي مقابل العقار.
المدفوعات المشتركة: وهما ما يدفعه الشخص المؤمن عليه – بجانب ما تسدده شركة التأمين – مقابل الحصول على العقار.
عربون: قد يصل إلى عشرة آلاف دولار، وهو المبلغ الذي تنص سياسات التأمين على ضرورة سداده قبل تسديد جهة التأمين للمبلغ المتبقي.
وتضيف شركات التأمين مفاوضين كطرف ثالث، يُطلق عليهم مديرو امتيازات الصيدلة، للحصول على خصومات من مصنعي الدواء، وهو ما يؤدي إلى إضافة مدفوعات مشتركة يتحملها متلقي الخدمة. ويقول الخبراء إن جزء من المشكلة يرجع لغياب الشفافية حول طريقة الوصول لسعر التفاوض، والسعر الذي يدفعه المريض بالفعل.
كما يعني هذا النظام أن مقدمي خدمات التأمين يحصلون على أسعار مختلفة من كل شركة أدوية، فمثلا قد ينتهي الأمر بأن تكون إحدى العلامات التجارية من الأنسولين خاضعة لمدفوعات مشتركة لدى إحدى شركات التأمين، في حين تكون بسعرها الأصلي كاملا لدى شركة أخرى.
وتتبعت مارستون السعر الأصلي للأنسولين على مدار سنوات. ووفقا لحساباتها، فإنها بحاجة لحوالي سبعة ملايين دولار لشراء كميات من الأنسولين تكفيها حتى سن السبعين، حال تحملها التكلفة كاملة. “وقد وصلت إلى مرحلة اتخاذ قرار بعدم إنجاب أطفال لأنني لا أشعر بالاستقرار المادي بشكلٍ كافٍ.”
لكن مصنعي الدواء يقولون إن عدد قليل جدا من الناس يُضطر لدفع ثمن الأنسولين كاملا.
وقالت شركة إلي ليلي في بيان أرسلته إلى بي بي سي إن 95 في المئة من مستخدمي عقار هيومالوغ (الذي تنتجه الشركة) في الولايات المتحدة يدفعون أقل من مئة دولار في الشهر مقابل العلاج. وأنه من بين مستخدمي هيمالوغ (وعددهم 600 ألف)، “يوجد حوالي 1600 شخص من غير المؤمّن عليهم لم يستخدموا خدمات (الدعم) التي نقدمها”.
كما ذكرت شركتا نوفو نورديسك وسانوفي برامج دعم مشابهة في البيانات التي أرسلوها لـ بي بي سي. وقال عدد من المرضى الذين تحدثت إليهم إنهم استفادوا فعلا من هذه البرامج، لكن ذلك مشروط باستحقاقهم لها.
لكن أحد المرضى، وتُدعى كريستن دانيالز، قالت إنها تلقت فاتورة علاج الأنسولين عن أحد الشهور بقيمة 2400 دولار. وبسبب تسجيلها صوريا في إحدى خدمات التأمين، لم تتمكن من الالتحاق بأحد برامج الدعم.
وقالت: “اتصلت بمقدم خدمة التأمين، واتصلت بمصّنع العقار، ولم يتمكن أحد من مساعدتي لأنني لم أصل إلى قيمة العربون الخاصة بي.”
كما أكدت شركات التأمين على أن ارتفاع السعر الأصلي لم يؤدي إلى المزيد من الأرباح. ويقول المتحدث باسم إلي ليلي إن السعر الصافي انخفض في السنوات الخمس الأخيرة. وقالت سانوفي إن أرباح الأنسولين انخفضت بمقدار 25 في المئة في 2019 مقارنة بعام 2012.
وبحسب تقرير لرابطة السكري الأمريكية، ومركز سياسات واقتصادات الصحة بجامعة جنوب كاليفورنيا، فإنه أسعار العلامات التجارية الكبرى من الأنسولين زادت بمقدار 252 في المئة ما بين 2007 و2016. في حين حقق السعر الصافي نموا أقل، بمقدار 57 في المئة.
وتوجد خيارات أرخص للأنسولين في الولايات المتحدة، مثل العلامة التجارية والمارت، وهي من إنتاج شركة نوفو نارديسك بسعر 25 دولار للجرعة. لكن التركيبة أقدم، وأقل فعالية، وتسبب حساسية لبعض المرضى، ومن بينهم مارتسون.
وهنا يبرز عامل آخر في النقاش حول أسعار الأنسولين، وهو أن كل تركيبة تختلف في تأثيرها على كل مريض. وقد تمضي سنوات حتى يجد مريض النوع الأول من السكري نوعا وجرعة تناسبه.
وقال الكثير من المرضى إنهم اضطروا إلى تغيير نوع الأنسولين بسبب خطط التأمين، حتى وإن خالف الأمر توصيات الطبيب، لتجنب السعر الأصلي للنوع الذي اعتادوا عليه.
وقالت رابطة السكري الأمريكية إن تغيير الأنواع لأسباب غير طبية أكثر من مجرد أمر مؤرق، بل أمر خطير يتطلب المتابعة المستمرة للمريض، واستشارة الطبيب.
وقد يكون للأمر مضاعفات خطرة ومستديمة، مثل فقد البصر، وأمراض الكلى التي قد تصيب مريض السكري عند تباين مستويات السكر في الدم، ارتفاعا وانخفاضا، بشكل حاد.
وفي الولايات المتحدة، يرتبط التأمين الصحي بالتوظيف بشكل أساسي، كما أن الخيارات محدودة. ويقدم مرضى النوع الأول من السكري تضحيات كثيرة لتحمل نفقات الأنسولين، من بينها البقاء في وظائف تحت ضغط عصبي، أو تغيير نوع الأنسولين استجابة لمقدم خدمة التأمين.
والوصف الشائع الذي يقوله المرضى: “نحن أسرى”
مقارنة مع المملكة المتحدة
منظمة النوع الأول من السكري الدولية، هي منظمة غير هادفة للربح تنادي بتوفير رعاية صحية لمرضى السكري في متناول الجميع. ومؤسستها تُدعى إليزابيث رولي، وهي أمريكية تعيش في المملكة المتحدة.
ورولي نفسها مصابة بالنوع الأول من السكري، واختبرت النظام الصحي في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وتقول عن النظام الأمريكي إنه “ملتوٍ” وإن الأرباح تتحقق على كل المستويات.
“يقضي الناس أغلب حياتهم في خوف من فقد التأمين، أو انتهاء الأنسولين، أو ارتفاع سعره، أو الاضطرار للبقاء في وظائف أو علاقات سيئة لضمان استمرار التأمين… هذا في أحسن الظروف.”
وتابعت: “في أسوأ الظروف، يضطر البعض للاقتصاد في جرعات الأنسولين، وهو ما أدى إلى عدد من حالات الوفاة أو حدوث مضاعفات. ويلجأ الناس لشراء وتقاسم الأنسولين عبر الإنترنت، من أشخصا لم يقابلوهم. ويختار البعض بين شراء الطعام، أو سداد الإيجار، أو الحصول على الدواء.”
وبحسب مسح أجرته المنظمة عام 2016، يدفع الأمريكي حوالي 210 دولار شهريا مقابل الأنسولين، مقابل 50 دولار في الهند، أو علاج مجاني في بعض الدول الأوروبية.
وقالت رولي: “في المملكة المتحدة، أحصل على الأدوية الأساسية من الصيدلية مجانا، ببطاقة إعفاء. ورغم أن الخدمات الصحية الوطنية تدفع بسخاء لتوفير الأنسولين، إلا أن هذه التكلفة صغيرة عند مقارنتها بما يدفعه المرضى في الولايات المتحدة.”
وأقرت رولي بأن الأنظمة الصحية غير الأمريكية ليست مثالية، إلا أنها أفضل كثيرا بالنسبة للمرضى.
سياحة علاجية
لورين هاير، تبلغ من العمر ثلاثين عاما، من ولاية أريزونا الأمريكية، وأحد الداعمين لمنظمة النوع الأول من السكري الدولية. وعاشت معاناة مع المرض لحوالي ثلثي عمرها.
توفي والدها وهي في التاسعة، وأوقف الشركة التي كان يعمل بها التأمين الصحي للأسرة. وقبل ظهور برنامج “أوباما كير”، كان يمكن منع التأمين عن مرضى السكري، وهكذا أصبحت هاير بلا تأمين لسنوات.
وبما أنها كانت تعيش في ولاية إنديانا، حيث تغيب برامج الدعم الصحي، لم تكن مؤهلة لأي دعم حكومي.
وعلى مدار سنوات، اعتمدت على جرعات الأنسولين منتهية الصلاحية من عيادة الطبيب، وكانت تسافر إلى كندا لشراء الأنسولين بسعر أقل.
وعند شراءها الأنسولين لأول مرة من صيدلية كندية، انهمرت دموع والدتها.
وهناك العشرات من القصص المشابهة في جنوب البلاد.
فمثلا، إيملي ماكي، 27 عاما، انضمت إلى مجموعة من مرضى السكر ينظمون رحلات إلى مدينة تيخوانا في المكسيك لشراء الأنسولين بسعر أقل.
وتستقل الترام من سان دييغو، في ولاية كاليفورنيا، إلى تيخوانا في المكسيك مقابل خمسة دولارات لرحلتي الذهاب والإياب. وتشتري جرعات أنسولين تكفيها لمدة ستة أشهر مقابل مئة دولار، في حين تبلغ التكلفة 1300 دولار عبر شركة التأمين الخاصة بها.
مصدر الصورة
Emily Mackey
Image caption
إيملي ماكي تضطر للسفر للمكسيك لجلب الأنسولين
لكن هذه الطمأنينة لوجود الدواء سريعا ما تحولت إلى غضب.
“فأنا غاضبة لأنني أُضطر للذهاب إلى المكسيك كي أحصل على الدواء الذي يبقيني على قيد الحياة. أسكن بجانب صيدلية، لكن يتعين عليّ السفر إلى بلد آخر، على مسافة ثلاثة آلاف ميل، كي أحصل على الأنسولين بتكلفة أستطيع تحملها.”
ما الحل؟
بحسب رابطة السكري الأمريكية، يوجد أكثر من سبعة ملايين مريض في البلاد، ويقول حوالي 27 في المئة منهم إن توفير نفقات الأنسولين أثر على حياتهم اليومية.
ويقول الدكتور ويليام سيفالو، المدير الطبي والعلمي في الرابطة، إن غياب الشفافية هو أساس المشكلة. “فالنظام عقيم. هناك مشاكل على كل مستوى، ومع كل مسؤول في سلسلة إمدادات الأنسولين. ولا يمكننا تحميل جهة بعينها المسؤولية.”
وأضاف أن إصلاح أزمة العربون المرتفع، والتأكد من أن التخفيضات التي تتفاوض عليها شركات التأمين تنعكس على المريض، كلها أمور غاية في الأهمية.
والمنافسة هي أفضل طريق لخفض الأسعار. فلماذا لم تُطبق هذه الاستراتيجية؟
والأنسولين، على عكس العقاقير الكيميائية، هو مادة طبيعية تنتجها بروتينات، تخضع لتمثيل عن طريق خلايا مميزة لكل تركيبة.
وهنا، تظهر اختلافات طفيفة في التركيبة الخاصة بالشركات الثلاثة المسيطرة على السوق الأمريكية (نوفو نورديسك، وإلي ليلي، وسانوفي)، ولا يمكن تصنيع تركيبة موحدة بدون الوصول إلى البراءات وعمليات التصنيع التي تملكها هذه الشركات.
وعلى الرغم من هذه الفروق الأساسية، فإن الأنسولين يُدرج ويٌصنف على أنه عقار كيميائي.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أنها ستعيد تصنيف الأنسولين كمنتج طبيعي بحلول عام 2020، وهو ما قال مفاوض الهيئة إنه “لحظة فارقة في تاريخ الأنسولين”.
ويسهل هذا التغيير من الحصول على الموافقات للترويج لتطوير “منتجات مشابهة بيولوجيا، أو متقاطعة مع” الأنواع الموجودة حاليا من الأنسولين.
والأنسولين ليس الدواء الوحيد المتأثر بشبكة اللوائح والمسارات المعقدة والسرية لصناعة الدواء، لكنه من بين الأخطر من حيث التداعيات المرتبطة بارتفاع سعره.
ولا تفهم مارستون سبب معاملة الأنسولين مثل الأجوية الأخرى. “فهو هورمون طبيعي، تصنعه كل الأجسام، بخلاف أجسامنا (المرضى). ويجب وضع حد أقصى للأسعار مثل كل أساسيات الحياة، كالماء، والكهرباء. يمكن حتى القول أن هذه الأشياء أقل أهمية من الأنسولين.”
وبدأت الشركات بالتعرض لبعض الضغط، بعد جلسات الاستماع المستمرة بخصوص أسعار الدواء.
وأعلنت إلي ليلي أنها ستقدم نسخة جديدة من عقار هومالوغ بنصف السعر. لكن هذا الدواء الجديد، الذي سيكون سعره 137 دولارا، ما زال باهظا، ويفوق سعر الأنسولين في دول أخرى.
وقد تقلل الخطوة مما يدفعه المريض في الصيدلية، لكنه لا يقدم حلا جذريا لأزمة أسعار الأنسولين.
وتقدم كل من السيناتور إليزابيث وارين، المرشحة الرئاسية المحتملة لعام 2020، وعضو مجل النواب جان شاكوفسكي، وكلاهما من الحزب الديمقراطي، بحل مختلف في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وهذا الحل هو ميثاق تصنيع الدواء بسعر مخفض، والذي يقضي بإلزام وزارة الصحة بعمل مكتب مختص بتصنيع أدوية بديلة “في حال حدوث أزمة في السوق” وذلك لصالح “تشجيع المنافسة”.
ومن المستبعد الموافقة على هذه الوثيقة، لكنها تعكس اهتماما كبيرا يوليه المشرعون لتغيير النظام الحالي.
ومحاولة أخرى هي مقترح “الرعاية الصحية للجميع” الذي تقدم به السيناتور بيرني ساندرز وغيره من مرشحي الرئاسة المحتملين، والذي يهدف إلى توفير الرعاية الصحية للجميع عن طريق تمويل من الضرائب التي يدفعها الأثرياء.
ومع استمرار الجدل في أروقة السياسة، تسعى مارستون لاستمرار حملتها بالنيابة عمن يقعدون من ثغرات التأمين.
“وفي لحظة، يجد المرضى أنفسهم مضطرين لدفع السعر الأصلي للدواء وهم غير قادرين، ولهذا يموتون. وحتى لو اضطر شخص واحد لسداد السعر الأصلي، سيظل الأمر ظالما.”
وأضافت: “الأمر أشبه بشخص يوجه مسدسا نحو رأسك ويقول: أموالك أو حياتك.”
أخبار الشرق الأوسط
بوتين “المتوّج” يعِد الروس بالنصر… وكييف تُحبط مخطّطاً لاغتيال زيلينسكي

تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تولية باذخ أمس، بتحقيق النصر للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية. لكنّ بوتين أقرّ بأنّ بلاده تمرّ بفترة صعبة، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.
Follow us on Twitter
وبُثّ الحفل، الذي تضمّن عرضاً عسكريّاً وقدّاساً أرثوذكسيّاً، مباشرة على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية، بينما لم توفد دول غربية عدّة ممثلين عنها في ظلّ تفاقم التوتر حيال الحرب في أوكرانيا.
وبعد تأديته اليمين، قال الرئيس «المتوّج»: «نحن متّحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معاً كلّ العقبات ونُحقّق كلّ ما خطّطنا له ومعاً سننتصر». وإذ أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، شدّد على أن بلاده ستخرج بـ»كرامة وستُصبح أقوى».
واعتبر «القيصر» من قاعة «سانت أندروز» في الكرملين، حيث استُقبل بتصفيق حار من المسؤولين الروس وأبرز الشخصيات العسكرية الذين ردّدوا النشيد الوطني، أن «خدمة روسيا شرف هائل ومسؤولية ومهمّة مقدّسة».
وبعدما وقف بمفرده تحت المطر بينما شاهد عرضاً عسكريّاً، باركه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي قال: «فليكن الله في عونك لمواصلة المهمّة التي سخّرك لها»، مشبّهاً بوتين بالحاكم في العصور الوسطى ألكسندر نيفسكي بينما تمنّى له الحكم الأبدي.
ويأتي حفل التولية قبل يومين على احتفال روسيا بـ»عيد النصر» في التاسع من أيار، فيما أقامت السلطات حواجز في وسط موسكو قبل المناسبتَين.
وفي تسجيل مصوّر قبل دقائق على توليته، وصفت أرملة المعارض أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي، بالمخادع، مؤكدةً أن روسيا ستبقى غارقة في النزاعات طالما أنه في السلطة.
إقليميّاً، أعلن الجيش البيلاروسي أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، في حين أوضح أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش أنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو عن مناورات نووية وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية، لافتاً إلى أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة «إسكندر» الصاروخية وطائرات «سو 25».
في السياق، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي»، لافتاً إلى أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».
وفي أوكرانيا، فكّكت أجهزة الأمن شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي «كانوا يعدّون لاغتيال الرئيس الأوكراني» فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بناءً على أوامر من موسكو. وأوقفت الأجهزة الأوكرانية ضابطَي أمن، مشيرةً إلى أن المشتبه فيهما اللذَين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل» من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولّى أمن المسؤولين الحكوميين.
وذكرت الأجهزة أن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرّية» إلى روسيا، مؤكدةً أنهما كانا يُريدان تجنيد عسكريين «مقرّبين من جهاز أمن» زيلينسكي بهدف «احتجازه كرهينة وقتله». وكشفت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجّرات.
من جهة أخرى، انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات لصحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد، حلف «الناتو»، على خلفية قصفه «الفاضح» للسفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذّراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا».
واصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شي إلى منطقة البيرينيه الجبلية أمس، في اليوم الثاني من زيارة دولة من شأنها أن تسمح بحوار مباشر عن الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية.
ووصل الزعيمان برفقة زوجتيهما بُعيد الظهر إلى جبل تورماليه، إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدرّاجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد، حيث ما زال الطقس شتويّاً على ارتفاع 2115 متراً.
وقصد ماكرون مطعماً جبليّاً يقع على ارتفاع كبير، حيث تناول الرئيسان مع زوجتيهما الغداء. وقدّم ماكرون هناك هدايا لنظيره من بطانيات صوف من جبال البيرينيه، وزجاجة أرمانياك، وقبعات، وسروال أصفر من سباق فرنسا للدرّاجات.
وقال ماكرون لشي: «أعلم أنك تُحبّ الرياضة… سنكون سعداء بوجود درّاجين صينيين في السباق». وفي المقابل، وعد شي بأن يقوم بدعاية للحم الخنزير المحلّي قبل أن يؤكد «أحب الجبن كثيراً».
وكان شي قد كرّر الإثنين رغبته في العمل بهدف التوصل إلى حلّ سياسي للحرب في أوكرانيا. وأيّد «هدنة أولمبية» دعا إليها ماكرون لمناسبة أولمبياد باريس هذا الصيف.
أخبار العالم
ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟

لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.
وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.
وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).
وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.
وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.

وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.

وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.
وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.
وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.
ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.
وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.
ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.
ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟
1. فراغ السلطة

تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.
كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.
واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.
ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.
والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.
وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.
وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.

كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.
وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.
وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.
ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.
ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.
ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.
وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.
وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.
وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.
2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج

يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.
كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.
وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.
وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.
وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.

وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.
وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”
وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.
وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.
بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.
ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.
وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.
3. تفوق على قوات الأمن

أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.
وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.
وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.
وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.
وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.
وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.
كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.
وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.
وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.
أخبار مباشرة
بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟
بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟
ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.
في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.
في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.
8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.
في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.
فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.
متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.
كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.
اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.
تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.
دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.
أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…
والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.