Connect with us

أخبار مباشرة

من طلاب الجامعة إلى من يعنيهم الأمر… “لنا 52 ولكم هذا التهديد” مستحقات PCR الجامعة اللبنانية: الـ”تنييم” الذي يسبق التسوية؟

Avatar

Published

on

هل هناك من ينوي كسر دوامة إبريق زيت الـ52 مليون دولار من مستحقات الجامعة اللبنانية من فحوصات الـPCR؟ كُثر يرون الأمل في ذلك يتبخّر. لكن حدثاً كسر الجمود الأسبوع الماضي، وهو قيام مجموعة طلابية (تحت اسم «الهيئة التأسيسية») بتعطيل أقفال الأبواب الرئيسية لعدد من فروع شركة طيران الشرق الأوسط (MEA) في بيروت وضواحيها. «لنا 52، ولكم هذا التهديد». هكذا حذّرت المجموعة مذيّلة توقيعها على الجدران بـ»طلاب اشتباك». فهل ينفع التهديد؟

أولى المحطات مع المعني الأول لا بل الضحية الوحيدة: الجامعة اللبنانية. ليست المرة الأولى التي نطرح الأسئلة على رئيس الجامعة، الدكتور بسام بدران. لكن لا بأس من السؤال مجدّداً. فقد أشار في حديث لـ»نداء الوطن» الى أن ثماني من شركات الخدمات الأرضية LAT وافقت، حتى الساعة، على تسديد المستحقات بالدولار الفريش. «لقد اتّفقنا على التفاصيل وقُمنا بتوحيد الأرقام في ما بيننا، وسنعمل الأسبوع المقبل على إصدار الفواتير المعدّلة، وفي حال صدقت الشركات بِوَعدها، نكون قد حصّلنا الجزء الأول من مستحقاتنا». المبلغ الذي ستُسدّده الشركات لا يتخطى الـ10% من المبلغ الإجمالي. غير أن بدران يرى في الخطوة اعترافاً ضمنياً بحقوق الجامعة آملاً في أن تحذو باقي الشركات حذوها. من ناحية أخرى، لفت إلى أن رئيس الهيئة التنفيذية المنتخبة حديثاً، الدكتور أنطوان شربل، وضع على جدول أعماله المتابعة الجدّية للإجراءات التي يجب القيام بها، لا سيّما مع الشركات الأجنبية، لتحصيل مبلغ الـ35 مليون دولار المتوجّب عليها.

لكن هناك من يطالب بالتوجه إلى القضاء الأوروبي علّه ينصف الجامعة. فما رأي بدران بذلك؟ «يجب دراسة تفاصيل الخطوة من الناحية القانونية أولاً لنرى إن كان بإمكان الجامعة التقدّم بدعوى ضدّ شركات الطيران. وثمة العديد من الاقتراحات التي نعكف على دراستها مع وزير التربية، وأتصوّر أن القرار سيُتّخذ في القريب العاجل. فالتوجه إلى القضاء داخل لبنان أو خارجه يجب أن يُبنى على أسس واضحة ومتينة».

نعود إلى التحرّك الطلابي. بدران نوّه بأن الطلاب يشعرون بالحمل الملقى على كاهل جامعتهم التي لم تشهد خلال الفصل الأول من العام الدراسي الحالي أي يوم إضراب رغم الصعوبات التي تواجهها: «يحاول طلابنا أن يخفّفوا عنا الحمل ويتحمّلوا جزءاً من المسؤولية. فالمستحقات ضرورية لاستمرارية الجامعة ولتأمين التجهيزات المطلوبة لا سيما داخل المختبرات».

لا للتسويات

للوقوف عند رأي الأساتذة المتفرّغين، تواصلت «نداء الوطن» مع الدكتور المتفرّغ في الجامعة والمتابع لملف الـPCR، شادي خوندي. فقد أكّد أن الأساتذة تعاطوا مع الموضوع باعتبارهم تحت سقف القانون ويخضعون للأحكام القضائية. لكن، للتذكير، سبق وأن أصدر المدّعي العام لدى ديوان المحاسبة، القاضي فوزي خميس، في 2022/02/08 قراراً طلب فيه من مدير عام الطيران المدني بالتكليف، المهندس فادي الحسن، «وجوب التعميم على الشركات بتحويل المبالغ المقبوضة بالدولار الأميركي الفريش لحساب وزارة الصحة والجامعة اللبنانية كي لا تثرى هذه الشركات على حسابهما إثراءً غير مشروع». كذلك ورد في التقرير الصادر عن الغرفة الرابعة من ديوان المحاسبة أنه يجب «العمل على استعادة الأموال التي استوفتها شركات الطيران والتي ما زالت بذمّتها لصالح الدولة اللبنانية وذلك عبر الوسائل القانونية المتاحة». وهنا بالذات يتساءل خوندي عن أسباب «تنييم» الملف غير المبرّرة في النيابة العامة المالية رغم المستند القانوني الصادر عن ديوان المحاسبة. فهل المقصود اللعب على الوقت للتوصّل إلى تسوية ما على حساب الجامعة، والذي، على ما يبدو، بدأت تتبلور ذيوله مؤخّراً؟

خوندي يستغرب ما حصل منذ أسبوعين تقريباً خلال اجتماع رابطة الأساتذة المتفرّغين، حين تقدّم رئيس مجلس المندوبين في الرابطة، الدكتور علي رحال، من مجلس المندوبين في رابطة الأساتذة، بطلب توصية من أجل إجراء تسوية في ما خص موضوع المستحقات. ويضيف: «إنه أمر خطير فعلاً، فلِمَ التسويات والقانون قد أعطانا حقّنا؟ ما قام به الدكتور رحال مُستهجَن ومُستنكَر ومُدان، ولن نتنازل عن حقّ مَنَحَنا إياه القضاء تحت طائلة الإثراء غير المشروع. نحن، خلافاً لمؤسسات القطاع العام، لا نطلب مساعدة من الدولة إنما استرجاع حقوقنا المهدورة».

تهنئة الطلاب على تحرّكهم العفوي والمفاجئ لم تفت خوندي، معتبراً أنه حين تخلّى أساتذة الجامعة عن دورهم لأسباب عديدة أبرزها انتماءاتهم السياسية، أتى تَحرّك الطلاب: «لا نريد خسارة المزيد من الأساتذة، كما علينا النضال من أجل الحفاظ على السمعة الأكاديمية والمهنية للجامعة. ما زال المستوى ممتازاً رغم كافة الصعاب باحتلالنا المرتبة الأولى في السمعة المهنية في لبنان، والمرتبة الثالثة بين جامعات الدول العربية. ولسنا مستعدّين لخسارة ما لا يعوَّض».

الوقت لا يرحم

على ضوء الانتقادات الرافضة لموقفه، نصغي لرئيس مجلس المندوبين، الدكتور علي رحال. ففي اتصال مع «نداء الوطن»، شدّد على أن الجامعة أدّت المطلوب منها بشكل كامل من خلال فريق عمل يتألف من أساتذة وطلاب موفّرة مختبراتها لتحليل نتائج الفحوصات. لكن النتيجة لم «تُقرَّش» إلّا بتحصيل قرابة 3 ملايين دولار من أصل 52 مليوناً. الاستمرار بالمطالبة بهذه الحقوق، من خلال رئيس الجامعة، والسعي للحصول على المبلغ المتبقي لأن جزءاً كبيراً منه سيكون لصالح الأساتذة، بحسب رحال. جيّد. لكن للتذكير أيضاً، حوالى 30% من المبلغ المتبقي تتحمله شركة طيران الشرق الأوسط، والباقي في ذمة الشركات الأجنبية الخاصة. فلِمَ الذهاب إلى تسوية إذاً؟ «خلال متابعتنا، تبيّن لنا أن الشركات كافة مستعدّة للتوجه إلى القضاء، ما يعني أن بِيَدها أدلّة أو حججاً قوية، وهذا لا يدعو إلى الاطمئنان. وإذ لم يُسمح لي بالاطلاع على تفاصيل العقد، من واجبي كأي رجل حقوق أو مستشار قانوني محاولة معالجة الموضوع حبّياً من خلال التفاوض أو اقتراح تسوية قبل اللجوء إلى القضاء، خاصة أن وضع الأخير حالياً لا يخفى على أحد»، كما يجيب.

أين الحكومة اللبنانية من كل ذلك؟ يقول رحال إن رئيس الحكومة المستقيلة، نجيب ميقاتي، دعا الجامعة للتوجه إلى القضاء، رغم أن الدولة كانت راعية للمسألة حين توقيع العقد وهي من طلب من الجامعة استخدام مختبراتها، ما يحتّم عليها تحمّل مسؤولياتها هي الأخرى. «لنفترض أننا توجهنا إلى القضاء، هل ستحصل الجامعة على مستحقاتها قبل خمس أو ست سنوات مثلاً؟ وهل يمكنها تحمّل هكذا فترة طويلة؟ جلّ ما قمت باقتراحه هو إمكانية اللجوء إلى مفاوضات بما أنه لا يمكن المراوحة وعدم تحقيق تقدّم. فأين المشكلة إذا كانت التسوية لمصلحة الجامعة اللبنانية؟».

هي تساؤلات كثيرة. لكن الحاجة الماسة لتأمين مداخيل إضافية لا تتيح ترف انتظار الإجابات. وضع الأساتذة يتحوّل من سيّئ إلى أسوأ، والمساهم الأكبر – أي الدولة اللبنانية – في حالة إفلاس تام ولا يُعوَّل عليها. أما عن التوجه إلى القضاء الأوروبي، فاعتبر رحال أن العقد وُقّع ونُفّذ داخل لبنان لذا يُفترض التوجه، أولاً وقانوناً، إلى القضاء اللبناني. مكتب المحاماة الذي ينتمي إليه رحال هو أحد وكلاء شركة طيران الشرق الأوسط. لكنه يصرّ على أن الأخيرة حريصة على الجامعة ولن تقصّر تجاهها: «على الصعيد الشخصي، حين أرى إمكانية لإيجاد الحلول، سأكون حاضراً للمساعدة ولن أتوانى للحظة عن العمل لصالح الجامعة. هذا واجب ومسؤولية أحملها على عاتقي وأتمنّى إيجاد المخارج المناسبة لمصلحة الجامعة أولاً».

تفادياً للأسوأ

نختم كما بدأنا بالتحرّك الطلابي الذي ضجّت به وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي. حاولنا التواصل مع بعض الطلاب المشاركين دون جدوى. نتفهّم من منطلق الحرص على سلامتهم وأمنهم كونهم ملاحقين من الأجهزة الأمنية. ونكمل لنسأل الدكتور المحامي جاد طعمه، رئيس اللجنة القانونية في المرصد الشعبي لمحاربة الفساد، كونه من متابعي الملف. فكيف وصف التحرّك؟ «لقد زادت مسؤولية أصحاب الشأن كما القضاء اليوم أكثر من أي وقت مضى. نحن لا نريد أن نرى طلاباً ملاحقين من قِبَل الأجهزة المختصة لأنهم استشعروا الخطر المحدق بالجامعة اللبنانية التي تُعتبر بيتهم وملاذهم والتي لا بديل عنها لإكمال تحصيلهم العلمي. ونعرف تمام المعرفة أن هذه الجامعة بالذات تتوجّه إلى الطبقتين الفقيرة والمتوسطة من المجتمع اللبناني».

أصابع الاتهام تتطاير باتجاه من يريد قتل طموح شباب لبنان بالتعلّم ملقياً بهم في مستقبل مجهول بلا شهادات جامعية. ما حصل، بالنسبة لطعمه، ليس سوى إنذار مبكر حول حاجة ماسة لالتفاتة مجتمعية إلى هذه القضية وإيصال حقوق الجامعة إلى برّ الأمان. الأساتذة مستمرون بتأدية مهامهم الأكاديمية والطلاب يأملون. لكن متى ينفد الصبر والقدرة على الصمود؟ «لا بد من إيجاد حل سريع ومن توافُر يقظة وصحوة ضمير لدى كافة المعنيين بهذا الملف. وعلى من استلم مبالغ على سبيل الأمانة وأبقاها في حوزته أن يعيدها دون الدخول في لعبة فرض المساومات والتسويات مع صاحب الحق».

حقوق الجامعة فوق التسويات

مستحقات الجامعة تتبخّر

التحركات الطلّابية
Continue Reading

أخبار العالم

معركة الرئاسة الأميركية… شبح ترامب

Avatar

Published

on

قلبت مستجدّات معركة الرئاسة الأميركية الحساباتبعد انسحاب جو بايدن من السباق بات مطلب حملة الرئيس السابق دونالد ترامب تنحّيه لإتاحة المجال للتصويب على كامالا هاريس. وفي انتظار تبنّي الحزب الديمقراطي ترشيح بديل عن الرئيس الحالي، سواء هاريس أو غيرها، تقتضي الحملة الترامبيّة الهجوم على إرثه.

باتت العين على كيفية إفادة بنيامين نتنياهو شخصياً، وإسرائيل استراتيجياً، من تقدّم حظوظ ترامب لمواصلة حربها الوجودية ضدّ الفلسطينيينوصار على إيران أن تراجع حساباتها مع واشنطنفهي راهنت على التفاهم مع الإدارة الديمقراطيةوهي الآن متوتّرة ومتردّدة في طريقة التأقلم. مع البحث عن أسباب التصعيد العسكري في حرب الجبهات المتعدّدة، تجهد الأوساط المختلفة في تحديد هويّة الجهة المستفيدة منه وأهدافه وأسبابهفي المقابل هناك من يجزمإنّه شبح ترامب يا صديقي. 

Follow us on Twitter

من أين يفترض احتساب موجة التصعيد التي تشهدها الجبهات الواقعة تحت شعار وحدة الساحات، بما فيها جبهة جنوب لبنان؟ هل من قصف الميليشيات العراقية الموالية لإيران لقاعدة عين الأسد في العراق في 16 تموز، حيث توجد القوات الأميركية؟ أم من اغتيال مسيّرة إسرائيلية رجل الأعمال السوري الناشط لمصلحة بشار الأسد وإيران ماليّاً واقتصادياً، براء قاطرجي في 15 الجاري؟

البحث عن أسباب التّصعيد ومَن وراءه

أم هذا التصعيد ارتقى إلى ذروة جديدة بفعل كثافة الاغتيالات المتتالية لكوادر وقادة الحزب وآخرهم في بلدة الجميجمة في 19 تموز، وهو ما دفع الحزب إلى استهداف 3 بلدات جديدة في الجليل بصاروخ أدخله للمرّة الأولى إلى ترسانة الاستخدام؟ هل الذروة الجديدة للحرب هي قصف الحوثيين تل أبيب بمسيّرة قتلت مدنياً، ثمّ قصف إسرائيل مستودعات النفط في الحديدة، وهو أمر لم تقُم بمثله غارات التحالف الدولي؟ أم هي تدمير الطائرات الإسرائيلية للمرّة الأولى مستودعاً لصواريخ الحزب في عمق الجنوب في عدلون في قضاء الزهراني؟

ترامب الذي أكّد أنّه سينهي الحروب التي اندلعت في عهد بايدن، قد يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة

إدارة بايدن ونهاية منظومة.. وانتقام نتنياهو

في اعتقاد متابعين عن كثب للداخل الأميركي أنّ انسحاب بايدن فتح باباً كبيراً على تحوّلات جذرية في السياسة الأميركية وتعاطي إسرائيل معها، أبرزها:

ترامب

– نهاية عهد منظومة حوله آمنت بإمكان الاتفاق مع إيران. وهي امتداد لعهد باراك أوباما واتفاقه مع طهران على الملف النووي في 2015.
– لذلك لجم بايدن نتنياهو عن ضرب إيران بقوّة في نيسان الماضي ردّاً على ردّها على قصف قنصليّتها في دمشق. يقيم أصحاب هذا التقويم وزناً لتهديد بايدن لنتنياهو في حينها بـ”أنّك ستكون لوحدك” إذا وقعت الحرب. وبالموازاة فإنّ نتنياهو سيكون “انتقامياً” في التعاطي مع ما بقي لبايدن من مدّة في البيت الأبيض.
– بعد الأمس، شلّ ضعف وشيخوخة بايدن قدرة أميركا على لجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، حتى لو بقي بايدن في منصبه. فإدارته عرجاء غير قادرة على اتّخاذ القرارات. والدليل ضربة إسرائيل للحديدة ردّاً على قصف ذراع إيران الفاعلة، الحوثيين، تل أبيب. الجيش الإسرائيلي نفّذ الردّ مباشرة من دون تنسيق وتعاون مع الأميركيين، واكتفى بإعلامهم. ويقول المتابعون لما يجري في كواليس الدولة في أميركا إنّ هناك شعوراً بأنّ إسرائيل قامت بالضربة بالنيابة عن واشنطن. فالأخيرة كانت تراعي علاقتها مع إيران في ضرباتها للحوثيين، فتتجنّب الغارات الموجعة.

طهران المتوتّرة تضغط لاتّفاق مع بايدن أم فقدت الأمل؟

– مقابل الاعتقاد بأنّ طهران تستعجل، تفاهماً مع بايدن قبل رحيله، يظهر اعتقاد معاكس. فهي لم تعد تراهن على ذلك لأنّ ترامب قال إنّه سيلغي كلّ ما فعله بايدن. وبالتالي تصرّ على استعراض قوّتها استباقاً لضغوط ترامب الآتية والمرجّحة، ضدّها. إذ إنّ أحد مكوّنات حملة المرشّح الجمهوري هو هجومه على بايدن لتركه إيران تصل إلى العتبة النووية. والتقارب بين نتنياهو وترامب في شأن الملفّ النووي الإيراني قد يقود إلى سياسات تلهب المنطقة.

يصعب أن تمرّ هذه التوقّعات التي ستخضع بالتأكيد لامتحان في الأشهر المقبلة، على وقع دينامية الحملة الانتخابية، بلا تشكيك

هوكستين سينكفئ؟

– زيارة نتنياهو لواشنطن حيث سيلقي خلال ساعات كلمته أمام الكونغرس كانت المحطّة التي أخّرت المفاوضات على اتّفاق الهدنة. استبقه بتصويت الكنيست على رفض الدولة الفلسطينية، الذي يتّفق عليه مع ترامب غير المعنيّ بحلّ الدولتين بل باتّفاقات أبراهام للتطبيع العربي الإسرائيلي. وهذا ما يطمح إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا سيما أنّ ترامب قال لبايدن في المناظرة التلفزيونية: “لماذا لا تترك لإسرائيل مهمّة القضاء على حماس؟”.

– يرجّح شلل إدارة بايدن انكفاء مهمّة الوسيط الأميركي آموس هوكستين لخفض التوتّر بين الحزب وإسرائيل. فتحرّكه لهذا الغرض يهدف لصوغ اتفاق على إظهار الحدود البرّية بين الدولة العبرية ولبنان، وعلى إعادة الهدوء على جانبَي الحدود. والمعطيات لدى شخصيات لبنانية تتواصل مع واشنطن تفيد بأنّ أكثر من موظّف ومستشار لبايدن أخذوا يبحثون عن وظيفة أخرى منذ الآن. وهذا يقود إلى تقدم المساعي الفرنسية في شأن التهدئة في الجنوب.

يصعب أن تمرّ هذه التوقّعات التي ستخضع بالتأكيد لامتحان في الأشهر المقبلة، على وقع دينامية الحملة الانتخابية، بلا تشكيك. فالأمر يتوقّف على طريقة استيعاب الديمقراطيين لأضرار ما خلّفه أداء بايدن في الأشهر الأخيرة. فهم يأملون التعويض عنها وجذب شرائح من الناخبين لإسقاط الرئيس السابق. وللملفّات الداخلية المتعلّقة بالاقتصاد والبطالة والهجرة والإجهاض أهمّية تتقدّم على السياسة الخارجية. وفي كلّ الأحوال فإنّ من الحجج التي يسوقها من يتشكّكون في صحّة الاستنتاجات التي ترافق صعود ترامب وفق أصحاب وجهة النظر المقابلة:

ضدّ الحروب ويصعب توقّع أفعاله

1- يستحيل توقّع ما سيقوم به ترامب (UNPREDICTIBLE). فهو صاحب مفاجآت تصدم مؤيّديه بقدر ما تفاجئ خصومه.

2- ترامب متقلّب. فهو أعلن قبل أسبوعين أنّه غيّر رأيه بالنسبة إلى حظر تطبيق “تيك توك” في سياق المواجهة التي يعطيها أولوية مع الصين. وقال إنّه لن يمنعه.

3- على الرغم من تأكيده منذ تشرين الأول الماضي أنّه مع دعم إسرائيل في حربها في غزة حتى النهاية، فهو دعا نتنياهو في 17 آذار الماضي إلى إنهاء الحرب والعودة إلى السلام.

ترامب متقلّب. فهو أعلن قبل أسبوعين أنّه غيّر رأيه بالنسبة إلى حظر تطبيق “تيك توك” في سياق المواجهة التي يعطيها أولوية مع الصين. وقال إنّه لن يمنعه

4- ترامب الذي أكّد أنّه سينهي الحروب التي اندلعت في عهد بايدن، قد يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة. فتدحرج المواجهات في القطاع وجنوب لبنان واليمن وسوريا والعراق، كما هو حاصل راهناً، يستدرج أميركا. وهو ما لا يريده المرشّح الجمهوري.

… لكنّه قصف سوريا وقتل سليماني

يردّ المتابعون للتحوّلات التي ستحدثها وقائع الانتخابات الأميركية:

– صحيح أنّ ترامب لا يريد حروباً. لكنّه هو الذي أمر بقصف سوريا في نيسان 2017 ردّاً على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في خان شيخون. وأدّى القصف إلى ضرب جزء مهمّ من سلاح الجوّ السوري.

– هو الذي أعطى الأمر بقتل قاسم سليماني مطلع 2020. وردّت إيران بقصف قاعدة عين الأسد بطريقة متفاهم على محدوديّتها كما سبق أن كشف ترامب نفسه قبل أشهر.

– مقولة ترامب بإنهاء الحروب تتعلّق بحرب أوكرانيا التي يقف جزء من الرأي العام الأميركي ضدّ رعايتها من قبل أميركا.

– المرجّح أن يسحب القوات الأميركية من العراق وسوريا غير آبه بما يخلّفه ذلك من فوضى التناقضات الداخلية والتدخّلات الخارجية.

أساس ميديا

لمتابعة الكاتب على X:

@ChoucairWalid

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل الضربة الحوثية لإسرائيل والردّ عليها سيغيّران في مسار الحرب؟!

Avatar

Published

on

لا يبدو أنّ الضربة الحوثية لإسرائيل والردّ عليها سيغيّران في مسار الحرب. ويجوز لنا وقد اقتربت نهايات هذه الحرب المدمّرة أن ندلي ببعض التوقّعات أو النتائج، وأهمّها ضخامة خسائر الفلسطينيين في القطاع والضفّة، وخسائر حماس والتنظيمات الأخرى، وهي كبيرة. والإسرائيليون الذين قتلوا كثيراً لن يكونوا آمنين إن لم يوافقوا على دولة فلسطينية. ويستطيع الإيرانيون القول إنّهم كسبوا الشراكة الدائمة في القضية الفلسطينية، كما كسبوا اضطرار الولايات المتحدة إلى مراعاة جانبهم هم وميليشياتهم في مقبل السنين.

Follow us on Twitter 

الطريف أنّه عندما كانت إحدى مسيّرات الحوثيين تصل إلى تل أبيب وتقتل خمسينيّاً، كان رئيس الأركان الأميركي يصرّح أنّ الفريق الأميركي/البريطاني المسمّى: حارس الازدهار ليس كافياً لإخماد التحدّي الحوثيّ بالبحر الأحمر وخليج عُمان والمحيط الهندي، وأنّه لا بدّ من السياسة والدبلوماسية للإقناع بوقف الهجمات التي أزعجت التجارة الدولية وأمن البحار. لا نعرف بالتحديد ماذا كان القائد الأميركي يقصد بالإجراءات التكميلية اللازمة لكفّ إصرار الحوثي: هل يقصد التفاوض في مسقط مع الإيرانيين وبينهم حوثيون أم يقصد تقديم “الإغراءات” لهم على الأرض وفي المفاوضات اليمنية – اليمنية الجارية تحت عيون المبعوث الأميركي والمبعوث الدولي؟

عندما احتفل الحوثيّون والإيرانيّون

كان الحوثيون يصرّحون أنّ هجماتهم دخلت المرحلة الرابعة التي تعني التحرّك في البحر المتوسط أيضاً. وقد صرّح الإسرائيليون بعدما ضربوا ميناء الحديدة أنّهم صبروا على مئتين وخمسين ضربة حوثية لم نسمع عنها شيئاً لأنّه يبدو أنّها ما كانت تصل إلى أراضي دولة الكيان!

لقد احتفل الحوثيون والإيرانيون والحزب بالإنجاز. وقالوا بعد الضربات الإسرائيلية إنّهم لن يتوقّفوا على الرغم من الخسائر الكبيرة والقتلى والجرحى. فهل سيغيّر التدخّل الحوثي في المشهد الجاري منذ أكثر من تسعة أشهر؟

لقد احتفل الحوثيون والإيرانيون والحزب بالإنجاز. وقالوا بعد الضربات الإسرائيلية إنّهم لن يتوقّفوا على الرغم من الخسائر الكبيرة والقتلى والجرحى

الأميركيون ووزير الدفاع الإسرائيلي ذهبوا إلى أنّ المفاوضات مع حماس من خلال قطر ومصر ستصل إلى نهايات واعدة خلال أيام. وقد انحصرت الخلافات بعد الاتفاق على كلّ شيء في مصائر معبر فيلادلفي الذي لا يريد الإسرائيليون الانسحاب منه، كما لا يريدون تسليمه لشرطةٍ من عند حكومة أبي مازن. وهناك خلافٌ آخر يتعلّق بالانتشار الإسرائيلي في وسط القطاع وقسمة غزة إلى طرفين لا يلتقيان: فهل يكون الحلّ في إحلال جنود أميركيين في الموقعين؟ الأميركيون لا يريدون ذلك، والإسرائيليون يتحدّثون عن إمكان الاستعانة بقوّةٍ أوروبية بعد وقف إطلاق النار!

من الخاسر الأوّل؟

يومُ ما بعد وقف النار يبعث على الخطورة والترقّب. لكن هل يمكن الحديث الآن عن نتائج الحرب أو من انتصر ومن خسر؟ الخاسر الأوّل بالفعل الشعب الفلسطيني وليس في غزة فقط التي فقدت العمران والإنسان، بل وفي الضفة الغربية التي قُتل فيها المئات، وزاد الأسرى على عشرة آلاف، وأُضيفت إليها أعباء عشرات المستوطنات إلى مئاتٍ أخرى يسكنها مئات الألوف. والخاسر الثاني بالطبع أيضاً حماس والفرق المقاتلة الأُخرى التي فقدت الآلاف من عسكرها وفدائيّيها.

الحرب

أمّا إسرائيل، وعلى الرغم من أنّ خسائرها العسكرية والاقتصادية هائلة من وجهة نظرها، فإنّها لم تنتصر، ليس بسبب أنّ حماساً وحلفاءها ما يزالون يقاتلون، بل ولأنّ المستقبل يقول منذ الآن إنّ أحداثاً مشابهةً يمكن أن تتجدّد على الكيان إلى ما لا نهاية، وبخاصّةٍ أنّ نتنياهو واليمين لا يريدون دولةً فلسطينيةً مهما كلّف الأمر.

لا يبدو أنّ الضربة الحوثية لإسرائيل والردّ عليها سيغيّران في مسار الحرب

ماذا عن الطرف الإيراني وحلفائه من الميليشيات المنتشرة على حدود الكيان؟ ولست أقصد لبنان واليمن والعراق وسورية، بل ما يراه المراقبون أنّ إيران صارت أكثر تحكّماً بالملفّ الفلسطيني، وليس بسبب الحزب فقط بل وبسبب حماس وبعض الميليشيات. لقد تبيّن أنّ “رجولة” الحزب في المواجهة والصبر على الخسائر ليست فريدة، بل هناك أيضاً الحوثي الذي يستطيع الإضرار بالولايات المتحدة وبريطانيا والمصالح البحرية لسائر الأمم. ثمّ إنّ التفاوض لا ينجح إلا بحضور إيراني من نوعٍ ما، وأمل وطموح بشأن النووي وبشأن الحصار الاقتصادي.

لقد ظنّ المراقبون أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يريد الهدنة، ويريد الانتصار المطلق الذي يُزيل حماساً، بيد أنّ الضربات على الحديدة تزيد من اشتعال الحرب، ولن تُكسب إسرائيل المزيد على أيّ حال، كما أنّ الإسرائيليين في غالبيّتهم يريدون وقف الحرب.

إنّها حرب هائلة خسر فيها الفلسطينيون، وحقّق الآخرون إنجازات خالطتها آلام وتضحيات. وبغضّ النظر عمّا يريده نتنياهو حقّاً، ستتوقّف الحرب، لكنّ اليوم التالي بعد الحرب سيكون أصعب وأصعب. فهل كان للإقدام على الحرب معنى؟

أساس ميديا

لمتابعة الكاتب على X:

@RidwanAlsayyid

Continue Reading

أخبار العالم

هل تستقبل إيران ترامب… بقنبلة نوويّة؟

Avatar

Published

on

مع ارتفاع حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة إلى البيت الأبيض، بدأت هواجس الدول التي تأثّرت بسياسته تتحوّل إلى قلق حقيقي. وعلى رأس هذه الدول إيران، التي يذكرها ترامب ومرشّحه لمنصب نائب الرئيس جي فانس في كلّ مناسبة على أنّها من إخفاقات الإدارة الحالية ومثال على ضعف الرئيس جو بايدن. فهل تدخل إيران النادي النووي، كي تستقبل ترامب بـ”القنبلة”؟

الوضوح الذي تحدّث به المرشّح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب وفريقه عن إيران كفيل بأن يجعل إيران من أكثر الدول قلقاً من عودة ترامب، خصوصاً أنّ ترامب التزم بوعوده الانتخابية في ولايته الأولى وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران وفرض على طهران عقوبات مشلّة، وأعطى الأمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
Follow us on Twitter

مع ارتفاع حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة إلى البيت الأبيض، بدأت هواجس الدول التي تأثّرت بسياسته تتحوّل إلى قلق حقيقي

هذا الوضوح في نيّات الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب واستعدادهم لانتهاج سياسة أكثر صرامة مع إيران يضعان طهران أمام خيارات محدودة وصعبة. فإذا دخلت في صفقة مع الإدارة الحالية فستكون هناك خشية من تكرار التجربة السابقة حين انسحب ترامب من الاتفاق.

هناك أيضاً خشية من أن تفقد إيران فرصة ترجمة إنجازاتها الاستراتيجية بعد عملية طوفان الأقصى إلى مكاسب مع الغرب وواشنطن في حال وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

لعبة الوقت التي تتقنها طهران ليست لمصلحتها لأنّ الانتخابات الرئاسية الأميركية على بعد أقلّ من خمسة أشهر، وأيّ رهان أو مغامرة قد تطيح بمكاسب إيران الاستراتيجية التي حقّقتها خلال السنوات الأربع الأخيرة.

سياسة واشنطن تجاه إيران أصبحت جزءاً من التراشق الانتخابي بين المرشّحين الرئاسيين، خصوصاً أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تتّهم ترامب بأنّه وراء خروج الملفّ الإيراني عن السيطرة بسبب خروج واشنطن من الاتفاق الذي سمح لطهران بتطوير قدراتها النووية.

بلينكن أعلن أمس الأول أنّ إيران “قد تكون أصبحت قادرة على أن تنتج موادّ ضرورية لسلاح نووي خلال أسبوع أو أسبوعين”

“طوفان الأقصى”… شغَل العالم عن “النّوويّ”

سرعة نشاطات إيران النووية وتوسيعها يرتبطان ارتباطاً مباشراً بحدّة النزاعات في المنطقة. إيران استغلّت انشغال الغرب بحروب في المنطقة لإطلاق العنان لمشاريعها النووية. فترات حصار العراق ثمّ اجتياحه والحرب على الإرهاب بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 ودخول الولايات المتحدة المستنقع الأفغاني، سمحت لإيران بأن تطوّر قدراتها العسكرية والنووية. وجاء “طوفان الأقصى” ليشغل العالم مؤقّتاً عن الملفّ النووي الإيراني المرشّح دائماً لأن يتحوّل إلى أزمة كبرى في حال ثبت أنّ إيران بدأت بنشاطات نووية عسكرية.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن أمس الأول أنّ إيران “قد تكون أصبحت قادرة على أن تنتج موادّ ضرورية لسلاح نووي خلال أسبوع أو أسبوعين”، في حال قرّرت ذلك. وقال: “لسنا في مكان جيّد الآن”، في وصفه لواقع الملفّ النووي الإيراني.

ألقى بلينكن اللوم على إدارة ترامب السابقة لانسحابها من الملفّ النووي، إذ يعتقد أنّ طهران كانت بحاجة إلى اثني عشر شهراً لإنتاج موادّ نووية لأغراض عسكرية من موعد اتّخاذها هذا القرار.

نتنياهو سيحاول جذب واشنطن إلى مقاربته في ما يخصّ الملفّ النووي الإيراني، بينما تفضّل إدارة بايدن الخيار الدبلوماسي

تشير تصريحات بلينكن إلى احتمال اندلاع أزمة مع إيران في الأشهر القليلة الباقية من ولاية بايدن الأولى. وهذا يرتبط بحسابات طهران إذا ما قرّرت القيام بخطوة تصعيدية على مستوى مشروعها النووي مستفيدة من انشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية أو ربّما تحسّباً واستباقاً لعودة ترامب الذي تعهّد بمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.

يُتوقّع أن يعود الملفّ النووي الإيراني إلى الواجهة أثناء زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لواشنطن، حيث من المقرّر أن يلقي خطاباً أمام الكونغرس الأميركي بمجلسَيه النواب والشيوخ.

نتنياهو سيحاول جذب واشنطن إلى مقاربته في ما يخصّ الملفّ النووي الإيراني، بينما تفضّل إدارة بايدن الخيار الدبلوماسي. إسرائيل تريد من واشنطن أن تقود حلفاً من أجل وقف المشروع النووي الإيراني حتى لو استلزم الأمر ضربة عسكرية ضدّ المنشآت النووية الإيرانية.

تقدُّم المشروع النووي الإيراني واقترابه من التحوّل إلى قوة عسكرية، سيرفع من الثمن الذي تطلبه إيران للتراجع عن ذلك في حال قبلت مستقبلاً الدخول في صفقة مع واشنطن وربّما ترامب الذي يتقن “فنّ الصفقات”.

الخوف أن تستقبل إيران ترامب بـ”قنبلة” نووية. هل يعاملها حينها مثلما يعامل “صديقه” الكوريّ الشمالي كيم جونغ أون؟

لمتابعة الكاتب على x:

@mouafac

أساس ميديا

Continue Reading