Connect with us

أخبار مباشرة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة… زياد المكاري: قبول الرأي الآخر هو أنبل ما يمكن!

Avatar

Published

on

إحتفل مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت باليوم العالمي لحرية الصحافة 2023، مع انطلاق مؤتمر إقليمي، بالتعاون مع وزارة الإعلام وبدعم من “مركز الخليج لحقوق الإنسان”.

افتتح المؤتمر وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، في حضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، النائبة حليمة القعقور،الوزيرة السابقة مي شدياق، المدير العام لوزارة الاعلام حسان فلحة، مديرة مكتب اليونسكو الاقليمي في لبنان والعالم العربي كوستانزا فارينا وممثلين عن المؤسسات الاعلامية والمواقع إلكترونية والجمعيات والمنظمات الاهلية والاجتماعية في لبنان والعديد من الدول العربية.


تابع أخبارنا عبر ‘Twitter’


وفي الجلسة الافتتاحية, قال مكاري: “بداية، اسمحوا لي أن أتوجه لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بتحية احترام وتقدير وشكر لكل العاملين في الصحافة على أنواعها.

في هذه المناسبة، أود أن أشير الى أن وزارة الاعلام سبق أن اطلقتْ في اليوم العالمي لحرية الصحافة جائزة سمير كساب للتصوير من اجل تسليط الضوء على قضيته، وهو مصور خطف في سوريا خلال أداء مهمته في العام 2013. وهذه دعوة للمجتمع الدولي للمساهمة في كشف مصير سمير.

ربما، هو اليوم الوحيد الذي لا يرتبط تاريخه بعطلة رسمية للعاملين في القطاع، لأن الصحافة هي نبض المجتمع، والنبض إن توقف، كما الإنسان، يموت المجتمع. ثلاثة عقود مرت على إعلان الجمعية العمومية للأمم المتحدة تاريخ 3 ايار يوما عالميا لحرية الصحافة، بناءً على توصية المؤتمر العام لليونيسكو عام 1991، وما زلنا منذ ذلك الوقت نطمح الى الحفاظ على حرية هذه الصحافة واستقلاليتها وتعدديتها، وما زال الصحافيون في مختلف أنحاء العالم وبنسب متفاوتة، يتعرضون للقمع والضغط والقتل والابتزاز والتحرش والخطف والهجمات الالكترونية وغيرها من ادوات كم الأفواه وإسكات الكلمة الحرة. إلا انه على الرغم من كل التضحيات، والمشقات، والعوائق ما زالت الصحافة الحرة تدافع عن حقوق المجتمع: فهي صوت الناس العاديين، وهي صوت الحق في وجه الظالم”.

وأضاف: “وعليه، واجبنا نحن السلطات الرسمية أن نصون حرية الصحافة، بغض النظر عن الاختلاف والانقسام في الآراء السياسية. فاحترام التعددية هو ركن من اركان الديمقراطية التي نتغنى بها. وقبول الرأي الآخر هو أنبل ما يمكن ان ترتقي اليه الشعوب. وهذه الحرية تصان اولا عبر القوانين التي تحمي حرية الصحافة وسلامة الصحافيين وتخولهم الحصول على المعلومات اللازمة للقيام بعملهم الإعلامي بشكل علمي وموضوعي، وثانيا عبر التوعية على حقوقهم واساليب حمايتهم من المخاطر التي تهددهم.

لذلك حرصت، منذ بداية ولايتي في وزارة الاعلام، على ضمان هذه الحقوق من خلال صياغة جديدة لقانون اعلام عصري (بالتعاون مع مكتب اليونيسكو) يضمن سلامة الصحافيين وحرية التعبير ويلغي الاحكام السجنية وينظم مهنة الصحافة بشكل يضمن الحقوق المهْنية، على أمل ان يتعافى الاقتصاد اللبناني فينال الصحافيون حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية”.

وأضاف: “إيمانا منا بأن الإعلاميين والأكاديميين والقانونيين والنقابات وهيئات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية هم شركاؤنا في قضية الدفاع عن الحريات، وجدنا من الضروري اخذ اقتراحاتهم وهواجسهم وتطلعاتهم في الاعتبار وادخالها في التعديلات التي سوف نرفعها قريبا الى مجلس النواب.

ما نطمح اليه هو حرية كاملة ومسؤولة، حرية لا حدود لها إلا ما يشكل خطرا على المجتمع مثل الأخبار الزائفة والمضللة وخطاب الكراهية الذي يولد القسمة والتفرقة. تعرفون جميعا ان لبنان يمر بأزمات اقتصادية، واجتماعية، وبيئة ومؤسساتية خانقة. إلا أنني كمواطن لبناني بالدرجة الاولى، أفتخر بأن بلدنا ما زال يتمتع الى حد كبير بنعمة حرية التعبير. وحرية التعبير هذه هي العمود الفقري للصحافة. فلا صحافة حرة (وبالتالي لا مساءلة، ولا محاسبة، ولا أحلام ولا طموحات)، من دون حرية التعبير. لذلك أوجه نداء خاصا للصحافيين بأن يتمسكوا بحرية التعبير، ويدافعوا عنها مهما تطلب ذلك من جهود. في زمن نخسر فيه كل شيء فلندافع كي لا نخسر حرية التعبير، ومعها ننطلق قدما نحو استعادة عافيتنا الاقتصادية والمجتمعية”.

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا: “يسعدني أن أنضم إلى اليونسكو واليكم جميعا في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة للإشادة بالعمل البالغ الاهمية والتضحيات التي يقوم بها الصحافيون والعاملون في مجال الإعلام في لبنان والمنطقة وحول العالم ولإدراك التأثير الكبير الذي يتركونه على حياتنا اليومية.

لقاؤنا اليوم في بيروت هو في حد ذاته رمزي بسبب الدور المؤثر الذي لعبه الإعلام تاريخيا في لبنان. من المهم جدا الحفاظ على الانفتاح في لبنان والمساحة التي توفرها لحرية الصحافة وحرية التعبير.

لقد تطور عالم الإعلام وتوسع الى حد كبير خلال العقدين الماضيين في جميع انحاء العالم. وسائل الإعلام والتقنيات الجديدة تزداد وتصل إلى المزيد من الناس. الصحافة التقليدية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة تبحث أيضاً عن آفاق جديدة. لكن المهمة في وسط هذه الوفرة من وسائل الإعلام تبقى واحدة، لإبقاء الناس على اطلاع”.

ورأت أنه “لا يمكن للمجتمعات الديمقراطية أن تزدهر وتتطور من دون صحافة نشطة وحرة”، قائلة: “تسمح الصحافة الحرة للناس ممارسة حقهم في المعرفة وتوسيع وتنويع معارفهم واتخاذ قرارات مستنيرة. لا تقوم الصحافة الحرة بإعلام الناس فحسب، بل إنها تمكن المجتمع ككل من خلال إتاحة الوصول للمعلومات والتطورات التي تؤثر على حياتهم جميعا، بل وتجعل من الممكن للأشخاص مساءلة سلطاتهم عند الضرورة. دورها حاسم في تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان وتمكين الفئات المهمشة، مثل النساء والأشخاص ذوي الإعاقة والضعفاء من خلال جعل أصواتهم مسموعة وفهم احتياجاتهم وحقوقهم”.

وأضافت: “خلال السنوات الثلاثين الماضية، منذ أن بدأت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، تم إحراز تقدم في الاعتراف بأهمية حرية الصحافة وتنفيذها. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كثيرة والتي تحتاج إلى معالجة. لا يزال الصحافيون يجدون أنفسهم مهددين أو مستهدفين بسبب قيامهم بعملهم. على المستوى العالمي، قتل ما لا يقل عن سبعة وستين عاملا إعلاميا خلال عام 2022، بزيادة قدرها 50 في المئة عن العام الذي يسبقه/2021. وتعرض آخرون للاختفاء القسري والاختطاف والاحتجاز التعسفي والمضايقات القانونية والعنف الرقمي، مع استهداف النساء بشكل خاص. يجب على الحكومات والسلطات الوطنية أن تتخذ المزيد من الإجراءات لوقف هذه الجرائم وضمان حماية الصحافيين”.

وتابعت: “حرية التعبير، المنصوص عليها في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنها الحق في “البحث عن المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها من خلال أي وسائل اعلامية وبغض النظر عن الحدود”، يتم تقييدها وتعرضها للهجوم في كثير من الحالات، الامر الذي بدوره يؤثر على إعمال حقوق الإنسان الأخرى للأفراد. وسائل الإعلام بحاجة إلى بيئة مواتية لكي تزدهر. ويكون ذلك ممكنا فقط عندما تكون مدعومة بالقوانين والهياكل القانونية اللازمة. في الأسبوع الماضي، اقترحت وزارة الإعلام واليونسكو نسخة محسنة جديدة من قانون الإعلام في لبنان تهدف إلى تعزيز المشهد الإعلامي، بما يتماشى مع المعايير الدولية ويضمن حرية التعبير وحماية الصحافيين.
آمل أن يعطي مجلس النواب اللبناني هذا الأمر الإلحاح الذي يستحقه من خلال الإسراع في اعتماد قانون الإعلام الحديث والتقدمي الجديد.

وأضافت: في غضون ذلك، أثرت الأزمة الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة في لبنان بشكل كبير على المؤسسات الإعلامية والصحافيين. ننسى أحيانا انه خلال تغطية المصاعب والصراعات والشدائد، يمكن أن يتأثر الصحافيون أنفسهم بنفس القدر. هذا يعيدنا إلى القضية الرئيسية: الإصلاحات. حيث تحتاج السلطات اللبنانية إلى وضع وتنفيذ الإصلاحات اللازمة بشكل سريع لإعادة لبنان إلى طريق التعافي الذي يلبي احتياجات جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك وسائل الإعلام”.

ولفتت فرونتسكا الى أن “التحدي الكبير الآخر هو انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة التي تساهم أحيانا في انتشار خطاب الكراهية والعداء”. وقالت: “من واجب الصحافيين الدفاع عن الحقيقة ومشاركة المعلومات التي تم التحقق منها ومواجهة انتشار الأخبار المزيفة. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال منح وسائل الإعلام الحرية والوصول اللازمين. تأتي حرية الصحافة مع مسؤولية كبيرة. تعتبر أخلاقيات وسائل الإعلام التي تتمحور حول الحقيقة، الدقة، الاستقلال، الإنسانية والمساءلة، ضرورية للتأثير الصحيح على الناس. إذا لم تمارس بشكل مسؤول، يمكن لحرية الصحافة أن تزرع الانقسامات بدلا من التضامن، ويمكن أن تنشر الكراهية بدلا من التسامح والتفاهم، وهو ما يمكن أن يكون خطيرا للغاية في المجتمعات الهشة. بالنظر إلى المستقبل، يلعب الإعلام دورا مركزيا في إعادة بناء مستقبل أفضل في لبنان والمنطقة. بالنسبة للأمم المتحدة، تعتبر وسائل الإعلام شريكا مهما في الترويج للأولويات العالمية، بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة التي توفر آفاقا لعالم أكثر ازدهارا. وكونه الأقرب إلى الناس، يمكن للإعلام أن ينقل آمالهم وتطلعاتهم ويفتح النوافذ للمعلومات والمعرفة”.

وقالت مديرة مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت: “يشرفني حقا أن أرحب بكم ترحيبا حارا في الاحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2023.

اسمحوا لي بداية أن أعرب عن امتناني لمعالي الوزير على الشراكة القوية وانخراطه مع اليونسكو في موضوعات رئيسية استراتيجية ذات صلة بوسائل الإعلام، لا سيما بشأن قانون الإعلام الحديث مؤخرا، والذي نأمل أن تتم مناقشته قريبا في المجلس النيابي. كما أود أن أعرب عن تقديري الشخصي لمنسقة الأمم المتحدة الخاصة للبنان على حضورها هنا اليوم وعلى الدعم والرعاية الجيدة التي وجهت دائما تعاوننا. نتذكر اليوم أنه في عام 1993، أي قبل 30 عاما بالضبط، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 3 مايو (أيار) يوما عالميا لحرية الصحافة.
كان هذا الإعلان بمثابة بداية لإحراز تقدم كبير نحو تمكين الصحافة الحرة وحرية التعبير في جميع أنحاء العالم. يحتفل بهذا اليوم كل 3 مايو، وموضوع هذا العام هو “تشكيل مستقبل للحقوق: حرية التعبير كمحرك لجميع حقوق الإنسان الأخرى”، مما يدل على تمكين حرية التعبير من التمتع بجميع حقوق الإنسان الأخرى وحمايتها”.

وأضافت: “اختتمت لتوها الذكرى السنوية الدولية لليوم العالمي لحرية الصحافة بقيادة اليونسكو قبل ساعات قليلة. تم الاحتفال به أمس في نيويورك في مقر الأمم المتحدة، مع الدول الأعضاء، والهيئات الحاكمة، وشركاء من الأمم المتحدة، ووسائل الإعلام، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني. أنا فخورة جدا بأن لبنان أيضا ينضم إلى العالم ويستضيف احتفالات للتعبير عن حالة حرية الصحافة وكيف يمكننا المساهمة بشكل جماعي في تقدمها. وشاركت مديرة اليونسكو الأخبار حول الفائزين الثلاثة الجدد بجائزة 2023 لليونسكو/ غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة، والتي تم الإعلان عنها للتو. وقد حصلت ثلاث صحفيات إيرانيات، وهن نيلوفر حميدي وإله محمدي ونرجس محمدي، على الجائزة من قبل لجنة التحكيم في الاحتفالات الدولية في نيويورك. ثم نقلت فارينا كلمات المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، التي قالت في تلك المناسبة الآن أكثر من أي وقت مضى، من المهم أن نشيد بجميع الصحفيات اللواتي يمنعن من أداء وظائفهن ويواجهن التهديدات والاعتداءات على سلامتهن الشخصية. اليوم نحترم التزامهن بالحقيقة والمساءلة.على مدار الثلاثين عاما الماضية، أخذتنا الاحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة في رحلة، حيث سلطت الضوء على الحق في حرية التعبير والتأكيد على الجوانب المختلفة لأهمية حرية الصحافة. ومع ذلك، في مواجهة الأزمات المتعددة، تتعرض حرية الإعلام، وسلامة الصحافيين، وحرية التعبير، فضلا عن حقوق الإنسان الأخرى، للهجوم بشكل متزايد. مع دخولنا العقد الأخير لتلبية طموحات جميع البلدان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها كل دولة عضو في الأمم المتحدة لمستقبل الكوكب، فإن اليوم العالمي لحرية الصحافة هو دعوة للتأكيد على حرية التعبير كشرط مسبق ضروري للتمتع بجميع حقوق الإنسان الأخرى. بالفعل، لقد شهدنا تقدما كبيرا على مستوى العالم في مجال حرية الصحافة على مدار الثلاثين عاما الماضية مع نهاية حكم الحزب الواحد أو الحكم العسكري في العديد من البلدان ومع نمو الإنترنت كعامل تمكين هام لكل من حرية التعبير وحرية الصحافة، مع الاعتراف أيضا بتراجع في العديد من البلدان، بما في ذلك بعض الديمقراطيات الراسخة.

يعد انهيار نموذج العمل التقليدي لوسائل الإعلام في العديد من البلدان عنصرا مفاقما، حيث تتدفق الموارد الإعلانية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. اسمحوا لي الآن أن أسلط الضوء على بعض العوامل الاستراتيجية الرئيسية في هذا النظام الإعلامي الواسع، وهي العوامل التي آمل أن تتم مناقشتها اليوم وغدا خلال هذا الحدث.أولا، يجب أن نميز بوضوح بين وسائل الإعلام – المعلومات الإخبارية المجمعة والمنسقة بشكل احترافي، بما في ذلك الصحافة الاستقصائية – بغض النظر عن كيفية توزيعها – و “الثرثرة” التي تهيمن على وسائل التواصل الاجتماعي. يجب أن نعيد التأكيد على المفهوم المهم للإعلام باعتباره منفعة عامة وهو ما دأبت اليونسكو على الترويج له.

ثانيا، يعتبر الاعلام “الحقيقي” ذات أهمية خاصة في البيئة الحالية، نظرا لأن العمليات الآلية لمعظم منصات التواصل الاجتماعي (وهي تعتمد على نماذج أعمال ترتكز على المشاركة أو “النقرات”) تعطي أفضلية للمعلومات المضللة وربما خطاب الكراهية، في حين أن وسائل الإعلام المهنية يجب أن تفعل العكس وتساعد على مواجهة ذلك.

ثالثا، اسمحوا لي أيضا أن أركز على أهمية حرية التعبير/حرية الإعلام في حد ذاتها وكدعم لجميع حقوق الإنسان الأخرى، وهي: -حرية الصحافة كمحرك للمشاركة: نحتاج إلى المعلومات والقدرة على التحدث بحرية للمشاركة – وهذا بدوره يقع في صميم الديموقراطية التي تعد وسيلة أساسية لضمان جميع الحقوق – حرية الصحافة كمحرك للمساءلة: يمكن لوسائل الإعلام أن تكشف المخالفات وبالتالي يمكنها محاسبة جميع الفاعلين.

  • حرية الصحافة كدعامة للثقافة، والتي تتعلق في النهاية بالتعبير عن القيم الثقافية والعلم والتعليم (مثل الحرية الأكاديمية)، وكلها تعتمد أيضا على حرية التعبير عن الذات ؛ هذا هو جوهر مهمة اليونسكو.

-حرية الصحافة على وجه التحديد فيما يتعلق بالبيئة والحاجة إلى مناقشات مفتوحة حول كيفية مكافحة تغير المناخ، من أجل الوصول إلى حلول مجدية وفعالة”.

وأضافت: “بالتالي، فإن الاحتفال بالذكرى الثلاثين لهذا العام باليوم العالمي لحرية الصحافة هو دعوة لإعادة التركيز على حرية الصحافة، فضلا عن وسائل الإعلام المستقلة والتعددية والمتنوعة، باعتبارها مفتاحا ضروريا للتمتع بجميع حقوق الإنسان الأخرى. هذه الذكرى هي أيضا خاصة لأنها تتزامن أيضا مع الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

أود أن أشكر الزملاء من المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان، على دعمهم ومشاركتهم في التحضير لحدث اليوم. اسمحوا لي أن أعرب عن امتناني وتقديري للمتحدثين الرئيسيين الذين قبلوا بلطف أن يكونوا معنا، واضطر بعضهم إلى السفر لمسافات طويلة. ونود أيضا أن نشكر جميع المشاركين والخبراء: يسعدنا استضافة الزملاء والطلاب والمهنيين من 8 دول عربية (العراق ومصر وسوريا وتونس والأردن ولبنان واليمن وفلسطين). أرحب ترحيبا حارا بزملائي في اليونسكو الذين يمثلون 3 مكاتب لليونسكو في المنطقة العربية.

إنني أتطلع بشدة إلى مداولات مختلف الأفرقة وأشجع جميع المشاركين المتميزين على أن يكونوا استباقيين بالفعل وأن يشاركوا في الجلسات المختلفة.

في الختام، سأقتبس من السيدة أندري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، التي قالت أمس في نيويورك: بعد 30 عاما من اليوم العالمي الأول لتحرير الصحافة، يمكننا أن نرى إلى أي مدى وصلنا والمسافة التي ما زال علينا أن نجتازها. فلنجعل هذا اليوم فرصة لتجديد التزامنا داخل المنظمات الدولية بالدفاع عن الصحفيين ومن خلالهم عن حرية الصحافة”.

وأوضح مكتب اليونسكو أن “المؤتمر ينعقد تحت شعار عالمي “تشكيل مستقبل للحقوق: حرية التعبير كمحرك لجميع حقوق الإنسان الأخرى”، مما يدل على تمكين حرية التعبير من التمتع بجميع حقوق الإنسان الأخرى وحمايتها، فيما تصادف الذكرى الثلاثين لهذا العام مع والذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.

وسيجمع المؤتمر على مدار يومين إعلاميين وأكاديميين ونشطاء حقوقيين من المنطقة العربية إلى جانب طلاب إعلام من الجامعات اللبنانية والعربية، لتسليط الضوء على الصلة بين حرية الصحافة وحرية التعبير وحقوق الإنسان، في سياق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ستركز الطاولات المستديرة على الموضوعات الرئيسية مثل حرية التعبير باعتبارها حجر الزاوية لسلامة الإنسان والحق في الحياة والأهمية الحاسمة لحرية الصحافة في دعم حقوق الإنسان وتأثير قيودها على جميع الحريات الأساسية ودور حرية الصحافة في ضمان الوصول إلى معلومات موثوقة على الإنترنت، وكذلك تأثير حرية الصحافة على النساء والفئات الضعيفة.

Continue Reading

أخبار العالم

معركة الرئاسة الأميركية… شبح ترامب

Avatar

Published

on

قلبت مستجدّات معركة الرئاسة الأميركية الحساباتبعد انسحاب جو بايدن من السباق بات مطلب حملة الرئيس السابق دونالد ترامب تنحّيه لإتاحة المجال للتصويب على كامالا هاريس. وفي انتظار تبنّي الحزب الديمقراطي ترشيح بديل عن الرئيس الحالي، سواء هاريس أو غيرها، تقتضي الحملة الترامبيّة الهجوم على إرثه.

باتت العين على كيفية إفادة بنيامين نتنياهو شخصياً، وإسرائيل استراتيجياً، من تقدّم حظوظ ترامب لمواصلة حربها الوجودية ضدّ الفلسطينيينوصار على إيران أن تراجع حساباتها مع واشنطنفهي راهنت على التفاهم مع الإدارة الديمقراطيةوهي الآن متوتّرة ومتردّدة في طريقة التأقلم. مع البحث عن أسباب التصعيد العسكري في حرب الجبهات المتعدّدة، تجهد الأوساط المختلفة في تحديد هويّة الجهة المستفيدة منه وأهدافه وأسبابهفي المقابل هناك من يجزمإنّه شبح ترامب يا صديقي. 

Follow us on Twitter

من أين يفترض احتساب موجة التصعيد التي تشهدها الجبهات الواقعة تحت شعار وحدة الساحات، بما فيها جبهة جنوب لبنان؟ هل من قصف الميليشيات العراقية الموالية لإيران لقاعدة عين الأسد في العراق في 16 تموز، حيث توجد القوات الأميركية؟ أم من اغتيال مسيّرة إسرائيلية رجل الأعمال السوري الناشط لمصلحة بشار الأسد وإيران ماليّاً واقتصادياً، براء قاطرجي في 15 الجاري؟

البحث عن أسباب التّصعيد ومَن وراءه

أم هذا التصعيد ارتقى إلى ذروة جديدة بفعل كثافة الاغتيالات المتتالية لكوادر وقادة الحزب وآخرهم في بلدة الجميجمة في 19 تموز، وهو ما دفع الحزب إلى استهداف 3 بلدات جديدة في الجليل بصاروخ أدخله للمرّة الأولى إلى ترسانة الاستخدام؟ هل الذروة الجديدة للحرب هي قصف الحوثيين تل أبيب بمسيّرة قتلت مدنياً، ثمّ قصف إسرائيل مستودعات النفط في الحديدة، وهو أمر لم تقُم بمثله غارات التحالف الدولي؟ أم هي تدمير الطائرات الإسرائيلية للمرّة الأولى مستودعاً لصواريخ الحزب في عمق الجنوب في عدلون في قضاء الزهراني؟

ترامب الذي أكّد أنّه سينهي الحروب التي اندلعت في عهد بايدن، قد يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة

إدارة بايدن ونهاية منظومة.. وانتقام نتنياهو

في اعتقاد متابعين عن كثب للداخل الأميركي أنّ انسحاب بايدن فتح باباً كبيراً على تحوّلات جذرية في السياسة الأميركية وتعاطي إسرائيل معها، أبرزها:

ترامب

– نهاية عهد منظومة حوله آمنت بإمكان الاتفاق مع إيران. وهي امتداد لعهد باراك أوباما واتفاقه مع طهران على الملف النووي في 2015.
– لذلك لجم بايدن نتنياهو عن ضرب إيران بقوّة في نيسان الماضي ردّاً على ردّها على قصف قنصليّتها في دمشق. يقيم أصحاب هذا التقويم وزناً لتهديد بايدن لنتنياهو في حينها بـ”أنّك ستكون لوحدك” إذا وقعت الحرب. وبالموازاة فإنّ نتنياهو سيكون “انتقامياً” في التعاطي مع ما بقي لبايدن من مدّة في البيت الأبيض.
– بعد الأمس، شلّ ضعف وشيخوخة بايدن قدرة أميركا على لجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، حتى لو بقي بايدن في منصبه. فإدارته عرجاء غير قادرة على اتّخاذ القرارات. والدليل ضربة إسرائيل للحديدة ردّاً على قصف ذراع إيران الفاعلة، الحوثيين، تل أبيب. الجيش الإسرائيلي نفّذ الردّ مباشرة من دون تنسيق وتعاون مع الأميركيين، واكتفى بإعلامهم. ويقول المتابعون لما يجري في كواليس الدولة في أميركا إنّ هناك شعوراً بأنّ إسرائيل قامت بالضربة بالنيابة عن واشنطن. فالأخيرة كانت تراعي علاقتها مع إيران في ضرباتها للحوثيين، فتتجنّب الغارات الموجعة.

طهران المتوتّرة تضغط لاتّفاق مع بايدن أم فقدت الأمل؟

– مقابل الاعتقاد بأنّ طهران تستعجل، تفاهماً مع بايدن قبل رحيله، يظهر اعتقاد معاكس. فهي لم تعد تراهن على ذلك لأنّ ترامب قال إنّه سيلغي كلّ ما فعله بايدن. وبالتالي تصرّ على استعراض قوّتها استباقاً لضغوط ترامب الآتية والمرجّحة، ضدّها. إذ إنّ أحد مكوّنات حملة المرشّح الجمهوري هو هجومه على بايدن لتركه إيران تصل إلى العتبة النووية. والتقارب بين نتنياهو وترامب في شأن الملفّ النووي الإيراني قد يقود إلى سياسات تلهب المنطقة.

يصعب أن تمرّ هذه التوقّعات التي ستخضع بالتأكيد لامتحان في الأشهر المقبلة، على وقع دينامية الحملة الانتخابية، بلا تشكيك

هوكستين سينكفئ؟

– زيارة نتنياهو لواشنطن حيث سيلقي خلال ساعات كلمته أمام الكونغرس كانت المحطّة التي أخّرت المفاوضات على اتّفاق الهدنة. استبقه بتصويت الكنيست على رفض الدولة الفلسطينية، الذي يتّفق عليه مع ترامب غير المعنيّ بحلّ الدولتين بل باتّفاقات أبراهام للتطبيع العربي الإسرائيلي. وهذا ما يطمح إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا سيما أنّ ترامب قال لبايدن في المناظرة التلفزيونية: “لماذا لا تترك لإسرائيل مهمّة القضاء على حماس؟”.

– يرجّح شلل إدارة بايدن انكفاء مهمّة الوسيط الأميركي آموس هوكستين لخفض التوتّر بين الحزب وإسرائيل. فتحرّكه لهذا الغرض يهدف لصوغ اتفاق على إظهار الحدود البرّية بين الدولة العبرية ولبنان، وعلى إعادة الهدوء على جانبَي الحدود. والمعطيات لدى شخصيات لبنانية تتواصل مع واشنطن تفيد بأنّ أكثر من موظّف ومستشار لبايدن أخذوا يبحثون عن وظيفة أخرى منذ الآن. وهذا يقود إلى تقدم المساعي الفرنسية في شأن التهدئة في الجنوب.

يصعب أن تمرّ هذه التوقّعات التي ستخضع بالتأكيد لامتحان في الأشهر المقبلة، على وقع دينامية الحملة الانتخابية، بلا تشكيك. فالأمر يتوقّف على طريقة استيعاب الديمقراطيين لأضرار ما خلّفه أداء بايدن في الأشهر الأخيرة. فهم يأملون التعويض عنها وجذب شرائح من الناخبين لإسقاط الرئيس السابق. وللملفّات الداخلية المتعلّقة بالاقتصاد والبطالة والهجرة والإجهاض أهمّية تتقدّم على السياسة الخارجية. وفي كلّ الأحوال فإنّ من الحجج التي يسوقها من يتشكّكون في صحّة الاستنتاجات التي ترافق صعود ترامب وفق أصحاب وجهة النظر المقابلة:

ضدّ الحروب ويصعب توقّع أفعاله

1- يستحيل توقّع ما سيقوم به ترامب (UNPREDICTIBLE). فهو صاحب مفاجآت تصدم مؤيّديه بقدر ما تفاجئ خصومه.

2- ترامب متقلّب. فهو أعلن قبل أسبوعين أنّه غيّر رأيه بالنسبة إلى حظر تطبيق “تيك توك” في سياق المواجهة التي يعطيها أولوية مع الصين. وقال إنّه لن يمنعه.

3- على الرغم من تأكيده منذ تشرين الأول الماضي أنّه مع دعم إسرائيل في حربها في غزة حتى النهاية، فهو دعا نتنياهو في 17 آذار الماضي إلى إنهاء الحرب والعودة إلى السلام.

ترامب متقلّب. فهو أعلن قبل أسبوعين أنّه غيّر رأيه بالنسبة إلى حظر تطبيق “تيك توك” في سياق المواجهة التي يعطيها أولوية مع الصين. وقال إنّه لن يمنعه

4- ترامب الذي أكّد أنّه سينهي الحروب التي اندلعت في عهد بايدن، قد يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة. فتدحرج المواجهات في القطاع وجنوب لبنان واليمن وسوريا والعراق، كما هو حاصل راهناً، يستدرج أميركا. وهو ما لا يريده المرشّح الجمهوري.

… لكنّه قصف سوريا وقتل سليماني

يردّ المتابعون للتحوّلات التي ستحدثها وقائع الانتخابات الأميركية:

– صحيح أنّ ترامب لا يريد حروباً. لكنّه هو الذي أمر بقصف سوريا في نيسان 2017 ردّاً على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في خان شيخون. وأدّى القصف إلى ضرب جزء مهمّ من سلاح الجوّ السوري.

– هو الذي أعطى الأمر بقتل قاسم سليماني مطلع 2020. وردّت إيران بقصف قاعدة عين الأسد بطريقة متفاهم على محدوديّتها كما سبق أن كشف ترامب نفسه قبل أشهر.

– مقولة ترامب بإنهاء الحروب تتعلّق بحرب أوكرانيا التي يقف جزء من الرأي العام الأميركي ضدّ رعايتها من قبل أميركا.

– المرجّح أن يسحب القوات الأميركية من العراق وسوريا غير آبه بما يخلّفه ذلك من فوضى التناقضات الداخلية والتدخّلات الخارجية.

أساس ميديا

لمتابعة الكاتب على X:

@ChoucairWalid

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل الضربة الحوثية لإسرائيل والردّ عليها سيغيّران في مسار الحرب؟!

Avatar

Published

on

لا يبدو أنّ الضربة الحوثية لإسرائيل والردّ عليها سيغيّران في مسار الحرب. ويجوز لنا وقد اقتربت نهايات هذه الحرب المدمّرة أن ندلي ببعض التوقّعات أو النتائج، وأهمّها ضخامة خسائر الفلسطينيين في القطاع والضفّة، وخسائر حماس والتنظيمات الأخرى، وهي كبيرة. والإسرائيليون الذين قتلوا كثيراً لن يكونوا آمنين إن لم يوافقوا على دولة فلسطينية. ويستطيع الإيرانيون القول إنّهم كسبوا الشراكة الدائمة في القضية الفلسطينية، كما كسبوا اضطرار الولايات المتحدة إلى مراعاة جانبهم هم وميليشياتهم في مقبل السنين.

Follow us on Twitter 

الطريف أنّه عندما كانت إحدى مسيّرات الحوثيين تصل إلى تل أبيب وتقتل خمسينيّاً، كان رئيس الأركان الأميركي يصرّح أنّ الفريق الأميركي/البريطاني المسمّى: حارس الازدهار ليس كافياً لإخماد التحدّي الحوثيّ بالبحر الأحمر وخليج عُمان والمحيط الهندي، وأنّه لا بدّ من السياسة والدبلوماسية للإقناع بوقف الهجمات التي أزعجت التجارة الدولية وأمن البحار. لا نعرف بالتحديد ماذا كان القائد الأميركي يقصد بالإجراءات التكميلية اللازمة لكفّ إصرار الحوثي: هل يقصد التفاوض في مسقط مع الإيرانيين وبينهم حوثيون أم يقصد تقديم “الإغراءات” لهم على الأرض وفي المفاوضات اليمنية – اليمنية الجارية تحت عيون المبعوث الأميركي والمبعوث الدولي؟

عندما احتفل الحوثيّون والإيرانيّون

كان الحوثيون يصرّحون أنّ هجماتهم دخلت المرحلة الرابعة التي تعني التحرّك في البحر المتوسط أيضاً. وقد صرّح الإسرائيليون بعدما ضربوا ميناء الحديدة أنّهم صبروا على مئتين وخمسين ضربة حوثية لم نسمع عنها شيئاً لأنّه يبدو أنّها ما كانت تصل إلى أراضي دولة الكيان!

لقد احتفل الحوثيون والإيرانيون والحزب بالإنجاز. وقالوا بعد الضربات الإسرائيلية إنّهم لن يتوقّفوا على الرغم من الخسائر الكبيرة والقتلى والجرحى. فهل سيغيّر التدخّل الحوثي في المشهد الجاري منذ أكثر من تسعة أشهر؟

لقد احتفل الحوثيون والإيرانيون والحزب بالإنجاز. وقالوا بعد الضربات الإسرائيلية إنّهم لن يتوقّفوا على الرغم من الخسائر الكبيرة والقتلى والجرحى

الأميركيون ووزير الدفاع الإسرائيلي ذهبوا إلى أنّ المفاوضات مع حماس من خلال قطر ومصر ستصل إلى نهايات واعدة خلال أيام. وقد انحصرت الخلافات بعد الاتفاق على كلّ شيء في مصائر معبر فيلادلفي الذي لا يريد الإسرائيليون الانسحاب منه، كما لا يريدون تسليمه لشرطةٍ من عند حكومة أبي مازن. وهناك خلافٌ آخر يتعلّق بالانتشار الإسرائيلي في وسط القطاع وقسمة غزة إلى طرفين لا يلتقيان: فهل يكون الحلّ في إحلال جنود أميركيين في الموقعين؟ الأميركيون لا يريدون ذلك، والإسرائيليون يتحدّثون عن إمكان الاستعانة بقوّةٍ أوروبية بعد وقف إطلاق النار!

من الخاسر الأوّل؟

يومُ ما بعد وقف النار يبعث على الخطورة والترقّب. لكن هل يمكن الحديث الآن عن نتائج الحرب أو من انتصر ومن خسر؟ الخاسر الأوّل بالفعل الشعب الفلسطيني وليس في غزة فقط التي فقدت العمران والإنسان، بل وفي الضفة الغربية التي قُتل فيها المئات، وزاد الأسرى على عشرة آلاف، وأُضيفت إليها أعباء عشرات المستوطنات إلى مئاتٍ أخرى يسكنها مئات الألوف. والخاسر الثاني بالطبع أيضاً حماس والفرق المقاتلة الأُخرى التي فقدت الآلاف من عسكرها وفدائيّيها.

الحرب

أمّا إسرائيل، وعلى الرغم من أنّ خسائرها العسكرية والاقتصادية هائلة من وجهة نظرها، فإنّها لم تنتصر، ليس بسبب أنّ حماساً وحلفاءها ما يزالون يقاتلون، بل ولأنّ المستقبل يقول منذ الآن إنّ أحداثاً مشابهةً يمكن أن تتجدّد على الكيان إلى ما لا نهاية، وبخاصّةٍ أنّ نتنياهو واليمين لا يريدون دولةً فلسطينيةً مهما كلّف الأمر.

لا يبدو أنّ الضربة الحوثية لإسرائيل والردّ عليها سيغيّران في مسار الحرب

ماذا عن الطرف الإيراني وحلفائه من الميليشيات المنتشرة على حدود الكيان؟ ولست أقصد لبنان واليمن والعراق وسورية، بل ما يراه المراقبون أنّ إيران صارت أكثر تحكّماً بالملفّ الفلسطيني، وليس بسبب الحزب فقط بل وبسبب حماس وبعض الميليشيات. لقد تبيّن أنّ “رجولة” الحزب في المواجهة والصبر على الخسائر ليست فريدة، بل هناك أيضاً الحوثي الذي يستطيع الإضرار بالولايات المتحدة وبريطانيا والمصالح البحرية لسائر الأمم. ثمّ إنّ التفاوض لا ينجح إلا بحضور إيراني من نوعٍ ما، وأمل وطموح بشأن النووي وبشأن الحصار الاقتصادي.

لقد ظنّ المراقبون أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يريد الهدنة، ويريد الانتصار المطلق الذي يُزيل حماساً، بيد أنّ الضربات على الحديدة تزيد من اشتعال الحرب، ولن تُكسب إسرائيل المزيد على أيّ حال، كما أنّ الإسرائيليين في غالبيّتهم يريدون وقف الحرب.

إنّها حرب هائلة خسر فيها الفلسطينيون، وحقّق الآخرون إنجازات خالطتها آلام وتضحيات. وبغضّ النظر عمّا يريده نتنياهو حقّاً، ستتوقّف الحرب، لكنّ اليوم التالي بعد الحرب سيكون أصعب وأصعب. فهل كان للإقدام على الحرب معنى؟

أساس ميديا

لمتابعة الكاتب على X:

@RidwanAlsayyid

Continue Reading

أخبار العالم

هل تستقبل إيران ترامب… بقنبلة نوويّة؟

Avatar

Published

on

مع ارتفاع حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة إلى البيت الأبيض، بدأت هواجس الدول التي تأثّرت بسياسته تتحوّل إلى قلق حقيقي. وعلى رأس هذه الدول إيران، التي يذكرها ترامب ومرشّحه لمنصب نائب الرئيس جي فانس في كلّ مناسبة على أنّها من إخفاقات الإدارة الحالية ومثال على ضعف الرئيس جو بايدن. فهل تدخل إيران النادي النووي، كي تستقبل ترامب بـ”القنبلة”؟

الوضوح الذي تحدّث به المرشّح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب وفريقه عن إيران كفيل بأن يجعل إيران من أكثر الدول قلقاً من عودة ترامب، خصوصاً أنّ ترامب التزم بوعوده الانتخابية في ولايته الأولى وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران وفرض على طهران عقوبات مشلّة، وأعطى الأمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
Follow us on Twitter

مع ارتفاع حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة إلى البيت الأبيض، بدأت هواجس الدول التي تأثّرت بسياسته تتحوّل إلى قلق حقيقي

هذا الوضوح في نيّات الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب واستعدادهم لانتهاج سياسة أكثر صرامة مع إيران يضعان طهران أمام خيارات محدودة وصعبة. فإذا دخلت في صفقة مع الإدارة الحالية فستكون هناك خشية من تكرار التجربة السابقة حين انسحب ترامب من الاتفاق.

هناك أيضاً خشية من أن تفقد إيران فرصة ترجمة إنجازاتها الاستراتيجية بعد عملية طوفان الأقصى إلى مكاسب مع الغرب وواشنطن في حال وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

لعبة الوقت التي تتقنها طهران ليست لمصلحتها لأنّ الانتخابات الرئاسية الأميركية على بعد أقلّ من خمسة أشهر، وأيّ رهان أو مغامرة قد تطيح بمكاسب إيران الاستراتيجية التي حقّقتها خلال السنوات الأربع الأخيرة.

سياسة واشنطن تجاه إيران أصبحت جزءاً من التراشق الانتخابي بين المرشّحين الرئاسيين، خصوصاً أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تتّهم ترامب بأنّه وراء خروج الملفّ الإيراني عن السيطرة بسبب خروج واشنطن من الاتفاق الذي سمح لطهران بتطوير قدراتها النووية.

بلينكن أعلن أمس الأول أنّ إيران “قد تكون أصبحت قادرة على أن تنتج موادّ ضرورية لسلاح نووي خلال أسبوع أو أسبوعين”

“طوفان الأقصى”… شغَل العالم عن “النّوويّ”

سرعة نشاطات إيران النووية وتوسيعها يرتبطان ارتباطاً مباشراً بحدّة النزاعات في المنطقة. إيران استغلّت انشغال الغرب بحروب في المنطقة لإطلاق العنان لمشاريعها النووية. فترات حصار العراق ثمّ اجتياحه والحرب على الإرهاب بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 ودخول الولايات المتحدة المستنقع الأفغاني، سمحت لإيران بأن تطوّر قدراتها العسكرية والنووية. وجاء “طوفان الأقصى” ليشغل العالم مؤقّتاً عن الملفّ النووي الإيراني المرشّح دائماً لأن يتحوّل إلى أزمة كبرى في حال ثبت أنّ إيران بدأت بنشاطات نووية عسكرية.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن أمس الأول أنّ إيران “قد تكون أصبحت قادرة على أن تنتج موادّ ضرورية لسلاح نووي خلال أسبوع أو أسبوعين”، في حال قرّرت ذلك. وقال: “لسنا في مكان جيّد الآن”، في وصفه لواقع الملفّ النووي الإيراني.

ألقى بلينكن اللوم على إدارة ترامب السابقة لانسحابها من الملفّ النووي، إذ يعتقد أنّ طهران كانت بحاجة إلى اثني عشر شهراً لإنتاج موادّ نووية لأغراض عسكرية من موعد اتّخاذها هذا القرار.

نتنياهو سيحاول جذب واشنطن إلى مقاربته في ما يخصّ الملفّ النووي الإيراني، بينما تفضّل إدارة بايدن الخيار الدبلوماسي

تشير تصريحات بلينكن إلى احتمال اندلاع أزمة مع إيران في الأشهر القليلة الباقية من ولاية بايدن الأولى. وهذا يرتبط بحسابات طهران إذا ما قرّرت القيام بخطوة تصعيدية على مستوى مشروعها النووي مستفيدة من انشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية أو ربّما تحسّباً واستباقاً لعودة ترامب الذي تعهّد بمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.

يُتوقّع أن يعود الملفّ النووي الإيراني إلى الواجهة أثناء زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لواشنطن، حيث من المقرّر أن يلقي خطاباً أمام الكونغرس الأميركي بمجلسَيه النواب والشيوخ.

نتنياهو سيحاول جذب واشنطن إلى مقاربته في ما يخصّ الملفّ النووي الإيراني، بينما تفضّل إدارة بايدن الخيار الدبلوماسي. إسرائيل تريد من واشنطن أن تقود حلفاً من أجل وقف المشروع النووي الإيراني حتى لو استلزم الأمر ضربة عسكرية ضدّ المنشآت النووية الإيرانية.

تقدُّم المشروع النووي الإيراني واقترابه من التحوّل إلى قوة عسكرية، سيرفع من الثمن الذي تطلبه إيران للتراجع عن ذلك في حال قبلت مستقبلاً الدخول في صفقة مع واشنطن وربّما ترامب الذي يتقن “فنّ الصفقات”.

الخوف أن تستقبل إيران ترامب بـ”قنبلة” نووية. هل يعاملها حينها مثلما يعامل “صديقه” الكوريّ الشمالي كيم جونغ أون؟

لمتابعة الكاتب على x:

@mouafac

أساس ميديا

Continue Reading