أخبار مباشرة
توقّف قسري للقضاة عن العمل: تحذير يسبق التحلّل الكلّي؟!

دقّ ما يقارب الـ115 قاضياً وقاضية ناقوس الخطر قبل أسبوعين على بداية السنة القضائيّة؛ معلنين توقفهم القسري عن العمل وعن الإلتحاق بقصور العدل «المتهالكة» بداية الأسبوع المقبل، ما لم يعمد المعنيون إلى اتخاذ الإجراءات الحسيّة الكفيلة بإنصافهم، وإعادة تأمين أبسط مقومات عيشهم الكريم والعمل بكرامة.
ورغم أنّ تداعيات الأزمة السياسيّة – الماليّة غير المسبوقة في تاريخ لبنان لم توفّر أيّاً من القطاعات الأساسيّة، إلّا أنّ تردداتها على السلطة القضائيّة آخذة في التوسع يوماً بعد آخر. وتتجدد بذلك الأزمة القديمة – الجديدة التي أدّت إلى إقفال قصور العدل ما يقارب 6 أشهر خلال السنة الماضية. وهذا ما دفع ببعض القضاة إلى التساؤل عما إذا كان هناك من مخطط ضمني لضرب السلطة القضائية التي تفتقد استقلاليتها الماليّة والمعنوية، تمهيداً لإخضاع قضاتها لإملاءات المنظومة السياسيّة الحاكمة، المتورطة في تفجير المرفأ، والكثير من ملفات الفساد، وليس آخرها محاكمة الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة وشركائه في تبديد أموال المودعين.
وإن كان إمعان السلطة السياسية في التدخل بعمل مجلس القضاء الأعلى يحول دون إعادة الإنتظام إلى عمل السلطة القضائيّة العاجزة عن إقرار التشكيلات التي يصبو إليها مجلسها الأعلى، إلّا أنّ تخاذل المعنيين في اجتراح الحلول الكفيلة بتأمين الإستقرار المالي والصحي والتعليمي لما يقارب 620 قاضياً وقاضية وعائلاتهم، أسوة بالضمانات الطبية والتعليمية التي استطاع قائد الجيش تأمينها لما يقارب الـ90 ألف ضابط وعسكري في المؤسسة العسكرية، وضع القضاة أمام خيارات ثلاثة صعبة، يستحيل معها الإستمرار في تأدية عملهم، وهي:
– تحوّل القاضي إلى مرتشٍ وفاسد.
– ترك العمل، أكان عبر الإستقالة أو إجازات من دون راتب، أو تقديم طلبات استيداع والبحث عن فرص عمل في الخارج، وهو ليس بالأمر اليسير.
– وضع القاضي أمام حتميّة العيش في الذل، وحرمانه أبسط شروط العمل في المحاكم، المترافقة من إنقطاع الكهرباء وغياب وسائل التبريد والتدفئة…
وتلفت أوساط القضاة الرافضين التأقلم مع حتمية هذه الخيارات، الى أنهم ليسوا هواة إضراب، مع تأكيدهم أنّ السلطة السياسيّة تجبر القضاة على اتخاذ هذا الخيار. وربط البعض من بينهم الإنضمام إلى «المعتكفين» بما سيحمله مجلس القضاء الأعلى إلى الجمعية العمومية المزمع عقدها بداية السنة القضائية، بعدما سارع رئيس المجلس القاضي سهيل عبود للإعلان أنّ «مطالب القضاة محقة ونعمل على تحقيقها». كما أكد البعض الآخر المطالب والخطوات التصعيدية، وبقي متحفظاً عن تداول اسمه ضمن لائحة المعتكفين.
ويرفض القضاة العودة إلى سياسة لحس المبرد والرهان على وعود كلامية ظرفية وغير مستدامة، بعد خسارة المكاسب التي دفعتهم إلى تعليق الإضراب في السابق وإعادة رفع المطالب ذاتها. وهذا ما ينذر بتعذر إنطلاق السنة القضائية بانتظام، ما ينعكس على الإستنسابية في عمل المحاكم وما ينجم عنها من تداعيات سلبية على تراكم الدعاوى القضائيّة، وازدحام في السجون وتوقيف معاملات المواطنين والدوائر المرتبطة بالسلطة القضائية.
مهلة للمسؤولين
ويربط أحد القضاة المعتكفين، توقيت إعلان خطوتهم التصعيدية بداية أيلول، في إطار إعطاء مهلة للمسؤولين لتدارك الأسوأ قُبَيل إنطلاق السنة القضائية في 18 أيلول الجاري، وتجنّب شلّ العدليات وإلحاق المزيد من الضرر بالمتقاضين ومصالح المواطنين. قبل أن يتوقف عند كيفيّة تحقيق الوعود التي تنادي بإنصاف القضاة، بعد اكتشافهم أنّ ميزانية وزارة العدل في مشروع موازنة العام 2024 لا تتعدى 0.32 في المئة من إجمالي الموازنة.
وهذا ما دفع إلى التساؤل أيضاً عن كيفيّة قبول وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى، والوزراء – القضاة بأن لا تتعدى ميزانية ثالث سلطة دستورية في لبنان الـ1 في المئة من إجمالي الموازنة، واعتبار تقصير الحكومة ومجلس النواب تجاه إعطاء القضاة حقوقهم يعادل سوء النيّة! وذلك بالتزامن مع تعليق وزير العدل إنتداب ما يقارب 100 قاضٍ من خريجي الدفعات الثلاث الأخيرة إلى المحاكم، جراء الخلافات الضيقة على إسناد المراكز الحساسة إلى المحسوبين على السلطة السياسية. وهذا يحرم المحاكم انتاجية القضاة الجدد، في ظل تكدس الملفات على القضاة الآخرين.
ولا يخفي القضاة إمتعاضهم من وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى ورئيس صندوق تعاضد القضاة، جراء عدم المبادرة إلى المطالبة بتحسين أوضاع القضاة والتحرك قبل إطلاقهم صرختهم التحذيرية، بعدما أصبح راتب القاضي يتراوح ما بين 200 و500 دولار أميركي لا غير، والتعويضات الإستشفائيّة والتعليمية تدنت إلى ما يقارب الـ10 في المئة بعد أن كانت التغطية الإستشفائية قبل الأزمة تناهز الـ100 في المئة، والتغطية التعليمية الـ90 في المئة.
وفي ظل عجز الصناديق الضامنة عن الإيفاء بالخدمات الملقاة على عاتقها ومنها الإستشفائية، سُجّلت لامبالاة، بل رفض صندوق التعاضد منذ بداية الأزمة قبل 5 سنوات، إجراء عقد مع إحدى شركات التأمين الصحي، تضع القضاة وعائلاتهم في منأى عن توسّل الإستشفاء من الجهات المختصة، التي تعمد بدورها إلى الإتصال بالمستشفيات من أجل إستقبال المرضى من بينهم وتأمين الرعاية الطبية لهم ولعائلاتهم، ما يفقد القاضي استقلاليته أمام سلطته القضائية، كما أمام السلطة السياسية.
أخبار مباشرة
“تسونامي” سوري يُغرق لبنان: 2,113,761 مليون نازح

العدد الأكبر في قضاء بعلبك ولجنة الإدارة تتصدّى لمذكرة الـ UNHCR
لا يمر يوم إلا ويطالعنا جديد حول حجم النزوح السوري الى لبنان. والى جانب مسلسل الحوادث الذي لا يتوقف، أظهرت الأرقام التي أعلنت أمس فداحة حجم قضية النزوح التي تتعدد التوصيفات لها، والجوهر واحد: إنه «تسونامي» بشري يهدّد الديموغرافيا اللبنانية بالغرق الكامل.
Follow us on Twitter
ومن المفارقات التي تنطوي عليها هذه القضية التي تهدّد وجود لبنان، أنّ المعالجة الرسمية غائبة تماماً، حتى أنّ التحرك الحكومي الموعود منذ أسابيع والمتصل بزيارة مرتقبة للوفد الذي يترأسه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب لدمشق لمتابعة ملف النزوح مع نظيره السوري فيصل المقداد صار في مرتبة «إنتظار غودو». علماً أنّ التفتيش عن حل عند نظام تسبّب ولا يزال بتهجير ملايين السوريين هو بمثابة مهزلة لتضييع الحقيقة.
ما هو الجديد في قضية النزوح؟ في تغريدة رئيس لجنة الإقتصاد والتجارة النائب فريد البستاني على منصة «اكس»، التي تضمّنت جدولاً إحصائياً يبيّن توزّع وجود النازحين السوريين في المناطق والأقضية اللبنانية الـ26، أظهر الجدول «أنّ الرقم الإجمالي للنازحين هو 113,761, 2 مليون وأنّ العدد الأكبر منهم استقر في قضاء بعلبك، وبلغ نحو 300 ألف و842 نازحاً».
وتزامن إعلان هذه الأرقام الصادمة حول عدد النازحين السوريين، مع جولة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، ووفد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في منطقة بعلبك الهرمل. وسمعت المسؤولة الدولية من المحافظ بشير خضر تفاصيل «التحديات والصعوبات التي نواجهها، ولا سيما بسبب أزمة النزوح السوري»، وأن عدد النازحين السوريين في هذه المنطقة «هو أكثر بكثير من عدد اللبنانيين القاطنين في المحافظة والذي يبلغ حوالى 250 ألفاً». كما سمعت من رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، أنّ «أبرز ما يعانيه المجتمع المضيف للنازحين السوريين هو غياب رعاية الدولة، في حين ان النازح السوري يحصل على كل التقديمات من الأمم المتحدة». وردّت فرونتسكا بالحديث عن «أهمية التعاون المستمر بين الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية، خصوصاً في استجابة الاحتياجات المتزايدة للسكان». وشدّدت على أنّ «بعلبك، مثل المناطق اللبنانية الأخرى، ستستفيد من تنفيذ الإصلاحات الضرورية في لبنان ومن عمل مؤسسات الدولة بكامل طاقتها لخدمة الناس!».
وفي سياق متصل، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه عن حادث عند الحدود الشمالية حيث كادت آلية «تُقلّ سوريين دخلوا خلسة إلى الأراضي اللبنانية» أن «تدهس أحد عناصر دورية عسكرية حاول وقف الآلية التي أصيب سائقها خلال اطلاق النار وتوفي بعد اصطدام الآلية بعمود كهرباء».
على المستوى النيابي، حطت قضية النزوح السوري رحالها على طاولة لجنة الإدارة والعدل برئاسة النائب جورج عدوان، فطالبت اللجنة الحكومة بوقف العمل بمذكرة مبرمة عام 2016 مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، وتعطي إفادات سكن للسوريين في لبنان. وأكدت اللجنة أن «الإتفاقية الوحيدة المعنيين بها هي الموقعة عام 2003 مع الأمن العام اللبناني، وهي إتفاقية رسمية وتنص على أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء».
أخبار مباشرة
“الخماسية” من “الوساطة” إلى “تحديد المسؤوليات”

توقفت أوساط ديبلوماسية أمس عند اللقاء في الرياض بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، في حضور المستشار نزار العلولا والسفير وليد البخاري. وقالت الأوساط لـ»نداء الوطن»، أنّ اللقاء «يبرز أهمية التنسيق السعودي الفرنسي في إطار اللجنة الخماسية». ولاحظت أنّ لقاءً مماثلاً جرى في باريس قبل زيارة لودريان الأخيرة لبيروت. وتوقعت الأوساط «حراكاً تصاعدياً للجنة يستهدف تحديد المسؤولية عن عرقلة إنجاز الاستحقاق الرئاسي وعدم الاكتفاء بدور الوساطة، كما كان يحصل حتى الآن».
أخبار مباشرة
إحباط محاولة تسلل 1300 سوري عبر الحدود!
