Connect with us

أخبار مباشرة

الأرثوذكس أبناء كنيسة لا أبناء طائفة – الدور الأرثوذكسي غياب أم تغييب؟ (1 من 2)

Avatar

Published

on

رئيس الحكومة السورية السابق فارس بيك الخوري كاد يكون رئيسا للجمهورية في سوريا وميشال عفلق كان القائد الأساسي في دولتين كبيرتين هما سوريا والعراق، وديع حداد وجورج حبش مع غيرهما كانا من أشد المناضلين الفلسطينيين، أما جورج حاوي فساهم في صياغة أفكار الحركة الوطنية في لبنان، ولا ننسى أنطون سعادة مطلق الفكر القومي السوري في النصف الأول من القرن العشرين… كل هذا لم يأتِ من فراغ لأن القيادات المسيحية الأرثوذكسية في المنطقة كانت أساسية وشريكة في صناعة القرار. فكيف تبدل وضع الأرثوذكس اليوم لا سيما في لبنان وما هو المسار التاريخي الذي أدّى الى تراجع دورهم في مئوية لبنان؟ أسئلة حملناها الى نائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي، الأرثوذكسي الصلب المتعمّق في فهم تاريخ الأرثوذكس، كنيسة وطائفة، ودورهما في المشرقالعربي لنستشفّمنه الخلفية العقائدية والكنسية والسياسية لتراجع الدور الأرثوذكسي في لبنان.

ثمن العروبة

منذ إنشاء دولة لبنان الكبير كان للأرثوذكس موقف مستند الى القول إن الفرنسيين حين أتوا بشارل دباس الأرثوذكسي رئيساً للجمهورية أرادوا أن يلحقوا الأرثوذكس زعماء وشخصيات نخبوية بالسياسة الفرنسية وضمّهم الى موقف الموارنة في تبني مقولة «فرنسا أمنا الحنون» يقول الرئيس الفرزلي. والسؤال لماذا أتوا بأرثوذكسي رئيساً للجمهورية؟ لأن الأرثوذكس كانوا واجهة لبنان، فهم سكان الساحل الأكثر تقدماً وثقافة وعلماً ومالاً إضافة الى علاقاتهم المتينة بالخارج. ولكن عندما تكشّفت نية الفرنسيين تداعى الأرثوذكس الى مؤتمر عقد في 28 حزيران سنة 1928 ورفضوا نتائج إتفاقية سايكس- بيكو على لبنان، فما كان من الفرنسيين إلا أن أعادوا انتخاب شارل دباس في 1929 و1931 الى 1933 إمعاناً في مخططتهم.

هل كان هذا الرفض بهدف الانضمام الى ركب العرب؟ ينتفض الرئيس الفرزلي مدافعاً «هم العرب، هم الأساس وكنيستهم كنيسة عربية شرقية وهذا هو الاستهداف المقصود. وحين أصروا على موقفهم تم إبعادهم عن السلطة فأزاحوا شارل دباس وأتوا بحبيب باشا السعد رئيساً وكرت من بعده السبحة…».

كان الأرثوذكس يرون أنفسهم في سوريا وفلسطين الطائفة المسيحية الأولى، الأكثر عدداً والأقوى قدرة وهذ واقع فعلي وكان لهم تأثير في صناعة الثقافة السياسية عند المسلمين وتبوأوا قيادات الأحزاب القومية النهضوية وكانوا صناعها الفكريين ومنظريها. وهؤلاء لم يناضلوا على صعيد ضيق «في كسروان أو البسطا»- يقولها ضاحكاً إيلي الفرزلي – بل على صعيد الأمة الأرحب».

سنة 1943 أعتبر الموارنة أن الفكر الأرثوذكسي هذا فكر معادٍ ويتناقض مع فكرة لبنان بحدوده الحالية التي يشاؤونها وكانوا ضد نظرية الوحدة العربية رغم مساهمة أعلام موارنة في الفكر التقدمي والاشتراكي والنهضوي. لذلك كان النظام وأصحاب القرار العميق في مواقع السلطة المختلفة، رئاسةً وأجهزةً وكنيسةً يعملون لإنتاج قيادات أرثوذكسية ملتزمة بالخط السياسي الماروني.

إيلي الفرزلي مُدافعاً ومُؤنّباً

إقصاء كنيسة الأرض هدف صهيوني

عندما انزرع الكيان الإسرائيلي في المنطقة ازداد موقف الأرثوذكس حدة في الصراع بين إسرائيل والأمة العربية وفق ما يقول الفرزلي وتطور أكثر فأكثر باتجاه الكنيسة الأرثوذكسية. كان الأرثوذكس من أبرز المناضلين في فلسطين كما كان البطاركة الذين تعاقبوا ما بعد 1948وحتى 1969 بطاركة عروبيين وكذلك جهابذة المطارنة مثل ليفوس سابا، بولس الخوري، ابيفانيوس واغناطيوس الفرزلي لذلك شنّت الحرب على هذه الكنيسة فأوتي بالبطرك هزيم المرتبط بالغرب وتم ضرب كل المطارنة واتهامهم بالشيوعية. وألغي تنفيذ القانون الذي يعطي للأرثوذكس حق انتخاب مطارنتهم، وصار البطريرك الأرثوذكسي تماماً كما في الكنيسة المارونية، متقدماً وليس اول بين متساويين وصار تأسيس الكنيسة بكل أوجهه يعتمد على من هم ملتزمون بالغرب وتم العمل جدياً على إزاحة وجهة الكنيسة من الشرق الى الغرب وساعد في ذلك وجود النظام الشيوعي في روسيا. وتأكيداً على ذلك ما نراه اليوم حيث أن الحرب على غزة ومقتل آلاف الأبرياء وبغض النظر عن أسبابها ومن قام بها، لم تستولد اي تصريح او موقف حقيقي من الكنيسة الأرثوذكسية لأنّ الأولوية للانتماء الغربي.

الأرثوذكس أبناء كنيسة لا أبناء طائفة

وجه آخر أكثر عمقاً من وجوه إبعاد الأرثوذكس يكشفه الفرزلي شارحاً انه لطالما كان الأرثوذكس في لبنان والمنطقة أبناء كنيسة لذلك كانت كل قياداتهم موزعة على الأحزاب كافة نتيجة عدم وجود شيء اسمه انتماء طائفي. فالانتماء الى الكنيسة هو انتماء إيماني كونها جسد المسيح بينما الانتماء الى الطائفة هو تكتل قبلي يجعل افرادها يقاتلون من أجلها. لذا نشأ العبء الأيديولوجي الفكري لتدمير هذه الكنيسة على مستوى الشرق تدميراً كاملاً إذ إن مسيحيي هذه المنطقة هم الشهود على ولادة السيد المسيح في بيت لحم وكنيسة الشرق هي كنيسة الأرض ولا تزال اللغة الآرامية التي تحدث بها المسيح موجودة في معلولا. لذا عند تفريغ المنطقة من الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين تصبح ولادة السيد المسيح مثل ولادة الإله مترا في بلاد ما بين النهرين الذي ولد عن طريق الحبل بلا دنس. وشهد العالم مواكبة لهذا الأمر لجعل الإنجيل والعهد الجديد جزءاً من التوراة والمسيح جزءاً ممن سبقوه، وقام اليهود بفتح قنوات مع الفاتيكان كانت الغاية منها وعدهم للفاتيكان بكنيسة القيامة التي كانت سبباً من أسباب الحروب الصليبية تعويضاً عن كنيسة الأرض التي تم ضربها. بكلام آخر أرادوا القول «نحن نأخذ القدس ونبقي لكم كنيسة القيامة» وهذا يتطلب القضاء على كنيسة الأرض حتى لا تدعي أنها صاحبة الحق بالتفاوض.

الأرثوذكس فهموا المخطط وجبهوه ولكن العبء عليهم كان من الاستهداف الصهيوني ومن الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها المسلمون في المنطقة تجاههم مثل التهجير والقتل وردات الفعل العنيفة. فدفعوا أثماناً باهظة في فلسطين والعراق وسوريا لأنهم كانوا الأكثر عدداً وتواجداً والدليل أنهم باتوا اليوم يشكلون 1% فقط من سكان فلسطين بعد أن كانوا 22% ولولا صمودهم في وادي النصارى لكانت تهجّرت غالبيتهم من سوريا.

الإستقطاب الماروني

لبنانياً استطاعت الأحزاب المارونية خلال الحرب وتحت عنوان الدفاع عن المسيحيين أن تستقطب في ظل الفراغ القائم الكثير من الشباب الأرثوذكسي وهذا ما أدى الى خسارة كبيرة في صلب الفكرة الأرثوذكسية. «لقد استطعت بعد 2005 وعبر تأسيس اللقاء الأرثوذكسي مع رفاق لي استقطاب عدد كبير جداً من النخب الأرثوذكسية واسقطنا قانون الستين. لكن المسلمين كانوا رافضين لوجود سياسي مسيحي خارج إطار الأحزاب المارونية رغم تلقف بعضهم للقانون الأرثوذكسي الذي كان يمكن ان يشكل خياراً ثانياً أو ثالثاً بديلاً عن خيارالمارونية السياسية. اللقاء الأرثوذكسي الذي بقي حالة نخبوية ولم يتحول الى حزب جوبه أيضاً من أهل البيت، من بعض المطارنة الأرثوذكس الذين رأوا فيه إمكانية تغيير المعادلة التقليدية الموجودة على الأرض مسيحياً، لم يريدوا دوراً مدنياً حقيقياً للأرثوذكس خارج إطار الكنيسة».

ويعطي الرئيس الفرزلي مثالاً على استئثار الموارنة بالدور السياسي قائلاً إن مدينة زحلة الموسومة بطابع كاثوليكي كانت معروفة بكونها مقبرة للأحزاب، إنما ومنذ العام 1992 بات الشيعة في الكرك مثلاً والسنة في سعدنايل يتحالفون مع التيار الوطني او القوات اللبنانية تحت عنوان ان هذه الأحزاب هي الأكثر عدداً وقادرة على مبادلة الأصوات وأتى ذلك على حساب العائلات الكاثوليكية او الأرثوذكسية الطامحة للعب دور سياسي وشكل ضربة قاضية لهم.

كنيسة الأرض

تألّقَ البنيان وسقط الدور

في وصفه لواقع الأرثوذكس اليوم يتساءل الفرزلي تساؤلاً خطيراً: لماذا بالرغم من المؤسسات الأرثوذكسية الكبرى التي تم تشييدها مثل جامعة البلمند ومستشفى القديس جاورجيوس وغيرهما سقط الدور الأرثوذكسي؟ لماذا كبّرت الطبقة الإكليريكية المؤسسات وحجّمت الدور وألقت بمسؤولية إيجاد دور على الشخصيات السياسية؟ وكيف يمكننا كسياسيين خلق هذا الدور في ظل مجتمع طوائف إذا لم يكن هناك تراصّ تحت مظلة الكنيسة؟ والجواب يكمن في أن الخطأ الكبير كان في تعطيل القانون الذي يعطي للعوام الدور في انتاج القيادات الإكليريكية كما في قوانين الانتخاب كلها منذ قانون الستين التي اعتمدت على استتباع واستيلاد التمثيل الأرثوذكسي في كنف الطوائف الأخرى.

حصة الأرثوذكس في الدولة 17 مديراً عاماً لكن ليس هناك حالياً إلا 9، ومن أصل عشرة رؤساء محاكم جنايات لا يوجد اليوم أي رئيس أرثوذكسي حتى بين رؤساء الأجهزة الأمنية ليس هناك أي أرثوذكسي. «لقد ألغوا القيادات الأرثوذكسية وهي ثاني طائفة مسيحية في لبنان ومستمرون في هدفهم الأصلي وهو الإجهاز على الطائفة الأرثوذكسية كطائفة شريكة في صناعة القرار وليس مستتبعة كما أجهزوا على طائفة الروم الكاثوليك بعد رحيل كبار رجالاتها».

القانون الأرثوذكسي كان للدفاع عن المسيحيين كافة يؤكد الفرزلي بقناعة تامة وعن الموارنة «لقد طرحت مواصفات الرئيس القوي والمناصفة الفعلية. لكن الكل تراجعوا بسبب صفقات سياسية وانتخابية وحوربت من قبل الموارنة رغم دفاعي المستشرس عنهم. الشراكة لا يمكن أن تتم بين مطران وبطريرك بل يجب أن تكون نابعة من إرادة الجماعات اللبنانية. علاقة المسلمين بالمسيحيين ليست علاقة تعايشية سلبية بل إن لعبة التفاعل وصناعة الأفكار المشتركة هي التي صنعت التعايش بكل بهائه في العام 1943 وانشأت نضالاً مشتركاً حقيقياً انتج واقع الاستقلال. اليوم هناك غياب مطلق للأرثوذكس عن الساحة وذوبان في الأحزاب المسيحية المارونية، الدور القيادي ضرب والدور الاستشاري يكاد يغيب. إنه وضع مَرَضيّ حقيقي عند الأرثوذكس لا نعرف متى يتم الشفاء منه. ربما يأتي هذا التراجع ضمن التراجع المسيحي العام فحتى الموارنة اليوم لا يصنعون أدواراً بل وظيفتهم إبقاء القبيلة تشعر أنها موجودة لا أكثر».

ولكن تبقى كلمة حق تقال أن الكنيسة أفهم وأذكى من السياسيين لأنها تملك العمق والجذور هي التي بذلت دماً ونضالاً عبر التاريخ لتحافظ على ارتباط الناس بأرضهم فهل تستعيد دورها؟

المؤتمر الأرثوذكسي الثاني في يافا عام1931
Continue Reading

أخبار العالم

معركة الرئاسة الأميركية… شبح ترامب

Avatar

Published

on

قلبت مستجدّات معركة الرئاسة الأميركية الحساباتبعد انسحاب جو بايدن من السباق بات مطلب حملة الرئيس السابق دونالد ترامب تنحّيه لإتاحة المجال للتصويب على كامالا هاريس. وفي انتظار تبنّي الحزب الديمقراطي ترشيح بديل عن الرئيس الحالي، سواء هاريس أو غيرها، تقتضي الحملة الترامبيّة الهجوم على إرثه.

باتت العين على كيفية إفادة بنيامين نتنياهو شخصياً، وإسرائيل استراتيجياً، من تقدّم حظوظ ترامب لمواصلة حربها الوجودية ضدّ الفلسطينيينوصار على إيران أن تراجع حساباتها مع واشنطنفهي راهنت على التفاهم مع الإدارة الديمقراطيةوهي الآن متوتّرة ومتردّدة في طريقة التأقلم. مع البحث عن أسباب التصعيد العسكري في حرب الجبهات المتعدّدة، تجهد الأوساط المختلفة في تحديد هويّة الجهة المستفيدة منه وأهدافه وأسبابهفي المقابل هناك من يجزمإنّه شبح ترامب يا صديقي. 

Follow us on Twitter

من أين يفترض احتساب موجة التصعيد التي تشهدها الجبهات الواقعة تحت شعار وحدة الساحات، بما فيها جبهة جنوب لبنان؟ هل من قصف الميليشيات العراقية الموالية لإيران لقاعدة عين الأسد في العراق في 16 تموز، حيث توجد القوات الأميركية؟ أم من اغتيال مسيّرة إسرائيلية رجل الأعمال السوري الناشط لمصلحة بشار الأسد وإيران ماليّاً واقتصادياً، براء قاطرجي في 15 الجاري؟

البحث عن أسباب التّصعيد ومَن وراءه

أم هذا التصعيد ارتقى إلى ذروة جديدة بفعل كثافة الاغتيالات المتتالية لكوادر وقادة الحزب وآخرهم في بلدة الجميجمة في 19 تموز، وهو ما دفع الحزب إلى استهداف 3 بلدات جديدة في الجليل بصاروخ أدخله للمرّة الأولى إلى ترسانة الاستخدام؟ هل الذروة الجديدة للحرب هي قصف الحوثيين تل أبيب بمسيّرة قتلت مدنياً، ثمّ قصف إسرائيل مستودعات النفط في الحديدة، وهو أمر لم تقُم بمثله غارات التحالف الدولي؟ أم هي تدمير الطائرات الإسرائيلية للمرّة الأولى مستودعاً لصواريخ الحزب في عمق الجنوب في عدلون في قضاء الزهراني؟

ترامب الذي أكّد أنّه سينهي الحروب التي اندلعت في عهد بايدن، قد يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة

إدارة بايدن ونهاية منظومة.. وانتقام نتنياهو

في اعتقاد متابعين عن كثب للداخل الأميركي أنّ انسحاب بايدن فتح باباً كبيراً على تحوّلات جذرية في السياسة الأميركية وتعاطي إسرائيل معها، أبرزها:

ترامب

– نهاية عهد منظومة حوله آمنت بإمكان الاتفاق مع إيران. وهي امتداد لعهد باراك أوباما واتفاقه مع طهران على الملف النووي في 2015.
– لذلك لجم بايدن نتنياهو عن ضرب إيران بقوّة في نيسان الماضي ردّاً على ردّها على قصف قنصليّتها في دمشق. يقيم أصحاب هذا التقويم وزناً لتهديد بايدن لنتنياهو في حينها بـ”أنّك ستكون لوحدك” إذا وقعت الحرب. وبالموازاة فإنّ نتنياهو سيكون “انتقامياً” في التعاطي مع ما بقي لبايدن من مدّة في البيت الأبيض.
– بعد الأمس، شلّ ضعف وشيخوخة بايدن قدرة أميركا على لجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، حتى لو بقي بايدن في منصبه. فإدارته عرجاء غير قادرة على اتّخاذ القرارات. والدليل ضربة إسرائيل للحديدة ردّاً على قصف ذراع إيران الفاعلة، الحوثيين، تل أبيب. الجيش الإسرائيلي نفّذ الردّ مباشرة من دون تنسيق وتعاون مع الأميركيين، واكتفى بإعلامهم. ويقول المتابعون لما يجري في كواليس الدولة في أميركا إنّ هناك شعوراً بأنّ إسرائيل قامت بالضربة بالنيابة عن واشنطن. فالأخيرة كانت تراعي علاقتها مع إيران في ضرباتها للحوثيين، فتتجنّب الغارات الموجعة.

طهران المتوتّرة تضغط لاتّفاق مع بايدن أم فقدت الأمل؟

– مقابل الاعتقاد بأنّ طهران تستعجل، تفاهماً مع بايدن قبل رحيله، يظهر اعتقاد معاكس. فهي لم تعد تراهن على ذلك لأنّ ترامب قال إنّه سيلغي كلّ ما فعله بايدن. وبالتالي تصرّ على استعراض قوّتها استباقاً لضغوط ترامب الآتية والمرجّحة، ضدّها. إذ إنّ أحد مكوّنات حملة المرشّح الجمهوري هو هجومه على بايدن لتركه إيران تصل إلى العتبة النووية. والتقارب بين نتنياهو وترامب في شأن الملفّ النووي الإيراني قد يقود إلى سياسات تلهب المنطقة.

يصعب أن تمرّ هذه التوقّعات التي ستخضع بالتأكيد لامتحان في الأشهر المقبلة، على وقع دينامية الحملة الانتخابية، بلا تشكيك

هوكستين سينكفئ؟

– زيارة نتنياهو لواشنطن حيث سيلقي خلال ساعات كلمته أمام الكونغرس كانت المحطّة التي أخّرت المفاوضات على اتّفاق الهدنة. استبقه بتصويت الكنيست على رفض الدولة الفلسطينية، الذي يتّفق عليه مع ترامب غير المعنيّ بحلّ الدولتين بل باتّفاقات أبراهام للتطبيع العربي الإسرائيلي. وهذا ما يطمح إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا سيما أنّ ترامب قال لبايدن في المناظرة التلفزيونية: “لماذا لا تترك لإسرائيل مهمّة القضاء على حماس؟”.

– يرجّح شلل إدارة بايدن انكفاء مهمّة الوسيط الأميركي آموس هوكستين لخفض التوتّر بين الحزب وإسرائيل. فتحرّكه لهذا الغرض يهدف لصوغ اتفاق على إظهار الحدود البرّية بين الدولة العبرية ولبنان، وعلى إعادة الهدوء على جانبَي الحدود. والمعطيات لدى شخصيات لبنانية تتواصل مع واشنطن تفيد بأنّ أكثر من موظّف ومستشار لبايدن أخذوا يبحثون عن وظيفة أخرى منذ الآن. وهذا يقود إلى تقدم المساعي الفرنسية في شأن التهدئة في الجنوب.

يصعب أن تمرّ هذه التوقّعات التي ستخضع بالتأكيد لامتحان في الأشهر المقبلة، على وقع دينامية الحملة الانتخابية، بلا تشكيك. فالأمر يتوقّف على طريقة استيعاب الديمقراطيين لأضرار ما خلّفه أداء بايدن في الأشهر الأخيرة. فهم يأملون التعويض عنها وجذب شرائح من الناخبين لإسقاط الرئيس السابق. وللملفّات الداخلية المتعلّقة بالاقتصاد والبطالة والهجرة والإجهاض أهمّية تتقدّم على السياسة الخارجية. وفي كلّ الأحوال فإنّ من الحجج التي يسوقها من يتشكّكون في صحّة الاستنتاجات التي ترافق صعود ترامب وفق أصحاب وجهة النظر المقابلة:

ضدّ الحروب ويصعب توقّع أفعاله

1- يستحيل توقّع ما سيقوم به ترامب (UNPREDICTIBLE). فهو صاحب مفاجآت تصدم مؤيّديه بقدر ما تفاجئ خصومه.

2- ترامب متقلّب. فهو أعلن قبل أسبوعين أنّه غيّر رأيه بالنسبة إلى حظر تطبيق “تيك توك” في سياق المواجهة التي يعطيها أولوية مع الصين. وقال إنّه لن يمنعه.

3- على الرغم من تأكيده منذ تشرين الأول الماضي أنّه مع دعم إسرائيل في حربها في غزة حتى النهاية، فهو دعا نتنياهو في 17 آذار الماضي إلى إنهاء الحرب والعودة إلى السلام.

ترامب متقلّب. فهو أعلن قبل أسبوعين أنّه غيّر رأيه بالنسبة إلى حظر تطبيق “تيك توك” في سياق المواجهة التي يعطيها أولوية مع الصين. وقال إنّه لن يمنعه

4- ترامب الذي أكّد أنّه سينهي الحروب التي اندلعت في عهد بايدن، قد يضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة. فتدحرج المواجهات في القطاع وجنوب لبنان واليمن وسوريا والعراق، كما هو حاصل راهناً، يستدرج أميركا. وهو ما لا يريده المرشّح الجمهوري.

… لكنّه قصف سوريا وقتل سليماني

يردّ المتابعون للتحوّلات التي ستحدثها وقائع الانتخابات الأميركية:

– صحيح أنّ ترامب لا يريد حروباً. لكنّه هو الذي أمر بقصف سوريا في نيسان 2017 ردّاً على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في خان شيخون. وأدّى القصف إلى ضرب جزء مهمّ من سلاح الجوّ السوري.

– هو الذي أعطى الأمر بقتل قاسم سليماني مطلع 2020. وردّت إيران بقصف قاعدة عين الأسد بطريقة متفاهم على محدوديّتها كما سبق أن كشف ترامب نفسه قبل أشهر.

– مقولة ترامب بإنهاء الحروب تتعلّق بحرب أوكرانيا التي يقف جزء من الرأي العام الأميركي ضدّ رعايتها من قبل أميركا.

– المرجّح أن يسحب القوات الأميركية من العراق وسوريا غير آبه بما يخلّفه ذلك من فوضى التناقضات الداخلية والتدخّلات الخارجية.

أساس ميديا

لمتابعة الكاتب على X:

@ChoucairWalid

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

هل الضربة الحوثية لإسرائيل والردّ عليها سيغيّران في مسار الحرب؟!

Avatar

Published

on

لا يبدو أنّ الضربة الحوثية لإسرائيل والردّ عليها سيغيّران في مسار الحرب. ويجوز لنا وقد اقتربت نهايات هذه الحرب المدمّرة أن ندلي ببعض التوقّعات أو النتائج، وأهمّها ضخامة خسائر الفلسطينيين في القطاع والضفّة، وخسائر حماس والتنظيمات الأخرى، وهي كبيرة. والإسرائيليون الذين قتلوا كثيراً لن يكونوا آمنين إن لم يوافقوا على دولة فلسطينية. ويستطيع الإيرانيون القول إنّهم كسبوا الشراكة الدائمة في القضية الفلسطينية، كما كسبوا اضطرار الولايات المتحدة إلى مراعاة جانبهم هم وميليشياتهم في مقبل السنين.

Follow us on Twitter 

الطريف أنّه عندما كانت إحدى مسيّرات الحوثيين تصل إلى تل أبيب وتقتل خمسينيّاً، كان رئيس الأركان الأميركي يصرّح أنّ الفريق الأميركي/البريطاني المسمّى: حارس الازدهار ليس كافياً لإخماد التحدّي الحوثيّ بالبحر الأحمر وخليج عُمان والمحيط الهندي، وأنّه لا بدّ من السياسة والدبلوماسية للإقناع بوقف الهجمات التي أزعجت التجارة الدولية وأمن البحار. لا نعرف بالتحديد ماذا كان القائد الأميركي يقصد بالإجراءات التكميلية اللازمة لكفّ إصرار الحوثي: هل يقصد التفاوض في مسقط مع الإيرانيين وبينهم حوثيون أم يقصد تقديم “الإغراءات” لهم على الأرض وفي المفاوضات اليمنية – اليمنية الجارية تحت عيون المبعوث الأميركي والمبعوث الدولي؟

عندما احتفل الحوثيّون والإيرانيّون

كان الحوثيون يصرّحون أنّ هجماتهم دخلت المرحلة الرابعة التي تعني التحرّك في البحر المتوسط أيضاً. وقد صرّح الإسرائيليون بعدما ضربوا ميناء الحديدة أنّهم صبروا على مئتين وخمسين ضربة حوثية لم نسمع عنها شيئاً لأنّه يبدو أنّها ما كانت تصل إلى أراضي دولة الكيان!

لقد احتفل الحوثيون والإيرانيون والحزب بالإنجاز. وقالوا بعد الضربات الإسرائيلية إنّهم لن يتوقّفوا على الرغم من الخسائر الكبيرة والقتلى والجرحى. فهل سيغيّر التدخّل الحوثي في المشهد الجاري منذ أكثر من تسعة أشهر؟

لقد احتفل الحوثيون والإيرانيون والحزب بالإنجاز. وقالوا بعد الضربات الإسرائيلية إنّهم لن يتوقّفوا على الرغم من الخسائر الكبيرة والقتلى والجرحى

الأميركيون ووزير الدفاع الإسرائيلي ذهبوا إلى أنّ المفاوضات مع حماس من خلال قطر ومصر ستصل إلى نهايات واعدة خلال أيام. وقد انحصرت الخلافات بعد الاتفاق على كلّ شيء في مصائر معبر فيلادلفي الذي لا يريد الإسرائيليون الانسحاب منه، كما لا يريدون تسليمه لشرطةٍ من عند حكومة أبي مازن. وهناك خلافٌ آخر يتعلّق بالانتشار الإسرائيلي في وسط القطاع وقسمة غزة إلى طرفين لا يلتقيان: فهل يكون الحلّ في إحلال جنود أميركيين في الموقعين؟ الأميركيون لا يريدون ذلك، والإسرائيليون يتحدّثون عن إمكان الاستعانة بقوّةٍ أوروبية بعد وقف إطلاق النار!

من الخاسر الأوّل؟

يومُ ما بعد وقف النار يبعث على الخطورة والترقّب. لكن هل يمكن الحديث الآن عن نتائج الحرب أو من انتصر ومن خسر؟ الخاسر الأوّل بالفعل الشعب الفلسطيني وليس في غزة فقط التي فقدت العمران والإنسان، بل وفي الضفة الغربية التي قُتل فيها المئات، وزاد الأسرى على عشرة آلاف، وأُضيفت إليها أعباء عشرات المستوطنات إلى مئاتٍ أخرى يسكنها مئات الألوف. والخاسر الثاني بالطبع أيضاً حماس والفرق المقاتلة الأُخرى التي فقدت الآلاف من عسكرها وفدائيّيها.

الحرب

أمّا إسرائيل، وعلى الرغم من أنّ خسائرها العسكرية والاقتصادية هائلة من وجهة نظرها، فإنّها لم تنتصر، ليس بسبب أنّ حماساً وحلفاءها ما يزالون يقاتلون، بل ولأنّ المستقبل يقول منذ الآن إنّ أحداثاً مشابهةً يمكن أن تتجدّد على الكيان إلى ما لا نهاية، وبخاصّةٍ أنّ نتنياهو واليمين لا يريدون دولةً فلسطينيةً مهما كلّف الأمر.

لا يبدو أنّ الضربة الحوثية لإسرائيل والردّ عليها سيغيّران في مسار الحرب

ماذا عن الطرف الإيراني وحلفائه من الميليشيات المنتشرة على حدود الكيان؟ ولست أقصد لبنان واليمن والعراق وسورية، بل ما يراه المراقبون أنّ إيران صارت أكثر تحكّماً بالملفّ الفلسطيني، وليس بسبب الحزب فقط بل وبسبب حماس وبعض الميليشيات. لقد تبيّن أنّ “رجولة” الحزب في المواجهة والصبر على الخسائر ليست فريدة، بل هناك أيضاً الحوثي الذي يستطيع الإضرار بالولايات المتحدة وبريطانيا والمصالح البحرية لسائر الأمم. ثمّ إنّ التفاوض لا ينجح إلا بحضور إيراني من نوعٍ ما، وأمل وطموح بشأن النووي وبشأن الحصار الاقتصادي.

لقد ظنّ المراقبون أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يريد الهدنة، ويريد الانتصار المطلق الذي يُزيل حماساً، بيد أنّ الضربات على الحديدة تزيد من اشتعال الحرب، ولن تُكسب إسرائيل المزيد على أيّ حال، كما أنّ الإسرائيليين في غالبيّتهم يريدون وقف الحرب.

إنّها حرب هائلة خسر فيها الفلسطينيون، وحقّق الآخرون إنجازات خالطتها آلام وتضحيات. وبغضّ النظر عمّا يريده نتنياهو حقّاً، ستتوقّف الحرب، لكنّ اليوم التالي بعد الحرب سيكون أصعب وأصعب. فهل كان للإقدام على الحرب معنى؟

أساس ميديا

لمتابعة الكاتب على X:

@RidwanAlsayyid

Continue Reading

أخبار العالم

هل تستقبل إيران ترامب… بقنبلة نوويّة؟

Avatar

Published

on

مع ارتفاع حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة إلى البيت الأبيض، بدأت هواجس الدول التي تأثّرت بسياسته تتحوّل إلى قلق حقيقي. وعلى رأس هذه الدول إيران، التي يذكرها ترامب ومرشّحه لمنصب نائب الرئيس جي فانس في كلّ مناسبة على أنّها من إخفاقات الإدارة الحالية ومثال على ضعف الرئيس جو بايدن. فهل تدخل إيران النادي النووي، كي تستقبل ترامب بـ”القنبلة”؟

الوضوح الذي تحدّث به المرشّح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب وفريقه عن إيران كفيل بأن يجعل إيران من أكثر الدول قلقاً من عودة ترامب، خصوصاً أنّ ترامب التزم بوعوده الانتخابية في ولايته الأولى وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران وفرض على طهران عقوبات مشلّة، وأعطى الأمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
Follow us on Twitter

مع ارتفاع حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة إلى البيت الأبيض، بدأت هواجس الدول التي تأثّرت بسياسته تتحوّل إلى قلق حقيقي

هذا الوضوح في نيّات الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب واستعدادهم لانتهاج سياسة أكثر صرامة مع إيران يضعان طهران أمام خيارات محدودة وصعبة. فإذا دخلت في صفقة مع الإدارة الحالية فستكون هناك خشية من تكرار التجربة السابقة حين انسحب ترامب من الاتفاق.

هناك أيضاً خشية من أن تفقد إيران فرصة ترجمة إنجازاتها الاستراتيجية بعد عملية طوفان الأقصى إلى مكاسب مع الغرب وواشنطن في حال وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

لعبة الوقت التي تتقنها طهران ليست لمصلحتها لأنّ الانتخابات الرئاسية الأميركية على بعد أقلّ من خمسة أشهر، وأيّ رهان أو مغامرة قد تطيح بمكاسب إيران الاستراتيجية التي حقّقتها خلال السنوات الأربع الأخيرة.

سياسة واشنطن تجاه إيران أصبحت جزءاً من التراشق الانتخابي بين المرشّحين الرئاسيين، خصوصاً أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تتّهم ترامب بأنّه وراء خروج الملفّ الإيراني عن السيطرة بسبب خروج واشنطن من الاتفاق الذي سمح لطهران بتطوير قدراتها النووية.

بلينكن أعلن أمس الأول أنّ إيران “قد تكون أصبحت قادرة على أن تنتج موادّ ضرورية لسلاح نووي خلال أسبوع أو أسبوعين”

“طوفان الأقصى”… شغَل العالم عن “النّوويّ”

سرعة نشاطات إيران النووية وتوسيعها يرتبطان ارتباطاً مباشراً بحدّة النزاعات في المنطقة. إيران استغلّت انشغال الغرب بحروب في المنطقة لإطلاق العنان لمشاريعها النووية. فترات حصار العراق ثمّ اجتياحه والحرب على الإرهاب بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 ودخول الولايات المتحدة المستنقع الأفغاني، سمحت لإيران بأن تطوّر قدراتها العسكرية والنووية. وجاء “طوفان الأقصى” ليشغل العالم مؤقّتاً عن الملفّ النووي الإيراني المرشّح دائماً لأن يتحوّل إلى أزمة كبرى في حال ثبت أنّ إيران بدأت بنشاطات نووية عسكرية.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن أمس الأول أنّ إيران “قد تكون أصبحت قادرة على أن تنتج موادّ ضرورية لسلاح نووي خلال أسبوع أو أسبوعين”، في حال قرّرت ذلك. وقال: “لسنا في مكان جيّد الآن”، في وصفه لواقع الملفّ النووي الإيراني.

ألقى بلينكن اللوم على إدارة ترامب السابقة لانسحابها من الملفّ النووي، إذ يعتقد أنّ طهران كانت بحاجة إلى اثني عشر شهراً لإنتاج موادّ نووية لأغراض عسكرية من موعد اتّخاذها هذا القرار.

نتنياهو سيحاول جذب واشنطن إلى مقاربته في ما يخصّ الملفّ النووي الإيراني، بينما تفضّل إدارة بايدن الخيار الدبلوماسي

تشير تصريحات بلينكن إلى احتمال اندلاع أزمة مع إيران في الأشهر القليلة الباقية من ولاية بايدن الأولى. وهذا يرتبط بحسابات طهران إذا ما قرّرت القيام بخطوة تصعيدية على مستوى مشروعها النووي مستفيدة من انشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية أو ربّما تحسّباً واستباقاً لعودة ترامب الذي تعهّد بمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.

يُتوقّع أن يعود الملفّ النووي الإيراني إلى الواجهة أثناء زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لواشنطن، حيث من المقرّر أن يلقي خطاباً أمام الكونغرس الأميركي بمجلسَيه النواب والشيوخ.

نتنياهو سيحاول جذب واشنطن إلى مقاربته في ما يخصّ الملفّ النووي الإيراني، بينما تفضّل إدارة بايدن الخيار الدبلوماسي. إسرائيل تريد من واشنطن أن تقود حلفاً من أجل وقف المشروع النووي الإيراني حتى لو استلزم الأمر ضربة عسكرية ضدّ المنشآت النووية الإيرانية.

تقدُّم المشروع النووي الإيراني واقترابه من التحوّل إلى قوة عسكرية، سيرفع من الثمن الذي تطلبه إيران للتراجع عن ذلك في حال قبلت مستقبلاً الدخول في صفقة مع واشنطن وربّما ترامب الذي يتقن “فنّ الصفقات”.

الخوف أن تستقبل إيران ترامب بـ”قنبلة” نووية. هل يعاملها حينها مثلما يعامل “صديقه” الكوريّ الشمالي كيم جونغ أون؟

لمتابعة الكاتب على x:

@mouafac

أساس ميديا

Continue Reading