لبنان

وصية البطريرك صفير الأخيرة للبنانيين: «اتقوا الله في بلدكم»

بيروت ـ عمر حبنجر شيّع لبنان امس «بطريركيه» الماروني الراحل نصرالله صفير بعد أسبوع جنائزي طويل، وبمشاركة شعبية ورسمية لبنانية وعربية ودولية، عكست الطبيعة الوطنية للراحل الكبير المتجاوزة لصفته الدينية، حيث كانت أولوياته اثنتين: الحرية والعيش الإسلامي ـ المسيحي المشترك، وهذا ما عبرت عنه وصيته الأخيرة الى اللبنانيين: «أوصيكم بأن تتقوا الله، وان تعيشوا مع…

Published

on

بيروت ـ عمر حبنجر شيّع لبنان امس «بطريركيه» الماروني الراحل نصرالله صفير بعد أسبوع جنائزي طويل، وبمشاركة شعبية ورسمية لبنانية وعربية ودولية، عكست الطبيعة الوطنية للراحل الكبير المتجاوزة لصفته الدينية، حيث كانت أولوياته اثنتين: الحرية والعيش الإسلامي ـ المسيحي المشترك، وهذا ما عبرت عنه وصيته الأخيرة الى اللبنانيين: «أوصيكم بأن تتقوا الله، وان تعيشوا مع بعضكم البعض، كما يعيش الإخوة، وان تتفانوا في سبيل وطنكم لبنان». المشاركة الشعبية شملت كل المناطق والطوائف، وقد استوعبت باحة بكركي 8600 كرسي عدا الواقفين أو الذين عزوا البطريرك الراعي وعائلة الراحل ثم مشوا. تولى الحرس الجمهوري امن المكان وطرق الوصول إليه بالباصات، التي وزعت على المناطق القريبة من بكركي لتلافي الازدحام، واستجاب نحو ألفي مواطن من الجبل الى نداء وليد جنبلاط للتوجه الى بكركي والمشاركة بالجنازة التي غاب هو ـ اي جنبلاط ـ عنها لوجوده في الخارج في إطار معالجة صحية، وكان بين هؤلاء رجال دين دروز وسُنّة وشيعة يمثلون بيئة الجبل، فيما غاب حزب الله عن الجنازة. رسميا، شارك الرئيس ميشال عون ومعه الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري في القداس الجنائزي،. اما الكاردينال ليوناردو ساندري ممثل الفاتيكان فقد شارك في القداس وتلا رسالة الفاتيكان. واستغرقت مراسم الجنازة ساعة ونصف الساعة، وشارك فيها 50 مطرانا واسقفا ترأسهم البطريرك الراعي الذي عدد مزايا سلفه. ونقل الجثمان من نعش خشب الزيتون الذي نحته الفنان رودي رحمة الى نعش يرمز الى حياة التواضع والتجرد التي عاشها البطريرك الراحل، واودع النعش ـ التحفة الفنية في متحف البطريرك صفير الذي وصفه البطريرك الراعي ببطريرك لبنان الدائم. وتم التشييع وسط حداد رسمي رافقه إقفال المؤسسات الحكومية ونُكست الإعلام. ومنذ الصباح الباكر، أعلنت قيادة الجيش منع تحليق الطائرات المسيرة عن بعد في اجواء بكركي وجونيه. في غضون ذلك، الموازنة العامة من تأجيل الى آخر، لقد كان مرتقبا إنجازها اليوم الجمعة وإحالتها الى مجلس النواب، لكن ذلك لن يحصل بدليل نقل مقر الجلسة اليوم من بعبدا الى السراي الحكومي تحت عنوان استكمال المداولات بقراءة نهائية لارقام الموازنة التي سيقدمها وزير المالية علي حسن خليل. جلسة الاربعاء الوزارية اتسمت بالتشنج، وقد غرقت في ورقة أفكار وزير الخارجية جبران باسيل الذي تنبأ له النائب مروان حمادة عبر قناة «المستقبل» امس «بأنه سيكون السبب في خراب لبنان». وابرز النقاط العالقة الرواتب، حيث ثمة اقتراح باقتطاع نسبة من الرواتب فوق المليوني ليرة في الشهر، وبشكل تصاعدي، والتدبير رقم 3 للعسكريين، وما قاله وزير الإعلام بهذا الصدد حول التوافق على حل لهذا التدبير ناقضه وزير الدفاع إلياس بوصعب الذي اكد ان موضوع التدبير رقم 3 لم يقر، وقد اتفقت مع دولة الرئيس سعد الحريري ان يكون هناك لقاء مع وزيرة الداخلية ريا الحسن للاتفاق على صيغة تناسب الجيش وقوى الأمن الداخلي، وبناء على موافقة رئيس الجمهورية سنطرح هذا البند على المجلس الاعلى للدفاع والمجلس يقرر المناسب ويرسله الى مجلس الوزراء. وكان الوزير جبران باسيل اقترح اعطاء التدبير رقم 3، الذي يحتسب سنة الخدمة العسكرية ثلاث سنوات في ظل الحجز الدائم، فقط للعسكريين المنتشرين على الحدود، والتدبير رقم 2 للمولجين بمهام أمنية. رئيس الحكومة سعد الحريري كان ينوي عقد جلسة مسائية يوم الاربعاء، لكنه صرف النظر استياء من عدم الجدية في طرح الموضوع، وقد نفى الوزير ابوصعب ان يكون الحريري مستاء منه. ولاحظت الاوساط المتابعة ان النقاش حول الموازنة لازال محصورا بتقليص رواتب ومخصصات الموظفين، عسكريين ومدنيين، متجاوزا البحث الجدي والواضح عن موارد الخزينة من منابع الهدر والفساد. هذه الاوساط كررت ما سبق ان اكدته «الأنباء» بأنه تجاوز مناقشات الموازنة يوم الاربعاء الماضي يعني انها ازمة تطول وان للمستجدات الاقليمية دورها في تعقيدها.

Exit mobile version