لبنان

هويات «الحبر على ورق» في بيت بيروت: من القتل على الهوية والتمييز.. إلى الرقمنة

بيروت ـ جويل رياشي «هويتك حبر على ورق»، عنوان معرض جديد في «بيت بيروت» يستمر حتى 31 الجاري، من تنظيم المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ومعهد العلوم السياسية التابع لجامعة القديس يوسف. اسم على مسمى في مكان فصل شطري العاصمة ايام الحرب الأهلية. والأخيرة كانت تشهد، وعلى بعد أمتار من المكان «تصفية» للناس، وخصوصا الأبرياء، على…

Published

on

بيروت ـ جويل رياشي «هويتك حبر على ورق»، عنوان معرض جديد في «بيت بيروت» يستمر حتى 31 الجاري، من تنظيم المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ومعهد العلوم السياسية التابع لجامعة القديس يوسف. اسم على مسمى في مكان فصل شطري العاصمة ايام الحرب الأهلية. والأخيرة كانت تشهد، وعلى بعد أمتار من المكان «تصفية» للناس، وخصوصا الأبرياء، على الهوية!دلالات كثيرة وشروح عدة وتفسيرات لمحتوى المعرض في الطبقة الثانية من المبنى «الشاهد على الحرب اللبنانية».رحلة متنقلة بين الشتات السوري جراء الحرب الأهلية التي لم تعرف نهايتها بعد، وبين نشوء «دفتر الهوية اللبنانية»، مع ولادة «لبنان الكبير» في الأول من سبتمبر 1920، والتي كانت ممهورة بختم المفوض السامي الفرنسي، وصولا الى تغيير ألوان «الدفتر»، الى نهاية عصر الأخير في سبعينيات القرن الماضي، مع اللون الأخضر الذي عرفه جيل الحرب.رحلة عبور تخللها شرح لمفهوم الهوية، الى حين الوصول الى عصر الرقمنة في نقطة الخروج التي أشير اليها بالانجليزية بعبارة sign out. وهناك في المحطة ـ الغرفة الأخيرة، وضعت في زاوية أجهزة الكمبيوتر البدائية، تاركة المنصة الرئيسية للأجهزة المتطورة التي تصدر هويات ممغنطة تتضمن معلومات كافية ووافية عن صاحب العلاقة.المقتنيات من أشخاص تولى جمع غالبيتها وسام اللحام. وطلب الى الزوار ايداع ما يرونه مناسبا للخدمة العامة. وبين المعروضات جوازات سفر لبنانية بألوانها كافة وصولا الى «البيومتري» الذي أدخل حامل جواز السفر اللبناني حداثة العولمة.لكن مهلا، في الغرف تفاصيل تشير الى واقع الهويات العربية عامة، وما تشهده من تمييز لحامليها عن المقيمين في القارة الأوروبية على سبيل المثال، مع اشارة الى انه «رغم تشابه جوازات السفر في العالم، الا انها لا تمتلك الامكانيات نفسها». البداية مع الفنان السوري ربيع كيوان الذي يعيش حاليا في محافظة السويداء. وقد عرض تحت عنوان «صور شخصية» لموضوع الشتات السوري، مستوحيا من تجربته الخاصة وتجربة اصدقائه الذين باتوا مشردين في وطنهم والخارج.فقد عانى كيوان من باب الدخول الموصد أمامه الى إحدى الدول المجاورة لسورية. وتحدى منعه من السفر الى بلدان عدة بلوحات بينها واحدة عليها اختام طبعت على جواز سفره، الى صور لرفاقه في محطاتهم المؤقتة في لبنان قبل وصولهم الى وجهتهم الأخيرة في القارة العجوز.من كيوان الى غرفة جانبية، عرضت فيها قصاصات ورق تحكي عن التمييز بين الهويات، كتحريم الوظائف المهمة في لبنان على ابناء ما يعرف بطوائف الأقليات. الى التمييز العرقي والديني والعائلي والوطني. وتتحدث فتاة عن تجربتها مع رفيقاتها في المدرسة اللواتي شطبنها من لائحة الدعوات الى أعياد ميلادهن بعد كشف الفتاة انها تحمل هوية ثانية غير لبنانية، تعود الى أثيوبيا بلد والدتها.في إحدى الغرف ايضا خزائن شبيهة بتلك الموجودة في الوزارات تظهر طريقة تسجيل القيود في دوائر النفوس اللبنانية، وتسلط الضوء على كلمة «شطب» التي تطاول المتوفين والفتيات المتزوجات، وقلة من الذين يختارون تبديل أديانهم. كذلك عرضت نماذج لبيانات خاصة بالنازحين السوريين، وما يعرف بـ «قوننة أوضاعهم» في البلد المضيف لبنان، وصولا الى محطاتهم الأخيرة في بلدان القارة العجوز.رسالة قوية يوجهها المعرض في فتح باب للخروج والعبور الى عالم أفضل، خلافا لأدراج الباطون المقطعة من ايام الحرب في المبنى. معرض بحثي، يحمل إضافات واستمرارية للمستقبل. عمل متقن يستحق العرض مرارا في بلدان مجاورة. كيف لا وهو يسرد حكايات نعيشها ولم يتبدل منها الكثير على رغم الانتقال من تسجيل القيود على الورق الى الرقمنة؟

Exit mobile version