لبنان

معوقات الترقية الأكاديمية للباحثات تحت مجهر اختصاصيين في السراي الحكومي

بيروت ـ جويل رياشي تشكل الإناث النسبة الكبرى من طلاب الدكتوراه في الجامعات اللبنانية، حتى في المجالات التي يعتبرها المجتمع حكرا على الذكور، لكن عند دراسة عوائد هذا الاستثمار في البحث العلمي، يتبين أنها منقوصة بسبب هدر الكثير من الطاقات العلمية، كون نسبة الباحثات الجامعيات تنخفض بشكل كبير، لتبلغ تقريبا ثلث الفاعلين في هذا المجال.…

Published

on

بيروت ـ جويل رياشي تشكل الإناث النسبة الكبرى من طلاب الدكتوراه في الجامعات اللبنانية، حتى في المجالات التي يعتبرها المجتمع حكرا على الذكور، لكن عند دراسة عوائد هذا الاستثمار في البحث العلمي، يتبين أنها منقوصة بسبب هدر الكثير من الطاقات العلمية، كون نسبة الباحثات الجامعيات تنخفض بشكل كبير، لتبلغ تقريبا ثلث الفاعلين في هذا المجال. حقيقة سلطت الأضواء عليها قبل أشهر أثناء إطلاق «المرصد الوطني للمرأة في الأبحاث» (دوركن). وقد شرحت منسقة المرصد د.تمارا الزين في حينه ان ذلك مرده بشكل رئيسي إلى «ميل متخذي القرار نحو تفضيل الرجال أثناء التقدم لوظائف البحث العلمي، أو تحمل النساء أعباء العمل المنزلي ورعاية العائلة، أو نتيجة تحولهن نحو مجالات أخرى خارج البحوث العلمية، وهي مجالات غالبا ما تكون ذات قيمة مادية ومعنوية تقل عن إمكاناتهن وكفاءاتهن وطاقاتهن، وهو ما يرتب خسائر على اقتصاد المعرفة والاقتصاد الكلي».وكان موضوع «المرأة في البحث العلمي» نجم النقاشات في السراي الحكومي في إطار ندوة نظمها المجلس الوطني للبحوث العلمية والمرصد الوطني للمرأة في الأبحاث (دوركن) والمركز الفرنسي للبحوث العلمية، بدعم من السفارة الفرنسية في لبنان والوكالة الجامعية للفرنكوفونية للشرق الأوسط. وطغى الجنس اللطيف على الحضور الذي ضم شخصيات سياسية وأكاديمية ومديري مراكز الأبحاث، وعددا من رؤساء الجامعات اللبنانية، وخبراء في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية من لبنان وفرنسا. وخلال حفل الافتتاح، عرض الأمين العام للمجلس معين حمزة للتعاون القائم مع المركز الفرنسي للبحوث العلمية منذ إنشاء المجلس في العام 1962. وتناول حمزة أهمية دعم المرأة في الأبحاث والدور الرائد الذي تتمتع به لتعزيز مسيرة البحوث والابتكار في لبنان. وأشار مدير المركز الفرنسي للبحوث العلمية انطوان بوتي الى «حاجة العلوم في رفع الوعي عند العامة، وفي ترشيد السياسات العامة عند صانعي القرار». وتوالت الجلسات وكان عرض بارز لدوني غوثلبين عن إنجازات المركز الفرنسي للبحوث العلمية خلال 80 عاما. كما عرض المشاركون الأسباب والدوافع لتعزيز واقع المرأة في البحوث العلمية، وقدمت باحثات شهادات شخصية لمسارهن العلمي وكيفية مواجهة العوائق والتحديات في سبيل تحقيق نجاحهن البحثي والأكاديمي. وكذلك تم تسليط الضوء على مهنة الباحث العلمي والمعوقات التي تواجهها الباحثات في الترقية الأكاديمية. وطرح المشاركون الخطط والسياسات المؤسساتية العادلة نحو تحقيق المساواة في المجالي العلمي والبحثي والتي تأخذ في الاعتبار خصائص المجتمعات وتركيبتها. وشاركت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون في الجلسة الأخيرة حول السياسات المؤسساتية الضامنة للمساواة بمشاركة المدير الإقليمي للوكالة الجامعية للفرنكوفونية في الشرق الاوسط ايرفيه سابوران، والقائم لاعمال السفارة اللبنانية في الڤاتيكان د.خليل كرم، ورئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لميا مبيض، ونعمة عازوري من جامعة الروح القدس الكسليك، وسيباستيان ديناجا من جامعة تولوز 1، ورمزا جابر من اللجنة الوطنية للاونيسكو. وتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى السنوية الثمانين لإنشاء المركز الفرنسي للبحوث العلمية. وشكل فرصة لتعزيز التعاون العلمي اللبناني ـ الفرنسي بين المركز الفرنسي والمجلس الوطني للبحوث العلمية، اذ يعود هذا التعاون الى عقود عدة وسمح بتحقيق الكثير من النجاحات والمشاريع العلمية الهادفة والمميزة.

Exit mobile version