لبنان

عدوان «المُسيّرات» على الضاحية أمام المجلس الأعلى للدفاع

بيروت ـ عمر حبنجر ارتدادات الاعتداء على الضاحية الجنوبية شغلت مجلس الوزراء والمجلس الاعلى للدفاع طوال يوم امس، والى جانب متابعة التحقيقات في كيفية وصول الطائرتين الاسرائيليتين المسيرتين الى معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية، ركز رئيس الحكومة سعد الحريري على الاتصالات الدولية، وكان ابرز اتصال له امس مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف وابلغه…

Published

on

بيروت ـ عمر حبنجر ارتدادات الاعتداء على الضاحية الجنوبية شغلت مجلس الوزراء والمجلس الاعلى للدفاع طوال يوم امس، والى جانب متابعة التحقيقات في كيفية وصول الطائرتين الاسرائيليتين المسيرتين الى معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية، ركز رئيس الحكومة سعد الحريري على الاتصالات الدولية، وكان ابرز اتصال له امس مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف وابلغه بأن العدوان الاسرائيلي على السيادة اللبنانية يهدد بتصعيد خطير ولا يمكن التكهن بنتائجه، وقد حثه على التدخل مع اسرائيل لوقف استفزازاتها. وكان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو وجه تهديدا لحزب الله وللمسؤولين اللبنانيين والايرانيين بقوله لهم: انتبهوا الى ما تقولون وراقبوا افعالكم، واضاف: زعيم حزب الله يجب ان يهدأ، مضيفا: انصحه وانصح قاسم سليماني ان ينتبها لأقوالهما والأهم لأفعالهما. وتزامن ذلك مع انتقادات سياسية لموقف الرئيس ميشال عون عن حادثة الضاحية ومما اعتبره البعض تغطية رئاسية لحزب الله، وهو ما رفضه وزير الدفاع إلياس بوصعب. يضاف الى ذلك تعاظم الشكوك حول ما اذا كان المدى الذي تصل اليه الطائرتان المُسيرتان يسمح لهما اجتياز مسافة الـ 150 كيلومترا من حدود فلسطين المحتلة حتى ضاحية بيروت، ما يطرح فرضية وجود عملاء في الداخل تولوا المهمة. النائب العميد وليد سكرية عضو كتلة الوفاء للمقاومة قال ان لدى اسرائيل طائرات مسيرة تسير بالجو لمدة 24 ساعة تستطيع الانطلاق من فلسطين المحتلة والوصول الى ايران، وهي وصلت الى العراق وضربت في العراق مراكز الحشد الشعبي. واستبعد سكرية في حديث اذاعي فرضية اطلاقها من الداخل بواسطة عملاء، وقال: مثل هذه الطائرات تطلق من البحر وعبر منصات صغيرة. لكن النائب العميد وهبي قاطيشا رأى ان التحكم عن بُعد بطائرة مُسيرة تنطلق من الاراضي الفلسطينية المحتلة امر صعب جدا ومستبعد، واضاف: الحادث بالنسبة لي كعسكري غامض، فانطلاق هذه الطائرات من الأرض المحتلة صعب، فهناك 150 كيلومترا، وهذا يتطلب وقتا طويلا، والتحكم عن بُعد في هذه المسافة وبين المباني صعب ايضا، وقال لإذاعة «صوت لبنان» ان فرضية اطلاق الطائرتين من طائرة مروحية غير ممكن ايضا لأن تحليق طائرة مروحية تكشفه رادارات الجيش اللبناني، والجيش لم يلاحظ تحليق اي طائرة وقت سقوط احداهما وانفجار الثانية، واغلب الظن ان يكون هناك عملاء اطلقوها من داخل الاراضي اللبنانية، واستغرب تحليق مثل هذه الطائرات وسط المباني العالية، علما ان إمرة مثل هذه الطائرات يفترض ان تكون مباشرة، لذلك اقول ان في الامر غموضا، خصوصا ان التحقيق تولاه حزب الله وليس الجيش اللبناني. ومن هنا، كان توجه وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي الى الرئيس ميشال عون في تغريدة عبر تويتر بالقول: حق مشروع للبنان ان يحمي سيادته من اي اعتداء اسرائيلي، لكن في المقابل ليس على لبنان ان يكون ساحة لإيران متصلة بمناطق النفوذ الايراني، مشددا على القول انه كان حريا ان تتولى المؤسسة العسكرية والأمنية التحقيق بحادث استهداف الضاحية الجنوبية بالطائرة المُسيرة، داعيا الى امساك الحكومة بقرار السلم والحرب، وألا يغطي اي مسؤول سلاحا خارجا عن الدولة. وقد استغرب وزير الدفاع إلياس بوصعب انتقاد البعض لمواقف الرئيس ميشال عون، خصوصا من الاستراتيجية الدفاعية ومن العدوان الاسرائيلي، وقال ان البيان الوزاري يعطي اللبنانيين الحق في الدفاع عن ارضهم، واعلن وزير المال علي حسن خليل تأييده لمواقف عون، ووصف وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس (المردة) كلام الرئيس عون بالممتاز. في غضون ذلك، احتلت ازمة النفايات الجانب الاوسع من اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الرئيس سعد الحريري الى جانب ثلاثة بنود مؤجلة من الجلسة السابقة، وناقش المجلس «خارطة الطريق» التي اعدها وزير البيئة فادي جريصاتي وتتضمن انشاء 25 مطمرا موزعة على المناطق لفترة انتقالية، واعتماد نظام التفكك الحراري عبر محارق معامل الكهرباء في المحافظات، باستثناء بيروت التي ليس فيها معامل لتوليد الطاقة. وتقترح الخطة استملاك المطامر واعتماد الفرز من المصدر من خلال البلديات التي تفرضه على المنازل بهدف تعزيز اللامركزية، الى جانب فرض رسوم اضافية على مادة النايلون الاكثر تلويثا للبيئة، وقد غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مرحبا بفكرة حرق النفايات بطريقة بالغة الدقة. ويعقد مجلس الوزراء جلسة اخرى عند الثانية من بعد ظهر غد في المقر الصيفي في بيت الدين لمناقشة الاوضاع السياسية وتداعيات حادثة الضاحية الجنوبية وعلى جدول اعمال هذه الجلسة 40 بندا. ويرأس الرئيس ميشال عون اجتماعا ماليا اقتصاديا موسعا يوم الاثنين في قصر بعبدا بمشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ورؤساء الاحزاب والكتل النيابية. وقال الرئيس عون لوفود شعبية ان عرض هذا الاجتماع وضع المسؤولين السياسيين امام مسؤولياتهم، لأنه من غير الجائز انه كلما نخطوا خطوة لحل الصعوبات نواجه بصعوبات جديدة. واضاف: سنتغلب على الضغوط، الفساد نحاربه، الفساد في المؤسسات رهن التحقيقات المستمرة. الاوضاع المالية حضرت في لقاء الرئيس سعد الحريري بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كما زار رئيس جمعية المصارف سليم صفير رئاسة مجلس الوزراء وطمأن الرئيس الحريري على ملاءة المصارف في لبنان.  

Exit mobile version