رؤوس كبيرة متورطة!!

“والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وقد حان قِطافها”، العبارة الشهيرة للحجاج بن يوسف الثقفي تُحاكي وتُترجم ما تخفيه جُعب الكِبار من مفاجآت قوية ستُفجر مع ارتفاع حمّى المُراهنات في لبنان لتكشف قريباً عن صفقات ورؤوس كبيرة مُتورطة فاسدة ونتِنة كانت تعتقد ان “الموس” بعيد عن ذقنها…

صحيح ان العالم السرّي للمافيات وتحديداً مافيات القِمار طريقه محفوفٌ بالمخاطر، الضغوطات، الحمايات السياسية وحتى الموت أحياناً لكن اقتحامهُ واجب وطني رأفةً أقلهُ بعشرات العائلات وإلا فليجلس المعنيون في بيوتهم أشرف لهم.

ففي اقل من شهر، سُددت ضربات مُتتالية هزّت عرش هذه المافيات التي تُحاول لملمة نفسها بأقل خسائر مُمكنة. صفعة تلوى الأخرى تلقتها عصابات مافيات القِمار آخرها ما سترويه السطور التالية عن عمليتين نوعيتين متزامنتين لمكتب مُكافحة القمار في وحدة الشرطة القضائية نُسفت على اثرها شبكتين من أقصى الجنوب الى اقصى الشمال، الأولى تختص بالمُراهنات الرياضية فيما الثانية بألعاب القمار الممنوعة.

القادة حددوا ساعة الصفر، لتتحرك على اثرها دوريتين، الأولى توجهت جنوبًا لتطويق شارع حسن كامل الصباح، سنتر الريحان في النبطية تجنباً من عمليات الكر والفر. حركة الداخل والخارج من والى الهدف، رُصدت وتعقبت لساعات الى ان اعطيت الأوامر باقتحام المكان السري لمافيا المُراهنات الرياضية حيث يتم المُراهنة بمبالغ مالية هائلة على مُباريات كرة القدم لكأس العالم وتوقيف من بداخله بالجرم المشهود وتحديدًا الرأس الكبير الذي سرعان ما اعترف بادارته وتورطه بهذه المراهنات كاشفًا عن معلومات ومعطيات دسمة قد توقع رؤوس اخرى تِباعاً.

أما الهدف الثاني فعدا عن أنه مُحظر من قبل الدولة، مُخالف، غير شرعي وسرّي يحوي بداخله على مطلوبين بارزين فضلاً عن آخرين من اصحاب الأسبقيات .

بين بساتين زغرتا حوّل منزل الى قهوة غير مُرخصة أو الأصح وكرًا لألعاب الميسر جمع بداخله الرؤوس الكبيرة شمالاً في عالم القمار وكل واحد منهم سيد طاولته، دُهم المكان بدقة، أوقف الرأسين الذي كان المُراد تصفيتهما فيما البقية سُجلت محاضر بحقهم ليغرموا على اثرها وتسجل اسبقيات بحقهم.

في المُحصلة، يبدو ان اليوم قائمة سوداء بأسماء وازنة وبأصحاب الأسبقيات والسِجلات الحافلة وضعت تحت المجهر. موعد الفتك بها ونسفِها اقترب، الضوء الأخضر بعد اكتمال الادلة والقرائن وحدهُ يُحدد ساعة الحسم.