لبنان

«الكباش» يتجدد على نادي الغولف اللبناني

بيروت – جويل رياشي يواجه نادي الغولف اللبناني أزمة تهدد وجوده، مع ما أثير أخيرا عن عدم التزام النادي سداد الرسوم البلدية المترتبة عليه بالحد الأدنى لبلدية الغبيري التي تتبع معظم مساحته العقارية لها، ونية البلدية استرداد الأرض ووضعها في تصرف الناس وتحويلها حديقة عامة بشروط توازي ما يقدمه النادي حاليا من مساحة خضراء لمشتركيه.…

Published

on

بيروت – جويل رياشي يواجه نادي الغولف اللبناني أزمة تهدد وجوده، مع ما أثير أخيرا عن عدم التزام النادي سداد الرسوم البلدية المترتبة عليه بالحد الأدنى لبلدية الغبيري التي تتبع معظم مساحته العقارية لها، ونية البلدية استرداد الأرض ووضعها في تصرف الناس وتحويلها حديقة عامة بشروط توازي ما يقدمه النادي حاليا من مساحة خضراء لمشتركيه. قصة نادي الغولف قديمة، وتتراوح بين الاختلاف في النظرة إليه، بين معلم حضاري يميز أي بلد، وبين ما يعتبره قسم كبير من اللبنانيين، مؤسسة تتوخى الربح، وتجبي أموالا طائلة من المشتركين، وهم في غالبيتهم من الطبقة المخملية، على حساب استخدام منشأة عامة تعود للبلديات. تأسس النادي في خمسينيات القرن الماضي، يوم شدد رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون على تشييد ناد للغولف ومدينة رياضية إلى جانب مطار بيروت الدولي (مطار الرئيس رفيق الحريري حاليا)، لتأمين مساحة خضراء ومعلم رياضي، يستقبل بهما لبنان القادمين إليه، علما أن المدينة الرياضية التي حملت اسم الرئيس شمعون، كان مقترحا إقامتها في منطقة الدكوانة (شرق العاصمة بيروت). أرض النادي تم تأجيرها الى الجهة المشغلة بعقد قيمته رمزية، واستمر الأمر على هذا المنوال لاحقا، وإن كان وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، صاحب سلطة الوصاية على النادي، رفع قيمة الايجار لتصل الى خمسين ألف دولار سنويا. في الأزمة، ان بلدية الغبيري تطالب باسترداد العقار، بعد خلافات عدة مع ادارة النادي، أبرزها حول تسديد الرسوم البلدية السنوية المترتبة على المنشآت، والتي حددتها البلدية ببدل مقطوع قيمته 300 مليون ليرة (200 ألف دولار أميركي، وأقل بعد ارتفاع سعر صرف الدولار). الا ان البلدية شكت من عدم التزام ادارة النادي بتسديد المبلغ، واعتبار الاخيرة ان ما سددته سابقا يعود الى بدل مقطوع عن تسويات. ولعل الشكوى الأبرز في كون الرأي العام اللبناني ينقسم في النظر الى استخدام جهات عدة المنشآت العامة للإفادة والربح، كالنادي اللبناني للسيارات والسياحة في الكسليك، الذي يستفيد من موقعه على مساحة بحرية كبيرة في خليج جونية، ويتقاضى القيمون عليه أموالا طائلة من المشتركين شأن نادي الغولف، وكل ذلك بحجة تأمين تنفيذ العقد التشغيلي. تبدو قصة نادي الغولف أكثر جدية هذه المرة، وإن كان الجميع يدركون ان «النادي محمي» سياسيا، ولن يتم شطبه او «تشليحه» قطعة الأرض. لكن الأزمة تكبر كأزمة رأي عام، وإثارتها كوسيلة هدر في وقت يعاني فيه اللبنانيون أزمة اقتصادية خانقة. ويضم نادي الغولف ملعبا كبيرا للغولف هو الأول في منطقة الشرق الأوسط، الى جانب ملاعب رياضية عدة وحوض سباحة وقاعات للمناسبات الاجتماعية. ويقع في منطقة الجناح في الضفة الأخرى المقابلة للمدينة الرياضية والسفارة الكويتية، ويتبع عقاريا لبلديتي الغبيري (غالبية أراضيه) وبرج البراجنة. ويدار النادي بكفاءة عالية، ويضم موظفين يعملون في مرافقه كافة. وشكل مرتعا لزوار خارجيين كبار قصدوا لبنان لمزاولة لعبة الغولف. وهو الآن مساحة يستخدمها قسم من الناس لإقامة مناسباتهم لقاء بدل مالي. ويبقى أساسا واحة خضراء في منطقة باتت تشهد أحزمة بؤس على جوانبها (منطقة برج البراجنة) عن طريق الأبنية العشوائية القائمة في معظمها على الاعتداء على الاملاك العامة. ويعطي صورة جميلة عن لبنان للقادمين إليه جوا، قبل ان تطالعهم على الأرض مشاهد مختلفة وقت الخروج من حرمه. هي أزمة نظرة من الناس الى مرفق يعتبره البعض من الكماليات، فيما يراه البعض الآخر أحد معالم أساسية تعطي صورة حلوة عن البلد.

Exit mobile version