لبنان

«القوات ـ التيار» وبينهما «الاشتراكي»

نائب الشوف، ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية، النائب جورج عدوان يوضح الملابسات التي أحاطت الزيارة التي كان يزمع د.سمير جعجع القيام بها وألغيت في آخر لحظة: «برنامج زيارة «الحكيم» كان لقاء الوفود السنية والدرزية، والبرنامج الأساسي نهار السبت كان اللقاءات مع الفعاليات المسيحية. وبالتالي، إن الزيارة لم تكن تتضمن لقاء مهما مع جنبلاط، إن لم…

Published

on

نائب الشوف، ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية، النائب جورج عدوان يوضح الملابسات التي أحاطت الزيارة التي كان يزمع د.سمير جعجع القيام بها وألغيت في آخر لحظة: «برنامج زيارة «الحكيم» كان لقاء الوفود السنية والدرزية، والبرنامج الأساسي نهار السبت كان اللقاءات مع الفعاليات المسيحية. وبالتالي، إن الزيارة لم تكن تتضمن لقاء مهما مع جنبلاط، إن لم نقل ليس بأهمية لقاءاته الأخرى، كذلك لقاء «الحكيم» مع جنبلاط لم يكن محددا السبت. وكشف عدوان عن أن قرار جعجع بالصعود الى الجبل جاء قبل أيام قليلة، وليس قبل أسبوع أو أكثر لنقول أنه معروف. وتساءل: «إذا كان باسيل قد دعا تيمور في اليوم نفسه أو قبل يومين فقط مثلا، أم أنه كان متفقا على هذا الموعد منذ أكثر من أسبوع، أي قبل قرار جعجع الصعود»، معلقا «هذا الأمر هو الذي لا أعلمه». ويكشف عدوان أنه «بعد إعلان تأجيل الزيارة اتصل به جنبلاط مستوضحا ومستفهما بالتفصيل عن الأسباب، وكان مهتما كثيرا، وكان أكثر من إيجابي في الاتصال وأراد معرفة السبب بالتحديد، وأفهمناه أن الصدفة هي بحت صحية، الأمر الذي زاده اهتماما. فاستوضح أكثر عن صحة «الحكيم»، ولم يستكن إلا عندما اطمأن الى صحته بالتفصيل. ونحن كنا شفافين وقلنا الحقيقة، ولا ندري إذا أراد الغير فهمها على طريقته. فهي مشكلة الآخر». ولاحقا، تكثفت الاتصالات على خط كليمنصو ـ معراب بعدما تولى الوزير وائل أبوفاعور طمأنة القوات اللبنانية بأن أي تواصل سياسي مع التيار الوطني الحر لن يكون على حساب التحالف المتين بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يثمن المواقف «الجريئة» للدكتور جعجع لدعم جنبلاط خلال الأزمات السياسية المتلاحقة في الأسابيع القليلة الماضية. تؤكد مصادر كل من التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي على النية في التأسيس على لقاء «اللقلوق» وتعزيز التعاون المشترك في القضايا الوطنية، حيث نقاط الالتقاء أكثر بكثير من نقاط الاختلاف، وفي هذا السياق يجري العمل على تهيئة الأرضية المناسبة لزيارة يقوم بها الوزير جبران باسيل الى المختارة ومنها يطلق جولة جديدة في الجبل. وبحسب أوساط نيابية مطلعة، فإن ظروف نجاح هكذا زيارة ستكون متوافرة هذه المرة، خصوصا ان رئيس التيار الوطني الحر سيدخل البيوت من أبوابها هذه المرة لتكريس المصالحة بين الجانبين وطي صفحة حادثة قبر شمون، وقد عبَّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الطريق في اتجاه جنبلاط الذي رد على التحية بأحسن منها، وقد عادت الأمور الآن الى مربع التواصل اليومي لتعزيز الثقة وتعزيز مصالحة الجبل بخطوات انفتاحية تطمئن الجميع ولا تستثني حدا. لكن النقطة الأخيرة بقيت في دائرة التحفظ بالنسبة الى رئيس التيار الوطني الحر الذي كان واضحا في اللقاء الأخير مع تيمور جنبلاط انه ليس ملزما بحلفاء الاشتراكي، وخصوصا القوات اللبنانية، حيث تبقى العلاقة معها خاضعة لمعايير مختلفة ولا ترتبط بمصالحة الجبل، وأكد باسيل ان مسار تلك العلاقة منفصل وله مقاربات ذات خصوصية مسيحية معقدة ترتبط بالانقلاب على اتفاق معراب، ولذلك فإن نجاح العلاقة مع الاشتراكي غير مرتبطة بعودة المياه إلى مجاريها مع معراب، وهذا لن ينعكس سلبا على واقع الجبل بحسب باسيل. وتلفت أوساط قريبة من التيار الوطني الى أن وزير الخارجية سيعمل في الفترة المقبلة على تصحيح الأخطاء التي جعلته في عداء مع أغلبية الفرقاء السياسيين، وهو استمع جيدا الى نصائح عديدة من أصدقاء ومقربين بضرورة البدء مبكرا بإقفال تلك الملفات إذا كان يطمح للوصول الى قصر بعبدا، فهذا الأمر لن يكون سهلا إذا كان خصما لـ ٧٠% من الدروز، ونصف الشيعة، ونصف السنة، وخصومه في الشارع المسيحي، ولذلك تبدو الاستراتيجية المقبلة واضحة لجهة إقفال الملفات الخلافية خارج الشارع المسيحي مقابل إضعاف خصومه المحتملين مسيحيا. ورأت مصادر سياسية بحسب «الشرق الأوسط» أن هناك جملة من المعطيات والمتغيرات أملت على باسيل الدخول في مراجعة نقدية لحساباته السياسية في ضوء ما ارتد عليه من ارتدادات سلبية نجمت عن الطريقة التي تعاطى بها في ملف حادثة قبرشمون، وأوصلته إلى طريق مسدودة في حملته على التقدمي الاشتراكي. واعتبرت ان باسيل ما قبل حادثة قبرشمون، هو غيره ما بعد السيطرة على تداعياتها الأمنية والسياسية من خلال إحالتها على القضاء العسكري، موضحة أنه أيقن أن حملته على التقدمي زادت من النفوذ الجنبلاطي في الجبل على حساب إرسلان. وباسيل بات في حاجة إلى فك اشتباكه بالتقدمي، وإعادة تمتين علاقته برئيس الحكومة التي لاتزال غير مستقرة، وتتراوح بين هبة باردة وأخرى ساخنة، إضافة إلى علاقته برئيس المجلس، لأنها لاتزال قائمة على القطعة، ولم تبلغ مرحلة التعاون الدائم. وقالت إن صمود جنبلاط مدعوما من بري والحريري وجعجع، دفع بباسيل إلى مراجعة حساباته على أرض الواقع. وأكدت المصادر ان جنبلاط الابن وافق بلا تردد على تلبية دعوة باسيل له لتناول الغداء في اللقلوق، لأن التقدمي لم يوصد الأبواب في وجه الحوار، وبالتالي فهو على استعداد للبحث في استكشاف إمكانية التعاون مع التيار الوطني الحر في المستقبل من دون أن يكون على حساب حلفائه، وأولهم حزب القوات.

Exit mobile version