لبنان
الشيوعي احتفل في عدلون بذكرى انطلاقة جمول: نظامنا اليوم يقف في صف أصحاب الثروات المهيمنين على الاقتصاد والمال ضد صف الناس
وطنية – أحيت منظمة “الحزب الشيوعي اللبناني” في بلدة عدلون، و”اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني”، ذكرى انطلاقة “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية- جمول”، التي تصادف في 16 من الشهر الجاري، باحتفال أقيم في عدلون، حضره محازبون شيوعيون، وأعضاء في الاتحاد وفاعليات وشخصيات وعدد من أهالي البلدة، وألقى فيه عضو المكتب السياسي في الحزب “الشيوعي” عمر الديب، كلمة…
وطنية – أحيت منظمة “الحزب الشيوعي اللبناني” في بلدة عدلون، و”اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني”، ذكرى انطلاقة “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية- جمول”، التي تصادف في 16 من الشهر الجاري، باحتفال أقيم في عدلون، حضره محازبون شيوعيون، وأعضاء في الاتحاد وفاعليات وشخصيات وعدد من أهالي البلدة، وألقى فيه عضو المكتب السياسي في الحزب “الشيوعي” عمر الديب، كلمة الحزب. استهل الديب كلمته بتوجيه “أسمى التحيات إلى شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية- جمول، الذين رسموا بدمائهم حرية واستقلال بلدنا عن الاحتلال الصهيوني، وأنهوا المسار التوسعي لهذا الكيان الغاصب، بعد أن احتل فلسطين وسيناء والجولان، وامتد كي يحتل بعدها بلدنا لبنان، وصولا إلى عاصمته بيروت، فكان له الأبطال بالمرصاد. خسر معركته، وانهار تحت ضربات المقاومة وصمود أهالي بيروت والجبل والإقليم والبقاع الغربي والجنوب، فتراجع مترنحا إلى الشريط الحدودي، مختبئا وراء العملاء. التحية لهؤلاء الأبطال، الذين استشهدوا، كي يتاح لنا أن نحيا. ما غرهم وما غيرهم شيء، فدفعوا حياتهم، أغلى ما عندهم من أجل هذه الأرض وهذا الشعب. التحية لجرحى المقاومة وأسراها، الذين عانوا وتألموا وتعذبوا، وما بدلوا تبديلا. التحية لمطلقي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وخالص التحية لذلك القائد التاريخي الوطني المقاوم، الشهيد جورج حاوي، الذي خط بتوقيعه بيان الجبهة أحرفا ذهبية في تاريخنا الحديث. التحية للجنود المجهولين، حملة البندقية بوجه الاحتلال، من صيدلية بسترس إلى محطة أيوب، إلى مقهى الويمبي، إلى كورنيش المزرعة ووطى المصيطبة وكل أحياء بيروت. التحية لأبطال المقاومة، الذين قاتلوا العدو في خلدة وطريق الشويفات وكلية العلوم. التحية لأبطال المقاومة، الذين نفذوا العمليات على العدو في عرمون وعاليه. التحية للسواعد، التي نفذت عملية وادي الزينة وعمليات إقليم الخروب. التحيات للمئات، الذين ثابروا على ملاحقة العدو شبرا شبرا ومترا مترا من صيدا والزهراني والنبطية وصور. التحية للمقاتلين، الذين انطلقوا من البقاع الشمالي والأوسط والغربي، وصولا إلى مرجعيون وشبعا وحاصبيا. التحية للمعلم كمال البقاعي، نائب الأمين العام لحزبنا، الذي تصادف الذكرى الثانية لرحيله. التحية لأولئك، الذين جاؤوا من عكار وأعالي البترون، والذين نزلوا من بتغرين والجبل والجرد، ومن عرسال واللبوة وكل البقاع الشمالي، إلى حيث المواجهة مع العدو، فكرسوا بشهادتهم الوحدة الحقيقية، والمواطنية والوطنية، فأين لبنان منهم الآن؟ في هذه الذكرى تحديدا قليلة التحيات مهما أكثرنا منها”. وقال: “ستة وثلاثون عاما على هذه الذكرى المجيدة، وثمانية وعشرون عاما على انتهاء الحرب الأهلية، وثمانية عشر عاما على التحرير وبلدنا ينزلق بفعل نظامه من سيئ إلى أسوأ. وشتان ما بين من ماتوا ومن حكموا. شتان ما بين من قاتلوا، ومن نهبوا، ما بين ما قاتل هؤلاء الأبطال من أجله، وما بين ما يجنيه اليوم أولادهم وعائلاتهم. إن انتصارات التحرير، ظلت محصورة بتحرير الأرض وضمان الأمن والاستقرار، وهذه إنجازات عظيمة. لكن واقع الحياة، الذي نعيشه جميعا اليوم، صار كابوسا فعليا يجثم على صدور اللبنانيين ويقلقهم”. أضاف: “نتحدث هنا، وملؤنا أرق وقلق في آن. كيف نؤمن أقساط أيلول، وتدفئة الشتاء والسندات الداهمة. تشغلنا أفكار أولية بسيطة من نوع أن الكهرباء الآن “دولة” أو “اشتراك”، وما أجمل أن تكون كهرباء الدولة حاضرة. نفكر بنقلة المياه، ونخاف على الأقربين من المصير المجهول. ماذا لو مرض أحد كبارنا، أو هاجر ابننا هربا من القحط؟ نعيش الضغط الآني الدائم من المجهول والخوف، ونخاف فعليا، أن تذلنا حاجة قد تكون من أبسط حقوقنا. أوليست الكرامة غالية علينا؟ نقول كل ذلك لنقول إن نظامنا اللبناني القائم، ببدعة الديمقراطية التوافقية التعطيلية، والمحاصصة المذهبية، وسياسته الليبرالية، التي لا تأبه إلا بتأمين مصالح أصحاب المصارف والامتيازات وكبار الرأسماليين، هذا النظام صار خصما حقيقيا للأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني. ذلنا اليوم ليس قدرا، البطالة ليس صدفة، والفقر ليس مصيرا محتوما. عندما نشعر بقسوة الحياة علينا، أن ننظر مباشرة إلى هذا النظام، وهذه السلطة وأحزابها، التي قد تعطينا أحيانا بيد لتعود وتأخذ منا بأياد”. وتابع: “لا خلاص من الاستغلال ومن هذا الوضع الجائر إلا بتغيير هذا النظام، بوجهه الطائفي وبمضمونه الرأسمالي الاستغلالي. لا حياة لنا ولا كرامة إلا باعتماد سياسات جديدة، تبدأ بإعادة توزيع الثورة بين اللبنانيين، عبر سياسات ضريبية تأخذ من الريوع والأرباح والفوائد والامتيازات، وتعطي الناس كهرباء وصحة وتعليم وطرقات وبينة تحتية ووظائف وتنمية. هما خطان متوازيان لا يلتقيان، والنظام اليوم يقف في صف أصحاب الثروات، المهيمنين على سياساتنا الاقتصادية والمالية، والمتنفذين سياسيا المسيطرين على مسارب الهدر والفساد، ضد صف الناس، الذين آن أوان أن ينتفضوا”. وأردف: “لقد رفع الحزب الشيوعي اللبناني، شعار استكمال التحرير بالتغيير، وهكذا كان شعار أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية، الذين كانوا يحلمون بوطن حر سيد مستقل، ودولة علمانية ديمقراطية مقاومة، وبالعدالة والحقوق وكسر نظام الاستغلال. وهكذا سيبقى الحزب الشيوعي، تحت هذا الشعار، داعيا إلى تغيير هذا النظام اللبناني عبر المواجهة الدائمة معه، ومناضلا مع كل الناس المتضريين منه بوجه أولئك المستفيدين. وهو يحدد موقفه من أية قوة سياسية أخرى بحسب موقفها من هذا النظام، فيتقاطع مع القوى الساعية لتغييره، ضد تلك القوى العاملة على استمراره وتأبيده جاثما على صدور اللبنانيين وكراماتهم وحقوقهم الطبيعية”. وختم “التحية كل التحية لشهداء وجرحى ومقاومي جمول، التحية كل التحية لكل الشهداء والجرحى والأسرى، الذين سقطوا بمواجهة العدو الصهيوني وعملائه وأعوانه من كل القوى والأحزاب على اختلاف أفكارها وليكن تكريم هؤلاء، باستكمال التحرير بالتغيير، من أجل كل اللبنانيين”. ======ب.ف. تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM