لبنان
الحريري يزور الرياض.. والمملكة: أموالنا والتزامنا مع لبنان
بيروت ـ عمر حبنجر دخلت نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المعلنة أمس في صميم الاهتمامات السياسية اللبنانية، مرفقة بمسحة ارتياح لتوازي رصيد «الليكود» وزعيمه بنيامين نتنياهو مع منافسيه الآخرين، الذين، وإن لم يكونوا اقل تطرفا منه، إلا انهم خارج ارتباطه بالمشاريع الدولية للمنطقة، او بالوعود الاغرائية التي قطعها لجمهور «الليكود» عشية الانتخابات، إلى جانب كسرهم لتفرده.…
بيروت ـ عمر حبنجر دخلت نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المعلنة أمس في صميم الاهتمامات السياسية اللبنانية، مرفقة بمسحة ارتياح لتوازي رصيد «الليكود» وزعيمه بنيامين نتنياهو مع منافسيه الآخرين، الذين، وإن لم يكونوا اقل تطرفا منه، إلا انهم خارج ارتباطه بالمشاريع الدولية للمنطقة، او بالوعود الاغرائية التي قطعها لجمهور «الليكود» عشية الانتخابات، إلى جانب كسرهم لتفرده. لكن توقعات نتنياهو، والدول الكبرى التي راهنت عليه، خابت، ما أكسب الأطراف الفلسطينية واللبنانية والعربية عموما، فرصة لالتقاط الانفاس، مع عزيمة لبنانية أشد على ترسيم الحدود المائية والبرية مع اسرائيل، وفقا للمصالح اللبنانية. والسؤال في بيروت الآن: هل الوعد بفرض «صفقة القرن» مازال قائما؟ الرئيس ميشال عون قال امس «إذا استمر المسار الحالي لما يسمى «صفقة القرن» فلا سلام في المنطقة، فالسلام الحقيقي يكون عادلا والا يصبح فرض أمر واقع على الشعوب العربية». في غضون ذلك، وزراء القوات اللبنانية تحفظوا على أرقام الموازنة الجديدة، وعلى التعيينات. مجلس الوزراء اجتمع برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري في السراي وباشر دراسة مشروع موازنة 2020 الذي يفترض انجازه واحالته الى مجلس النواب قبل 15 اكتوبر، حيث الموعد الدستوري. وهو ما يلح عليه الرئيس نبيه بري، الذي استقبل امس سفير ايران في لبنان محمد جلال فيروزنيان وعقد اجتماعه الاسبوعي مع «نواب الاربعاء» ثم ترأس اجتماعا لهيئة مكتب المجلس جرى خلاله دراسة التحضيرات للجلسـة التشريعية المقررة في 24 الجاري. وفي لقاء الاربعاء النيابي ابلغ بري النواب رفضه أية ضرائب اضافية في مشروع الموازنة الجديدة. وخلال انعقاد مجلس الوزراء وصل السفير السعودي وليد البخاري، للقاء عاجل مع الرئيس سعد الحريري والذي ارجأ الجلسة من اجل لقائه، وتبين ان الزيارة لها علاقة بتصريح وزير المال السعودي حول دعم لبنان. حيث قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان أمس إن المملكة تجري مباحثات مع حكومة لبنان بشأن تقديم دعم مالي. وأضاف الجدعان في مقابلة مع «رويترز» اننا «نضع أموالنا والتزامنا في لبنان، وسنواصل دعم لبنان ونعمل مع حكومته». وبحسب بيانات تريدويب، ارتفعت السندات الحكومية اللبنانية المقومة بالدولار عقب التصريحات، حيث زاد إصدار استحقاق 2037 بواقع 1.9 سنت إلى 64.88 سنتا للدولار وتقدمت سندات مستحقة في 2029 بمقدار 1.8 سنت لتصل إلى 64 سنتا للدولار. وقد توجه عصر امس رئيس الحكومة سعد الحريري إلى السعودية في زيارة إلى الرياض وصفها مكتبه الإعلامي بـ «السريعة» ليتوجه في أعقابها إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث يلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وكان وزير الخارجية جبران باسيل عقد مؤتمرا صحافيا حيث قدم ورقة تتضمن عشرة بنود لخفض العجز في الموازنة، وإنقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي. وعرض باسيل ورقته الاقتصادية على كتلة التيار الحر، وأهم نقاطها: معالجة الكهرباء وتخفيف الهدر في الوزارات والمؤسسات بإلغاء وزارتي المهجرين والإعلام ومجلس الجنوب وصندوق المهجرين ومشروع أليسار وغيرها. بالتوازي مع خفض نفقات إدارة الريجي والاتصالات ومرفأ بيروت. إلى ذلك، قال وزير المالية اللبناني علي حسن خليل امس إن النمو الاقتصاد اللبناني يبلغ صفرا إن لم يكن سلبيا، مما يضغط على احتياطيات النقد الأجنبي لدى مصرف لبنان المركزي، فضلا عن أن تراكم العجز أثر على الاستهلاك وزاد من الركود الاقتصادي، وذكر الوزير في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون أن تكلفة خدمة الدين ارتفعت أيضا مع زيادة أسعار الفائدة. في غضون ذلك، شهد قطاع توزيع ونقل وبيع المحروقات في لبنان، توقفا شبه كلي عن العمل التزاما بقرار الإضراب العام التحذيري الذي اتخذه القائمون على القطاع، جراء أزمة عدم توافر الدولار الأميركي لسداد المستحقات المالية عن المحروقات التي يتم استيرادها من الخارج.