لبنان
الحريري في ذكرى استشهاد والده: 2019 هي سنة العدالة التي انتظرناها لمعرفة الحقيقة
بيروت ـ عمر حبنجرغيّب الاحتفال الكبير الذي شهدته بيروت بمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ما تلاه من اهتمامات، واعطى «إجازة» ليوم واحد امس، للمناقشات النيابية المستطالة لبيان الحكومة الوزاري، والتي خرجت في يومها الثاني الاربعاء الفائت عن طورها السياسي لتتحول إلى حلبة مبارزة في تكسير الأرجل والرقاب بين نائب حزب الله نواف الموسوي،…
بيروت ـ عمر حبنجرغيّب الاحتفال الكبير الذي شهدته بيروت بمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ما تلاه من اهتمامات، واعطى «إجازة» ليوم واحد امس، للمناقشات النيابية المستطالة لبيان الحكومة الوزاري، والتي خرجت في يومها الثاني الاربعاء الفائت عن طورها السياسي لتتحول إلى حلبة مبارزة في تكسير الأرجل والرقاب بين نائب حزب الله نواف الموسوي، ونواب «الكتائب» و«القوات» على خلفية وصف رئيس الكتائب سامي الجميل الحكومة الجديدة بحكومة حزب الله ورد نائب الحزب نواف الموسوي بما اعتبر اساءة غير مقبولة للرئيس المنتخب الراحل بشير الجميل.الاحتفال الضخم بذكرى اغتيال الحريري اقيم في الواجهة البحرية (بيال) وشارك في المناسبة السنوية نحو 12 ألف شخص، بحسب المنظمين، ومن كل الفئات السياسية والحزبية والديبلوماسية، عدا حزب الله وفريقه.وكان الرئيس سعد الحريري المتحدث الوحيد، والذي كان يتوقع الثقة لحكومته مساء الاربعاء، كي يكون لكلامه وقع مختلف، وخيمت الاوضاع الاقتصادية على الكلمة التي سبقها فيلم وثائقي يتناول النقلة النوعية للاوضاع الاقتصادية التي قام بها الرئيس الشهيد.وبدأ كلمته «بالترحيب بكل الأصدقاء والحلفاء والرؤساء وممثلي الدول الشقيقة، واخص بالترحيب بموفد خادم الحرمين الشرفين الأخ نزار العلولا الذي يحضر ذكرى استشهاد حبيب لبنان والمملكة».وسأل: «من منكم لا يتذكر رفيق الحريري في هذه الأيام، من منكم لا يقول «رزق الله» على أيام الحريري و«رزق الله» على بيروت عندما كانت تغلي بالسياحة»، مشيرا إلى أن «اليوم، مثل كل سنة، نجتمع بعد 14 سنة على جريمة الاغتيال، وبعد 11 سنة على انطلاق المحكمة الدولية ونجتمع وحلم رفيق الحريري لايزال معنا ومشروعه للإعمار والنمو والاستقرار، على لسان كل لبناني يريد إعادة العمل الى البلد».وأشار إلى أنه «بعد أشهر، ستنعقد جلسة الحكم بقضية الرئيس الشهيد ورفاقه وسنة 2019 هي سنة العدالة التي انتظرناها لمعرفة الحقيقة والحقيقة بالنسبة لنا، هي عندما تصدر بشكل واضح ورسمي عن المحكمة الدولية»، لافتا إلى أن «رفيق الحريري لم يستشهد ليخرب البلد وشهادة رفيق الحريري وحدت اللبنانيين ولن نعطي أحدا أي فرصة، ليستخدم الحكم على المتهمين كأداة للفتنة بين اللبنانيين والذي قتل رفيق الحريري كان هدفه تخريب لبنان، ومنع اللبنانيين من المطالبة برفع اليد عن قرار البلد».وأضاف الحريري: «شنوا على رفيق الحريري أعنف الحملات السياسية والإعلامية، وعطلوا مشاريعه، قتلوه، وبعد 14 سنة يبقى رفيق الحريري قضية في وجدان اللبنانيين والعرب، لأن رفيق الحريري شخصية لا تنسى مهما حاولوا، ولأن اغتياله كان محاولة لاغتيال حلم لبنان، ورأينا النتيجة منذ 14 سنة»، مشيرا إلى أنه «منذ الـ 2005 والبلد ممسوك بالتعطيل والأزمات والمناكفات وتراجع الخدمات والنمو وفرص العمل، لهذا السبب كثير من الناس، تسأل «وينك يا رفيق؟ وين الحلم؟» ورفيق الحريري عاد الى البلد لتغليب دور الدولة والمؤسسات والشرعية».وتابع: «عادت الخبرات مع رفيق الحريري ليبني لبنان ويقول لبنان جمهورية وقانون ودستور ودولة وليس ساحة لحروب الآخرين ولا لصراع الطوائف على السلطة، نزل الى الأرض ليرفع متاريس الحرب من قلب بيروت وليلغي التفرقة ويقول «لا أحد أكبر من بلدو»، مشيرا إلى أنه «في تاريخ رفيق الحريري وتاريخنا، لا يوجد على ايدينا نقطة دم، لكن دفعنا دم من خيرة رموزنا وشبابنا ولم نحمل السلاح ولم نفتح مراكز تدريب للمسلحين، لكن فتحنا الباب لأكثر من 40 ألف شاب شكلوا أكبر جيش للخريجين من كل لبنان ومن كل جامعات العالم».ولفت إلى أن «أمامنا ورشة عمل في مجلس النواب والحكومة، والتقصير يتكلم عنها الجميع كل يوم، 10 سنوات ونحن نربط لبنان بصراعات المنطقة ودفعنا ثمنها سياسيا، واليوم نحن أمام مفترق إما المشاكل أو العمل»، مشيرا إلى ان «زمن الصراخ والمزايدات لا يبني دولة خصوصا لدى الجيل الجديد الذي يريد دولة وفرص عمل ومحاربة الهدر والفساد، والذي يريد دولة نظيفة وليس أشباه دويلات للأحزاب».وأشار الحريري إلى أنه «يقال إن البلد ذاهب لرهن نفسه لمزيد من الديون، والدولة تعرض نفسها للبيع خارجا، هذا الكلام لا علاقة له بالاقتصاد وببرنامج الاستثمار، وكلام للتعطيل وللعرقلة، وشخصيا لن أسكت تجاه أي محاولة لتعطيل العمل وعرقلة برنامج الحكومة»، لافتا إلى أنه يوجد «بين أيدينا برنامج واضح، له تمويل وآليات عمل واضحة، الأساس فيها الشفافية والإصلاحات ولا مجال للهدر ولا لحرامية الحصص وقناصي الفرص وبرنامج للاستثمار بمشاريع وخدمات بكل المناطق، خصوصا بالمناطق المحرومة».وأضاف: «برنامج العمل ليس له هوية طائفية إنما لبنانية لجميع الناس والمناطق على حد سواء واذا كان هناك أحد يشعر بالتهميش، انا سعد الحريري في خدمة كل المناطق والناس»، مشيرا إلى أن «هذا البرنامج عرض على الوزراء والأحزاب وهو صناعة لبنانية بامتياز وتبناه مؤتمر سيدر، شرط ان تلتزم الدولة بالقواعد والإصلاحات مع مراقبة الجهات الدولية وهذا يعني وقوف المجتمع العربي والدولي، الطابة في ملعبتنا والتحدي على الجميع وهذا تحد شخصي لي وللعهد وللنواب».وأكد أنه «اذا لم نستطع تأمين الحلول في مجلس النواب والوزراء، فلنذهب الى بيوتنا، وأجدد طلب الثقة منكم، أنتم الشعب، فهذه الثقة كبيرة وسأحملها الى مجلس النواب غدا، نريد ورشة عمل، اذا غيرنا يريد ورشة مزايدات فليتحمل هو المسؤولية»، مشيرا إلى أن «لا شيء يتقدم على مشاكل الكهرباء والنفايات والأزمات، نريد وقف المشاكل والمزايدات بل نحن مع الحوار، ولن نعود الى سياسيات دق الماي المي، ومجلس الوزراء ليس ساحة للنكايات السياسية».وقال الحريري: «رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وأنا، اخذنا قرارا بتحويل مجلس الوزراء ومجلس النواب الى خلية عمل وإما نخوض التحدي ونتعاون جميعا لأخذ البلد نحو فرصة إنقاذ حقيقية، أو نترك البلد يغرق في الجدل البيزنطي حول جنس الحلول»، مشيرا إلى أن «البيان الوزاري قارب الكثير من القضايا ويهمنا اليوم التأكيد على 3 أمور: الأول هو اتفاق الطائف باعتباره الدستور وقاعدة العيش المشترك والكلام عنه واضح في البيان الوزاري والخروج عنه كان أيام الوصاية السورية واليوم هذا الخروج عنه ممنوع، ليس سعد الحريري من يتنازل عن الطائف ويقبل بخرقه فنحن حراس الطائف اليوم وغدا والأمر الثاني هو موضوع النازحين ومصلحة البلاد ان يعود النازحون الى سورية بكرامتهم، أفضل ما يمكننا تقديمه هو عودتهم الى سورية بشكل طوعي والانفتاح على المبادرة الروسية يصب في هذه المصلحة».وتابع: لنعتبر ان النظام السوري يريد الانتقام منهم، الأردن على اتصال مع النظام ولا نتيجة مجدية معه وتركيا أيضا، تنسيق بعض الأجهزة قائم مع النظام السوري لأن الهدف هو عودتهم ولا نقبل تحت أي ظرف ان يكون لبنان أداة لتسليم النازحين رهائن للنظام»، مؤكدا ان «لبنان ليس دولة تابعة لأي محور وليس ساحة لسباق التسلح في المنطقة ولبنان دولة عربية مستقلة، لها دستور وقوانين ومؤسسات والتزامات عربية دولية، دولة أكدت على التزام النأي بالنفس. وأي أمر آخر يكون وجهة نظر لا تلزم الدولة ولا اللبنانيين».