لبنان
الحريري ثابت في موقفه ومطمئن إلى الدعم الداخلي والخارجي
الضاغطون للتطبيع مع سورية يسعون لحشر الحريري والعتب على عون الممتنع عن زيارة دمشق حتى الآن بيروت ـ عمر حبنجر أتت عطلة الأضحى متناغمة مع عطلة الحراك السياسي في لبنان، حيث لا حديث في الصالونات والمعايدات سوى حديث تشكيل الحكومة، المحكوم للمناخات الإقليمية والدولية، معطوفة على الطموحات الذاتية للسياسيين. الرئيس ميشال عون أمهل الرئيس…
الضاغطون للتطبيع مع سورية يسعون لحشر الحريري والعتب على عون الممتنع عن زيارة دمشق حتى الآن بيروت ـ عمر حبنجر أتت عطلة الأضحى متناغمة مع عطلة الحراك السياسي في لبنان، حيث لا حديث في الصالونات والمعايدات سوى حديث تشكيل الحكومة، المحكوم للمناخات الإقليمية والدولية، معطوفة على الطموحات الذاتية للسياسيين. الرئيس ميشال عون أمهل الرئيس المكلف سعد الحريري حتى الأول من سبتمبر، ليرفع اليه تشكيلته الحكومية المناسبة، وإلا فسيكون له كلام آخر، والنائب القواتي جورج عدوان توقع هذا الأمر في الأسبوع الأول من سبتمبر، وتيار المستقبل يرى تشكيل الحكومة محاصرا في ميناء تلفه رياح المطالب التعجيزية، في حين يعزف التيار الحر على إيقاع تردد الرئيس المكلف سعد الحريري حزم أمره، والمبادرة الى طرح ما توصل اليه، من خلال المعيار الانتقائي الواحد، لأن استمرار الحال على هذا المنوال، يعني أنه لا موعد محددا لتشكيل الحكومة، أو أقله لا موعد قريبا، بدليل تأجيل الرئيس الفرنسي ماكرون زيارته الرسمية الى لبنان، بسبب عدم تشكيل الحكومة، الى السنة المقبلة، اي الى ما بعد ثلاثة أشهر على الأقل. بعض الأوساط وفي ظل هذا المناخ الملبد بالعقبات، طرحت التساؤلات حول ما اذا كان المطلوب من كل ذلك إحراج سعد الحريري لإخراجه؟ وهل ان حشر الحريري بطرح العلاقات مع النظام السوري قبل تشكيل الحكومة، وليس بعده، استدراجه الى حسم خياره، الى جانب المحور الذي يرى نفسه منتصرا من خلال النظام السوري، وإلا.. المصادر المتابعة، تؤكد لـ «الأنباء» ان الرئيس المكلف ليس وحده المحشور في موضوع العلاقات مع النظام السوري، ولئن بدا الأمر كذلك، بدليل ان الرئيس ميشال عون، ليس مرتاحا، في هذا الشأن ايضا، واذا كانت المعلومات الرسمية تحصر اتصاله الهاتفي بالرئيس بشار الأسد في موضوع تسهيل إعادة النازحين السوريين، فإن المصادر المتابعة تضيف الى ذلك لونا من العتب السوري على الرئيس عون، الذي زار حتى الآن، معظم الدول العربية والكبرى، فيما لا تزال دمشق وطهران خارج جدول زياراته الرسمية. من هنا الاعتقاد بأن القوى التي تضغط على الرئيس المكلف بملف العلاقات مع النظام السوري انما ترمي الى إصابة عصفورين بحجر واحد، وكأنها تخاطب الكنّة كي تسمع الجارة. ومن هنا ايضا السؤال عن موقف الرئيس عون الذي لوح باتخاذه اذا لم تشكل الحكومة حتى الأول من سبتمبر، هل يبادر الى حماية موقف الرئيس المكلف، وعبره التسوية الرئاسية بمختلف مندرجاتها، أم يمهد لإبعاده؟ المصادر عينها، تتوقع من الرئيس المكلف الثبات على مواقفه، وعدم التراجع عن التكليف، والتأليف مهما طالت المراوحة، بجملة اسباب متغيرة، اولها ان الدستور الى جانبه، وهو يحمي تكليفه النيابي بتشكيل الحكومة، من الضغوط السياسية او الدستورية، وثانيها ان المزاج السني العام الذي وقف الى جانبه في الدفاع عن صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء مهيأ لدعم تصلبه في مواجهة الضغوط الرامية الى اخراجه من اللعبة، وثالثها ان القوى الاقليمية والعربية خصوصا التي منحته الدعم ابلغت من يعنيهم الأمر بأنها تعتبر الحريري رجل المرحلة الحكومية اللبنانية اليوم، وبلا منازع. وفي هذا السياق، تحدثت إذاعة حزب الكتائب «صوت لبنان» عن قمة مفترضة لرؤساء الحكومات السابقين كما حصل منذ فترة لدى التعرض لصلاحيات رئيس الحكومة حيال مسألة التأليف. المصادر أعربت عن ثقتها بأن الرئيس عون لن يسمح بالمغامرة في تمضية بقية ولايته بحكومة تصريف أعمال. الى ذلك أكدت مصادر مقربة من دار الفتوى في بيروت لوكالة «الأنباء» المركزية ان كرة التشكيل ليست في ملعب الرئيس الحريري، إنما لدى من يعرقلون ولادتها، وهم باتوا معروفين، وهم باتوا لا يريدون الا حكومة برضا سورية وإيران. وعما إذا كانت «التسوية الرئاسية» سقطت، قالت المصادر: ليسأل عن هذا التيار الوطني الحر، الذي سبق ان اعلن سقوط «تفاهم معراب مع القوات اللبنانية، ولاحقا مع الرئيس الحريري» وختمت المصادر بالقول: الرئيس الحريري وحده، وليس آخرون من يشكل الحكومة.