اخر الاخبار
هل يواجه زين الدين زيدان صعوبات حقيقية في ادارة الريال للمرة الثانية؟
مصدر الصورة Getty Images Image caption لعب زين الدين زيدان في صفوف الريال بين عامي 2001 و2006، ثم عاد ليدير الفريق بين عامي 2016 و2018 قال مدافع فريق ريال مدريد سيرجيو راموس مازحا مع الصحفيين في حفل اطلاق مسلسل تلفزيوني يدور حول سيرته الكروية في الاسبوع الماضي “لدي من المشاركات في أمازون (التي تبث المسلسل)…
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
لعب زين الدين زيدان في صفوف الريال بين عامي 2001 و2006، ثم عاد ليدير الفريق بين عامي 2016 و2018
قال مدافع فريق ريال مدريد سيرجيو راموس مازحا مع الصحفيين في حفل اطلاق مسلسل تلفزيوني يدور حول سيرته الكروية في الاسبوع الماضي “لدي من المشاركات في أمازون (التي تبث المسلسل) أكثر مما لي مع ريال مدريد”.
يذكر أن لقلب دفاع المنتخب الاسباني راموس سنتين من عقده مع الريال، ولكن النادي لا يفكر في تجديد العقد.
وبينما كان لراموس حضور متواصل في صفوف الريال لـ 14 سنة، فإن الشكوك المحيطة بمستقبله ليس لها إلا أن تزيد من مشاعر الحيرة والتذبذب في النادي الذي فاز بأربعة من ألقاب دوري الأبطال الستة الأخيرة.
فمنذ عودة زين الدين يزيد زيدان لادارة الفريق في أواخر الموسم الماضي، لم يحقق نسبة فوز أكبر من 50 في المئة، وما من مؤشرات إلى أن هذا الوضع سيتحسن منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي.
فما زال التخبط باديا على أداء الريال، وما زال مستواه متذبذبا، وهي مؤشرات تثير القلق خصوصا وأن الفريق يواجه اسبوعين من المواجهات المهمة بدأت بخسارته 3-0 أمام باريس سان جرمان الفرنسي ومواجهتين مقبلتين ضد متصدر الدوري الإسباني أتلتيكو مدريد ونادي اشبيلية.
ليست المناسبات كهذه جديدة بالنسبة للريال، الذي هو عبارة عن مسلسل تلفزيوني دائم ومستمر تسوده قصص التآمر والدسائس والعواطف، مسلسل يوفر لمتابعيه مفاجئات الواحدة تلو الاخرى في أراضي الملاعب وخارجها.
ولكن، وبما أن بطل أوروبا الدائم بدأ مسيرته الجديدة بهزيمة أمام باريس سان جرمان، هل يواجه زيدان صعوبات في فرض نفوذه هذه المرة؟ وهل هناك احتمال بألا يكون في منصبه عندما تجري المباراة النهائية المقبلة لدوري الأبطال؟
لا عودة؟ زيدان يواجه صراعا صعبا لالهام فريقه بعد عودته إلى البرنابو
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
يقيم زيدان وأسرته في مدريد، مما جعل من العسير عليه رفض طلب بيريز له بالعودة إلى قيادة الريال
تخلى زيدان برغبته عن قيادة الريال بعد أن تمكن النادي بقدرة قادر من الفوز بدوري الأبطال في نهاية موسم 2017-2018، للمرة الثالثة على التوالي. شعر الفرنسي جزائري الأصل بأنه ينبغي اجراء تغييرات جذرية في النادي، بأنه لن يحصل على الدعم الكافي من ادارة الريال لتنفيذ هذه التغييرات.
ربما كان عليه أن يستغل هذه الفترة التي ترك فيها طوعا عالم الكرة باعتبارها فرصة للنظر إلى سيرته الرائعة كلاعب ومدرب. وربما كان عليه أن يطيل النظر إلى ما قاله الشاعر فيلكس دينيس:
لا تتراجع. لا تتراجع.
لا تتنازل عن المستقبل الذي كسبته.
واصل السير في طريقك، طريقك المطروق.
ولا تعد أبدا إلى الجسور التي احرقتها.
ولم يستمع زيدان إلى نصائح المقربين منه. ففي آذار / مارس الماضي عاد إلى الريال بناء على طلب رئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي كان سبق له أن حاول اغراء موريسيو بوتشتينو، المدير الفني لنادي توتنهام، والمدير الفني السابق لتشيلسي اللندي أنتونيو كونتي، للقبول بمنصب المدير الفني للريال.
وافق زيدان على تولي المنصب قبل نهاية الموسم الكروي الماضي لأن النادي قال له إنه لو رفض ذلك العرض فإن المنصب سيكون من نصيب جوزيه مورينيو. كما وعده الريال بأنه سيكون له الكلام الفصل في اختيار اللاعبين القادمين والذاهبين، وأن النادي سيجري العديد من التغييرات.
وكان الريال في حاجة لاجراء تغييرات جوهرية بلا شك. فقد كان النصر الأخير الذي حققه زيدان بالفوز ببطولة دوري الأبطال قد وقع في موسم تخلف فيه النادي عن نادي برشلونه بـ 17 نقطة في الدوري الاسباني لا ليغا.
ولكن الرياح لم تجر بما كانت تشتهي السفن. فمنذ عودته لتسلم دفة القيادة في الريال، لم يفز إلى بـ 7 من المباريات الـ 15 التي خاضها الريال في الدوري، أي بنسبة 46,7. وكان سانتياغو سولاري، سلف زيدان في المنصب، قد فاز بـ 22 من المباريات الـ 32 التي خاضها، أي بنسبة فوز تبلغ 68,8 في المئة. وهذه نسبة تتفوق بشكل كبير عما حققه زيدان، ولكنها لم تكن كافية للحصول على رضا رئيس النادي، ولذا نحّي سولاري الارجنتيني بعد أربعة شهور ونصف فقط من تسلمه المنصب.
مما لا شك فيه أن الاصابات التي مني بها لاعبون كبار مثل ماركو أسينسيو وإيدن هازار – الذي استقدمه الريال من تشيلسي في الصيف الماضي، لعبت دورا في الانطلاقة الهزيلة للنادي الملكي هذا الموسم.
ولكن لا ينبغي التغاضي عن التكتيكات المتقلبة التي اتبعها زيدان.
فمن اللاعبين الجدد الذين استقدموا في فترة ولاية زيدان الثانية، لم يفلح إلا المدافع فيرلاند ميندي – الذي انضم إلى النادي قادما من نادي ليون الفرنسي – بالمشاركة بشكل جدي وفعال في الفريق. أما لوكا يوفيتش، الذي استقدم من نادي آينراخت فرانكفورت، فلم يثبت بأن له المواهب التي تؤهله لأن يكون في تشكيلة الريال الأولى – على الأقل برأي زيدان الذي لم يشركه إلا في مباراة واحدة اضطر فيها إلى استبداله بلوكا مودريتش بعد 68 دقيقة.
وكان الريال قد استقدم أيضا لاعبين صغار آخرين لقاء مبالغ طائلة. فمثلا اشترى إيدير ميليتاو البالغ من العمر 21 عاما من نادي بورتو البرتغالي لقاء مبلغ يقدر بـ 42,7 جنيها استرلينيا ورودريغو الذي لا يتجاوز عمره 18 عاما من نادي سانتوس البرازيلي بـ 40,2 مليون جنيه. رودريغو مصاب ولا يشارك مع الفريق منذ بدء الموسم، أما ميليتاو فلم يشركه زيدان في تشكيلات الفريق منذ قدومه.
هل يخسر زيدان أوراقه الرابحة؟
لم ينظر إلى زين الدين زيدان يوما بوصفه عبقري كروي كمدرب أو مدير فني، ولكنه ورقته الرابحة في ريال مدريد كانت دائما علاقته الحميمية مع لاعبيه، وهي علاقة ينظر إليها كثيرون على أنها ودية ومتآلفة ومبنية على الانسجام.
ولكن ثمة مؤشرات إلى أن هذه العلاقات في طريقها للتآكل والانهيار.
فقرارات زيدان حول اللاعبين الذين ينبغي أن يبقوا في صفوف النادي والآخرين الذين يجب أن يغادروا لم تحببه إلى العديدين من أنصار ومحبي الريال. وينظر الكثيرون من هؤلاء إلى قراره بالتخلي عن ماركوس لورينتي، ابن أخ الأسطورة خنتو والريالي حتى النخاع، وبيعه لاتليتيكو مدريد على أنه شكل من أشكال الخيانة.
كما لم يعجب أنصار الريال بقرار زيدان اعارة اللاعب ريغويلون – وهو من خريجي اكاديمية الريال – لنادي أشبيلية، وهو لاعب كان بمإكانه حلول مكان مارتشيلو الذي يمنعه ارتفاع وزنه من بلوغ أداؤه المعتاد في الموسم الماضي. وهناك أيضا اللغط حول اعارة داني كيبيلوس، لاعب خط الوسط الكفوء، إلى الأرسنال اللندني.
وكان هوس الفرنسي زيدان باستجلاب مواطنه بول بوغبا من مانشستر يونايتد من المشاهد التي لم تحظ باعجاب المتابعين، لأن المان لم تكن لديه أي نية ببيع بوغبا، ولأن بيريز لم يعبر عن أي رغبة في استقدامه اصلا.
وكان الريال قد اتفق على استقدام اللاعبين كريستيان أريكسين من نادي توتنهام ودوني فان دي بيك من أياكس، ولكن زيدان أوقف هذين الانتقالين لأنه كان يريد الحصول على بوغبا كلاعب خط وسط.
الحقيقة تقول إن زيدان – ونادي الريال بشكل عام – كانوا يرغبون في التخلص من إيسكو وغاريث بيل وخاميس رودريغيز، ولكن لم تكن هناك عروض مناسبة من أي ناد آخر. ويرى كثيرون أن استغلال زيدان لهؤلاء اللاعبين ليس إلا وسيلة للضغط على رئيس النادي بيريز بقوله “لم ترغب باستقدام اللاعب الذي كنت أريده، ولذا سأستخدم اللاعبين الذين كنت تريدهم”.
ومن الغريب في الأمر أن غياب الانسجام بين غاريث بيل وزيدان قد أثار ردود الفعل التي كان الأخير يأمل فيها، إذ حاول المهاجم الويلزي أن يثبت كفاءته بتسجيل هدفين والمساعدة في تسجيل ثالث في ثلاث مباريات. ولكنه تلقى أيضا بطاقة حمراء وحظر عن اللعب في مباراة واحدة.
وكان قرار النادي بيع حارس المرمى كيلور نافاس إلى نادي باريس سان جرمان من القرارات التي لم يكن زيدان راض عنهاا.
يسود البرنابو شعور بأن العلاقة بين زيدان وبيريز ليست في أفضل حال، إذ هناك خلاف بين القطبين حول بوغبا ونافاس، وباخفاق الريال في التخلص من لاعبين لا يريدهم زيدان، وبالخلاف حول التكتيكات.
فبيريز يشعر بالاحباط ازاء الاخفاق في استقدام لاعبين كبار، وللمرة الأولى، يشعر مدير النادي بأنه فقد زمام السيطرة على الأمور وبأن المدير الفني لا ينفذ رغباته.
كما لا يشعر زيدان بالارتياح، خصوصا وأنه محاط بمجموعة من اللاعبين المخضرمين ومعهم لاعبين غير مجربين.
نتيجة لهذا الخلاف، بدأت الصحافة الرياضية المدريدية المقربة من بيريز بنشر مقالات مسيئة بتوجيه انتقادات إلى زيدان.
وعندما يحصل هذا، على زيدان أن يعرف أن أمورا حاسمة قد تحصل
مورينيو في الانتظار
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
فلورنتينو بيريز وجوزيه مورينيو في حزيران / يونيو الماضي
برز في الآونة الأخيرة اسم جوزيه مورينيو – الذي كان قد رفض عرضا مغريا للتدريب في الصين – كمرشح لشغل منصب المدير الفني للريال.
وكان بيريز قد بحث مع مورينيو في أواخر عام 2015 عندما كان رافا بينيتيز يجاهد في سبيل الحصول على دعم أنصار الريال ومحبيه وقبل أن ينضم مورينيو إلى صفوف مانشستر يونايتد، امكانية عودته الى البرنابو.
لقد ذهب إلكر كاسياس، حارس مرمى الريال الذي كان مورينيو يعتبره سكينا في خاصرته. كان كاسياس كبش فداء، ولكن الريال باعه إلى نادي بورتو دون اكتراث لسيرته الكروية في الريال والمنتخب الاسباني.
ولم تتبق أمام تولي مورينيو زمام الأمور في الريال إلا مشكلتان: كريستيانو رونالدو وسيرجيو راموس، وهما اللاعبان اللذان يحملهما مورينيو مسؤولية مغادرته البرنابو في المرة الأولى.
“تخلص منهما”، قال مورينيو لبيريز، “وعندئذ يمكننا التفاوض”
ذهب رونالدو إلى يوفنتوس، ولم يتبق إلا راموس.
شخصيا، لن اراهن على أن يحصل راموس على تمديد لعقده مع الريال في القريب العاجل.