اخر الاخبار

مصير صفقة القرن: الرفض أم القبول؟

Image caption صفقة القرن تثير تساؤلات بلا اجابة تبدو العلاقة متبادلة بين الانتخابات الامريكية والخطة الامريكية للسلام المعروفة باسم صفقة القرن. فمن جانب تم تأجيل الاعلان عن صفقة القرن، حسبما أعلن السفير الامريكي في اسرائيل، الى ما بعد انتخابات الكنيست الاسرائيلي في 9 ابريل/نيسان من العام الجاري. ومن جانب آخر حذر بنيامين نتنياهو الناخبين من…

Published

on

Image caption

صفقة القرن تثير تساؤلات بلا اجابة

تبدو العلاقة متبادلة بين الانتخابات الامريكية والخطة الامريكية للسلام المعروفة باسم صفقة القرن. فمن جانب تم تأجيل الاعلان عن صفقة القرن، حسبما أعلن السفير الامريكي في اسرائيل، الى ما بعد انتخابات الكنيست الاسرائيلي في 9 ابريل/نيسان من العام الجاري.

ومن جانب آخر حذر بنيامين نتنياهو الناخبين من التصويت لأقوى تحالف منافس له، وهو التحالف الذي يحمل أسم له “أبيض أزرق” (حسب ألوان العلم الاسرائيلي)، على أساس أنه سيقدم تنازلات للفلسطينيين. أما أبرز منافسي نتنياهو، وهو الجنرال بيني غانتس، رئيس الأركان الاسرائيلي السابق، ورئيس حزب “مناعة لاسرائيل”، فقد قال لصحيفة “يديعوت أحرونوت” خلال رده على سؤال عن احتمال التسوية مع الفلسطينيين بعد تعثر المفاوضات مع نتنياهو منذ العام 2014 “نحتاج إلى إيجاد طريقة كي لا نسيطر على الآخرين.” وذكّر غانتس بانسحاب إسرائيل من غزة في العام 2005 قائلا: “نحن بحاجة إلى أخذ العبر وتطبيقها في مكان آخر”. وقال غانتس أنه منفتح على فكرة إزالة مستوطنات من الضفة الغربية.
وعلى النقيض كتب نفتالي بينيت، وهو شريك في الائتلاف اليميني الحاكم، على تويتر معبرا عن رفضه لصفقة القرن قائلا: “وفقا لخطة ترامب حول إقامة دولة فلسطينية، وهي تنتظرنا مباشرة بعد الانتخابات، فهنالك خطر واضح وشامل على المستوطنات”.

المواقف العربية من صفقة القرن
واذا كان الخلاف محتدما داخل اسرائيل حول صفقة القرن بين المرشحين في الانتخابات البرلمانية القادمة، فان هذه الصفقة تبرز عمق الانقسامات بين الدول العربية في الوقت الراهن تجاه العلاقة مع اسرائيل.
فقد جمع مؤتمر وارسو الذي عقد في فبراير/شباط 2019 الدول الحليفة للولايات المتحدة، والتي تقبل إجمالا بجهود التطبيع مع اسرائيل، وتقبل، سرا أو علنا، بمساعي ترامب لإقرار صفقة القرن. وتضم أساسا دول الخليج، علاوة على مصر والأردن.
لكن على الجانب الآخر عقد مؤتمر للفصائل الفلسطينية في موسكو بالتزامن مع مؤتمر وارسو، وكانت أبرز المواقف فيه تأكيد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، رفضه لصفقة القرن. ولخص لافروف موقف موسكو بقوله “إنّ الولايات المتحدة الأميركية تحاول فرض حلول أحادية الجانب، من شأنها أن “تدمر كل الإنجازات في القضية الفلسطينية”.
هذا علاوة على أن الفصائل الفلسطينية التي أجتمعت في موسكو توافقت على رفض صفقة القرن، ومن بينها حركتا فتح وحماس. وأكدت هذه الفصائل على حق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي المحتلة عام67، وعلى ضرورة ضمان حق العودة على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.
كما سبق أن أكدت ايران أكدت رفضها لصفقة القرن. وقال علي لارجاني، رئيس مجلس الشورى الايراني، في ختام مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران خلال شهر نوفمبر 2018، أن الهدف من صفقة القرن هو تصفية القضية الفلسطينية، وأكد أن ايران ستظل داعما لحركات المقاومة، مثل حزب الله وحماس، وقال أنه “لولا حزب الله وحماس لاعتبرت اسرائيل أن لبنان وفلسطين لقمة سائغة”. وبالطبع هذا هو موقف حزب الله، وموقف محور الممانعة عموما، الذي يضم حزب الله وسوريا وحماس والجهاد الإسلامي.
يشار إلى أنه سبق أن عارضت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس، وأكدت هذه الدول على أن مصير القدس ينبغي أن يتم حسمه من خلال مفاوضات الوضع النهائي حسب أتفاقية أوسلو. كما كانت مشاركة فرنسا وألمانيا ضعيفة وبمستوى منخفض في مؤتمر وارسو خلال فبراير 2019، وذلك نظرا للخلاف بين الدولتين، وبين ادارة ترامب حول التعامل مع ايران.
في ضوء كل ما سبق تبقى أسئلة كثيرة مرتبطة بصفقة القرن، وتبحث عن اجابة. ومن أهم هذه الاسئلة بالنسبة للجانب الاسرائيلي:

– إذا كانت صفقة القرن تسعى لاخراج القدس من المفاوضات، وإسقاط حق العودة للاجئين، كما إن اسرائيل تصر على استمرار الاستيطان. فما الذي يمكن أن تتفاوض عليه اسرائيل مع الفلسطينيين؟
– اذا خسر نتنياهو الانتخابات، هل ستكون هناك فرصة للمضي قدما في صفقة القرن؟
– وحتى اذا فاز نتنياهو في الانتخابات، ولكن باغلبية ضعيفة، فهل سيكون في وضع يمكنه من تمرير صفقة القرن؟
– ما هو البديل، بالنسبة لاسرائيل، اذا فشلت صفقة القرن؟

اما بالنسبة للجانب العربي فمن أبرز الاسئلة المطروحة:

– في ظل الانقسام الفلسطيني بين سيطرة حماس على غزة، وسيطرة فتح على الضفة الغربية، كيف يمكن أن يتفاوض الفلسطينيون مع اسرائيل؟
– كيف يمكن ضمان تنفيذ اي اتفاق سلام في ظل سيطرة حماس على غزة؟
– اذا كانت الدول العربية الكبيرة، مثل السعودية ومصر، تقبل سرا أو علنا بصفقة القرن، أو على الأقل لا تعارضها، فما أثر هذا على الموقف الفلسطيني؟
– اذا كانت الفصائل الفلسطينية قد توافقت على رفض صفقة القرن، فما هو البديل الذي تقدمه؟
– وماذا عن الدول التي تحتضن اعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين، مثل الأردن ولبنان، ما هو موقفها من إسقاط حق العودة لملايين اللاجئن الفلسطينيين؟ وهل تقبل بتوطين هؤلاء اللاجئين على أرضيها؟.

ربما تبرز أبعاد صفقة القرن بشكل أكثر وضوحا بعد أن تنتهي الانتخابات الاسرائيلية، لكن الأمر المؤكد أن هناك قضايا عالقة تنتظر حلولا طويلة الأجل، مثل قضية القدس والمستوطنات واللاجئين، وهي مهمة عسيرة وشاقة بلا شك لمن يريد الوصول لسلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين.
تمت مناقشة هذا الموضوع في حلقة خاصة من برنامج نقطة حوار سجلت في مدينة القدس، وتبث على شاشة وراديو بي بي سي يوم الأربعاء 13 مارس/آذار الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش، وتعاد الخميس في الساعة 1:06 والساعة 8:06 بذات التوقيت

Exit mobile version