اخر الاخبار

لاجئون سوريون في بريطانيا: طموحات وحكايات نجاح

مصدر الصورة Getty Images Image caption المملكة المتحدة دشنت برنامج إعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر، لاستقبال 20 ألف مهاجر بنهاية عام 2020 استقر أكثر من 17 ألف لاجيء سوري، من الفارين من الحرب الأهلية، في بريطانيا على مدار الأعوام الخمسة الماضية. واجتهد الكثيرون منهم للتغلب على التحول الثقافي أثناء محاولتهم خلق حياة جديدة. ومن المتوقع…

Published

on

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

المملكة المتحدة دشنت برنامج إعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر، لاستقبال 20 ألف مهاجر بنهاية عام 2020

استقر أكثر من 17 ألف لاجيء سوري، من الفارين من الحرب الأهلية، في بريطانيا على مدار الأعوام الخمسة الماضية.

واجتهد الكثيرون منهم للتغلب على التحول الثقافي أثناء محاولتهم خلق حياة جديدة.
ومن المتوقع أن يفد ثلاثة آلاف مهاجر بنهاية عام 2020، ضمن برنامج حكومي لإعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر.

يروي ثلاثة من اللاجئين السوريين لـ بي بي سي تجربة الاندماج والانخراط في المجتمع البريطاني.

“السمك يوم الجمعة”

مصدر الصورة
Ghani

Image caption

غني رحل بصحبة أسرته وهو طفل من الكويت إلى سوريا أثناء حرب الخليج الثانية، ثم كرر التجربة برحيله من سوريا

يعد النزوح من بلد مزقته الحرب تجربة قاسية، لكن خوض هذه التجربة مرتين تسبب في صدمة لـ غني، البالغ من العمر 37 عاما.
ولد غني، الذي يمتهن حلاقة الشعر، في الكويت. واضطرت أسرته للهرب من الحرب في الكويت إلى سوريا لبدء حياة جديدة.
لكن الأمر لم يكن سهلا، وخاضت الأسرة صراعات كثيرة، إذ يقول غني إنهم اضطروا للعيش بلا مأوى لبعض الوقت. وتسبب هذا الضغط الشديد في وفاة والده بأزمة قلبية.
ولاحقا، في عام 2011، خاضت الأسرة التجربة مرة ثانية.
ويقول غني: “عملنا بجد لبدء حياة جديدة في سوريا. كان الأمر صعبا والموقف قاسيا. كنت أمتلك محل الحلاقة الخاص بي (في سوريا)، وفجأة اندلعت الحرب”.
“اندلعت النيران كانت في كل مكان”.

Image caption

غني يحلم بتأسيس مدرسة لتعليم الحلاقة

رحل غني إلى لبنان، مصطحبا والدته وأخواته الثلاثة، وكانت إحداهن تعاني من صعوبات شديدة في التعلم. وعاشت الأسرة في لبنان لمدة ثلاث سنوات قبل الاستقرار في هادرزفيلد عام 2016.
ويقول: “أشعر أن 19 يوليو/تموز 2016 عيد ميلاد جديد. أصبحت لدي حياة جديدة”.
“لا يهمني ما يقوله الناس عن هادرزفيلد، إنها آمنة وأشعر أنني في وطني”.
يحلم غني بتأسيس مدرسة لتعليم الحلاقة، وقال إن المجتمع المحلي “بمثابة عائلته الكبرى”، إذ ساعده الكثيرون على تعلم اللغة الإنجليزية، والحصول على وظيفة، والاندماج في المجتمع.
“مررت بصدمة حضارية. لم نكن نعلم أي شيء، وكل شيء كان مختلفا، من حيث اللغة وطريقة الكلام ولغة الجسد”.
“لكن الناس في هادرزفيلد ودودون. ساعدوني كثيرا في التعرف على الثقافة البريطانية، مثل أكل السمك يوم الجمعة”.

Image caption

المجتمع المحلي ساعد غني وأسرته على فهم الثقافة البريطانية

ورغم أن غني يتحلى بروح “منفتحة وإيجابية” بشأن مستقبله في التدريس، إلا أنه ما زال يعاني من “ذكريات الحرب في الكويت”.
“ثمة صبي بداخلي يصرخ ويبكي لأننا فقدنا كل شيء”.
“أرى الدم في كل مكان”.

أحد المتنمرين قال إنني إرهابية

مصدر الصورة
Esther

Image caption

استير تدرس حاليا في كلية هول لتصبح مصممة أزياء

على عكس تجربة غني، واجهت استير، البالغة من العمر 17 عاما، صعوبة في الاندماج في الثقافة البريطانية.
رحلت الشابة من سوريا في سبتمبر/أيلول 2014، وتوجهت إلى لبنان بصحبة أسرتها.
وقالت إن النزوح إلى بلد مجاور “تجربة قاسية وتفرض الكثير من التحديات”.
“لم نر أي مستقبل في سوريا أو لبنان”.
لاجئون سوريون يحولون مخيمهم إلى حدائق مزهرة
وتابعت: “كان الوضع أسوأ في لبنان، ولم نلق معاملة حسنة. واجهنا الكثير من العنصرية لأن البلد به الكثير من اللاجئين، ولم يكن الناس ودودين”.
وبعد عام، انتقلت الأسرة إلى هول، لكن التكيف على الحياة في المملكة المتحدة كان تجربة شديدة الصعوبة.
“هول مدينة جميلة. أنا سعيدة جدا هنا، لكن بالطبع كانت هناك بعض التحديات”.
“كان من الصعب تكوين صداقات في البداية لأننا لم نتمكن من التواصل مع الطلبة الآخرين”.

مصدر الصورة
Esther

Image caption

استير رحلت مع أسرتها إلى لبنان، ومنها إلى المملكة المتحدة

وقالت إن “بعض الناس لم يتقبلوننا” في بداية الأمر، وتعرضت للتنمر في المدرسة الثانوية، الأمر الذي زاد من صعوبة الاستقرار.
“أحد الطلبة قال إنني إرهابية، فحزنت بشدة”.
وتأمل استير أن تصبح مصممة أزياء، وبدأت السنة الدراسية الثانية والنهائية في كلية هول.
“الآن أستمتع بالحياة”.
“ودائما ما أبذل جهدا لأندمج في البيئة المحيطة”.

“لسنا مثيرين للمشاكل”

Image caption

أنس اضطرت لترك دراسته والعمل للإنفاق على أسرته

خاض أنس، البالغ من العمر 23 عاما، رحلة مثيرة للأعصاب مع أسرته منذ خمس سنوات، من حلب التي دمرتها الحرب في سوريا، إلى برادفورد في المملكة المتحدة.
واستقلت الأسرة “آخر طائرة” تغادر حلب إلى مصر، وكان بعمر السادسة عشر آنذاك، ثم رحل إلى المملكة المتحدة بعد عامين.
لكن النزوح تطلب بعض التضحيات، من بينها التخلي عن دراسته.
ويقول: “أتمنى لو لم تكن هناك حرب، لأنه لولا الحرب، لكنت أصبحت مديرا في سوريا الآن”.
وتابع: “للأسف، اضطررت للتخلي عن دراستي، والذهاب إلى مصر والإنفاق على عائلتي هناك”.

وأنهى أنس دورات اللغة الإنجليزية وتكنولوجيا المعلومات والإدارة، وحاليا يعمل في إحدى شركات الإصلاحات.
“وعندما أتذكر نفسي عندما وفدت إلى بريطانيا، كنت كما الطفل الرضيع. لم أنطق كلمة واحدة بالإنجليزية. كان الأمر شديد الصعوبة”.
“وعملت في الكثير من الوظائف منذ وصولي إلى هذا البلد، وكانت كلها بدوام كامل”.
لماذا يتخوف لاجئون سوريون من قانون رقم 10؟
وتابع: “الآن أصبح لدي بيت وسيارة. نحن لسنا مثيرون للمشاكل”.
ويطمح أنس إلى أن يصبح مدير فرع في الشركة التي يعمل فيها. ويرى أن العامل الأساسي في الاندماج في أي بيئة جديدة هو “الكثير من العمل الشاق والتدريب”.
“الحياة ليست سهلة. عليك المحاولة. وإذا لم تحاول، لن تحصل على شيء في الحياة”.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الفنان الهندي سودارسان باتنايك صنع مجسما للطفل الكردي ألان على الرمال، في شاطئ بوري، على بعد أربعة كيلومترات من بوبانيسوار، في سبتمبر/أيلول 2015

في سبتمبر/أيلول 2015، انتشرت صور لجثة الطفل الكردي ألان، البالغ من العمر ثلاثة أعوام، وقد قذفته مياه البحر إلى إحدى الشواطئ السياحية التركية. وكان الصبي قد غرق مع والدته وأخيه على متن قارب أثناء محاولة الهرب من تركيا إلى إليونان.
وبعد أيام، دفعت هذه الصورة القاسية الحكومة البريطانية لتدشين برنامج إعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر، بحيث تستقبل المملكة المتحدة 20 ألف مهاجر بنهاية عام 2020.
وتشير الإحصائيات الأخيرة، التي نشرتها وزارة الداخلية البريطانية الشهر الماضي، إلى أن اسكتلندا استقبلت 2937 لاجئا، في حين استقبلت منطقة يوركشر وهمبر 1801، وهو العدد الأكبر في انجلترا.

Exit mobile version