اخر الاخبار

الجزائر بين فرحة “الانتصار” ومخاوف من تكرار “السيناريو المصري”

مصدر الصورة EUROPEAN PHOTOPRESS AGENCY ناقشت صحف عربية اليوم قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عدم الترشح لعهدة خامسة، وتناولت السيناريوهات المتوقعة في الجزائر مع استمرار الاحتجاجات، وسط مطالب بحراك جديد لأن “المعركة لم تحسم” بعد. واعتبر كُتاب تراجع بوتفليقة عن الترشح “انتصارا جزئيا”، بينما عبر آخرون عن قلقهم تجاه ما وصفوه ﺑ “ظهور سيسي…

Published

on

مصدر الصورة
EUROPEAN PHOTOPRESS AGENCY

ناقشت صحف عربية اليوم قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عدم الترشح لعهدة خامسة، وتناولت السيناريوهات المتوقعة في الجزائر مع استمرار الاحتجاجات، وسط مطالب بحراك جديد لأن “المعركة لم تحسم” بعد.

واعتبر كُتاب تراجع بوتفليقة عن الترشح “انتصارا جزئيا”، بينما عبر آخرون عن قلقهم تجاه ما وصفوه ﺑ “ظهور سيسي الجزائر” في إشارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
كما أبدى كتاب آخرون تخوفاً من سيناريو “استفادة الإسلاميين” من الموقف الجزائري الراهن.

بوتفليقة ومظاهرات الجزائر: رفض “للالتفاف حول مطالب الشعب”
من هو رجل الجزائر القوي الفريق أحمد قايد صالح؟

“مكسب كبير”
يقول صابر عارف في صحيفة رأي اليوم اللندنية إن قرار بوتفليقة جاء “استجابة فرضتها الإرادة الشعبية التي فاضت بها شوارع الجزائر”.
ويبدي الكاتب تصوره لمستقبل مبشر، مشيراً إلى أنه “ستكون الجمهورية الجديدة، والنظام الجديد، بين أيدي الأجيال الجديدة من الجزائريات و الجزائريين الذين سيكونون الفاعلين والـمستفيدين في الحياة العمومية وفي التنمية الـمستدامة في جزائر الغد”.
ويرى واسيني الأعرج، في القدس العربي اللندنية، أن ما حدث بمثابة “مكسب كبير في سياق النضال من أجل استعادة جزائر النور”.
ولكنه يتساءل عن سيناريوهات المستقبل وسط مخاوف من أن بوتفليقة أثبت بقراره أنه “سجين العصابة التي ارتضى بها في وقت من الأوقات، لدرجة أن تم تصحير كل شيء، ولم يعد بجانب الرئيس وفي محيطه إلا أسماء العصابة، الخفي منها والظاهر”.
ويرى ياسر الزعاترة في العرب القطرية أن ما حدث في الجزائر له أكثر من دلالة، أهمها عدم تمكين “للثورة المضادة العربية” من تحقيق أهدافها.
ويقول الزعاترة: “بالانتصار الجزئي الذي حققه الجزائريون، عبر فرض تراجع بوتفليقة عن الترشح؛ تتبخر أحلام الثورة المضادة في تأديب الشعوب، ويتم التأكيد مرة إثر مرة، بأن لهذه الأمة حيوية استثنائية، وأنها قد تنحني للعاصفة لبعض الوقت، لكنها لا تلبث أن تعود إلى حيويتها من جديد، ويتم التأكيد أيضاً على أن أحلام الربيع العربي لا زالت تسكن ضمائر الناس”.
على الجانب الآخر، يحذر مشاري الذايدي في الشرق الأوسط اللندنية مما وصفه ﺑ “إدمان الغضب”.
ويقول: “الرئيس بوتفليقة الذي كان رفض ترشحه لولاية خامسة، هو سبب الغضب، أعلن أنه لن يترشح، وأطلق مبادرة لتكوين توافق سياسي شعبي جديد، (ندوة وطنية) جامعة، تصل لصياغة لدستور جديد، وأقال رئيس الحكومة المغضوب عليه شعبياً. هل يكفي ذلك، أم أن إدمان الغضب أقوى من إجراءات الحل المضبوط داخل أطر الدولة؟”
ويضيف محذراً: “هناك من يريد ديمومة الغضب وتصعيد المطالب إلى مواضع تتجاوز الممكن والمعقول”.
“ماذا بعد بوتفليقة؟”
وتقول رندة تقي الدين في صحيفة الحياة اللندنية: “تراجع النظام الجزائري عن الإصرار على ترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، أثبت أنه لم يعد ممكناً بعد اليوم الضحك على الشعب الجزائري واعتباره ‘غبياً’، وإقناعه بالتصويت لشبح رئيس أصبح لوحة وبيانات، فضلاً عن كونه قائد بلد حقيقي”. وتتساءل: “ماذا بعد بوتفليقة؟”
وتبدي الكاتبة تخوفها من سيناريو عودة الإسلاميين، قائلة: “فبنية هؤلاء أكثر تنظيماً وسلطوية من المتظاهرين الحاليين، وإن كان هذا الاحتمال غير موجود حالياً في الجزائر، لكن هناك فرصة خلال الأشهر الستة أو خلال الفترة الانتقالية التي قد تطول، لصعود أحد من جماعات الإسلام السياسي. فمن كان يعرف محمد مرسي في مصر عندما بدأت ثورة 25 يناير؟ وحتى لو سبق أن الجيش الجزائري في السابق قمع الإسلاميين بالقوة، فهذا الحل غير وارد هذه الأيام. الحل هو في وضع نهج اقتصادي واجتماعي يصلح لشعب يعاني من بطالة شبابه ومن أوضاع اجتماعية صعبة، علماً بأن البلد غني بالغاز والنفط”.
“قبل ظهور سيسي الجزائر”
تحت عنوان “قبل ظهور سيسي الجزائر”، يقارن ماجد عبد الهادي في العربي الجديد اللندنية بين تراجع بوتفليقة ومشهد تنحي الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في فبراير / شباط 2011.
ويقول: “لم يشكّك أحدٌ علناً بهزيمة نظام مبارك، عندما خرج نائبه اللواء عمر سليمان ليعلن تنحّيه عن الحكم، بعد مرور ثمانية عشر يوماً على اندلاع ثورة 25 يناير”.
ويضيف: “احتاج أبناء الثورة أنفسهم شهوراً، وسنوات، ليستيقظوا بعد فوات الأوان، على وقوعهم ضحايا لعبةٍ جهنمية، بدأت بمنحهم انتصاراً وهمياً كاذباً، ثم تواصلت بسلبهم كل قدرةٍ على التأثير في مسار الأحداث، منذ إسناد مهمة التغيير إلى حكومةٍ تشكّلت من رجال النظام القديم، وحتى ما بعد وقوع الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع، عبدالفتاح السيسي، وأطاح التجربة كلها”.
أما علي أنوزلا فيرى في العربي الجديد اللندنية أن ما حدث من الممكن أن يكون “مجرد التفاف على مطالب المحتجين”.
ويقول: “لم يسقط النظام القديم في الجزائر، فهو ما زال قائماً على الرغم من اهتزازه، وهو ما يدفع إلى التساؤل إن كان على الجزائريين إيقاف مظاهراتهم، أو الاستمرار في الضغط من أجل تغيير حقيقي”.

Exit mobile version