اخر الاخبار
الإخوان المسلمون: مساعي واشنطن لإدراجهم على قوائم الإرهاب مثار جدل في الصحافة العربية
مصدر الصورة Getty Images ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على لائحة الجماعات الإرهابية الأجنبية. وقالت سارا ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في تصريحات لبي بي سي إن “الرئيس تشاور مع فريقه للأمن الوطني وزعماء المنطقة الذين يشاركونه القلق”، مشيرة إلى أنّ ضم الجماعة للقائمة “يأخذ مساره…
مصدر الصورة
Getty Images
ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على لائحة الجماعات الإرهابية الأجنبية.
وقالت سارا ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في تصريحات لبي بي سي إن “الرئيس تشاور مع فريقه للأمن الوطني وزعماء المنطقة الذين يشاركونه القلق”، مشيرة إلى أنّ ضم الجماعة للقائمة “يأخذ مساره داخل الدوائر الداخلية لصنع القرار”.
إدارة ترامب تعمل على تصنيف الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”
هيومن رايتس ووتش تحذر واشنطن من إدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن لائحة “الإرهاب”
“الحرب الحقيقية على الإرهاب قد بدأت”
يقول محمد علي فرحات في الحياة اللندنية “كان طبيعياً أن يشعر النظامان التركي والإيراني بالقلق تجاه خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوضع التنظيم العالمي لـ “الإخوان المسلمين” على لائحة الإرهاب، في خطوة تعقب وضع “الحرس الثوري” الإيراني على تلك اللائحة”.
ويؤكد فرحات أن “قضية الإخوان والإسلام السياسي الممهّد للإرهاب هي قضية مسلمي العالم الذين بدأوا يحضنون الدولة الوطنية ويعملون على التخلّص من إسلام سياسي مهّد للإرهاب وأساء إلى الإيمان الإسلامي أكثر من إساءته إلى أي جهة أخرى”.
كما يقول بهاء العوام في العرب اللندنية “عندما توضع جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب الأمريكية، تكون الحرب الحقيقية على الإرهاب قد بدأت، فهي أخطر تكتلات الإسلام السياسي حول العالم، وهي الملهمة لتنظيمات داعش والنصرة وبوكو حرام، وكل من يحمل سلاحا ويمارس القتل باسم الإسلام”.
ويؤكد حمود أبو طالب في عكاظ السعودية أن مثل هذا القرار “أقل ما يجب أن تفعله واشنطن كنوع من التكفير عن ذنب الإدارة السابقة التي هندست الفوضى في العالم العربي بواسطة ذلك التنظيم”.
ويضيف أبو طالب “في عالمنا العربي تم تصنيف التنظيم إرهابياً في مصر والمملكة ودولة الإمارات العربية، هذه الدول الثلاث هي محور ومركز ثقل العالم العربي اقتصادياً ودينياً وتعداداً بشرياً ونضجاً سياسياً واستقراراً داخلياً وعلاقات تاريخية وثيقة مع أمريكا، وعندما تنضم أمريكا إليها بتصنيف تنظيم الإخوان إرهابيا فإنها تنضم إلى الكتلة التي تبحث عن السلم والسلام في المنطقة والعالم”.
كما يؤكد جلال عارف في الأخبار المصرية أن “مجرد الإعلان أن الولايات المتحدة بصدد الإعلان عن تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي كان له وقع الصاعقة على الجماعة وعلى الدول التي تدعمها”.
ويضيف عارف “سوف يستغرق الأمر وقتا حتى ندخل مرحلة التنفيذ. لكن مَن يراقب آثار الصدمة على الجماعة والذعر عند أردوغان وحكام الدوحة، سوف يدرك جيدا أن السقوط الإخواني الذي بدأ مع انتصار شعب مصر في 30 يونيو قد دخل مراحله النهائية”.
“شيطنة الإخوان”
مصدر الصورة
MANDEL NGAN/GETTY
ويشير سهيل كيوان في القدس العربي إلى الدور الذي قام به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في إقناع الرئيس الأمريكي بهذا القرار، حيث يقول “هدف السيسي واضح من شيطنة الإخوان والقضاء على الحركة الوحيدة التي من الممكن أن تشكل خطراً على حكمه المُطلق في المدى المنظور. كذلك من شأن إعلان كهذا أن يضفي شرعية على إجراءاته التعسفية ضد معارضيه من هذه الحركة أو المقرّبين منها حيث يصبح سجن وقتل المنتمين للإخوان أسهل بكثير. كذلك إلباس كل معارض تهمة الانتماء لمنظمة إرهابية وتخفيف الانتقادات الموجّهة ضد ممارسات نظامه غير الشرعية بحق المعارضين”.
وفي الدستور الأردنية، يقول عريب الرنتاوي إن السبب الذي يدفع واشنطن لاتخاذ هذا القرار في الوقت الراهن هو “أن ترامب بات مقتنعاً بضرورة إرضاء الحلفاء” في المنطقة، مضيفاً “ولا ندري إن كان لذلك ثمن في المقابل، وما إن كان هذا الثمن مرتبط بـ ‘صفقة القرن’ أم بــ ‘صفقات مالية فلكية’؟”
ويقول الرنتاوي “بالنسبة لنا في الأردن، يأتي القرار الأمريكي في توقيت غير ملائم أبداً. الأردن نجح في تحمل ضغوط لإدراج الجماعة في عداد المنظمات الإرهابية والانقضاض عليها، وهو ما ترك أثراً إيجابيا لدى الحركة الإسلامية الأردنية، ودفعها لتقديم مبادرات وخطابات تصالحية أكثر اعتدالاً”.
وفي الوطن القطرية، يصف جمال الهواري القرار الأمريكي المرتقب بأنه “خطوة تصعيدية أقل ما توصف به بالخطيرة والمتعددة العواقب والمآلات لو أكملها ترامب وقامت إدارته بإصدار قرار كهذا من شأنه تعقيد الوضع في الشرق الأوسط برمته ومناطق أخرى من العالم ومصر بشكل خاص وحتى داخل الولايات المتحدة نفسها ويخلط الأوراق ويفجر قنبلة جديدة في منطقة مشتعلة بالحروب والنزاعات والصراعات المتعددة الأطراف من الأساس”.
ويضيف الهواري أن الجماعة ليست “تنظيما محليا محدودا أو حزبا سياسيا معروفا ومحددا في دولة بعينها، بل هي كيان متشعب وتنظيم في غاية التعقيد ولا يمكن حصره في الجانب السياسي فقط فهناك جوانب أخرى منها الاقتصادي والاجتماعي والدعوي، نتحدث عن جماعة منظمة لها تاريخ يمتد على مدى عقود عدة منذ عشرينيات القرن الماضي وغير معروف عدد أعضائه بالتحديد وهي ميزة وعيب في الوقت ذاته”.