أخبار متفرقة

٥٠ سنة في خدمة رهبنة الوردية

بحضور الأهل والأحبة، احتفلت الأخت فلافيا عويس بيوبيلها الذهبي: 50 سنة على إعلان نذورها الدئمة في رهبنة الوردية المقدسة، وذلك بقداس شكر احتفالي أقيم في كنيسة القديس بولس في عجلون، ترأسه الأب رفعت بدر، بمشاركة كاهن الرعية الأب سامر صوالحة، والأب بشير بدر والأب سلام حداد، بحضور عدد من راهبات الوردية وأقارب الراهبة وعائلة من…

Published

on

بحضور الأهل والأحبة، احتفلت الأخت فلافيا عويس بيوبيلها الذهبي: 50 سنة على إعلان نذورها الدئمة في رهبنة الوردية المقدسة، وذلك بقداس شكر احتفالي أقيم في كنيسة القديس بولس في عجلون، ترأسه الأب رفعت بدر، بمشاركة كاهن الرعية الأب سامر صوالحة، والأب بشير بدر والأب سلام حداد، بحضور عدد من راهبات الوردية وأقارب الراهبة وعائلة من الناصرة وأبناء الرعية.

 

وفي نهاية القداس الذي أحيته جوقة القديس بولس وشبيبة الرعية، ألقت السيدة أبو رحمون كلمة تقدير بحق الراهبة، جاء فيها: “بلغت اليوم دربًا من ذهب، وخميس عامًا في دير الفاضلات. مبروك فهذا لنا عزٌ وفخرٌ، والعقبى ليوبيل من الماسات. دمتِ لبيت الرب أختنا فلافيا، وأدام عليكِ الخير والبركات”.

وفيما يلي نص العظة التي ألقاها الأب رفعت أثناء القداس اليوبيلي، وفيه دعا إلى إطلاق صفة الأم على الراهبة فلافيا، وعلى كل راهبة تصل إلى الاحتفال باليوبيل الذهبي للرهبانية:

“أحمدك من صميم قلبي لأنك استمعت إلى أقوالي
أعزف لك أمام الملائكة منشداً،
وأركع نحو هيكلك المقدس ساجداً”

 

 

أبدأ بكلام المزمور 138 الذي استمعنا اليه قبل قليل، وهو مناسب جداً في هذا المساء اليوبيل المبارك. ففي هذا المساء نحتفل مع اختنا الفاضلة فلافيا باليوبيل الذهبي لإبراز النذور الرهبانية الدائمة في رهبنة الوردية المقدسة. ولسان حالها وحالنا معها اليوم نقول ” أحمدك من صميم قلبي يا إلهي”. فاليوبيل أولاً وأخيراً يحتفل به من أجل شكر الرب على نعمه وعطاياه طوال مسيرة التكريس والعطاء الكلي بغير حساب: عطاء من قبل الله المحب الرحيم والأم البتول مريم من محبة وعطاء الانسان المكرس بكل ما أتاه الرب من قوى جسمانية وروحية وفكرية وقداسية…

في سفر التكوين في القراءة الاولى، نجد النبي ابراهيم أبا المؤمنين يتشفع من أجل سدوم وعمورة. وهو يساوم ويفاصل – من هون لهون يا رب؟ ان لقينا خمسين أو أربعين أو حتى عشرة. حكاله الرب: نعم لا أهلك المدينة من أجل عشرة.

 

ونحن اليوم في الكنيسة وفي عالم اليوم، نتساءل أمام الرب، وسط السواشال ميديا والقصص التي تحاول زعزعة ثقتنا بالكنيسة ورجال الدين ، علينا أن نعرف بان هنالك أمانة رهبانية وأمانة كهنوتية وفي العائلات أمانة زوجية؟ ونقول نعم، هنالك أمانة، وهناك صمود في وجه مغريات العالم وهنالك من يكرسون نفوسهم ومن يبقوا أمينين على محبتهم الأولى. حبهم الأول والوحيد وهو حب الرب والتكرس الكلي له. لذلك بعد خمسين عاماً من الابحار في درب الرهبانية المقدسة، تقول سير فلافيا اليوم ونقول معها مع المزمور ذاته:
“ارفع إلى اسمك المجيد حمداً
من أجل حقك وودادك
ولأنك بوفاء وعودك جعلت اسمك مجيداً
ويوم دعوتك استجبت لي”

القديس بولس –شفيع هذه الرعية في عجلون- يقول لنا في القراءة الثانية وهي الى أهل قولسي: “انكم دفنتم مع المسيح في المعمودية، وأقمتم معه أيضاً”.

 

 

تتخذ الأخت فلافيا اسمها من القديسة فلافيا. هنالك قديسة ملوكية من القرن الأول اسمها فلافيا دوميتيلا. وقديسة أخرى في القرن السادس. الأولى شهيدة والثانية شهيدة. دفنتا مع المسيح وأقيمتا ايضا. الراهبة والمكرس لله بشكل عام هو الذي يموت مع المسيح يوميا. ويتألم مع الناس يوميا. ويموت عن الشهوات يوميا. ويضحي بأطياب الدنيا يوميا. لكنه يقوم أيضاً يومياً. ويقف بعد خمسين عاماً، مبتسماً مثل ابتسامة الأخت فلافيا، وتتغنى بتدبيرات المولى، وتقول:
“رحت تزيد قوة في نفسي…
سيرفع إليك الملوك حمداً،
عندما يسمعون من فيك وعوداً”…

يعلمنا الرب في الانجيل اليوم أن نصلي، لذلك تسمى الصلاة الربية أو الأبانا، ويعلمنا أن نكون قنوعين: “اعطنا خبزنا كفاف يومنا” ، ويعلمنا أن تسري فينا أبوة الله، لكي يقول لنا الناس أبونا ونحن حقاً آباء.

وفي بعض الأحيان ينادون الراهبة بالأم, وهي تكون كذلك, الأخت فلافيا، يعرفها الناس بالأم الصادقة والمحبة للجميع، لذلك وحتى لو لم تكن رئيسة عامة، سنناديها اليوم بالأم فلافيا على مثال أبوة الله الرحيم –أبانا– وأمومة الأم البتول مريم. وأمومة ماري ألفونسين التي تتشفع لراهباتها من أجل الأمانة كما تشفع ابراهيم من أجل المؤمنين. ويا ريت صفة الام تطلق على كل راهبة تحتفل بيوبيلها الذهبي لتكريسها، لانها تكون علامة ايجابية للامانة في عالم اليوم.

 

 

اسألوا تعطوا يقول الرب في انجيل هذا المساء، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم. وها نحن نقرع باب بيته. ونطلب بالحاح ونسأله أن يمنح الأم فلافيا البركة وأن يمنحنا الأمانة عن الكهنة والراهبات والعائلات المتزوجة، الأمانة لنستطيع أن نقول مع المزمور:
لِأَن جَلالَةَ ٱللهِ جُلّى
يَمينُكَ تُخَلِّصُني
إِنَّ ٱلمَولى آتاني كُلَّ ما يُرام
وَرَحمَتُكَ، أَيُّها ٱلرَّبُّ، باقِيَةٌ على ٱلدَّوام
فَلا تُهمِل ما صَنَعَت يَداكَ مِنَ ٱلإِنعام

ايها الاحباء، باسمكم جميعا، وباسم الاباء الكهنة الموجودين معنا، نهنئ الام فلافيا بيوبيلها الذهبي، ونطلب من الله ان يمدها بمزيد من الصحة الجسدية والروحية، لتواصل درب المحبة الانجيلية في رهبنة الوردية المقدسة. واسمحوا لي بكلمة شكر وتقدير الى الاب سامر صوالحة، كاهن هذه الرعية، الذي ينهي عمله في علجون بعد سنتين ككاهن رعية، ونستقبل معًا الاسبوع المقبل باذن الله الاب صقر حجازين، ونتمنى له كل النجاح والتوفيق في ارساليته الجديدة.

شكرا أبونا سامر، ومبروك للأم فلافيا… والله يعطيكم العافية.

Exit mobile version