أخبار متفرقة

هل كان الله اختار امرأهً اخرى لو أنّ مريم قالت لا؟

روما/ أليتيا (aleteia.org/ar) سألنا الأب أنطوان حنا لطوف”هل كان الله اختار امرأهً اخرى لو أنّ مريم قالت لا”؟ إليكم الجواب:   السؤال من أساسه باطل. فمريم هي جزءٌ من تدبير الخلاص الذي أعدَّه الله منذ الأزل. فكما أعدَّ الله ابنَه منذ الأزل لإنجاز تدبير الخلاص، فيكون المخلص، كذلك اختارَ مريم لتكون والدة الإله وأمّ المخلِّص. وليس…

Published

on

روما/ أليتيا (aleteia.org/ar) سألنا الأب أنطوان حنا لطوف”هل كان الله اختار امرأهً اخرى لو أنّ مريم قالت لا”؟ إليكم الجواب:

 

السؤال من أساسه باطل. فمريم هي جزءٌ من تدبير الخلاص الذي أعدَّه الله منذ الأزل. فكما أعدَّ الله ابنَه منذ الأزل لإنجاز تدبير الخلاص، فيكون المخلص، كذلك اختارَ مريم لتكون والدة الإله وأمّ المخلِّص. وليس في جميع النساء، من حوّاء حتى نهاية الازمنة، مَن يستحقّ هذا الشرف الفائق. وهذا معنى قول الملاك “يا ممتلئة نعمةً”، وقول أليصابات “مباركةٌ انتِ في النساء”.

 

الله اختارَ مريم منذ الأزل، وهو بحسب تدبير الخلاص، وبسابق علمه، كان يَعلم أنَّ مريم سوف تقول “نعم”. وسؤال الملاك يدلّ فقط على احترام الله لحريَّة مريم. وسابق معرفة الله بجواب مريم لا يلغي حريَّتها، تماما كما أنَّ سابق معرفة الله بالمستقبل لا تلغي حريَّة الإنسان. فنحن نتعامل مع الله الكليّ القُدرة والكليّ المعرفة والحاضر في كل مكان وزمان، وفي الابدية، وهو “أبو الأبد”، كما قال أشعيا. فهل يجهل ما سوف يكون جواب مريم؟ واستطرادًا، لو أنّ مريم أرادت أن تقول “لا”، لكان عرف ذلك، ولما سألها.

لهذا، فالقول: “إنّ الله كان اختارَ سواها”، يُنكر فرادة مريم في التَّاريخ وفي تدبير الخلاص، وأسبقيَّة اختيارها منذ الأزل. ويُنكر تمييز مريم العذراء الكليَّة القداسة عن جميع نساء العالمين، ويُنكر كمال ودوام بتوليتها، وطهارتها الكليَّة، وعصمتها من كلّ خطيئة. ويُنكر استحقَاقها أن تكون والدة الإله وأمَّ المخلِّص، ويُنكر شفاعتَها التي لا تُرَدّ، وانتقالها الى السماء بالنفس والجسد، وتكليلها سلطانةَ السماء والأرض، ويجعلُها امرأةً عاديَّةً مثل سواها من النِّساء، ومُساوية لأيّ امرأة اخرى.

 

 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

Exit mobile version