أخبار متفرقة
ناداه الواجب المقدّس… هكذا استشهد المقدم المغوار صبحي العاقوري
أخبار الكنيسة اليومية عبر موقع أليتيا – تابعونا على الرابط التالي : https://ar.aleteia.org/ لبنان/ أليتيا (aleteia.org/ar) كانت الساعة الخامسة فجرا”، لليلة السبت في ايار. رن هاتف صبحي العسكري وطلب اليه الالتحاق بثكنته في مهمة عاجلة. صبحي العاقوري المقدم المغوار ترك زوجته واولاده الاربعة ونفذ ما طلب اليه. وفي اليوم التالي حين اتصلت به زوجته قال لها ان…
لبنان/ أليتيا (aleteia.org/ar) كانت الساعة الخامسة فجرا”، لليلة السبت في ايار. رن هاتف صبحي العسكري وطلب اليه الالتحاق بثكنته في مهمة عاجلة. صبحي العاقوري المقدم المغوار ترك زوجته واولاده الاربعة ونفذ ما طلب اليه. وفي اليوم التالي حين اتصلت به زوجته قال لها ان هناك ارهابيين قتلوا عسكريين في الشمال ونحن ذاهبون لمحاربتهم واقفل الخط.
تروي ليا أنها للوهلة الاولى لم تقلق الا قليلاً نظراً الى المهمات الصعبة التي ينفذها فوج المغاوير دوماً لكن القلق الحقيقي بدأ يفتك قلبها حين بدأت الاخبار ترد عبر الشاشات الصغيرة عن خطورة معركة نهر البارد.
“كنت اطمئن عليه مرة في اليوم في نهاية النهار وكان دوماً يقول لي أن ما من شيء خطير والوضع مسيطر عليه.”تقول ليا لكنني مع عائلته وعائلتي كنا نعيش على أعصابنا وكنا كلما سقط شهيد نشعر أن مزيجاً من الحزن والالم والخوف كياننا”.
“أنا صبحي لا تخافي، اصبت بكتفي وأنا ذاهب الى المستشفى فلاقيني ولا تقلقي لأنني بخير”.كانت المرة الاولى التي يصاب فيها المقدم المغوار في المعركة وحين وصلت ليا الى المستشفى برد قلبها لأنها رأته بخير وعلمت أن إصابته ليست بالغة. وقد طلب الأطباء إليه أن يرتاح لمدة في البيت، لكن صبحي لم يرتح إلا ليوم واحد في بيته ليعاود الالتحاق برفاقه في الشمال من دون حتى أن يكون قد فك القطب..كان الواجب المقدس يناديه ولم يكن يسمع في داخله غير صوت هذا الواجب.
لم يكن صبحي يأتي إلا نادراً جداً الى المنزل أثناء تلك المعركة السوداء لكنه في ٢٩ تموز عشية عيد مولد ابنته الكبرى إتصل بليا وقال لها:”حضري لعيد جويس،أنا آت الى المنزل غداً وسنحتفل جميعاً..”.
وتتوقف ليا عن الكلام..تعود تلك اللحظات اليها مع انها لم تنساها ابدا..ثم وبعد فترة من الصمت تتابع:”كانت المرة الأخيرة التي يأتي فيها زوجي الى البيت .غادر بعد عيد ابنته ولم يعد ليكون هذا الامر اخر ما قمنا به معا”.”
وبصعوبة كبيرة تتابع ليا عيش الاحداث :”في تلك الليلة حاولت الاتصال به مرات عدة لكن هاتفه كان مغلقا”.اتصلت برفيقه فأجابني أن صبحي قد يكون باجتماع,مؤكدا” انه سيحاول في وقت لاحق التحدث معه.وفجأة وابل من الاتصالات انهال علي .أصدقاء كثر اتصلوا ليسألوني ان كنت قد تحدثت الى صبحي.هنا بدأت فعلا”أشعر بأن أمرا” ما يحدث,الى أن اتصل أخي وقال لي أن ثمة من يقول أن صبحي مصاب.بعجلة عاودت الاتصال برفيقه فقال لي:”ما دمت عرفتي سأخبرك الحقيقة أن صبحي مصاب وقد نقلته مروحية الى مستشفى رزق..”
“لم أقدر أن أبقى واقفة” تقول ليا , ” فجلست وقلبي يقرع حتى يكاد ينفجر,حتى مفاتيح السيارة لم استطع حملها بيدي , هذه المرة صبحي لم يتصل بها ليطمئنها الى أن اصابته طفيفة وغير خطيرة,فكيف لا تخاف؟ حين وصلت الى المستشفى رأيت يده اليمنى وبطنه متضررين جدا” والحروق تغطي يده اليسرى وعينه وكان فاقد الوعي كليا”.قال لنا الأطباء ان علينا نقله الى فرنسا لمعالجته لأن في لبنان الأمر صعب جدا”.
وحزمت ليا الحقائب…وتركت أطفالها الأربعة وسافرت مع صبحي علها تجد في مكان ما على هذه الأرض بقعة أمل تعيد زوجها اليها والى أطفاله.
ثمانية وعشرون يوما” بقيت وصبحي في فرنسا.في الأسابيع الثلاثة الأولى كان نائما”دوما”يخضع للعلاج.
“ما زلت أشعر بوقع ابتسامته حين أطليت من باب الغرفة لما أخبرني الطبيب أنهم أيقظوه ,كانت الممرضات من حوله ولما دخلت نظر الي وابتسم من قلبه!!لا يمكنني أن أنسى هذا المشهد ولا للحظة واحدة !! وتتوقف مرة أخرى عن الكلام, تعود اليها ابتسامة صبحي تلك الابتسامة اللطيفة لترى أمام عينيها وجهه الموجوع.
وصل أهله الى باريس في الأسبوع الرابع ,ومع أن حاله وقتها كانت تتحسن لكن الألم الذي كان يشعر به كان شديدا”.كنت أحاول أن أخفف عن والدته التي كان الضيق يأكلها بالقول ان المهم أن صبحي لا يزال حولنا.
في إحدى الايام، اتصلوا بي وطلبوا إلي الحضور على الفور لأن ثمة أمراً خطيراً حصل. ولما وصلت دخلت فوراً عند الطبيب المسؤول الذي شرح لي بهدوء شديد أن صبحي خضع لعملية جراحية لتنظيف الجروح وكل شيء كان على ما يرام إلى حين أراد الفريق الطبي نقله الى الغرفة فتوقف قلبه..”حاولنا إنعاشه لكننا لم نفلح مع الأسف سيدتي”.سألته:”ما تعني،هل توفي صبحي؟”فأجابها بالهدوء نفسه:”نعم سيدتي”.
أولاده..الكبرى جويس كانت تبلغ من العمر سبعة أعوام، وجو خمسة وكلوي ثلاثة وكريستي سبعة أشهر..رحل والدهم..إستشهد والدهم..تاركاً لكل واحد منهم ولزوجته صورة عن ضابط مقدام ،كان يلتحق بثكنته من دون أن يستدعى إن طرأ أمر عاجل،عن أب كان جيشه وعائلته كل حياته،عن زوج قال لزوجته:”إن رحلت يوماً ما يا ليا أعرف أنكم ستكونون بأمان لأن الجيش لن يترككم وسيكون كما هو اليوم عائلتكم الكبيرة..”
رحيل صبحي لم يكن النهاية، لأن ليا أسست جمعية تحمل إسمه وتحمل أيضاً شعار:”لله رجال إن هم أرادوا أراد”تعنى بأطفال لبنان عامة وبأطفال شهداء الجيش والعسكريين في الخدمة الفعلية خاصة وتقوم بنشاطات جمة لهم كالسفر الى الخارج وتنظيم الرحلات والمخيمات الترفيهية،إضافة إلى إنشاء الحدائق العامة في أكثر من منطقة لبنانية وتجهيز القاعات في الثكنات العسكرية،ل تكون هذه المؤسسة الصغيرة التي أسستها زوجة مجروحة بحاجة لمن يقف الى جانبها،سنداً لكثير من العائلات والزوجات والأطفال ويمكن للراغبين التعرف إليها أكثر الدخول على موقعها على فايسبوك
Association of the Martyr Lieutenant Colonel Sobhi Al Akoury
قطعاً من جسدها قدمت المؤسسة العسكرية تضحيات للوطن وستبقى تقدم وتكتب على صدرها ملاحم البطولة.وفي معركة نهر البارد قطع صبحي ورفاقه رأس الإرهاب.فمن يبقى لنا اليوم أملاً غير رجال المؤسسة العسكرية لإنتشال لبنان من بؤرة تكاد تفتك بأمنه متسللة إليه ومدعومة من البعض،هم المباركون من الشهداء رفاقهم ومدعومون من صلوات أحبائهم وقوة السماء….
نقلاً عن صفحة Eddy Daoud
انضمّوا إلى هذه الصفحة التابعة لأليتيا لتصلكم أخبار اضطهادات المسيحيين في الشرق والعالم: