أخبار متفرقة

مسيحيو الشرق…الوجع الكبير والرجاء الأكبر

يعيش مسيحيو الشرق حال من الضياع، أرضهم التي سكنوها والتي ورثوها عن أجدادهم، احترقت أمام اعينهم، رووها بدموع الأمهات والأطفال ودماء الشهداء الذين رفضوا التخلّي عن إيمانهم. قرى العراق وسوريا أشبه بشوارع أشباح، لا زالت روائح الجثث حتى اللحظة تنتشر في كل مكان، ألغام، قذائف غير منفجرة، بيوت مدمّرة، ودولة غير قادرة على حماية عودة…

Published

on

يعيش مسيحيو الشرق حال من الضياع، أرضهم التي سكنوها والتي ورثوها عن أجدادهم، احترقت أمام اعينهم، رووها بدموع الأمهات والأطفال ودماء الشهداء الذين رفضوا التخلّي عن إيمانهم.

قرى العراق وسوريا أشبه بشوارع أشباح، لا زالت روائح الجثث حتى اللحظة تنتشر في كل مكان، ألغام، قذائف غير منفجرة، بيوت مدمّرة، ودولة غير قادرة على حماية عودة المسيحيين، ناهيك عن تواطؤ العديد من الجهات والأحزاب لمنع عودة المسيحيين ومصادرة أراضيهم.

وأنت تسأل المسيحيين الذين هاجروا الى أمريكا، كندا، أو السويد أو غيرها من الدول، لا يمكن أن تحصي الدموع المنهمرة من عيون ثكلى، لكنها تردّد كلمات يسوع في الإنجيل الذي أعد منازل كثيرة لاخوته هؤلاء الذين ثبتوا على ايمانهم.

لم يبق لهؤلاء سوى ذكريات الماضي، ألم الهجرة، صليب موت الاقرباء، الحنين، لكنّهم وعلى الرغم من انشغالات العالم بأمور الاقتصاد والنفط وعدم الاهتمام بقضايا المسيحيين، حمل هؤلاء انجيلهم الذي هو رجاؤهم الوحيد في الصعاب، فيسوع قد حذّرهم من ذلك، ولكن قال لهم في المقابل، طوبى لكم إن عيروكم واضطهدوكم من أجلي، وهم يرددون مع القائم من الموت “أنا غلبت العالم”.

يعرف المسيحي في هذا العالم أنه مهاجر، حتى لو سكن في بلد آمن، لا حرب ولا اضرابات فيه. هذا العالم ليس سوى جسر عبور، ويعرف المسيحيون أيضاً أنهم سيضعون اكليل المجد ويشاهدون وجه سيدهم الذي وعدهم بالملكوت إن ثبتوا على ايمانهم.

الوجع الأكبر هو وجع الغربة، فقدان اللغة، تراجع الثقافة التي حملوها لأجيال أمام ثقافة الغرب الغريبة عنهم، ثقافة إن لم يقبلوها هجّرتهم من جديد. تطالب الكنيسة هؤلاء بالتمسك بايمانهم، بتراثهم، بلغتهم، ولكن هناك أمل، فالمسيحي لا يترك للشك مكان.

في السويد مثلاً التي تستضيف آلاف المهاجرين المسيحيين من اصول تركية، سريان، تشهد الكنيسة والمجتمع نمواً كبيراً من حيث تعليم اللغة السريانية، بناء الكنائس، تكاثر الأولاد، ومن الصعب سلخ السرياني عن مجتمعه الأم.

الكلام عن مسيحيي الشرق كبير، الذين ما زالوا في أرضهم ربما يرغبون في الهجرة، والذين في الهجرة يرغبون في العودة، إنها دوامة لن تتوقّف إلّا اذا توحّد المسيحيون وقرروا أن يكونوا يداً واحدة، على اختلاف كنائسهم وطوائفهم، وكما قال يسوع، كونوا نور العالم وملحه، ربما هو مخطط الروح القدس أن يزرع المسيحيين في أرض جديدة، فقدت القيم والقداسة، فيكون هؤلاء المسيحيون المبشرين الجدد ويخلق معهم عالما جديدا، عالم الملكوت.

رجاء عدم نقل المقال على أي صفحة اخرى

Exit mobile version